أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - نتانياهو الطامح لأكثر من تشكيل حكومة!















المزيد.....

نتانياهو الطامح لأكثر من تشكيل حكومة!


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 04:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يبدو أن نتانياهو سوف يتخطى أجواء الأزمة والشلل في حكومته التي لم تر النور بعد، في ظل انسداد العديد من الطرق، وفشل محاولات إيجاد تشكيلة حكومية مستقرة ومنسجمة على برنامج عمل سياسي شبه موحد، سواء إزاء القضايا الداخلية الشائكة المحفوفة بمخاطر الوقوع في أزمة ركود اقتصادي عميقة، يمكنها أن تستفحل أكثر في غياب المنقذ المأزوم هو الآخر في أوضاعه الاقتصادية المشابهة، أو إزاء قضايا الصراع والمفاوضات مع الفلسطينيين والسوريين، أو حتى إزاء الملف النووي الإيراني وكيفية التعاطي معه، في ظل معطيات أميركية جديدة، تدفع نحو الحوار، وتستبعد حتى اللحظة إمكانية شن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية، في الوقت الذي تجهد فيه طهران للتأكيد على سلمية برنامجها النووي، وإن لم تستطع الإفصاح عن طموحاتها المضمرة، فيما تلح إسرائيل من جهتها على التلويح بخطورة هذا البرنامج على أمنها الإستراتيجي.

وبعد كل تلك المشاورات والاتصالات بالكتل الأساسية في الكنيست، يبدو أنه بات من الصعب الوصول إلى اتفاق ائتلافي موسع، رغم المحاولات المحمومة للاتصال ثانية بالكتل التي رفضت دخول الحكومة حتى الآن، ما يضع نتانياهو على حافة اليأس من إمكانية تشكيل حكومة موسعة ومستقرة، خصوصا في مواجهة التحديات الكبرى التي سبق له وأن حددها، وما يني يحددها ويؤكد عليها منذ العام 1999، عام خروجه مدحورا من رئاسة الحكومة أمام إيهود باراك.

من هنا اعتبار عوفر شيلح (معاريف 23/2) أن نتانياهو أمام قرار مصيري، ففي عهده ستواجه إسرائيل التهديد الأكثر تعقيدا الذي يقف أمامها منذ أيامها الأولى: ماذا نعمل وماذا لا نعمل، من يعمل أو لا يعمل إزاء التهديد النووي الإيراني، أي قرار سيتخذه نتانياهو سيكون قرارا غير مسبوق، وهو من جهته "يأمل في أن تساعد إدارة أوباما في حل المسألة من أجلنا ومن أجله، إذ أن الأمر أكبر كثيرا من كونه مشكلة تخص إسرائيل".

في مطلق الأحوال لا يبدو أن نتانياهو بائتلافه الحكومي الوليد، سوف ينجح في تبني برنامج سياسي واضح، للتعاطي مع ملفي التفاوض مع الفلسطينيين والسوريين، رغم وجود توجهات أميركية تحاول تحريك أوضاع التفاوض عبر مبعوثها الخاص للمنطقة جورج ميتشل وإقامته أو فتح مكتب دائم له في القدس.

وفي حين أكد المبعوث الأميركي أن واشنطن لا تزال ملتزمة شروط الرباعية الدولية، وأن الموقف سيبقى على ما هو عليه مع تشكيل حكومة وحدة فلسطينية، إذا ما نجح الحوار ولجانه في التوصل إلى إقامة مثل هذه الحكومة، اعتبر نتانياهو أن استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ستؤدي إلى التطرف في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولذلك يجب عدم تشجيع حصول ذلك. ولهذا استبق تشكيل مثل هذه الحكومة كثمرة للقاءات الوحدوية الفلسطينية، ليعيد التذكير بالاشتراطات الدولية السابقة، قائلا بأن تلك الحكومة عليها الالتزام بشروط الرباعية الدولية، وذلك بمقابل التزامه هو وحكومته العتيدة بكل الاتفاقيات التي التزمتها الحكومة الإسرائيلية السابقة، الأمر الذي اعتبرته التقارير والتحليلات الإعلامية الإسرائيلية رسالة إلى الإدارة الأميركية وإلى رئيسة حزب كاديما بشأن موقفه مما يسمى بالعملية السياسية مع الفلسطينيين.

وإذا كانت التشكيلة الحكومية تمثل أحد أول وأبرز التحديات التي تواجه نتانياهو، فإن التحديات الأخرى التي تواجه إسرائيل، لا تقل مصيرية، حيث يواجه نتانياهو قائمة أولويات سوف يكون من الصعب الاختيار أو المفاضلة بينها، بدءا من الملف النووي الإيراني الذي يعتبره التهديد الأكبر على وجود إسرائيل منذ ما أسماها حرب الاستقلال عام 1948، والأزمة الاقتصادية الأشد منذ 80 عاما تهدد أماكن عمل مئات آلاف الإسرائيليين.

وفي هذا الصدد يوضح رئيس هيئة الأمن القومي السابق الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، أن هناك أربع مسائل خلافية بين الحكومة الإسرائيلية القادمة وإدارة الرئيس باراك أوباما، الأولى تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، والثانية بشأن الملف النووي الإيراني، والثالثة تتعلق بعلاقة واشنطن بسوريا ولبنان، فيما تكمن المسألة الخلافية الرابعة بالأزمة الاقتصادية.

وإذا كان نتانياهو لم يتطرق إلى عملية التفاوض مع الفلسطينيين أو السوريين، فإن مواقفه المعارضة للتنازل عن أية أراض للفلسطينيين أكثر من معروفة، وهو في دعمه للاستيطان، يفضل التركيز على دعم اقتصاد الضفة الغربية بدلا من التعامل مع قضايا التسوية والمفاوضات الشائكة. وهو هنا سيدخل في تعارض واضح مع الإدارة الأميركية الجديدة التي أوفدت مبعوثا خاصا منذ بداية عهدها، تعبيرا عن أن "عملية التفاوض وإقامة دولة فلسطينية يتصدران أولوياتها".

وسط كل هذه المصاعب، يبدو التمنّع من دخول الحكومة من جانب ليفني وحزبها، وحزب العمل، وحتى اشتراطات ليبرمان التي استجيب لها نظرا للحاجة الليكودية الواضحة لتشكيل حكومة يمينية بأي ثمن، هذا التمنّع يحمل أكثر من طموح رؤية الانتخابات القادمة وقد حان أجلها، وذلك في محاولة للقفز إلى موقع رئاسة الحكومة، وهذا ليس طموح ليفني أو باراك وحدهما، وإنما هو طموح ليبرمان أيضا.

أما هوس البقاء في صفوف المعارضة لدى ليفني، فهو نابع من محاولة التأكيد على التمايز السياسي عن برنامج الليكود، وبالتالي عن برنامج الحكومة القادمة، فهي لا تريد أن تسجل على نفسها أو على الحزب الذي باتت تقوده، أنهما يمكن أن يتماهيا أو يتطابقا برنامجيا مع حزب خرجوا من صفوفه، ليشكلوا حزبهم "الوسطي" الذي أرادوه مختلفا ومتمايزا عن أحزاب اليمين الديني أو أحزاب اليمين القومي المتطرفة، لا سيما إزاء المسار التفاوضي الفلسطيني أو حتى السوري.

من هنا رهانها على عدم مقدرة نتانياهو تشكيل حكومة يمكن أن تعمّر طويلا. حتى باراك نفسه يأمل أن تكون حظوظه أعلى في الانتخابات المقبلة، أقله لجهة التأثير على التشكيلة الحكومية التي يمكن أن تأتلف على برنامج هو أقرب إلى برنامج حزبه، من ذاك البرنامج الذي يمكن أن يكون نتاج ائتلاف قوى اليمين الديني والقومي، في إطار حكومة تفتقد للوضوح السياسي، في ظل ليكود نتانياهو الساعي للتمايز جديا هذه المرة عن حلفائه من اليمين، نظرا لطموحات احتفاظه بالسلطة، من أجل تنفيذ دور أناطه نتانياهو لنفسه ولائتلافه الحكومي الذي لم ير النور بعد، يتخطى فيه ذاته الكاريزمية في استعلائها ورؤيتها "الخلاصية" نحو قيادة إسرائيل للخروج من أزماتها القانونية ومآزقها السياسية والاقتصادية وعلاقاتها بالعالم الخارجي، وضمن ذلك حسم الملف النووي الإيراني، في ظل قيادة جديدة تتحكم بمصادر القرار في البيت الأبيض، وتدفع نحو الحوار حتى الآن، نظرا للمخاطر الجمة التي يمكنها أن تلحق أضرارا أوسع بإسرائيل ومن كل الجهات، إذا ما اعتمدت الخيار العسكري، كما كانت تمني النفس حتى عشية رحيل جورج بوش الابن من البيت الأبيض.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية المغدورة
- استمرار الانقسام يكرس احتلالا للأبد!
- .. لكن المجتمعات هي الخالدة
- الدولة هي الغائب الأعظم!
- -جنة- السلطة الأبدية .. وجنونها!
- هل سقطت ايديولوجيا الأسواق المفتوحة؟
- نحو نقض الميح التدجيني / التبجيلي لنشيد السلطة
- اي مستقبل لاسرائيل واي هوية؟
- أي حوار مع -عقل- لا يقبل الحوار مع مختلف
- المطلق المعرفي ومحنة العلمنة المعرفية
- ضروة تخليق وتفاعل الثقافات وتحاورها
- الجمهوريات الملكية.. او خاصيات السلطة القدرية
- مأزق الرأسمالية المالية
- بوحداتها تنتصر الشعوب
- الشعب المزعوم والامة الموهومة
- في شرط بناء دولة الحداثة والمواطنة


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - نتانياهو الطامح لأكثر من تشكيل حكومة!