أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نجاح محمد علي - ما بعد الانتخابات العراقية.. حقائق جديدة وتطورات ملفتة















المزيد.....

ما بعد الانتخابات العراقية.. حقائق جديدة وتطورات ملفتة


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 08:56
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



أعادت نتائج انتخابات مجالس المُـحافظات العراقية صياغة الكثير من الحقائق، التي كانت غائبة في عراق ما بعد نظام صدّام حسين، منها ما يتعلّـق بمستقبل التكتُّـلات وطبيعة الولاءات الطائفية والعرقية، وتعزيز العملية الانتخابية على أساس الانتماء الوطني، بدلا من الطائفة، خصوصا في محافظات الوسط والجنوب (الشيعية)..
الانتخابات التي جرت في أجواء آمنة تماما من دون دماء، رسمت إلى حدٍّ كبير وبشكل لم يكن متوقّـعا لدى الكثيرين، ملامِـح المرحلة المقبلة، قبل الانتخابات البرلمانية المقرّرة أواخر العام الجاري، وحضّرت لدى العراقيين رغبتهم الجدية في استعادة العراق الموحّـد، صاحب السيادة، بعيدا عن التقسيم وحتى الفدرالية، ووضعت اللّـبنة الأولى للتّـغيير المُـرتقب في عراق ما بعد صدّام.

لقد نجحت الانتخابات بكل المقاييس، وكانت المشاركة طبيعية جدّا في مثل هكذا انتخابات محلية، وحقّـقت قوائم أطلقت شعارات لتعزيز سُـلطة القانون، مثل قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي (ائتلاف دولة القانون)، نتائج فاقت كل التصوّرات، إذ حصد مرشّـحو هذه القائمة أعلى نِـسبة، خصوصا في الجنوب، فيما تراجع مرشّـحو المجلس الإسلامي الأعلى وحزب الفضيلة وبقية الأحزاب والتيارات الإسلامية، حيث بدَا لافِـتا ضُـعف نفوذ هذه الأحزاب (وليس انحساره تماما)، في ضوء التحالفات مع عِـلمانيين، وحتى مع بعض البعثيين، ما يعني أن الأحزاب الإسلامية ما عادت في الرِّهان بديلا وحيدا للنِّـظام السابق، رغم أن قائِـمتيْ المالكي ومؤسّـسة شهيد المِـحراب، حظِـيتا باهتمام ملحُـوظ من قِـبل الناخبين (وهم أقلّ من نصف المسجّـلين في لوائح الاقتراع)، في الوسط والجنوب.

ويُـمكن القول في ضوء ما قام به المالكي من قيادة مباشِـرة لكُـبرى العمليات العسكرية والأمنية في البصرة والعمارة وغيرهما وفرض القانون على الخارجين عليه وأسلوبه في تحقيق قدْر كبير من المُـصالحة الوطنية، التي أدّت إلى تفكيك عُـقد كثيرة من التّـحالفات الطائفية، التي أكلَـت الكثير من دِماء العراقيين وجُـهدهم، أن العراقيين أخذوا يميلون بوضوح نحْـو الخِـطاب العقلاني وبناء دولة عراقية قوية، تحترم بقية الدّول مُـواطنيها حاملي جوازات سفرها..

تبلوُر وعــي جماهيري
والمُـهم في هذه الانتخابات، هو أن الخطاب الدِّيني الذي مُـورس بقوّة، رغم حظره قانونيا، واستخدام الرّموز الدِّينية في الحملة الانتخابية وكل الهجمات الإعلامية، التي لم توفِّـر المالكي شخصيا، لم تمنَـع من انحسار نفوذ قائمة المجلس الإسلامي الأعلى في البصرة ومُـدن أخرى، ما يُـشير إلى أن الوعي الجماهيري ضدّ تقديس الأفراد، أخذ يتبلْـور بشكل طبيعي في العراق الجديد.

لقد كان واضحا أيضا أن الكثير من الإسلاميين الشيعة لم ينجَـحوا طوال السّنوات الماضية في تحسين صُـورتهم النَّـمطية، التي أظهروا بها أنفسهم أو أظهرتهم تصرّفاتهم كماضويين اختزلوا - أمام العالم – مُـشكلة الشيعة مع نظام صدّام، فقط.. في زيارات المراقِـد الدينية! وكأن صِـراعهم مع النظام السابق كان فقط من أجل هذه الزيارات، مع ملاحظة أن الإسلاميين الشيعة كسَـبوا في المدّة الماضية - بعد سقوط صدّام - شعبية كبيرة، عندما كان الفرْز بين العراقيين يتِـم على أساس الإنتِـماء الطائفي، غير أن أداءهم السيِّـئ، خصوصا في الجنوب، والاتِّـهامات بالسَّرقة والاختلاس ونهب المال العام وتغليب المحسوبية والمحبوبية والولاءات الحِـزبية والشخصية، على الكفاءة والوطنية، كسرت الكثير من قواعِـد اللُّـعبة في مُـعادلة الولاء والانتماء، جعلهم يفقِـدون الكثير من احترامهم، حتى لدى أنصارهم وذوي الأسَـر الذين تمَّـت التضحية بهم في طريق "ذات الشوكة"..

نضج سياسي
وإذا كان المالكي نجح، حيث فشل المجلسيون في شعارهم "معكم معكم"، المقتبس من زيارة دينية، في الاحتفاظ بنسبة ولاء عالية من قِـبل أسَـر "الشهداء"، وكان برنامج ائتلاف دولة القانون يستنِـد إلى نجاح الحكومة في فرْض القانون والمُـصالحة الوطنية، وكذلك على وِحدة العراق وتقوية المركز وتعديل الدستور، لإضعاف سلطة الفدراليات، خاصة في كردستان، فإن بقية الأحزاب الدِّينية الشيعية تحديدا، وبسبب تخلِّـيها بالمُـطلق عن تلك الأسَـر، ظلّـت تُـطارد قائمة الائتلاف في التّسلسل الانتخابي بعد فرز الأصوات.

وما من شكٍّ، فإن هذه الانتخابات أشعرت المُـواطن العراقي أن المالكي، وهو أمين عام حزب الدّعوة الإسلامية، أعاد للعراقيين الثِّـقة بوجود قيادات مخلِـصة ترجِّح مصالح الوطن على مصلحة الحزب، بالرغم من كل العقبات والمؤامرات. وبدا ذلك واضحا، عندما أظهرت قائمة ائتلاف القانون استعدادا للتعاون مع باقي الكُـتل السياسية، من واقع أن فوز القائمة، هو "نصرٌ لكلِّ العراقيين".

وعلى أي حال، أفرَزت هذه الانتخابات قِـوى جديدة، بعضها كان شخصا واحدا في كربلاء مثلا، حين تلألأ نجمُ مرشّـحٍ واحدٍ في مقابِـل تكتُّـلات وأحزاب لها رصيد كبير من التاريخ، وهو يوسف محمد هادي الحبوبي، الذي كان من موظّـفي النظام السابق، وقد جاء بالمَـرتبة الأولى على حساب الشيرازيِّـين والتيّـار الصّدري والمجلس الإسلامي الأعلى، في مؤشر على أن العراقيين وصلوا إلى مرحلة من النُّـضج السياسي، باتوا يميِّـزون هذا الخِـطاب عن ذاك، من دون نظّـارة يلبسها نيّـابة عنهم الآخرون، وأنهم يحبُّـون مَـن يخدمهم.

صحوة انتخابية
في الأنبار، حيث اشتدّت المنافسة كثيرا، أرضت النتائج كل الأطراف، ومنها الحزب الإسلامي ومجالس الصّحوة، التي حاربت القاعِـدة وأعادت الأمن والاستقرار إلى تلك المنطقة السَّـاخِـنة.

وشكَّـلت هذه النتائج مُـفاجأة، حين تمّ إقناع الكثير من البعثيين بالانضمام إلى الانتخابات، وأعلنت قِـوى مسلّـحة كثيرة، ممّـا يسمّـى "المقاومة"، وضع السلاح جانِـبا، لتُـجرى الانتخابات بيُـسر وسلاسة..

ويبقى أن هذه الانتخابات ستسجِّـل بداية مهمّـة في تثبيت عُـرى ديمقراطية جديدة للعراق الجديد، إذا تمّ بالفعل تفعيل خِـيار الناخب العراقي، وأجريَـت الانتخابات القادِمة على أساس ترشيح الأفراد.. وليس الكُـتل والقوائم.

وأخيرا، لا يبدو أن الانتخابات العراقية شكلت ردّة فعل ضدّ التوجهات الدينية أو التديّن عموما (مثلما قال البعض)، بقدر ما كانت ضدّ وعود الإسلاميين وطائفيتهم، التي اختبَـؤوا خَـلفها منذ سقوط نظام صدّام، غير أنها قد تُـصبح في مرحلة أخرى ردّ فعلٍ قوية ضدّ أولئك الذين يحمِـلون على الدّوام هوية فكرية وعقائدية لم تمنعهم من الإنخراط حتى النُّـخاع في المشروع الأمريكي لبلادهم والمنطقة.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات مجالس المحافظات اختبار حاسم لاستقرار العراق!
- العراق بين سحب القوات واستحقاقات -التغيير-!
- سهل نينوى.. هل يكون العشاء الأخير؟!
- دعوة الى مؤتمر طاريء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لوقف ال ...
- خانقين.. أزمة حكومة وأزمة وطن!
- للمناقشة: هل يمكن رفع دعوى قضائية ضد المستقلة؟!
- إجماع -نادر- في العراق على الاتفاقية الأمنية مع الولايات الم ...
- عندما يبدأ حوار الحضارات من .. أبو ظبي!
- واشنطن وطهران .. ربما نعم ..ربما لا!
- الخمرة والكأس في شعر الامام الخميني !
- في الوعد الصادق ..حزب الله انتصر مرتين!
- ماذا لو كنت رئيسا لسوريا؟
- النصر الذي صنعه حزب الله!
- طبول دبلوماسية بين واشنطن وطهران
- مكتب دبلوماسي أمريكي في ايران!
- -بورتسموث- أمريكية في العراق!
- هل حصُل توافق في العراق على تحجيم مقتدى الصدر؟!
- مواقيت المالكي!
- جنازة المالكي!
- اصلاحيو ايران بروفة رئاسية!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نجاح محمد علي - ما بعد الانتخابات العراقية.. حقائق جديدة وتطورات ملفتة