الروائي العراقي نجم والي يزور إسرائيل ..!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 07:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

مسامير جاسم المطير 1579

الروائي والقاص نجم والي من الأسماء العراقية المعروفة في المنفى وهو يقيم في ألمانيا وقد اصدر عدداً من الأعمال الروائية منها.. الحرب في حي الطرب ،مكان اسمه كميت، تل اللحم، أما أعماله القصصية فهي ..ليلة ماري الأخيرة، فالس مع ماتيلدا، هنا في تلك المدينة البعيدة وقد ترجمت بعض أعماله إلى الألمانية والأسبانية والعبرية مؤخرا قام بزيارة إلى إسرائيل حاملا عينيه الروائيتين ليخترق السطح الإسرائيلي الظاهر في محاولة منه كأديب لبلوغ القاع الباطن في هذا المجتمع . فهل يصبح هذا الروائي أديبا عراقيا مرفوضا أو متهما بشتى التهم وهو الروائي الذي يهمه دائما أن ينقب ويفحص نسيج البنى الداخلية والأدبية في أي مجتمع بالعالم بما في ذلك المجتمع الإسرائيلي الوثيق الصلة بالمجتمعات العربية وحروبها وسياساتها ..؟ هل من المحرمات على الأديب العربي أو العراقي أن يتعرف ، عن قرب ، على المجتمع الإسرائيلي ونظام تشكله التاريخي والاجتماعي والثقافي ..؟
زار نجم والي إسرائيل ليس خائفا من أي تصنيف يلصق به قد يطلقه مثقفون أو أدباء عرب أو عراقيون يستنبطون وعيهم المسبق من مفهوم المعاداة الأبدية لليهود ومعاداة أي خطوات إجرائية لزيارة الأرض المغتصبة التي أقام اليهود دولتهم عليها بمساندة فعالة من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية .
الشيء الذي في الأذهان العربية خاصة في أذهان المنتمين للحركات السياسية القومية أن ارض الله ليست واسعة بل ارض الأقوام العرب هي الواسعة وهي الفردوس الأرضي وكل ارض عداها هي المصدر الأول لعدم الاستقرار في هذا العالم .
أعقبت زيارة نجم والي مقالتان لشرح أبعادها من وجهتي نظر مختلفتين . المقالة الأولى كتبها في جريدة الحياة راسم المدهون في عدد 13 – 3 – 2009 وقد حملت على الروائي نجم والي رغبته في الاستفادة منها لنيل جوائز عالمية بمعنى أنها كانت توددا للمنظمات الإسرائيلية في حين كانت المقالة الثانية تفسيرا لصنيع نجم والي المتوخى من الزيارة كتبها نائل الطوخي في أخبار الأدب المصرية يوم 8 – 3 – 2009 .
خلال الزيارة قام نجم والي ــ استنادا لما كتبه الطوخي ــ أدلى بحوار للصحيفة الإسرائيلية يديعوت أحرونوت‮. ‬كان الحوار بمناسبة ترجمة كتابه‮ "‬تقرير عن رحلة‮ ‬غير سياسية‮" ‬إلي العبرية‮. ‬يصف والي في هذا الكتاب تفاصيل رحلته إلي إسرائيل عام‮ ‬2007،‮ ‬للمشاركة في معرض القدس الدولي للكتاب ساعتها‮.
في الحوار يقول نجم والي كل ما يريد الإسرائيليون سماعه،‮ ‬بدون أدني مبالغة،‮ ‬ويمتنع،‮ ‬متعمداً‮ ‬علي ما يبدو،‮ ‬عن قول أي شيء يغضبهم‮. ‬تقول يوديليفيتش علي لسانه‮: " ‬اتحادات الكتاب العربي تعودت بشكل ثابت علي إدانة كتبه،‮ ‬وكتابه الجديد،‮ "‬Angels Of The South،‮ ‬والذي كان من المفترض أن يتم توزيعه في معرض الكتاب بالقاهرة قبل أسابيع معدودة،‮ ‬تم إخفاؤه في ساعتها بمصر‮".‬
يتحدث والي في الحوار مطولا عن أيديولوجيا‮ "‬الكراهية‮" ‬التي تضرب بجذورها في المجتمع العربي ويضرب مثالاً‮ ‬علي هذا بقصائد الأخوين رحباني،‮ ‬واللذين كتبا لفيروز نصوصا شهيرة مثل‮ " ‬سنعيد بهاء القدس ‮" ‬و"ستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية‮.". ‬يقول‮: "‬هذه الأيديولوجيا جعلت عائلة مسيحية،‮ ‬يفترض أن تغني قصائد عن السلام،‮ ‬تردد بلا تلكؤ كلمات الانتقام والرعب‮. ‬هي تتظاهر بأنها ثورية وترغب في تجنيد الجماهير حتي يؤمنوا أنه لا حل للصراع علي فلسطين إلا استخدام قوة الذراع‮.
كما أنه في كتابه،‮ ‬كما تقول يوديليفتش،‮ ‬يعارض‮: "‬المثقفين العرب،‮ ‬مثل السينمائية ليانا بدر،‮ ‬زوجة ياسر عبد ربه،‮ ‬والتي تجلس على الأعراف في رأيه‮. ‬بل إنه ينتقد حتى إدوارد سعيد بحدة ويقول‮ "‬برغم أن سعيد كان يتباهي في الغرب بالتعاون مع دانيال بارنبويم في أوركسترا ديوان الذي أقاماه سويا،‮ ‬فهو لم يجرؤ على ذكر هذا في الدول العربية‮.‬
يسرد معلومات مغلوطة عن حادث اغتيال صاحب نوبل نجيب محفوظ،‮ ‬والذي بدأ كتابه برسالة كتبها الأخير في‮ ‬12‮ ‬أكتوبر‮ ‬1978،‮ ‬إلي صديقه الإسرائيلي،‮ ‬البروفيسور ساسون سوميخ‮. ‬محفوظ،‮ ‬كما يقول والي،‮ ‬نجا من محاولة اغتيال بسبب طريق الحوار الذي اختاره،‮ ‬وليس ردا علي رواية‮ "‬أولاد حارتنا‮" ‬التي وصمت ساعتها بالكفر من جانب المتطرفين‮! ‬
في الحوار يتم سرد قصة سفره لإسرائيل عام‮ ‬2007‭.‬‮ ‬تلقي والي ساعتها‮ ‬اتصالاً‮ ‬هاتفياً‮ ‬من البروفيسور أمتسيا برعام بجامعة حيفا،‮ ‬قال لنفسه‮: "‬أخيرا قرأني شخص ما وفهم أن لديكم صديقا في الطرف الآخر‮" ‬ويضيف في الحوار‮: "‬من السهل جدا القول أنني أحببت الإسرائيليين‮."‬
كما انتقد الروائي العراقي في الحوار منع أغاني المطربين اليهود العراقيين،‮ ‬مثل الأخوين صالح وداود الكويتي،‮ ‬في عهد صدام حسين‮. ‬انتقد المقاطعة العربية لأعمال الأدباء الإسرائيليين‮. ‬انتقد الأدباء الذين يصنعون مستقبلهم‮ "‬على ظهر فلسطين‮"‬،‮ ‬بتعبيره‮. ‬ولكن عندما سألته المحاورة‮: "‬هل تغيرت آراؤك بعد الهجوم الإسرائيلي على‮ ‬غزة؟
أجاب‮: "‬مازلت أؤمن بأنه يمكننا العيش سويا في سلام‮. ‬موقفي هو أنه كان على إسرائيل دعم محمود عباس ومساعدته،‮ ‬ولكنني لا أعتقد أن مكاني يلزمني بالحديث عن هذا‮. ‬إنها حرب المثقفين الإسرائيليين‮. ‬سيكون من السهل عليّ‮ ‬انتقاد السياسة الإسرائيلية،‮ ‬ولكن الأكثر صعوبة هو انتقاد سياسة وتطورات مجتمعي‮." ‬
وعندما سألته المحاورة إن كان يشبه نفسه بمحمود درويش لكونه منفيا أبديا،‮ ‬هو العراقي المقيم في برلين،‮ ‬أجاب قائلا‮: ‬أنا مثل اليهود في العصر الذي كان البيت والدولة بالنسبة لهم مجرد وهم وخيال وحلم‮... ‬هم‮ (‬في العراق‮) ‬يسمونني خائنا وهم يطلقون النار على الخونة حتى الموت‮. ‬أنا‮ ‬غير مستعد للخوف‮. ‬أريد أن أقول أرائي‮.‬

• قيطان الكلام :
• أفضل لغة مشتركة بين العرب وغيرهم هي لغة علماء الفضاء والفلك .. العالم المصري والاميركي والفرنسي والروسي يتحدثون بلغة واحدة ..!!

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل