أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبتهال بليبل - الفكر شريان الحياة














المزيد.....

الفكر شريان الحياة


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2593 - 2009 / 3 / 22 - 09:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لو حاولنا اليوم بقليل من المقارنة بين إمراة لزمت البيت وحرمت المجتمع وأخرى عملت في حرفة واختلطت بالمجتمع ، لنحاول وضع سقف زمني لهما ولنقل عشرة سنوات مثلاً ، يوضح لنا مقدار الفرق الشاسع بينهما ، فأن قيم الحياة إلى حد كبير قد ألغيت عن المرآة التي لزمت البيت ولم تختلط بالمجتمع بينما هي قد روعيت عند الأخرى ، فنجد الأولى تركد وتسمن وتترهل لقلة حركتها ، ولضيق آفاقها الفكرية والنفسية ، بينما الثانية تنشط في عملها وتحافظ على جسدها ولنقل أنوثتها أو هندامها وكلما مر الوقت بها تتسع آفاقها وتتطور ..حتماً نحن قد ورثنا من التقاليد أخطاء كثيرة ألغت المرأة في مجتمعنا وكادت تغيبها عن إحساسنا ، وقد كوفحت هذه التقاليد بتعميم حرية المرأة وانتشار المدارس على حد بعيد ، ولكن لا يزال لهذه التقاليد رواسب أذا لم ترفع إلى إحساسنا الذهني فأنها لا تزال تصبغ عواطفنا وتؤثر في حياة المرأة ...
يقضي على المرأة أن تعمل كالرجل فتحترف مهنة ترفعها من الأنثوية إلى الإنسانية وتربيها طوال العمر وتحملها على النمو والإيناع النفسي ، ولو نحاول المقارنة مع الرجل لوجدنا الرجل غير منفصل عن المجتمع على الرغم من أن هناك رجال قليلي الاختلاط بالآخرين ، لكن الرجل يختلف بذهنيتهُ عن المرأة ولسبب واحد أنه يشبع ذهنهُ باستمرار في البحث عن ما في هذا الكون فنجد بعضهم يذهب إلى المقاهي وآخرين يقرؤن الصحف ويتابعون الأخبار وغيرهم يحاول الإمساك بعطل كهربائي أو فك شفرة معينة للغز الكتروني ، بينما المرأة لا تحاول أن تنمي ذهنها وفكرها متكئة على جانب العمل المنزلي اليومي فقط فنادراً ما نجدها تقرأ وان حاولت الاستفسار عن سبب ذلك تقول بردٍ بائس يوحي عن مدى تهميشها لوجوديتها ( راحت علينا ، كبرنا ) هل هذا رد يكمن في المرأة التي تربي أجيالاً وأي جيل هذا سيكون ؟؟؟
الحياة عطاء مستمر وملازم لوجوديتنا ، الحياة هي الشيء الوحيد في هذا الكون يكون عطائه بنظرية عكسية نعطيها من خلال إمداد أفكارنا وعقولنا بما يخدمها فهي نار ملتهبة تمتص كل ما يرمى فيها كي تكبر وتعلوا وتضيء ، وقودها عطاء فكري قبل أن يكون مادي ، فالفكر هو الذي يمد شريان المادة وهو الذي يحيه ....والعطاء الذهني والفكري يولد السعادة فالجميع ينشدها ويتحدث عنها كأنها بديهية لا تستحق مناقشة لأننا نعد السعادة خير ما يطلب في هذا الوجود ، ومعنى السعادة يختلف من شخص لأخر ، وأن كان المألوف أننا نعني بهذه الكلمة راحة البال وسلامة النفس والصحة ، ولكن إذا كان هذا مفهوم السعادة لدينا ـ إذا لماذا نجد الكثيرين الذين حققوها لا يشعرون بها فحياتهم شبيه بالركود والذهول خالية من التفزز والتنبيه ، ليعقب ذلك تلبد ذهني يشبه الجمود .... حتماً هناك سر ؟؟ ولكن ما هو يا تُرى ؟؟ أول ما يجب أن نعرفه أن السعادة ليست مادية وعلينا التمييز بين السعادة والسرور ، لأنهما كثيراً ما يتشابهان ـ ذلك إن السرور أو اللذة مادية ـ أما السعادة فهي فكرية فنحن نسعد بالأيمان أو عكسهُ ونسعد بالأمل لأنه يحفزنا ويولد الكفاح ولكننا نسر ونتلذذ بالطعام أو اللباس أو المال ، وبما أن هذه مادية فأنها تتوقف على جوع يشبع أو طمع يحقق ثم تؤجم في النهاية أي تؤدي إلى السأم ، لكن السعادة ولأنها فكرية ولأنها تقوم على إيمان أو كفاح أو اتجاه لا تؤجم ولا تؤدي إلى السأم ، السعادة باقية دائماً والسرور وقتياً وزائلاً ، الناس سعداء عند السيطرة أي عندما يشعرون بأن الجميع يلبون رغباتهم ويحققون أهدافهم ...
السعادة تكون أكثر شيوعا بين أولئك الذين تربطهم علاقة حميمة (مثلاً كالأزواج ) ، وهذا يعكس الدرجة التي استطاع بها هؤلاء الناس تلبية احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية ، السعادة تميل إلى أن تكون أكثر شيوعا بين المديرين لمهنتهم ، أي الناس الذين هم من يسيطر على العمل الذي يقومون به ، وليس تابعين لرؤساء.
إذن فالسعادة ذهنية ولن تنتج دون عطاء فالفكر كي يعيش ويستمر يحتاج إلى عطاء، وهذا العطاء يكمن في التعقل الذي ينتج بدوره من البحث والقراءة والتطلع...
ينبغي أن نبحث عن السعادة في معناها الإنساني العالي ، لتزيد حياتك حيوية لا أن ينقص هذه الحياة بالاقتصار على المعيشة الحسية الآنية كالمسرات مثلاً هذه هي السعادة التي يجب أن ننشدها الفهم والتعقل وتغذية إحساسنا الذهني والفكري ...



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخطبوط الرشوة !!! جريمة وأسلوب منحرف
- أسطورة الأنوثة
- المرأة المثقفة تخفق في تصوير تجربة المرأة الشرقية !!!
- حوار مع وزير المراة الدكتور نوال السامرائي
- تحقيق / وظيفة المرأة ليلاً .. ونظرة المجتمع ؟!!
- تحقيق / الأنوثة للفنون !!!
- الحروب الإنسانية
- غَثَيَان الليل
- مساحه ل احتساء الوجع
- الشعور بالسعادة
- خنساء العرب الجريحة
- أنهم يعملون لخدمتنا ؟!!
- الباب الشرقي .... سوق المشانق والظلام
- من سيصنع المستقبل ؟؟؟
- الإنسانية محور وجودنا الأبدي
- لكل حدث حديث
- حقوق الإنسان ... الحلقة المفقودة
- اليوم ذاكرتنا مخدرة باليأس
- مظلمة للكاتب
- المرآة والأسطورة


المزيد.....




- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبتهال بليبل - الفكر شريان الحياة