أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال المظفر - ثمن الحرية الثقافية !!














المزيد.....

ثمن الحرية الثقافية !!


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 05:29
المحور: الادب والفن
    



في لحظة ما أفلت المثقف العراقي من سلطة الرقيب ومقصه الذي قلّم ذاكرته ولسانه، وبات يمارس حريته بعيدا عن كل أشكال الرقابة ، سواء الذاتية منها والتي تعوّد على برمجتها في مخيلته، يشذب ويشطب المفردات اللاذعة التي تثير السلطة ، وكأنه المخبر السري الذي يراقب ظله ويشك في كل مفردة يمكن ان تهيج النظام وتعبث بالأمن الداخلي (الشخصي والسلطوي ) ... ورقابة أخرى شبه حكومية يمارسها ثعالب السلطة الذين يتصيدون لزلات او شطحات الألسن، وما أقسى تلك الشطحات حين تفلت من مخيلة المثقف الممتلئ حيوية ونشاطا (سياسيا) لا جنسيا، لان اغلب المثقفين العراقيين يتمتعون بفحولة سياسية تطغي على الفحولة الجنسية، ويتهم الذين يلتزمون الصمت (بالاخصاء السياسي)...!!
فلت المثقف العراقي من قبضة الدكتاتورية التي كانت تعصره من وسطه، أيديولوجيا واقتصاديا ، فالادلجة ان تكون مع النظام بثورته وإرادته وجبروته وكبريائه وبطشه وطيشه وولعه بشراهة العظمة . اما الاقتصادية، فهو الحصار الذي يمارس على المثقف، إذ كانت مؤسسات النظام الإعلامية والثقافية تستغل المثقف، وتمنحه ما لا يسد مصروفه اليومي، وعليه ان يقنن في مصروفه ويستغني عن السكائر والملابس واللحوم الحمراء والبيضاء، وان يعتمد الريجيم الاعتباري ليصل إلى مستوى نحافة خصر هيفاء وهبي أسطورة الجمال العربي ليتناسب مع الترشيق السياسي ، فالترهل كارثة عربية متوارثة، لان العرب منذ ان وجدوا يضربوا بـ (الثريد) ويثنون بالدهن الحر، ويتناوبون على امتطاء الخيول والنساء ، والمصائب والنوائب ، ويتقنون الصولات والغارات على جيرانهم ..
المثقف المؤدلج قبل الرشاقة السياسية يضيق الخناق على الأحزمة ، اما بعد الرشاقة فإن الحزام يدور على خصره (خمسة وخميسة) لتجنب الحسد عن (الرفاه) السياسي والاجتماعي الذي وصله هذا الكائن المسالم الذي لايتقن غير الكتابة والسراح في عالم الخيال ..
أفلت المثقف من تلك القبضة ليواجه قبضة أخرى لا تقل وطأة عن سابقتها ، حيث مطرقة الاحتلال والثقافات المنحرفة والمشبوهة وشبح البطالة المقنعة التي يتخفى خلفها المثقف ، بعدما بطش بهم ولي أمر الدولة العراقية آنذاك بول بريمر في قراره الشجاع بحل وزارة الإعلام ومصادرة حقوق أكثر من خمسة آلاف عائلة بالتمام والكمال ...
قد يحسدنا مثقفو دول أخرى ذات أنظمة شمولية يحتل ساستها الكراسي احتلالا بربريا ، ولا يتركونه إلا بانقلابات عسكرية او موجة صراع دموي تقود إلى انهيار دولهم ، على الحرية التي دخلنا في متونها ، ولكن لا يعرفون ان لهذه الحرية ثمنا لم ينلها المثقف بـ (الساهل) مثلما يقول المثل ، ولكن ثمن هذه المفردة دماء ذرفها عدد كبير من صنّاع الحروف عبر التصفيات الجسدية ، من لا يروق له ما تكتبه او لا يناسب أيديولوجيته وعبقريته يبيح دمك بجرة قلم او بنبسٍ من شفتيه او يرهبك بزبانيته وحاشيته لكي يوقف نبض قلمك ....
نعم ، لقد نلنا الحرية بصعوبة ، ونمارسها بمشقة ، ربما لدى بعض الساسة او رجالات المافيا قصر نظر تجاه القلم في لحظة (كبسلة) فكرية إذ يتصورون ان هذا القلم فوهة مدفع او صاروخا بالستيا او ربما إبرة الموت الرحيم لأدمغتهم المعبأة بالموروثات السوداوية التي تدعي كل تجديد حضاري انقلابا على السلطة ، لا كما يراه الآخرون من المتذوقين بأنه الرشيق الأنيق الباعث الباحث عن كل ما هو ناصع وجميل ...



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا للعراقية هذا الترمل
- علكة (كلاب السلطة)..!!
- عمق الدرس الثقافي
- انقذوا ماتبقى من المبدعين
- لسنا مضحكة يااصحاب المعالي
- قراءة في ( كيس من الفوضى في زريبة )
- حرامية بثياب السلطة
- الفتاوى تطال ميكي ماوس
- قراءة في سيرة النهد الامازيغي / مليكة مزان انموذجا
- صناعة الفتوى ... صناعة الموت
- شوربة الوزير
- الهلاك الذاتي
- دولة رئيس الوزراء اوقف ارهاب المسؤولين
- البناء العمودي والفقر الافقي
- الشرقيون والحرمان العاطفي
- ملف الكهرباء .. الى اين
- قصائد آيلة للسقوط
- التكنوقراط وثقافة الميكاواط
- راوندوزي وكروكر وحزورة المالكي
- عندما تكتب الانثى بلغة الجسد/ فاطمة محسن، مثلا


المزيد.....




- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ
- ثبتها الآن.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على نايل سات واستمت ...
- عروض لأفلام سوفيتية وروسية في بوينس آيرس


المزيد.....

- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال المظفر - ثمن الحرية الثقافية !!