أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مدحت قلادة - حينما تموت الملائكة














المزيد.....

حينما تموت الملائكة


مدحت قلادة

الحوار المتمدن-العدد: 2541 - 2009 / 1 / 29 - 09:57
المحور: حقوق الانسان
    


ملاك طاهر في السنة الرابعة من المرحلة الابتدائية يلهو ويلعب أمام منزله بجانب كنيسة السيدة العذراء بالعديسات يصلي ويحضر مدارس الأحد، لا يعرف سوى الحب يعيش بمشاعر ملائكية، صدى ضحكاته شاهدة عليها أرجاء المنزل.
منبع سعادة لأبيه وأمه وأخوته، بالنظر داخل عيونه البريئة تراه الملاك جرجس أسعد شحاتة يعيش في قرية العديسات.
بيتهم ملاصق لجدار الكنيسة تعلم في مدارس الأحد الحب والتسامح والعطف على المسكين، يعيش حياة ملائكية على الأرض، ذات يوم استيقظ على صوت صارخ للغوغاء والدهماء وهتافات تصرخ "لا إله إلا الله الجهاد التام في سبيل الله، يا محمد فرق الشربات الكنيسة وقعت والقسيس مات" يحملون في قلوبهم براكين أحقاد وكراهية وتحمل أياديهم شعلات نارية يقل لهيبها عن لهيب النيران بقلوبهم يقذفون نيرانهم هنا وهناك لحرق كنيسة وأخرى لحرق محل أو لحرق زريبة للبهائم أو لحرق منزل مسيحي.
الهدف حرق بيوت ومتاجر ومزارع الأقباط ، الكراهية والحقد دافعهم صرخ الملاك الطاهر النار النار النار... ومر اليوم.. نام المعتدين مستريحي الضمير بعد نجاحهم ونصرهم الباهر في معركة العديسات، أما الملاك لم يذق طعم النوم يستيقظ ويصرخ الحريق الحريق الحريق، النار هاتحرق الكنيسة هاتحرق البيت... إلى أن توقفت أنفاسه داخل صدره الرقيق، لقد مات.. مات الملاك.. من الخوف مات.. من الرعب مات.. ومعه الكثير من الأسئلة التي لم يجب عنها.
ماذا فعلت أنا وأهلي لتحرق بيوتنا وكنائسنا؟!
ماذا فعلنا لهم ليحرقوا أرضنا وحصادنا؟!
لماذا الكراهية للآخر؟! لماذا الحقد والضغينة للمسيحيين؟!
هل هؤلاء بشر مثلنا لهم قلوب بشرية يملأها الإنسانية؟ أين تلك الإنسانية؟ وماذا تكون؟!
هل الحرق والقتل وسفك الدماء يرضي الله؟!
أين رجال الأمن؟!
وملاك آخر الطفلة تريزا ما زالت بالمرحلة الإعدادية ابنة الشهيد كمال جرجس رأت أبيها ملقى على الأرض رأسه مفتوح!! ومخه خارج الجمجمة!! لم تعرف أنه أبيها لعدم وضوح معالم الوجه!! فالدماء غطت معالمه مات أبيها وترك بعد استشهاده بناته الثلاثة وابن بلا عائل؟!
مات ملاك العديسات الطفل جرجس أسعد شحاتة ومات قبل ذلك ملاك الكشح الطفلة ميسون غطاس ذات الإحدى عشر سنة والطفل رفعت فايز ذات الخمسة عشر عاماً.
مات هؤلاء الملائكة في دولة ضاع فيها الأمن والأمان واستباح التطرف والتخلف الملتحف بالدين حياة وأعراض و أموال المخالفين.
ونال ضابط الأمن محمد نور ترقية بتعيينه مدير أمن المنيا ليساهم بمجهوده في الاعتداء على دير أبو فانا بالتنسيق مع العربان وأحداث أخرى قرى المنيا!!
تم تصوير محمد الدرة وهو يموت وإظهار رصاصات الغدر على أنها كانت رصاصات إسرائيلية في حين أنها كانت فلسطينية مائة بالمائة ولكنه استغلال هذا الموضوع إعلامياً بمصر بشكل قوي أدى إلى اهتمام عربي موحد واهتمام رئاسي من الرئيس مبارك أدى إلى أرق شديد له، أماموت الملاك الطاهر جرجس شحاتة خوفاً ورعباً، وميسوم غطاس، ورفعت فايز، بحمد لله لم تورق دماء هؤلاء الأبرار السيد الرئيس ولا الأجهزة الأمنية المشتركة في الاعتداء على الأقباط .
أحبائي الشهداء لن ننساكم أبداً أنتم داخلنا ونحن نجاهد لنرفع قصة اضطهادكم عالمياً وهناك شرفاء وأمناء داخل وخارج مصر يعملون من أجل دمائكم الطاهرة هنيئاً لكم الأبدية، والحياة الملائكية .
المراجع
تقرير الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب عن أحداث العديسات .



#مدحت_قلادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يفهم الإخوان والنظام . ؟
- إخوان بروفة
- لعنة العروبة
- شهداء الكشح
- أخطاء اليوم السابع
- العام الجديد والوحدة الوطنية
- إسلام الذي أدمى قلبي
- الحذاء الطائر والملوك والرؤساء بالشرق
- اتحاد المنظمات القبطية بأوربا وذكرى الإعلان العالمي لحقوق ال ...
- هل من الدين؟!!
- مؤتمر اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا وإسقاط الإسلاميين
- بساطة وسذاجة بعض الأقباط
- المشاركة بفاعلية
- الكواليس الخلفية لمؤتمر وحدة المنظمات القبطية بأوروبا
- اتحاد الأقباط
- صورة هزت الضمير العالمي
- القرضاوى والأسلوب الإخواني
- حواري مع زغلول النجار -1-
- ضمير الشرق والكود الأخلاقي
- رسالة لكل قبطي


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مدحت قلادة - حينما تموت الملائكة