نظرة على شعار جريدة الوقائع العراقية

مسلم عوينة

الحوار المتمدن-العدد: 2563 - 2009 / 2 / 20 - 03:58
المحور: حقوق الانسان
    

رفعت جريدة الوقائع العراقية شعارها ( العدل اساس المُلك ) ولو امعنّا النظر في هذا الشعار لوجدنا ان جريدة الوقائع في رفعها له اعطت انطباعاً انها لم تنتبه الى التغييرات الهائلة التي مرت على بلادنا وشعبنا منذ سنة (1958) ، ان كلمة ( المُلْك ) مشتقة من الفعل ( ملَّكَ ) ، وملََّكَهُ الشئ يعني جعله ملْكاً له ، وملّك القومُ فلاناً عليهم ، تعنى نصبوه ملِكاً عليهم وتملّك وامتلَكَ الشئ يعني ملَكَهُ ، وتملّك على القوم ، صار مَلِكاً عليهم ... ولذلك فان الشعار الذي رفقته جريدة الوقائع الغراء يصح في اطار نظام ملكي او سلطاني ، فالعباد ، والبلاد في هذه الحال مْلكٌ لصاحب الجلالة او صاحب العظمة فالمُلْكُ اذن لابد له من مالكِ ، ويحاول اصحاب الحكمة ، ان يذكّروا هذا المالِك بالعدل والانصاف والالتزام بالقانون والحد من جنوحه نحو الانفراد والاستبداد علّه يرعوي ... وعلى امتداد التاريخ لم تنفعْ النصائح والحِكَم في ايقاظ الملوك والسلاطين والحاكمين بامرهم ، فمارسوا الجور وانزلوا الظلم على الرعية وتمادوا في الجبروت فثارت عليهم الشعوب واسقطت تيجانهم واتجهت الى اقامة الانظمة الجمهورية الديمقراطية النيابية التي تتبدل فيها الحكومات دورياً عن طريق الانتخابات التي يقررها الدستور وتسود فيها العدالة والمساواة وتَمَتُّع المجتمع بالحريات ولم يبقَ على الارض سوى عددٍ محدودٍ من البلدان التي تقوم فيها الانظمة المَلكِيّة ووضَعَ اغلبُها القيود والتحديدات على تصرف المَلِك وعائلته وحدت من تدخله بشؤون الدولة , و اصبح مصوناً غير مسؤول ، ولايعدو كونه رمزاً للدولة والنظام ... ولذلك فان هذا الشعار على متن جريدة الوقائع العراقية الصادرة في العراق الجديد يبدو شعاراً ناشزاً لايعبر عما استجد في الحياة ... فعراقنا بموجب الدستور ، جمهورية ديمقراطية اتحادية ، نظام الحكم فيها نيابي ديمقراطي تنتهي فيه ولاية مجلس النواب كل اربع سنوات وتنتهي معه ولاية الحكومة ايضاً ، فينتخب الشعب مجلساً جديداً وتتشكل حكومة جديدة ، فلا مالِك ولا مملوك ولاحاجة بنا الى شعارات وحِكَم الملوك والسلاطين ... واذا كان لابد من رفع شعار معين فالافضل والاجدى ان يكون ( الدستور اساس ادارة الدولة ) فتبعدنا فكرة الادارة عن مفهوم المالك والمملوك والحاكم والمحكوم ... او اي شعار اخر ينسجم وواقع العراق الجديد .

#مسلم_عوينة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل