سويسرا الجميلة

مدحت قلادة

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 04:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رحمه الله كان ذو الثامنة عشر ذاهب لزيارتي كعادته اليومية إذا بشخص أخر يباغته بوضع قدميه أثناء سيره ليطرحه أرضاً ليحتضن الأرض ويلتصق بما بها من تراب وقاذورات لتلطخ ملابسه إنه أشرف صموئيل ذلك الشخص المريض المصاب بمرض ذهني علاوة على الصرع الملاحق له الذي أودى بحياته صريعاً بعد سقوطه من فوق سطح منزلهم .
كان معوق ذهنياً أيضاً وما أدراك ما المعوق ذهنياً بمصر لا آدمية له الكل يستهزئ به ويسخر من مرضه المزمن كان حينما يسير كل من يقابله يطرحة أرضا مثلما حدث أمامي أو يضربه على رأسه بكل قوة وبلا رحمة أو يبصق على وجه أو يلعنه هكذا يعامل المصريين المعاقين ذهنياً بكل قساوة وتجبر وكبرياء من الآخرين بل من الدولة والمجتمع كله .
في سويسرا الجميلة المعوقين ذهنياً لهم عناية خاصة لهم احترام وتقدير بل ويسَّخر كل المجتمع لخدمتهم ويؤهلهم المجتمع ليصبحوا أداة إنتاجية تستطيع الاعتماد على نفسها والعيش عيشة كريمة فالمتخلفين عقلياً أو المتأخرين ذهنياً لهم مدارس وورش عمل والتحاق بمصانع معينة ليصبحوا قوة إنتاجية يساهموا في الدخل القومي ولهم من الأطباء النفسيين من يعطيهم الحب والفهم والتنوير والمشلول يتم تسخير وسائل مواصلات مخصوصة له تمكنه من الدخول بعجلته إلى الأتوبيس بل حتى إشارات المرور لها أصوات خاصة لتعوضهم في حال فقدان البصر لدى المعاق .
في مصر
ندَّعي أننا شعب ودود عطوف وعلى أرض الواقع نجد العكس لا نقبل الآخر ولا نقبل أصحاب العاهات بل الويل كل الويل للمتخلف عقلياً سيجد مجتمع قاس، سيجد بشر بقلوب حجرية لهم أشكال البشر وفي داخلهم وحوش مفترسة تلتهم أصحاب الحالات الخاصة من أصحاب العاهات النفسية الجسدية والعضوية، أصبحنا مجتمع مثالي على الورق، أصبحنا أفضل الشعوب، وأفضل أمة في الشعارات وانعدمت العواطف الإنسانية من قلوبنا مثل الرحمة والحب والتآلف والعطف.
طوباكي يا سويسرا طوباك يا أوروبا طوبى لكل بلد مجتمع أو فرد يساهم في رفع شآن الآخر خاصة المخالفين من أصحاب العاهات النفسية والذهنية والعضوية.
وبعد كل ذلك هل تعتقد أننا أفضل شعوب العالم.
أخيراً يقاس تقدم الدولة بمدى حصول ذو العاهات الخاصة على حقوقهم ورعاية أصحاب الحالات الخاصة لحقوقهم أين تُصنَّف مصر عالمياً؟!!

#مدحت_قلادة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات