أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - قصة قصيرة للأطفال: أيمن والقمر














المزيد.....

قصة قصيرة للأطفال: أيمن والقمر


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


القصة الأولى.
أيمن والقمر
أنهى أيمن جمعَ كُتبهِ المتناثرة.فأحبَّ أن ينظر إلى العالم الخارجي.وبيديهِ الصغيرتين أزاح ستارة النافذة،ثمَّ بدأَ يردد مقطوعة شعرية كان قد حفظها عندما كان في الصف الثاني،فجأةً رأى صديقهُ القمر.تُخفيهِ بعضُ الغيوم البيض الداكنة قليلاً،نظر أيمن إلى القمر.كان القمر يبتعدُ عنهُ شيئاً فشيئاً،سألهُ أيمن لماذا تبتعد عني؟!أرجوك لا تبتعد عني .سأحدثك عن أعمالي في الغد وعن آمالي أيضاً،ألا تسمعني يا صديقي أيها القمر؟! أرغب أن أكون متميزاً في دراستي.وسأعمل في أن أشارك في مهرجان الأطفال للسنة القادمة…سأغني معهمْ..نشيداً للسلام والحب ولجياع العالم والمشردين.وقف أيمن قليلاً وقال: هل نسيتني…؟ أنا صديقك أيمنْ! تذكر لقد أعطيتك مرةً زهرة فلٍّ، ومرةً ثانيةً يا سمينة قطفتها من حديقة دارنا..
هل تذكرتَ شكلي ووجهي ؟!أنا أُحبكَ كثيراً…وقد تحدثتُ اليوم لصديقي سامر عنك حين كنتُ معهُ في باحة المدرسة.لا…لا…لا تهرب مني يا صديقي…ياقمر،تعالَ لأخذ رأيكَ.إنَّ أبي لا يسمعني.لأنهُ مسافرٌ دوماً وهو منهمكٌ في أعمالهِ الكثيرةْ.
وأُمي لا يهمها إلاَّ أنْ تُطعمني…وتسقيني.وتضربني إذا ما جلستُ على الأرض واتسخت ثيابي،كما أنهّا تُعاقبني أشدَّ العقاب إذا كانت نتائجي الدراسية لا ترضيها،
تعال يا صديقي.أريد أن أُطلعكَ على ألعابي وأشتكي لكَ عن متاعبي …تعال يا قمرْ.فقد تحدثتُ مع قطتي الصغيرة.ولكنها لم تكلمني بل كانت تحرك ذيلها الطويل ورأسها الصغيرْ،وعندما وضعتُ لها قطعة خبزٍ أخذتها ومضتْ لتأكلها،كمْ هي طماعة.وجشعة..تصورْ؟!
لقد مضت قطتي وهي تعضُّ على قطعة الخبز.
ولكنك يا صديقي لا تعرف اسم قطتي…إيه…إيه…هل تعرف اسمها؟!أحزر سأدعك تفكر قليلاً…لا..لن تحز ر اسم قطتي..لقد أسميتها (بدر) هل هو اسم جميلٌ؟ أظنُّ أنكَ تُحبُّ هذا الاسم.وعندي حصانٌ صغيرٌ، لونهُ بني وشعر ذيلهِ طويلْ أسودٌ،سوف أضعهُ تحت تصرفكَ إذا شئتَ أن تذهب إلى مكانٍ بعيدٍ، إنهُ سريعٌ ومطيعْ،تابع أيمن حديثهُ مع القمر قائلاً:لماذا لا تكلمني ؟! أنتَ غاضبٌ مني؟! ماذا فعلتُ بكَ؟ هل أنت مريضٌ مثل جدي؟ لا… أنت لازلت صبياً مثلي..ما أجملك ومن حولكَ النجوم!أنتَ تركض في السماء الواسعة وتلعب مع الغيوم…وبلهجةٍ طفوليةٍ قال: أيمن…إذا كنت تُحبني تعال وخذني إليكَ حتى أصدقكَ…ثمَّ تابع أيمن حديثه قائلاً:كيف ترانا أيُّها القمر؟ّ‎!كمْ أرغب في مشاهدة بيوت المدينة وحدائقها من عندك؟آهٍ كم أتمنى أن أصعد إليكَ…هل أنت بعيد؟! أجلْ لقد قال: لنا المعلم أنك بعيدٌ عنّا…وأنكَ تشبه الأرضْ،وأنَّ نورك الذي يشع على الأرض .هو من الشمس، ويوجد على سطحك. أوديةٌ، وجبالٌ وصخورٌ وأتربةٌ.والناس يسمونك (هلالاً)و(بدراً).وأنا اسميك (قمراً)…وأجدادي كانوا يسمونك (سينو)أو سين أو شين… وكانوا يعبدونك..ولازالت عبادتك تُمارس في طقوسٍ علمتني إياها جدتي .فعندما نراك هلالاً جديداً نضع سبابة أيادينا على شكل صليبٍ ونقبلك ثلاث مرات…وها هي أغنيةُ أجدادي تقول:سارا خاتا صميخا لماتا.إخنن أتيقي وآون آتا.وما معناه يا صديقي…أرجوك أنني لا أفهم ما قلتهُ لك بلغة أُمي لأنهم سرقوا لغتنا ...لكنني سألتُ جدتي فقالت: لي معنى هذه الأغنية(قمرٌ جديدٌ يطلع على القرية.هو جديد ونحنُ قدامى).ورغم هذا لقد أطلتُ عليك..
تعال أيُّها الصديقْ.فقد أحضرتُ لك طعاماً وهو في غرفتي،نظر أيمن إلى القمر نظرة حزينةً،لأنه لم يأتِ إليهِ.وأراد أيمن أن يبكي، أوه من أخبرك عني؟!
أعرف، أعرف…من أخبرك ،إنَّ أُمي هي التي قالت لكَ...إي أُمي .رجع أيمن إلى سريره…وهو يقول: لنفسهِ.قد يكون اليوم غاضباً مني لأنني لم اسمع كلام أُمي حين قالتْ:لي أكتب وظائفكَ يا أيمن..
سأعود أيها الصديق إلى أُمي واسمع كلامها.وأكتب وظائفي.ولن أتحدث في الصف إلاَّ إذا سألتني معلمتي.وسأنامُ بهدوءٍ ولن أزعجَ أخي الصغير حين ينامْ، أيُّها الصديقْ.لن أزعجك بعد اليوم…ولكن أرجوك أجبني..لماذا تهرب مني؟؟! أريدكَ أن تأتي وتزور غرفتي الصغيرةْ…قد لا تأتي لأنها صغيرة…?!!تكفيني .
فقد رتبتُ كتبي على الطاولة الخشبية.فبدت وكأنها مكتبةٌ صغيرةٌ.تعالَ لديَّ سكاكر وحلوى.لقد جلبها أبي معهُ من المدن البعيدة،دخل أيمن فراشهُ، كانت علامات الحزن على وجههِ.ولكنه كان يرددُ …
سوف يزور القمر غرفتي.لقد وعدني اليوم بالزيارة،كان مسرعاً.كان لديه لقاءٌ مع البحرْ، مع المدن والقرى البعيدة،من يدري قد ينتظره الأطفال في مكانٍ آخر.سيتحدثون معهُ.ربما تأخر عن موعده .أغمضَّ أيمن جفونه وهو يرددُ..
يا صديقي سوف تأتي في المنامْ
يا صديقي سوف تذهب للسفرْ.
أنت حبي…يا قمر…أنت حبي يا قمر.
*** الحسكة.29/4/1987م.
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
[email protected]
قُدمت هذه القصة لمسابقة القصة القصيرة (للأطفال) في موقع المربد للإستاذ طارق شفيق حقي.وهي منشورة في موقع إينانا وعدة مواقع
هامش:لقد أُلقيت في لقاءات قراء الأطفال.في إدلب(عام 1987) وريف دمشق.(1988)



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد للطفولة في عيد الحب الخُرافي
- قرابينٌ من أجلها...
- رسالة مودة واعتذار للأخ الدكتور هنري بدروس كيفا
- القبائل العربية التي تعيش في الجزيرة السورية....
- المسيحيون في سوريا والجزيرة السورية إلى أين؟!!!
- الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي.
- قصيدة بعنوان: المسافر رجوعاً.....
- مجزوء الكامل وتسكين التاء.....
- الشاعر الراحل عيسى أيوب...ذاكرة وطن
- قصائد للأطفال...وطني ونُغني للبشر
- الذي سافر عارياً......
- رسالة مستعجلة إلى الشاعر الآشوري الراحل سركون بولص
- وهل تلد الأفاعي غير الأفاعي...؟!!!!
- يا دمكم أغلى القرابين...
- ولأنني المجنون رحتُ أحطبُ....
- حينَ يصير الوطن قصائد عشق
- دير مار متّى
- سالي
- عفواً شهرزاد لستُ شهريار
- إدلب تُغني قبل الشعراء


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - قصة قصيرة للأطفال: أيمن والقمر