أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسلم عوينة - علامة تعجب















المزيد.....

علامة تعجب


مسلم عوينة

الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اطلعت على مقالة السيدة ( سعاد خيري ) المتسم بالحماس ، والثقة بالشيوعية ، وبقسوة الهجوم على الخصوم ، ووصفهم بصفات لاتنطبق عليهم ، كما هو شأن الشيوعيين العراقيين ، في قسوتهم على بعضهم ، عندما يختلفون ... كانوا يتصفون بهذه الحال فيما مضى ... قسوة كانت تفوق أ حيانا قسوتهم على الاعداء ، حتى وصلت الى مستوى المهاترات المشينة ... فانني ما زلت اتذكر ــ على صغر سني آنئذ ــ الأ ساليب الفظيعة القسوة ، والكلمات النابية التي اعتمدها مركز الحزب ، وكتلة راية الشغيلة ، بعضهم على البعض الآ خر ... كل ذلك أبعد الحزب وألهاه عن النضال ضد العدو الحقيقي ... الأ ستعمار والسلطة الملكية العميلة والرجعية الملتفة حولها ، ردحا من الزمن ، كما ابعد عنه الجماهير ... أو اسلوب المهاترات الذي اعتمده ( عزيز الحاج ) ، عندما شكل ( قيادته المركزية ) ... ان اسلوب التهجم على شركاء النضال ، واطلاق النعوت التي لا تليق ، لاينفع أ حدا غير الأعداء ... ومع احترامي وعالي تقديري للمناضلة ( سعاد خيري ) فانني لست مع اطروحتها المتسمة بالتشنج وثورة الأعصاب ، والحماسة الصاخبة ، الغاضبة ، التي تنقصها وجهة النظر التي يمكن ان تدحض توجهات الحزب الشيوعي العراقي ، وبرنامجه المعلن ، ولا أميل الى تأييد نيتها على تشكيل تنظيم شيوعي جديد ، لاتتوفر ظروف نجاحه ، بل انه ، سيسبب البلبلة والصراع بين المناضلين ، مما يؤول حتما الى تضييع الجهد ، وتشتيت القوى ، ومن سيكون الرابح في مثل هذه الحال ؟؟؟ ...... انني لااعارض تشكيل تنظيم يعلن انه يتبنى الماركسية ، وتعاليم لينين ، ومفكري الماركسية الاخرين ، ويطرح نفسه وبرنامجه امام الجماهير ... ولكنني لا أؤيد اعلان الحرب على الحزب الشيوعي العراقي ، والتشهير بمن يتولى قيادة عمله ، ان هذا المنحى لايوصل الا الى الخيبة ، ولايكسب عطف والتفاف الجماهير بل انه سيؤدي الى تداعيات لاتنفع احداً ، يجب ابعاد صراع الافكار عن المهاترات ، والاتهامات غير المناسبة ، وألا فبماذا نصف اولئك الرفاق الذين اقدموا على عقد ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) مع الحزب الحليف ! الذي سبق ان قطّع اوصال القادة الشيوعيين أرباً ارباً ، ثم عمم هذا الاسلوب على كل الشيوعيين الذين وقعوا في يده ؟؟؟ ... كما لا أؤيد اعلان تنظيم جديد على انه هو الحزب الشيوعي العراقي ، واعتبار التنظيم القائم تشكيلاً مزيفاً ... نصيحة لمن يحمل هذه النية ، ان يتخلى عنها لانه سيجد نفسه يحمل لافتة يتيمة لايعينه احد على حملها ، وسيذكرنا بتلك اللافتة التي رفعها الراحل ( داوود الصائغ ) بعنوان ( الحزب الشيوعي العراقي بشكله العلني ) التي تحولت الى موضوع للتندر والسخرية ... ان اعلان الحرب بين المناضلين سوف لايحظى بتأييد او عطف بل سيبعث على الاسف ، وسيكون عملاً مشابهاً لما اعلنته جماعة ( راية الشغيلة ) في حينه ، بأنها ( انتشلت ) الحزب من الانحراف ... ان هذا المنحى سيؤدي الى تضييع جهود المناضلين ، في الاحتراب والتباغض وزرع الاحقاد ، كما ان الدعوة الى رفع السلاح وتمجيد الكفاح والمقاومة المسلحة , لايجد له صدىً جماهيرياً في ظروفنا الداخلية والعالمية السائدة ... من السهل اطلاق كلمات ( الخيانة ) و( الصعاليك ) و( الحثالة ) و ( العار ) ... الخ الا انها لاتوصل الى هدف معين ولا تنطوي الاّ على معنى السباب والمهاترة ، مما ذكّرني كذلك بحرب ( ستالين ) على عصبة الشيوعيين اليوغسلاف ، ووصمهم بالخيانة ، ومن ثم قيام (خروشوف ) باعادة اعتبارهم ... والهجمات المقذعة التي اطلقها الشيوعيون الصينيون ، ايام ( ماوتسي تونغ ) على الرفاق الأيطاليين ، والسوفيت وغيرهم ... ان هذه الصراعات المؤسفة كانت بالتأكيد من ا لأسباب الرئيسة في كبوة الحركة التقدمية ... والآن ظهر الحزب الشيوعي العراقي على الساحة ، ببرنامج واضح ، يعتمد اسلوب النضال السلمي ، ضمن العملية السياسية الجارية في البلاد ، وهذه هي حدود الممكن ، فاذا كان برنامجه دون الطموح ، وعمله يمضي في اتجاه خاطيء ، فما هو البديل في ظروفنا ؟؟؟ ان السباب ، والعبارات النابية ، والحماسة وغليان العواطف ، لايوصل الى نتيجة مفيدة ... والصحيح والمفيد هو دحض الحجة بالحجة ، وقرع الرأي بالرأي ، ومن ثم لايبقى الاّ ماتستوعبه الحياة ، وتتبناه الجماهير ، ان اللجوء الى التهجم ، وقذف الكلمات التي لاتنفع أحدا ... ان اطلاق الصفات الرديئة والكلمات الجارحة ، سيلحق الضرر بكل الأطراف ، ويحول الصراع من جبهة العدو الى صراع بين الوطنيين ، مما سيلحق ضررا بليغا بمصالح الشعب والوطن ...
انني ارى ان الخلاف ، حتى عند وصوله الى حد التقاطع ، فان الأطراف المتقاطعة ، وهي بالأساس ، تشترك في الحرص على مصلحة الشعب والوطن ، تبقى مخلصة وحريصة ، وليكن رائد الجميع ، ( اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ) ... واذا اعتبرت هذه الجهة أو تلك مخطئة ، فلا مبرر لنعتها بالخيانة ، وفي كل الأحوال ، يجب تكريس الصراع مع العدو ، لا مع أي طرف وطني ... ولا يبدو ان الحزب الشيوعي العراقي ، قد اقترف بدعة في اعتماده اسلوب النضال السلمي ، ضمن العملية السياسية الجارية ، فقد سبق لعدد من الأحزاب الشيوعية وخصوصا الأحزاب الشيوعية الأوربية ، وفي المقدمة الحزبان الأيطالي ، والفرنسي ، أن اعتمدت طريق النضال السلمي ، ضمن ظروف بلدانها ومجتمعاتها ... كما ان موقف الحزب المرن من الأتفاقية الأخيرة ، باعتبارها (اهون الشرور ) المفروضة علينا ، يذكرنا بموقف ( لينين ) حينما عقد اتفاقية صلح ( بريست ) مع المانيا عندما كانت تحتل جزءا من الأراضي السوفيتية ووصفه ب ( الصلح الذليل الموقت ) ... كما ان لنا من تراثنا العربي و الأسلامي امثلة رائعة في التعامل المرن في الظرف المعين ، مثل اقدام (النبي محمد ) على عقد صلح الحديبية مع اعدائه والقبول بشروطهم وبالمقابل أبدى المكيّون نفس القدر من المرونة معه ، وهو الدّ اعدائهم ، وهناك الكثير من هذه الأمثلة الرائعة ، في تاريخنا وفي تاريخ غيرنا ... والآن وقد تغيرت ظروف العالم من جميع الوجوه ، فقد فرض النضال السلمي نفسه على صعيد عالمي ، ولا مناص من استيعاب هذه الظروف المستجدة وبعكسه ينشأ خطر الأنزلاق نحو التطرف اليساري الخطر النتائج ...
لاشك ان السيدة ( سعاد خيري ) وغيرها من المناضلين العراقيين ، يختلفون وينتقد بعضهم بعضا ً ، انطلاقاً من حرصهم على مصالح وطنهم وشعبهم ، ولكن هذا لايبرر اللجوء الى اسلوب التهجم ، واطلاق الكلمات المقذعة البعيدة عن الذوق الرفيع , لايخفى عليكم ان شعبنا دقيق الفرز ودقيق التشخيص ويستطيع بحكم عمق وعيه وغزارة تجربته ان يميز ويشخص وبالتالي يمنح الحياة لمن يستحق الحياة ويترك الغث والزًّبَد يذهب جفاءً ، فليطرح كل ما عنده ، والحياة كفيلة باختيار الافضل والاصح ، والقوة لا تكمن الاّ في مقارعة الدليل بالدليل والرأي بالرأي المقابل ويبدو للعيان ان الحزب الشيوعي العراقي ، بموجب سياسته المعلنة وممارساته لايعترض على من يختلف معه عندما تكون الافكار واضحة والاهداف مشخصة ومقبولة بل انه مستعد للحوار بصدر رحب ونفس طويل، ويسعده ان يستمع للرأي الآخر اذا انطلق من مبدأ الحرص للوصول الى الحقيقة والصواب ، وهو يستمع الى الرأي الآخر حتى اذا كان خاطئ ويقدم بدله الرأي السديد ، اما الدعوة التي اطلقتها السيدة ( سعاد خيري ) الى تشكيل حزب شيوعي بديل ، فلا اعتقد انها ستجد صدى لدى الشيوعيين العراقيين ... فهم ملتفون حول حزبهم ومقتنعون بصواب نهجه الذي اكتسب شرعيته من مؤتمراته الوطنية التي كان آخرها مؤتمره الوطني الثامن ...


مسلم عوينة
30/11/2008




#مسلم_عوينة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذاكرة ( لقطات من سيرة الشهيد حسن عوينة )
- ملاحظات على جريدة الوقائع العراقية العدد 4012
- نظرة على شعار جريدة الوقائع العراقية
- من هي قوى ثورة (14 تموز 1958 ) ومن هي القوى التي ناهضتها
- مناقشة للنصيحة التي اسدتها عضوة مجلس النواب الست ميسون الدمل ...
- بين الرياضة والثقافة


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسلم عوينة - علامة تعجب