أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبدالله تركماني - محاولة تحديد أهم قضايا المسألة القومية (1)















المزيد.....

محاولة تحديد أهم قضايا المسألة القومية (1)


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 07:39
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تبدو أهمية تعاريف ومصطلحات المسألة القومية حين ندرك غياب الآليات السياسية التي تضبط إدارة الصراعات في العالم العربي، إذ أنّ القدرة الأكثر غيابا هي إدارة الاختلاف بين التيارات والرؤى العربية المتباينة، أي غياب الاعتدال والوسطية والحوار، مما يؤدي إلى النزاعات والانشقاقات المدمرة.
ومن هنا تبدو أهمية العقل الحضاري الحديث الذي زوّدنا، ليس بتصورات عامة فقط، بل بطريقة لقراءة الواقع، بطريقة من أجل أن نعرف. فمثلا أعطانا القدرة على التمييز بين الثورة الفرنسية الكبرى، بتراثها الديمقراطي والعقلاني، وبين الاستعمار الفرنسي. ثم أنّ الحضارة ظاهرة مركّبة ومتغيّرة، فكل حضارة تكونت تاريخيا من روافد متعددة انصهرت وتفاعلت، دون أن تضيّع – بالضرورة - كل معالمها. فكل حضارة انعزلت اندثرت، لذا لا فرار من التعامل مع الحضارة الغربية، وتأكيد الهوية العربية يكون في أسلوب التعامل ومحتواه.
ولا شك أنّ أهم عنصر في هذه الرؤية هو ربط التاريخ بالحضارة، وتحرير الوعي التاريخي العربي من إشكالياته الماضية التي كانت تدفعه إلى الاكتفاء بما هو عليه، وإلى الشعور بصلاحية أنظمته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وبالتالي النظر إلى نفسه في إطار الحركة الكونية العامة. ولا شك أيضا أنّ فهم التاريخ هو الشرط الأول لفهم عملية إعادة الانخراط فيه والعودة إليه، خاصة بالنسبة للجماعات التي شعرت بأنها مُستبعَدة منه، وقد أدرك رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر هذه الحقيقة، فها هو خير الدين التونسي يقول: سمعت من بعض أعيان أوروبا ما معناه: " إنّ التمدّن الأوروباوي تدفّقَ سيله في الأرض فلا يعارضه شيء إلا استأصلته قوة تياره المتتابع، فيُخشى على الممالك المجاورة لأوروبا من ذلك التيار إلا إذا حَذَوهُ وجَرَوا مجراه في التنظيمات الدنيوية، فيمكن نجاتهم من الغرق ".
إنّ فكر عصر النهضة العربية، بتعدد تياراته، تمكّن من التوغل والانتشار في الثقافة العربية المعاصرة، وأنتج وعيا سياسيا واجتماعيا كان كفيلا بصياغة حس سليم بالهوية الثقافية العربية، وقد ظهر ذلك في انخراط قطاعات واسعة من الشعوب العربية في النضال التحرري الوطني لنيل الاستقلال السياسي لأقطارنا العربية.
ويبدو أنّ ثمة غيابا للنظرة التاريخية إلى التقدم في الوعي العربي المعاصر، فالنظرة التاريخية لا تعني مجرد النظر في التاريخ ولا مجرد استحضار وقائعه، بل تعني إدخال الزمان كعنصر محدد يجعل من تسلسل المراحل التاريخية صيرورة وليس مجرد تعاقب. كما كان المكان غير واضح المعالم في الوعي العربي، فالوحدة أو الاتحاد شعار رفعه العرب داخل الإمبراطورية العثمانية، ثم رفعوه للتعبير عن الرغبة في وحدة سورية الطبيعية، ثم للتعبير عن الطموح إلى توحيد بلاد العرب في آسيا... ثم صار شعارا لوحدة تمتد إلى مصر، ثم إلى الجمع ما بين المحيط والخليج.
ومن هنا تبدو أهمية إعادة صياغة المفاهيم النظرية المرتبطة بالمسألة القومية العربية، وبفصل المعرفة عن السياسة، وتمييز الثقافة، الموجهة إلى حقل أوسع بكثير من السياسة بمعناها التحزبي الضيق، عن السياسة. ولعل اتخاذنا هذه المسافة النقدية من السياسة يساعدنا على المساهمة في الغربلة الثقافية المطلوبة لإعادة تأسيس المشروع السياسي على أقدام قادرة على النهوض بالأمة.
وفي سياق ذلك يبدو التساؤل مشروعا عن موقع الحداثة في كل من مشروعي التيارين القومي والماركسي في العالم العربي.
إننا نتطلع إلى الكشف عن الأبعاد النهضوية ( العقلانية، التقدم، التنوير، الديمقراطية، العلمانية)، التي كانت تنطوي عليها حركة النهضة العربية الحديثة، والتي أُهدرت لاحقا في مشروعي التيارين القومي والماركسي، واختُزلت إلى مستوى خطاب سياسوي محكوم بالاعتبارات الديبلوماسية الدولية، لا بضرورة الوعي بإشكالية التأخر العربي التي قادت إلى الهزائم المتكررة.
إنه من المفارقات الملفتة للنظر أنّ القضايا الأساسية، التي شكلت عماد فكر النهضة العربية في القرن التاسع عشر، مازالت حية قائمة كمطالب وطموحات عربية في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. والسؤال هو: لماذا هذا الانفصال بين الخطاب المُعلَن والممارسة السياسية في المشروع العربي خلال التاريخ المعاصر ؟ هل ثمة تعارض بين مصالح وطموحات المحكومين والحاكمين ؟ هل ثمة تعارض بين خطاب الوحدة والتقدم وإرادة الحاكمين ؟ هل ثمة انفصام بين القول والعمل لدى التيارات السياسية العربية ؟
إنّ التساؤلات السابقة تفرض علينا أن نعيد طرح قضايا المسألة القومية العربية على نحو جديد، منطلقين من أنّ مسألة إنجاز الأمة - الدولة الحديثة هي جوهر تلك القضايا. ومن هنا تبدو أهمية تجديد الخطاب النهضوي العربي على قاعدة: أنّ الدولة الوطنية/ القطرية الديمقراطية تشكل أساس دولة الأمة الحديثة. فمع التوحد تتاح إمكانية نجاح مشاريع التنمية العربية، ويشتد الإحساس بالأمان لدى الشعوب العربية. كما أنّ الكيان القومي الأكبر يتحمل أشكالا للتعددية واختلاف التيارات الفكرية والسياسية، بما فيها تلك الأقليات القومية والطائفية التي يمكن أن تكون مصدر إغناء وتنوع مرغوبين.
وتبدو أهمية إعادة طرح قضايا المسألة القومية العربية، من وجهة نظر تحاول أن تكون جديدة، حين نعرف أنّ بداية الألفية الثالثة سوف تشهد إعادة طرح واسعة لمشكلة الأمة والقومية. ففي مقابل العولمة تبرز النزعات القومية بشكل كبير، ففي الوقت الذي ينزع فيه العالم، أكثر من أي وقت سبق، إلى أن يتعولم وإلى أن يخترق حدود الدول وسياداتها، وفي الوقت الذي تتعاظم فيه التبعية المتبادلة ما بين أمم العالم سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا، وفي الوقت الذي تتسارع فيه حركة الرساميل والبضائع وتتضاعف السيولات المالية العابرة للقومية، وتتحكم الشركات المتعددة الجنسيات في الاقتصاد العالمي إنتاجا واستهلاكا. وبكلمة واحدة في الوقت الذي يتحول فيه العالم إلى " قرية كبيرة "، في هذا الوقت يُرَّدُ الاعتبار، على نحو لم يسبق له مثيل، إلى عدة مصطلحات قومية مثل: الهوية، والأصالة، والخصوصية. وتدب حيوية في النزعات القومية والإثنية التي يبدو أنّ قلق العولمة قد أيقظها في كل مكان من العالم.
كما أنّ العالم يتجه نحو قيام تكتلات بشرية كبرى، سواء على مستوى قومي أو قاري، تشكل مجالا حيويا في الاقتصاد، وعنصرا رئيسيا في الأمن، وضمانة فعلية للاستقلال السياسي، وشرطا ضروريا للتحرر من الهيمنة الخارجية. وقد أصبح واضحا أنه في القرن الواحد والعشرين لا مكان للشعوب والدول الصغيرة التي لا تنضوي في كتل بشرية ضخمة تزيد في عددها عن مائة مليون نسمة على الأقل، وتزيد في مواردها عن حجم معين يمكّنها من الصمود والاسقرار.
لذلك نعتقد أنّ الحاجة تزداد إلى بحوث ودراسات عديدة، تتناول إشكاليات المسألة القومية العربية من الوجهتين التاريخية والنظرية، وقد يساهم ذلك في منح الوعي والعمل السياسيين رؤى مستقبلية مفيدة. وتبدو أهمية ذلك، إذا عرفنا أنّ استعمال المفاهيم والمصطلحات قد أُحيط بالغموض والالتباس، فاستُعملت المفاهيم في غير محلها، وساد الاضطراب بعضها الآخر. فمفاهيم مثل: الأمة، القومية، الوطن، الحركة الوطنية، الحركة القومية، لم تُستعمَل بدلالاتها الحقيقية دائما. ولم يكن هذا الخلط للمفاهيم بريئا تماما، بل ارتبط - في أغلب الأحيان - بتغطية موقف سياسي لدى استعمالها .



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الإسرائيلية تشرعن التطرف والعنصرية
- مدلولات الانتخابات العراقية
- مجتمع المعرفة وتحدياته في العالم العربي (2)
- مجتمع المعرفة وتحدياته في العالم العربي (1)
- مجتمع المعرفة وتحدياته في العالم العربي (3)
- أولوية ترتيب البيت الفلسطيني
- تركيا الصاعدة في الشرق الأوسط
- هل يكفي الغضب العربي لنصرة أهل غزة ؟
- القوة - الذكية - للسياسة الخارجية الأمريكية
- محرقة غزة .. إلى أين ؟
- المخاطر المحيطة بعرب إسرائيل
- الحل الوسط في الصحراء الغربية
- هل يكسب الفلسطينيون الرهان ؟
- حسيب بن عمّار .. وداعا
- حقوق الإنسان .. تراث مشترك للإنسانية
- تحديات مغاربية
- حقوق الإنسان في عالم متغيّر
- كيفيات التعاطي المغاربي المجدي مع التحديات
- حقوق الإنسان في التشريعات العربية
- حوار الثقافات .. إلى أين ؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبدالله تركماني - محاولة تحديد أهم قضايا المسألة القومية (1)