علي محمود خضير
الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 07:27
المحور:
الادب والفن
سأعترف إني تعرفت عليه متأخراً ، وهذا ليس ذنبي او ذنبه ، بل ذنب زماننا الرديء الذي جعل من سركون بولص المسافر ابداً.
لو وجدنا في أوطاننا الحلم ، هل كنا سنغادرها ؟
*
في الشهرين الأخيرين اقتربت منه أكثر من ذي قبل ، كنا نعلم، أنا وبعض أصدقائي في داخل العراق انه مريض و حالته سيئة جدا ، تحدثنا كثيراً مع الصديق باسم فرات لترتيب احتفاء كبير بتجربة هذا الوديع الجميل في البصرة، وكان سعيداً بالفكرة، كان من المفترض إنها تتم في 15/10 ، قبل رحيله بأسبوع، لكن الموعد تأجل ، والموت لا يؤجل مواعيده
*
لا اعرف لماذا فاجئني الخبر حد الصدمة ، رغم علمي انه يحتضر في برلين منذ أكثر من شهر.
*
ما يشدّني في سركون بولص ، تواضعه ، و رغم كل ما عنده من أسباب غرور ، يتناساها ويبدأ من جديد كأي شاعر شاب يبتدئ خطواته الأولى، ......، لن أتحدث على من أقاموا الدنيا بضجيجهم على نص أو نصين هنا أو منصة ٍ ومهرجان هناك.
*
(( رحلة صيد ٍ طويلة )) ، هكذا ينظرُ سركون للشاعر وللقصيدة ، صبره – المفرط - على النص/ على النشر ، تركنا مع بضعة مجاميع شعرية وعشرات القصائد التي لم تجمع في كتاب.
ها أنت أخيرا تريح جسدك المرهق –لأول مرة- منذ ان غادرت كركوك ، ها أنت تغمض عيناً عن كل الدروب والفنادق والحانات والمطارات التي ستتذكر عينيّك القلقتين ، ستتذكرهما جيداً.
البصرة
24/10/07
[email protected]
#علي_محمود_خضير (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟