أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - التنوير في اوروبا والتظليم في عالمنا














المزيد.....

التنوير في اوروبا والتظليم في عالمنا


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرتبط الحديث عن التطور في اوروبا بعصرالنهضة الاوربية وعصرالتنويرالذي جاء بعده . والعصران لا ينفصلان عن بعضهما بل يتكاملان في نقدهما لعصرالقرون الوسطى الظلامية الذي سبقهما وحكم الدين السياسي (الكنيسة) وسيطرته على حياة الناس.. حيث غلب العصران منطق العقل على منطق الغيب واللاهوت واستبدادية الكنيسة,كمصدر واداة للحكم الظالم.. استخدمت الفلسفة في نقد الدين وتعميق الافكار والاسئلة ووضع علامات الاستفهام حول اي امرغير معقول,دون خوف او تردد.. وقد تحمل دعاة النهضة والتنوير في حينه ما تحملوه من اضطهاد الكنيسة وتعسفها.. استخدم اولئك الدعاة العقل على اساس العلم الذي يبني الفرضية العامة ثم يأتي بالحجة والبرهان,ليستلمها بعد ذلك رجال التطبيقات العملية,نظرية مجربة وجاهزة للتطبيق العملي , لأستخدامها في تطوير حياة الانسان اليومية.. وهكذا تطوروا رغم ما تخلل هذا التطور من اخفاقات ومظالم بحق البشرية,عبر مراحل الاستعمار المختلفة وبشاعة الاستغلال الرأسمالي,التي لا علاقة لها بالعلم واستخدام العقل..الا ان العلم ما زال اساس الحياة في اوروبا وغيرها والتطور مستمر رغم الازمات التي قد تكون منطلقات لتطورات قادمة اخرى الى الامام ,ان حسن استغلالها,رغم تدخل الكنيسة من جديد للتأثير في حياة الناس بعد ان انسحبت الفلسفة العلمية من حياة الناس واصبح هناك بعض المجال لهرطقة البابوات ورهبان الكنيسة وغزو الدين للسياسي.. الا ان الحال الان في اوروبا ليس كحالنا ويصعب التفكيران نقترب منها, خاصة بعد الردة الحضارية الكبيرة التي تعيشها مجتمعاتنا الان.. فنهضة تلك الشعوب الاوربية وتنورها وتطورها التي اعتمدت على تفتح العقل عبر السؤال الفلسفي واستخدام العقل العلمي,نقابله نحن المتخلفون بردة الى الوراء في الايغال بتحطيم العقل عبر الخرافة وتسيس الدين وزجه في الحياة السياسية العامة ومنع الفلسفة واستهلاك منتجات العلم التي يصنعها الاخرون..فبالاضافة الى اننا ما ملكنا نهضة ولا تنويرا في يوم ما ولا فصلنا الدين عن حياتنا وسياستنا في لحظة واحدة ,حيث ينغمس في العادات والتقاليد والسلوك والممارسات.. نصطدم بالعلم في اوروبا ثم نعود الى الخرافة والاعتماد على الاخرين في بلادنا..لم يظهر لدينا فلاسفة وعلماء وادباء وفنانين الا واعدموا او سجنوا او ابعدوا بحجج مختلفة,اولها الكفروالزندقة واخرها العمالة للأجنبي واستيراد الافكار الأجنبية والدخيلة. لم يزدهر في مجتمعاتنا الا العسكر ورجال الامن والمخابرات واللصوص واصحاب العمائم المسيسين والعنف والارهاب.. فكما نهض وتنور وتقدم الاخرون نغص في نومة عميقة نحن ونظلم الدنيا في فضاآتها وفي غرفنا وبيوتنا.. تسيطر علينا من جديد افكار القرون الوسطى. كنا في الخمسينات نقول ان اوربا قد سبقتنا بخمسمائة عام , اما الان فبكم قرن تسبقنا؟ ليس ضروريا الكلام عن من يسبق من ..انهم في وادي وحياة اخرى ونحن في قعر وادي اخر ولا حياة اخرى. هذا موقفي ورأي ليس موقف التشائم على الكلام واللاحقيقة ولكنه دعوة اخرى للعلماء والمثقفين والفلاسفة عندنا ان يعملوا بشجاعة وجرءة على تطوير الحياة التي كان يتبناها اصحاب الفكر الماركسي على وجه التحديد ففي فكرهم تتجلى جميع المراحل التنورية في الحياة العامة.. فهم اصحاب النهضة في الثقافة والفن والادب.. واصحاب الدعوة الى استخدام العلم في العقل وهم ايضا اصحاب التنوير المناهض للخرافة والشعوذة والداعي الى اطلاق الحريات العامة والاعتراف بحقوق المرأة ونهضتها ومساواتها بالرجل.. وهم قادة مشاريع ثورات التحررالوطني المبنية على اساس الوحدة الوطنية ضد الاحتلال والاستعمار والاستغلال.. وهم دعاة الديمقراطية والحكم للشعب والمطالبين بحقوق الفقراء.. وقد تحملوا في سبيل ذلك كل المظالم والمهالك,حيث لم يسبقهم ليبرالي اوعلماني في الدعوة والعمل لتطويرالمجتمع كما حصل في اوروبا.. ولم يظهر عالم في مجتمعاتنا الا من بين صفوفهم او من اصدقائهم ومسانديهم.. والا قتل او سجن او ابعد او همش على اقل تقدير. فالشاعر شاعرهم والفنان فنانهم, مطربا كان او ممثلا او مسرحيا. فالحياة كانت لهم بنهضتهم التي ما دامت وبتنويرهم لطريقها ولكنهم منعوا وبشدة وقسوة غيرمتناهية..الحياة الان لدينا مهددة بمختلف التهديدات الانية والمستقبلية فهل من ناهض ينهض وهل من منور ينورلنا هذا الطريق المظلم؟؟؟؟
عبد العالي الحراك 24-2-2009





#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احزاب ما بين القوسين في بلاد ما بين النهرين
- يسارية (الحوار المتمدن) لا شك فيها.. ولا خوف عليها
- خذلتني الموضوعية ...ام خذلتها؟
- الموقف الاوروبي حيال القضية الفلسطينية
- مهمات عاجلة تنتظر الحكومة والشعب في العراق
- هل هناك جينات تقسيمية في كروموسوماتنا (السياسية)؟
- فدرالية كردستان تشجع على قيام فدراليات اخرى ...لصالحها
- متى يعقد الحزب الشيوعي العراقي مؤتمرا استثنائيا
- التفائل مع اوباما وليس التشائم
- الاخوان العزيزان ذياب مهدي محسن وكامل الشطري
- المثقف والاعلامي اليساري ودورهما في خدمة الشعب ...او خدمة ال ...
- علاقة الحزب الشيوعي العراقي بالقيادة الكردية ونتائج الانتخاب ...
- نتئج انتخابات مجالس المحافظات..دروس وعبر
- الاخ احمد الناصري يناقش (مشروع لجنة التنسيق) بأستحياء
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الاخيرة
- القضية الكردية ودور الشعب العراقي
- القنصل الايراني في البصرة يستشعر الخطر
- تحية وطنية للاخ عبد الحسن يوسف
- البديل الانتخابي (التيار الوطني الديمقراطي)
- ضرورة التركيز على الاساسيات وترك الثانويات


المزيد.....




- فيديو.. إصابات في إطلاق نار في حي يهودي في نيويورك
- يسرائيل هيوم: أنباء عن 7 مصابين في حادث إطلاق نار بحي يهودي ...
- 3 قتلى في إطلاق نار بحي يهودي في نيويورك
- راهبة أمريكية: حماس حركة مقاومة تدافع عن شعبها.. والمسيحيون ...
- الاحتلال يغلق مدخل سلفيت الشمالي
- الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في -إسرائيل- يهاجم نتنياهو و ...
- كنائس بروتستانتية تدعو الحكومة الهولندية للاعتراف بدولة فلسط ...
- الرئيس السوري يؤكد دور الكنيسة في ترسيخ أواصر المواطنة والوح ...
- إيهود باراك: نتنياهو يكذب كما يتنفس.. وترامب لا يفهم شيئا في ...
- راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة والمسيحيون يعانون بسبب الاحت ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - التنوير في اوروبا والتظليم في عالمنا