أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي محمود خضير - السلطة الودودة!














المزيد.....

السلطة الودودة!


علي محمود خضير

الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 09:41
المحور: الادب والفن
    



لا يمكننا أن نفهم من أين يأتي هذا الملاك النبيل بكل تلك السلطة الودودة!
الحبُ، هذا الملاك الذي يفرض صداقته بسلطة ودودة تناغي كل تفاصيل حياتنا فتجملها وتجعلها تسمو بذاتها حتى وان كانت تعاني حالات بؤسٍ وانكسار، ربما من النادر أن تكون السلطة ودودة، الأمر هنا مختلفٌ مع هذا الملاك الذي خَسِرنا كثيراً لأننا لم نحترم وجوده في حياتنا.
هل هناك مفاجأة إذا قلت ان هزائمنا وانكساراتنا وقسم فاجع من مشاكل مجتمعاتنا المعقدة من أسبابه إننا لا نحب بشكل جيد، أو ربما لا نعرف ان نحب! نعم بهذه البساطة، ولكن، ما هو الحب الذي أتحدث عنه الآن؟
ربما يكون الحب غائباً أو مغيباً كطاقة كامنة فعالة تحركنا وربما لا يكون موجوداً إلا بالمعنى الجسدي في اللحظات الحميمة رغم انها لا تعبر بالضرورة عن لحظات حب، نحن بحاجة إلى بحث وتفسير غيابه الفعلي –كواقع- رغم حضوره الساطع –كافتراض- في أدبنا وخطبنا ورميم كلامنا اليومي المستهلك.
من المهم الإشارة ان العاطفة التي اقصدها ليست نفسها التي تقود إلى الضعف، هناك عاطفة (ضيقة) تقود وتقيد الإنسان وتحيله ضعيفاً منكسراً لا يتصور الحياة إلا بمقدار ارتباطها بحبيبه ( الآخر) ومناخ التغيرات التي تحدث بينهما ( كأن العالم لا شيء سواهما) هنا تصبح العاطفة طاقة سلبية ومصدر ضعف في ذات الإنسان وهي ليست أيضاً العاطفة الساذجة التي هي سمة بارزة يلعب عليها تجار العواطف والرموز لتحقيق مكاسبهم في اللعب على قلوب متيمي الرمز بمختلف وجوهه الدينية والعرقية والسياسية.

اعرفُ ان الحب لا يعيش في أي بيئة، وان هناك نفوساً بور تستأثم الحب وتمارسه كأداة ترهيب وخديعة، تخاف منه وتقمعه، ولا تتورع في أن تستخدمه ابتزازاً ضد تلك النفوس الغير محصنة.


هل لنا أن نتخيل فقط كيف ستكون ملامح مجتمعاتنا وطريقة حياتنا بدون أن نحب؟ لقد جربنا ذلك فعلياً في السنوات المجنونة السابقة فقد كانت سنوات كراهية بامتياز، سنوات استيقظت فيها الوحوش الكامنة داخل صدورنا فعاثت في تفاصيلنا موتاً وتهجيراً واعتداءاً.
الحب فعل إنساني خيّر يشمل كل حركات الإنسان وسكناته، تفكيره وسلوكه ليس فقط رسائل عاطفية بائته في الجوالات أو ورود اصطناعية بلا روح.
الحب أن نقرأ قصيدة جميلة أو رواية جيدة ونعترف لصاحبها بأنها قصيدة جميلة ورواية جيدة!
الحب أن نسمح للمجنون بالعيش دون أن نقلق مملكته باستفزازنا وسخريتنا وجنوننا الضدي!
الحب ان نحترم الكنيسة والمندي كما نحترم المسجد والحُسينية. فعلاً وسلوكاً لا قولاً وشعاراً، هذه ببساطة بعض الأسئلة التي يجب ان نقف عندها في ذكرى عيد الحب الذي تجاهلنا وجوده -كالعادة- إمعاناً في تهميش الأعياد الايجابية!
المهم ان يتحول الحب كشعور داخلي إلى سلوك ايجابي واقعي في الحياة، إلى طاقة تَفعل لأنها تُحب لا تنتظر شيئاً من احد ولا تستسلم لمنغصات الوجود وبيانات نقضه.



#علي_محمود_خضير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوس التعريف
- بعد خراب البصرة
- ثقافة الالغاء
- رجولة!
- طقوس العطشى
- الموت لا يؤجل مواعيده
- للموت اجنحة لا تحترق
- قرب بيتنا همر


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي محمود خضير - السلطة الودودة!