أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جميل حنا - نتائج إنتخابات مجالس المحافظات العراقية والواقع المأساوي















المزيد.....

نتائج إنتخابات مجالس المحافظات العراقية والواقع المأساوي


جميل حنا

الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 06:00
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


العملية الإنتخابية حدث هام في حياة الشعوب للتعبير عن مواقفهم من مختلف شؤون الحياة بكافة جوانبه. وهي إستكشاف للمزاج العام للناخبين ,وفرصة لأجراء تغيير سياسي أو التأييد لما هو قائم. وأختيار الناخب للمرشح الذي يجد فيه القدرة على تحقيق خطط سياسيه و إقتصادية وإجتماعية, تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وتوفير الأمن والعمل والمسكن والدراسة.وكذلك هو تأييد أو رفض من أجل تحسين الأداء السياسي أو التغيير السياسي وإجراء تحولات في هذا المجال على الصعيدين الداخلي والخارجي. والناخب هو العنصر الأساسي في هذه العملية يفترض ان يكون كذلك ,ولكن هل واقع الحال في العملية الإنتخابية في الكثير من بلدان العالم وخاصة تلك الرازحة تحت سلطة الأنظمة الديكتاتورية والقومية الشوفينية والدينية هو كذلك .

إن الإنتخابات الأخيرة التي حصلت في نهاية كانون الثاني وظهرة نتائجه النهائية الرسمية قبل اسبوع . أظهرة هذه الإنتخابات عن خروقات فاضحة حتى قبل إجراء العملية الإنتخابية بما أقر من قوانين ومحاصصة طائفية عنصرية تعسفية بحق بعض الكيانات القومية العراقية.وكذلك خروقات خلال العملية الأنتخابية وأثناء فرز الأصوات كما صرح بذلك أكثر من جهة متنفذة وغير متنفذة.ولكن في مقياس المراقبين الدوليين بلرغم من أعترافاتهم بحصول بعض الأخطاء هنا وهناك ولكن أعتبروا في المحصلة النهائية بأن العملية الإنتخابية كانت إنتصار للديمقراطية .وهناك جزء آخر من القوى الداخلية على مختلف مشاربها السياسية والقومية والدينية أعتبرة العملية الإنتخابية إنتصار للديمقراطية .ولكن هناك حقيقة ساطعة لاتخفى على المتتبع للأوضاع السائدة في العراق ,بأن مواقف هؤلاء جميعا سوى كانوا قوى وبلدان ومؤسسات دولية أو من القوى الداخلية في العراق فأن مواقفهم مبنية على أسس سياسية تخدم مواقف ومصالح تلك القوى من العملية السياسية برمتها.إن الأقرار بحصول بعض الأخطاء و الخروقات أو التزوير الجزئي لنتائج الإنتخابات,ليس مجرد أخطاء صغيرة أو كبيرة حصلت هنا وهناك الواقع والحقائق الميدانية تحدثنا عن شيء آخر كليا ألا وهو النهج السياسي القائم على أسس عنصرية بتهميش كل كل المكونات التي لاتملك قوة السلاح والمال.

الشعب الآشوري بكافة إنتماءاتة الكنسية المختلفة كان أكثر المتضررين من هذه العملية الإنتخابية ومن الإنتخابات السابقة كذلك .وذلك إنسجاما مع روح الدستور والقوانين العنصرية التي بموجبها تم تهميش وسلب الحقوق القومية لهذا الشعب وأعتباره من الفئات الدنيا في المجتمع عمليا وليس نظريا.وقد تكون الحالة الإنتخابية عكست واقعا حقيقيا ديمقراطيا إلى حد ما في أوساط بعض المكونات الأجتماعية في الجنوب أوالوسط بين أبناء الطائفة الشيعية والسنية الكريمة .ولكن هل واقع الأمر كذلك بالنسبة لأبناء الشعب الآشوري أم أنه مختلف عن ذلك؟ بالتأكيد جوابنا هو نعم هناك أختلاف كبير بين الإنتخابات والناخب الآشوري والواقع المذل الذي يعيشة وبين أخوته في المواطنة من بقية مكونات المجتمع.

ليس من المفيد أن نتحدث عن إنتخابات نزيه وديمقراطية وحرة , ونشوة الإنتصار الخنوع تغمر فرحا البعض منا بين صفوف المهجرين بفعل الإرهاب والمخططات السياسية والقتل.أي حق ديمقراطي وحرية يملكها هذا المهجر قسرا من أرضه وبيته ,هذا الناخب المرتعب المهدد بكيانه ولقمة عيشه . أي ديمقراطية وحرية يتحدثون بها ومئات الآلاف من أبناء هذا الشعب تم تهجيرة من أرضة التاريخية إلى الخارج.أي حرية أختيار ترك للناخب الذي يعيش تحت وطأة الأرهاب والقتل وتهديد الميليشات المستمر.أي حرية أختيار يتمتع بها هذا الناخب المغلوب على أمره وهو مشرد في وطنه وأرضة محتلة من قبل الغرباء , وأي حق سيمنحه هؤلاء المحتلين لأرض الأباء والأجداد والساعين لأنهاء الوجود القومي لهذا الناخب المسكين.

الديمقراطية اصبحت كلمة مرادفة للإرهاب, ترهب بها الشعوب المستضعفه وهي وسيلة إضطهاد وتهميش تستعمل ضدنا وضد كافة المكونات الأقل عددا في المجتمع. وهذه الديمقراطية هي على قياس الطغاة لا صلة لها بالديمقراطية الحقيقية .تمنح الديمقراطية مفاهيم خاصة تنسجم مع مصالح المتسلطين لتنفيذ مآربهم الشخصية والعائلية والعشائرية للحفاظ على طغيانهم.أنهم يريدون تحويل الديمقراطية التي تحققت في الكثير من بلدان العالم بعد نضال طويل وشاق, وقدم الملايين من الضحايا في العالم عبر التاريخ الطويل من أجل تحقيقها بمفهومها الصحيح إلى ديمقراطية خاصة على قياسهم .و تحويل هذه المكاسب أي الديمقراطية من نعمة إلى نقمة. لا وجود للديمقراطية في ظروف أستخدام العنف بكافة أنواعه وإنعدام الأمن.الديمقراطية التي ينادي بها المتسلطون مبنية على العنف ,وهذه ليست ديمقراطية بل طغيان.الديمقراطية لها شروطها وتطبيقاتها العملية في الحياة اليومية من هرم السلطة التنفيذية والتشريعية إلى المواطن العادي في المجتمع وبين مختلف مكوناته الدينية والقومية والسياسية. وهي لا تفرق بين مواطن وآخر على أساس ديني وعرقي وسياسي ومحسوبيات لهذا وذاك. أن الديمقراطية تعني المساواة المطلقة بين أبناء الوطن الواحد وتكافيء الفرص بينهم في الإنتخابات وقيادة البلد وفي كافة مجالات الحياة. أن هؤلاء المتسلطين يحاولون تدنيس الديمقراطية لأعطاء المشروعية لطفيانهم من خلال سلب إرادة الناخب بكل الوسائل غيرالشرعية مثل إستخدام المال العام والأمور المذكورة أعلاه لتكون نتائج الإنتخابات صالحهم.

إنطلاقا مما تم سرده وما جرى على أرض الواقع خلال الحملة الإنتخابية وأثناء التصويت إلا دليل آخر على زيف الأدعاء بأن الإنتخابات كانت حرة وديمقراطية. وحرمان الكثير من أبناء هذه الأمة من الأدلاء بأصواتهم لا يدل على ذلك .وكان الناخب الآشوري بكافة تسمياته من أبناء الكنيسة السريانية والكلدانية والكنيسة المشرقية بغالبيته, لمن تسنى له أن ينتخب من عنصر هام في العملية الإنتخابية إلى أداة ثانوية لاحول ولا قوة له يستخدم صوته في صالح أجندة غير مصالح أمته.الناخب المسلوب الحرية والممتلكات والأرض والمسكن والمذل لايمكن أن ينتخب بحريته.

أن الشعب الآشوري يعاني من مشاكل سياسية وإجتماعية وإقتصادية وإضطهاد ديني وقومي وقتل وتشريد وسلب لأرضه وممتلكاته . لذلك فهو ليس بأفضل الحالات النفسية من كافة النواحي المذكوة فهو مسلوب الإرادة والحرية .فهو لاينتخب لبرنامج سياسي لأحدى أحزاب شعبه , وإنما أختياره ينبع من الواقع الأليم الذي يعيشه لا يستطيع أن يعبر بكل حرية ووعي قومي عن مواقفه لأن آلة التهديد والقتل والحرمان من أبسط مقومات الحياة ترفرف فوق رأسه لتكون سيفا مسلطا على رقبته.في ظل النظام الديمقراطي تداول السلطة بين مختلف القوى السياسية بكافة مدارسها الفكرية أمر إيجابي يخدم الحراك السياسي السلمي الوطني. الذي يصب في مصلحة الوطن وليس الأفراد أو العائلات والسلطة المطلقة للفرد أي أنه ليس هناك من ديمومة وراثية في السلطة وليس فية فرض لأجندة محدده .

أن كافة الشعوب في منطقة الشرق الأوسط تسعى بما تملكه من إمكانات وطاقات فكرية لتطبيق الحرية والديمقراطية الحقيقية لأنها تصب في خدمة كافة شعوب المنطقة .وليست الديمقراطية والحرية المزيفة التي يصوره المتسلطين في بلاد ما بين النهرين القابعين في السلطة على رأس الأنظمة الديكتاتورية والقومية الشوفينية والسلطة المطلقة للفرد والعائلة والعشيرة . أن نضال كل القوة الخيرة من أجل الديمقراطية والحرية سوف تكلل بالنصر عاجلا أم أجلا.



#جميل_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن يمضي والمآسي تدوم
- كلمة بحق (الحوار المتمدن )في الذكرى السابعة
- إقليم آشور هو الحل
- البرلمان السويدي يرفض للمرة الثانية الاعتراف بمجازر الإبادة ...
- وحدة الأمة السريانية الآشورية والمصير المشترك
- الاعتراف بمذابح الشعب الآشوري مطلب وحق إنساني
- تركيا وآمال تحقيق الحلم القديم الجديد في أوربا
- واحد نيسان (آكيتو )عيد رأس السنة في حضارة بلاد ما بين النهري ...
- نيسان النور والدم
- ما هي الحكمة في الذكرى الخامسة لأحتلال العراق
- من قتل الشهيد مار بولص فرج رحو
- دور المرأة في الثامن من آذار عيد المرأة العالمي
- هل العراق وطن لكافة أبناءة ؟
- الدولة الديمقراطية العلمانية
- أساليب إبادة الشعب الآشوري
- إستمرار إبادة المسيحيين في العراق
- قتل المسيحيين في العراق وعقيدة الإرهاب 2-2
- قتل المسيحيين في العراق وعقيدة الإرهاب 1 _ 2
- الديمقراطية والعنف في بلاد ما بين النهرين
- الحقوق القومية المسلوبة بفعل السياسة وتأثير المشاعر


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جميل حنا - نتائج إنتخابات مجالس المحافظات العراقية والواقع المأساوي