أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثامر قلو - نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي / قطب لليسار العراقي















المزيد.....

نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي / قطب لليسار العراقي


ثامر قلو

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 09:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا ينجح الحزب الشيوعي في الدولة المعنية ، عندما ينهج في برامجه وممارساته السياسية نهج الاحزاب الاخرى ، فيقتضي أن يكون للحزب الشيوعي سياسة واضحة مفهومة تستمد من الفكر الماركسي ، والفكر الاشتراكي وكل الافكار التقدمية التي انتجها الفكر الانساني على مر العصور ، وفي بعض الاحيان يفرض على الحزب الشيوعي اتخاذ مواقف سياسية معينة لاتخدم قضية الفكر الذي يتبناه ، ففي العراق كما صار معلوما للجميع يشترك الحزب الشيوعي في التجربة العراقية السياسية الحالية اشتراكا رمزيا ، لا يقوى حتى على فرض نسبة معينة من أهدافه السياسية ولا أي نسبة من برامجه الاخرى في الحياة العامة للجماهير التي يفترض له الدفاع عن مصالح فئات معينة منهم ، فقد ولى الزمن الذي كان ينظر للحزب الشيوعي بانه يمثل كل طبقات المجتمع ، ففي الدولة التي تسير على خطى الرأسمالية تتبلور طبقات وفئات عديدة للجماهير ، لا يستطيع أي حزب سياسي مهما يكون شأنه من التعبير عن مطامح جميع فئات الشعب ، ويعد هذا الامر من أهم اسباب انتكاسة الحزب الشيوعي العراقي في الفترة الزمنية التي أعقبت سقوط النظام الدكتاتوري البائد في العام 2003.

الحزب الشيوعي العراقي أراد أن يكسب ود كل فئات المجتمع في آن واحد ،اراد أن يكون قريبا من الاسلامي ، والقومي ، والليبرالي ، وقريبا من الاخرين بنفس الدرجات أو بتفاوت محدود ، ففي زمن الديمقراطية الحقيقية والمشاركات الانتخابية يبحث الناخبون عن صور للحزب المعني لهم ، أو صور للرجل الرمز ، وهذه توفر لها نماذج في العراق ، فقد تكون تجربة السيد آياد علاوي مثال حي للبرنامج السياسي الناجح ، وللمثال الرمز الذي يدغدغ طموحات الشارع السياسي ، كما شكل مثال الالوسي تجربة البطل أو الرمز فاتخذ منه فئات من الناخبين مثالا يحتذى ، بينما كان قائد الحزب الشيوعي العراقي الذي يفترض أن تكون له قيمة معنوية أعلى ، على الاقل بالنسبة للجماهير الشيوعية واليساريين عموما يتودد الجلوس خلف هذا الزعيم أو هذاك النائب مما حجر على قيمته المعنوية بالنسبة للفرد الشيوعي العراقي ، وبالنسبة للجماهير العراقية ايضا .

الجماهير العراقية تلهث وراء القائد البطل كما يقول السيد داود امين في مقالة له قراتها بالصدفى لاني لا احب قراءات المتملقين ولا قراءات الصفاقين مما يعني أنه هناك في قيادة الحزب من يفقه لمزاج الساحة السياسية في بعض شئونها ، والامر سليم جدا ففي بلد كالعراق يتعرض الوطن كل يوم للتهديد من دول الجوار، فيستطيب العراقي ، البطل الذي يهددهم بالوعيد ، ويستطيبهم أكثر حين يكون الاقدام مبدئيا ونزيها وهكذا على المنوال ذاته يتم الدفاع عن حقوق العامل والفقير والمراة وغيرهم .
كل هؤلاء تركهم الحزب خلفه ، فلعلهم في القيادة تصوروا كل الناس هاضمون للفكر الشيوعي ، فحينها تنتفي الحاجة لاشهار المثل والمبادي ، ونسيوا أن الشيوعيين وانصارهم ، كما المواطنين الاخرين يبحثون عن طوق للنجات ، ويبحثون اكثر عن البحار المنقذ لهم من الظروف العصيبة التي ألمت بهم في السنين الماضية ، وقد يكون البحار على شاكلة حزب أو بطل ، وقد يكون المالكي مثالا ناجحا في هذا الامر فقد كسب ود جماهير غفيرة من العراقينن في ظرف بضعة أشهر، بعد أن قرأ مزاجات العراقيين وهمومهم ومطامحهم .
لانريد للحزب الشيوعي ان ينافس قدرات الحكومة في كسب ود الجماهير ، لكن التحول للحزب الجماهيري الفعال ليس مستحيلا في ظروف العراق الحالية ، ففي مثل هذه الظروف العصيبة امنيا واجتماعيا ومعاشيا ، يتوفر للحزب الشيوعي العراقي ساحات كثيرة للدخول منها والوصول الى الجماهير ، لا سيما وان للحزب قواعد حزبية مهمة وانصار عديدون في كل المدن والقصبات العراقية من الجنوب الى الشمال ، ومثل هذه الميزة يفتقدها حتى احزاب الحكومة عينها ، فهل استغل الشيوعيون هذه الظروف لكسب الجماهير ، أم حدث العكس ؟

لم تضيع كل الاوراق بعد ، فما زال أمام الشيوعيين العراقيين مسيرة طويلة لبناء حزبهم من جديد ، رغم اني على يقين مطلق ان الضرورة الاولى لنهوض الحزب هو قناعة قيادة الحزب ، بفقدان قدرتهم على انهاض الحزب وفق مسيرتهم وبرامجهم الحالية ، وقد اتناول موضوع أزمة القيادة في الحزب بصورة مفصلة أكثر في حلقة خاصة مقبلة ،ورغم هذا وهذاك ، فما زالت للحزب أوراق كثيرة ، وما زالت الجماهير الوفية للحزب تنتظر من يقود مسيرتهم ويجمع شملهم من جديد ليعيدوا بعضا من أمجاد الشيوعيين ونضالاتهم في الساحة السياسية العراقية .

الحزب الشيوعي قطبا لليسار العراقي :

أمران لا ثالث لهما يقتضي من قوى اليسار العراقي المسير وفقهما ، وهما الاعتراف عن قناعة مطلقة بقيادة الحزب الشيوعي العراقي لليسار العراقي ، والنظر لكل نجاح يحققه الحزب كما لو انه يشكل نجاحا لهم جميعا ، والامر الثاني هو بدء المحاولات من قبل الحزب الشيوعي ليطرح برنامج لليسار العراقي ، برنامجا يستند الى الارث اليساري والاشتراكي ، فاليسار العراقي يحتاج في هذه الظروف الى مناضلين ومناضلات يزخر بهم الحزب الشيوعي العمالي العراقي ، ولو خيرت انا لاختيار قيادة للحزب الشيوعي العراقي لاخترت مناضلين من الحزب الشيوعي العمالي لقيادة الحزب الشيوعي العراقي ، بعد أن يتحرروا من بعض اصولياتهم العقيمة التي لا تصلح للزمن الحالي ، ولكن اقدامهم السياسي الجريء وبطولة كادراتهم النسائية هي مفخر لليسار العراقي عموما وهو ما يحتاجه الحزب الشيوعي في هذه المرحلة .
لا أعرف ان كان الحزب الوطني الديمقراطي الذي يقوده الجادرجي حزبا يساريا ، ولا الحركة الاشتراكية العربية ، فكلما يستجد جديد يهرع قادة الحزب الشيوعي للتحالف مع الحزبين المذكورين في المشاركات الانتخابية ، للدرجة التي يفرضون اسم جديد للتحالف بعيدا عن اسم الحزب الشيوعي العراقي ، وبذلك يتعرض الحزب لخسارة معنوية كبيرة دون مقابل ملموس ، وعندي لا يبرر دخول الحزب تحت أي مسمى اخر في أي استحقاق انتخابي اطلاقا مهما كانت مكاسبه الآنية ، فمن الافضل في مثل هذه الحالات أن يتخلى الحزب عن مقاعده الانتخابية ، أي يمنح لشركائه من الاحزاب اليسارية والوطنية الاخرى الفرص الامامية في القوائم الانتخابية مقابل دخولهم في القوائم الانتخابية المعلنة رسميا باسم الحزب .

كل المؤشرات تؤكد ، أن بلورة يسار عراقي جديد سيتم في السنوات القليلة القادمة ، يسار يمثل قطبه الاساسي الحزب الشيوعي العراقي ، وتصاغ برامجه من قبل كل فئات اليسار العراقي ، فمثل هذا اليسار سيكون ضرورة ملحة للمنافسة مع الاحزاب الدينية والقومية التي تغص بها الساحة السياسية العراقية حاليا .

ثامر قلو



#ثامر_قلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي /عاشقوا الحزب ويلكم !
- نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي/ الحلقة الاولى
- هل يحقق العلمانيون مفاجأة كبيرة في الانتخابات المحلية ؟
- طائفي يلعن الطائفية ، فهل تصدقون!؟
- هل لليسار الشعبي موقف من الاتفاقية العراقية الامريكية ؟
- بعد أن هدأت العاصفة ، هل استوعب مسيحيوا العراق مضار المادة 5 ...
- قراءة في المشهد العراقي .....3 _ الاكراد بين خيارين أحلاهما ...
- قراءة في المشهد العراقي ....2 ..ثورة العشيرة على المليشيات ا ...
- قراءة في المشهد العراقي ....1 ..تطورات الموقف الامريكي !؟
- نحو بلورة التيار المعارض في الحزب الشيوعي العراقي ؟
- انهيار الائتلافات الطائفية ، يشرع الانطلاقة لاقامة المشروع ا ...
- لماذا يؤرق قانون النفط حكومتنا الموقرة ؟
- يوما .... كانت مواقف الحزب الشيوعي بوصلة للوطنيين العراقيين ...
- هل يشهد الائتلاف الشيعي أيامه الاخيرة ؟
- أميركا أربع سنوات من الاحتلال يكفي !
- نصيحة لقادة القائمة الوطنية العراقية حول التطورات الاخيرة في ...
- ويل للمالكي، اخفاق خطة أمن بغداد !
- هل استفاق التيار الليبرالي العراقي من صحوة الحلم الامريكي ؟
- نثرية الطلباني والمالكي تفوق نثرية صدام!
- هل يكفل الدستور العراقي حكما ذاتيا لمسيحيي العراق ؟ !


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثامر قلو - نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي / قطب لليسار العراقي