المجلس والحزب

سهام فوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 08:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

علي الرغم من أن كلا من الحزب الاسلامي والمجلس الأعلي الإسلامي ينتهجان سياسات مختلفه عن بعضهما البعض ظاهريا ، إلا أن هناك تشابه كبير بين الحزبين يثير الدهشة والتعجب أ ان الكثيرون يرون أن الحزب الإسلامي وتنظيم القاعدة وما انبثق عنهما من تنظيمات سنية متطرفة والمجلس الأعلي وجيش المهدي وفيلق بدر هم المسئولين بالدرجة الأولي عن الفتنة المذهبية التي شهدها العراق والتي حصدت أرواح كثير من العراقيين واستخدم كلا الطرفين ذات الحجج لتبرير اعنف الدائر علي إنه دفاع عن النفس ،علي الرغم من أن الأمور أثبتت بعد ذلك أن قيادات الحزب وامجلس كانت تشل نيران هذا العنف حتي تستطيع أن تبقي علي قيد الحياة وحتي تستطيع أن تكسب تأييد أفراد الطائفة التي تنتمي اليها ،كما أن العنف اتاح لكلا الحزبين أن يتمتعا بمركز القيادة بين الجماعات السنية والشيعيةباعتبار أن كلا منهما يمتلك القوة التي يستطيع بها أن يحارب الطرف الآخر ويمنعه من الإعتداء علي مواطني الطائفة التي ينتمي اليها ولذلك استمر العنفواستمر المجلس والحزب في اكتساب الشباب صغير السن إلي صفوفهما والي صفوف المقاتلين في ميلشياتهما المسلحة وتم اجتذا هؤلاء الشباب اما نتيجة الازمة المالية الخانقة التي يعاني منها هؤلاء الشباب او باستغلال الانتماء الديني وتصوير الامر لهم علي انه جهاد مقدس لنصرة المذهب ووالعقيدة وهو الشعار الذي برع كلا من المجلس الإسلامي والحزب الإسلامي في استخدامه ولكن إلي حين ،حيث بدأ أفراد الشعب من الطائفتين في الانتباه الي ما يحدث ورؤية الفارق بين أوضا عامة الشعب واوضاع تلك القيادات ففي حين كان الشعب يزداد فقرا كانت قادات المجلس والحزب الإسلامي تزداد ثراءا .
ومن أوجه التشابه بين كلا الطرفين أن كليهما يعتمد في بقائه واستمراره في الوجود علي قي اقليمية ودوليه حيث تمده تلك القوي بالدعم والقوة المادية ، ومن العجيب ان كلا الطرفين يدعيان انهما مختلفين فيما بينهما ولكنهما علي ارض الواقع ينفذان ذات الدور ونفس الأجندة التي وضعتها الاطراف الإقليمية التي تقاسمت النفوذ في مناطق العراق المختلفة ولكلا الطرفين ارتباط بالتنظيمات الإرهابية التي تنتمي اسما للمذهب الاخر فالقاعده علي سبيل المثال ودخولها الي العراق عن طريق شمال العراق وعن طريق الحدود العراقية الإيرانية من المسئول عنه خاصة وان تامين تلك الحدود وحمايتها هي مهمة فيلق بدر منذ سقوط النظام السابق ولا يعقل ان تدخل القاعدة الي العراق دونما ان تكتشف قوات فيلق بدر ذلك
حتي في التعامل مع الخصوم والمنافسين السياسيين من أبناء طائفتهم فان كلا من الحزب والمجلس ينتهجان ذات السياسة وهي سياسة عنيفة دموية وكأنما المعلم واحد والتعليمات واحده
ان النتائج اتي حصل عليها الحزب الإسلامي والمجلس الأعلي وفقدانهم لثقة جزء من ناخبيهم دفعهم في ان يحاولا التخلص من سوء تلك النتائج ولو بالتزوير فلقد اعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن ظبط عملية تزوير كبيرة قام بها احد مؤيدي الحزب الاسلامي في منطقة الجزيرة غرب تكريت وذكرت مصادر المفوضية انها تمكنت من ظبط عملية التزوير التي قام بها مدير المركز الانتخابي عندما قام بوضع استمارات الانتخاب المزورة في صناديق الاقتراع التي قامت المفوضية باحتجازها لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة ضد رئيس المركز،كما تم غلق مركزين انتخابيين في النجف الأشرف من قبل القوات الامريكية المشتركة بعد استدعائها من قبل الشرطة المحلية للمساعدة وذلك وفقا لمراقبون لعمليات سير التصويت الخاص الذي تم لأفراد الشرطة والجيش والمرضي والسجناء
وهذه المراكز في حي السعد والآخر في حي المعلمين وتم اغلاقهما نتيجة للتزوير الذي قام به المجلس الأعلي وفيلق بدر خاصة وان المجلس حل في المرتبة الأخيره في تصويت الفئات الخاصة حيث ذهبت غالبية الأصوات لقائمة الوفاء للنجف ثم ائتلاف دولة القانون ثم المستقلون وهذا مارفضه المجلس وقام بتزوير النتائج ، واضاف المصدر الذي صرح بما سبق أن القوات الأمريكية عثرت في احد المساجد علي مجموعة من النساء الإيرانيات في احد المساجد التابعة للمجلس الأعلي يحملن بطاقات تموينية وهويات احوال مدنية مزورة لغرض الإشتراك في الانتخابات والتصويت لصالح المجلس ، هذا وتردد في النجف أن نائب محافظ النجف ورئيس قائمة شهيد المحراب فيها قد عقد اجتماعا يوم الخميس 29/1 مع قيادات فيلق بدر وضباط ارتباط ايرانيين وطلب رفع جاهزية فيلق بدر والفرق الخاصة المرتبطة به كما طلب وحدات خاصة كانت مكلفة بمهمات في بغداد للعودة الي النجف وكربلاء كي تكون جاهزة لتغيير نتائج الانتخابات ان سارت علي غير رغبة المجلس ويبدو ان تلك القوات قد فشلت في ذلك

#سهام_فوزي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل