أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل بدر - شريف الشافعي في تجربة جديدة















المزيد.....

شريف الشافعي في تجربة جديدة


عادل بدر

الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 02:32
المحور: الادب والفن
    



تجربة لاصطياد كائن منقرض
في إصدار متميز صدرت الأعمال الكاملة لإنسان آلي للشاعر شريف الشافعي (البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية)يوليو 2008 وهو الجزء الأول من مشروع كبير اختار له الشاعر عنوان "الأعمال الكاملة لإنسان آلي"، حيث يتحدث "الروبوت" على صفحاته بلسان الأرقام، "الصِّفْر" و"الواحد" على وجه الخصوص، لغة الآلة، لغة المبدع، المتمرد على قوانين قطيع الروبوتات/البشر، الطامح إلى قلب المفاهيم، وإحداث ثورة، على مستوى الاكتشاف والمنطق والكتابة على أقل تقدير وهي تشتمل على 200 محاولة عنكبوتية لاصطياد كائن منقرض ، وهي أعمال لها السبق في هذا المجال فهي تمثل محاولا ت لإنسان مستلب أمام الشبكة العنكبوتية ، وهذا الإنسان الآلي يبحث عن ذاته المنقرضة، وعن نيرمانا ذات الأسماء المتعددة، وقد صدر هذا الديوان على نفقة الشاعر الخاصة، في 230 صفحة من القطع الكبير، وبإخراج ميكانيكي الطابع، يتسع لأصابع "الروبوت" الذكية، ولعلامات ورموز شبكة الإنترنت العنكبوتية، وهذا ما يبدو متسقًا مع مضمون التجربة، التي كتبها "الإنسان الآلي"، المبدع، المتمرد على سائر القيود، والقوانين الهندسية والرياضية ، وقد جاء هذا النص -الديوان بعد "بينهما يصدأ الوقت" الصادر عام 1994 فى إطار سلسلة إيقاعات الإبداعى، و"وحده يستمع إلى كونشرتو الكيمياء" الصادر عام 1996 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة و"الألوان ترتعد بشراهة" الصادر عام 1999 عن مركز الحضارة العربية فى صيغته الكاملة (1035ص) وعن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة فى شكل مختارات فى السنة ذاتها
وبدءا من العنوان الذي هو تيمة هذا الخطاب ،أي نقطة بدايته ، وقد نُظم بطريقة تجعله متمركزا حول بؤرة واحدة ذاك الإنسان الباحث عن نيرمانا أو نيرما أو تيتا أو نيرمالا أو نيرفانا أو غيرها من مراحل السمو الذي يسعى إليها هذا المستلب ، وهذا العنوان قد يكون ملخصا لموضوع الخطاب في رؤية لموضوع الأعمال الشعرية لإنسان آلي ، وفي رؤية أخرى أحد التعبيرات الممكنة عن موضوع الخطاب، وهو وسيلة خاصة وقوية للتغريض ، فهو يثير توقعات قوية حول ما يمكن أن يكونه موضوع الخطاب 0
والغلاف يثير تساؤلات كثيرة ، ويختصر ما ينم عنه النص الشعري ،فالتركيز يبدو أكبرعلى الصورة المعبرة، هذه الأصابع الذكية تأخذ القسم الأكبر من صفحة الغلاف وهو من نتاج باترك طربيه فصورة اليد "بشرية" اصطناعية تبدو بشرية لكن أوردتها وشرايينها وأعصابها وشروشها.. تتألف من أسلاك معدنية عديدة وأصابعها السوداء ترفع بالابهام والسبابة والوسطى كرة ملونة متوهجة هي الكرة الارضية. وفي أسفل الغُلاف صورة مأخوذة عن صفحة البحث في "ياهو" وقد جاء الجواب عن البحث المتقدم كما يلي "نتائج البحث.. لم نجد اي نتائج (لتعبير) نيرمانا
ومنذ الإهداء (إلى الهواء الفاسد،الذي أجبرني على فتح النافذة ص3)ندخل هذا العالم المليء بالطقوس ، والتفاصيل البسيطة؛ مما يحرك سردية هذا النص
وهنا أطرح سؤالا: ما مدى انسجام هذا النص؟
بدءا ليس هناك نص منسجم في ذاته، ونص غير منسجم في ذاته باستقلال عن القاريء-المتلقي ،بل إن المتلقي هو الذي يحكم على نص بأنه منسجم ، وعلى آخر بأنه غير منسجم ،ويستمد الخطاب هذا الانسجام من فهم وتأويل المتلقي، وكل نص قابل للفهم والتأويل هو نص منسجم ، والعكس صحيح
وإذا لاحظنا أعمال الإنسان الآلي للشافعي ، نجدها تتجاذب من عدة نقاط:
1- طغيان السرد على هذه النصوص ، وهي ظاهرة تستحق التأمل ،فهناك جمل سردية تأخذ شاعريتها من التشكيل الجديد لها، أو من طريقة استخدامها في السياق(المغنطيس الأحمق ، الذي يصر على أنني برادة حديد ، لن يفوز أبدا بنخالتي الذهبية ص71)
2- حشد التفاصيل دون حذلقة ،فهو يدخل النص من زاوية السرد السينمائي المتدفق (تتسربين أيضا بسهولة في مسامٍّ جلدي المتشقق ، تتشربك ذراتي المترابطة، المتعطشة إلى التحلل، في الجير الحيّ ص7) واللجوء إلى هذه اللغة تمزج الذات بالآخر نيرمانا وغيرها من الأسماء ،وهذا الاهتمام بالتفاصيل اليومية ، هو نوع من التخلص من اللغة النبوية الفخمة، فالشاعرية تنبع من السياق(خطيءة نيرمانا الكبرى ، أنها ترى خطيئتي بوضوح ، وخطيئتي الكبرى ، أنني لا أرى لديها أية خطيئة ص103)
3- هذه النصوص يُقرأ كل منها على أنه لقطة سينمائية؛بحيث تعطي كلَّا لرؤية الإنسان الآلي، فسرد الحالة هنا مركز النص، ففي النص الأول يبدو البحث عن الدهشة،فرغم البراعة في قيادة السيارة،نجد الدهشة فشله في اختبار القيادة خارج الوطن(المفاجأة التي عانقتني ، أنني فشلت في اختبار القيادة ، الذي خضعت له خارج الوطن ص5)
وهنا ننبه إلى(النص –اللقطة)وهو نص مشهدي دائري يستخدم لغة أقرب إلى السيناريو السينمائي بالأفعال المضارعة( في الدورة الأوليمبية المقبلة-ربما أحصل على ميدالية ذهبية-في لعبة الحب-أمر غير طيب حقا-أن أقف مبتسما على منصة التتويج الثلاثية-بين فهدين آخرين-أعرف أنهما تمكّنا من احتضانها بعدي ص130)وهو سيناريو دخل الذات الشعرية
سرد العالم الجواني،الباحث عن بلاغات جديدة(رغم عدم حصولي على الرخصة ، شعرت بسعادة لا توصف ، لأنني تمرّنت على قيادة ذاتي ، في المشاوير الاستثنائية ص5) فالنص يتخلص من البلاغة التقليدية فالإنسان الآلي لم يعد يناسبه ذلك الأسلوب البديعي المزخرف فما يناسبه تكسير هذه البلاغة وهذا يناسب التجربة

4- صوفية بعض النصوص ؛ من أجل الابتعاد عن حركة الحياة الطبيعية ، وكأنها شهادة مرور إلى الآخر ، عن طريق الغيبيات (سألتها : "من أنتِ؟" قالت:"أنا أنا" سألتني: "من أنتَ؟" قلتُ: "أنا أنتِ" ص6)وهذا يذكرنا بقول الحلاج(أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا)
5- (النص-التوقيعة)الذي يميل إلى الإدهاش البصري أو اللغوي(وهل حقا كلامي-عديم اللون والطعم والرائحة ص107)(سألتها عن رأس مالها –قالت:مالي ليس له رأس ص170)
6- النص الذي يحمل الحكمة والخلاصة للتجربة البشرية فيما يسمى(اللافتة الشعرية) وهو سطر شعري يحمل عصارة تجربة ، (قلتُ له بحماس :-أعطِ كل واحد من الشعب (بالمجان)هذا الرغيف الشهيّ الطريّ-القابل للتجدد دائما ص160) وقد يحمل فكرة فلسفية شعرية(نون أغرتني بالتعاون معها-لإنشاء نونا محدودة المسئولية-قلتُ لها: أنا أكبر من أن أكون ألفا زائدة- في نهاية اسمك التجاريّ ص161)



#عادل_بدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان نص شعري إلى إسراء عيسى
- قرابين لأمي
- الخليقة
- سيرة لم تكتمل
- لم يعد في فمي
- نص شعري
- أسباب ضعف اللغة العربية لدى طلاب المرحلة الابتدائية وبعض طرق ...
- الإيقاع مدخل منهجي لدراسة الشعر الحداثي
- غواية النص والديوان الأول عند حسن طلب
- الإيقاع : مدخل إلى الشعرية العربية
- سيميائية الإيقاع
- الماغوط شاعر في محيط العزلة
- الشكل وحدود النص الشعري
- الإيقاع : بنية الاختلاف بين النظام واللانظام


المزيد.....




- “شو سارلك يا لولو”.. استقبل تحديث تردد قناة وناسة أطفال 2024 ...
- أحمد حمدي يخطف الأنظار بشخصية -حنظلة- الكاريكاتيرية
- شيخ الأزهر يغرد باللغة الفارسية تضامنا مع إيران
- نجم الغناء ديدي كومز يعترف بالتعدي على صديقته السابقة كاسي و ...
- “القط والفار مشكلة” تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry لمتابع ...
- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل بدر - شريف الشافعي في تجربة جديدة