أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله تركماني - مدلولات الانتخابات العراقية














المزيد.....

مدلولات الانتخابات العراقية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 07:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مر قبل أيام حدث مهم عند العراقيين، تمثل بالانتخابات المحلية لمجالس المحافظات. ويبدو من متابعة هذه العملية، أنها خطوة عراقية جديدة تُعَدُّ أفضل بكثير من تلك الانتخابات التي جرت عام 2005 بكل مشكلاتها وخروقاتها. ويبدو أيضا أنّ هذه الانتخابات ستغيّر الكثير من واقع الخريطة السياسية، كما ستساهم في إنضاج مشروع سياسي عراقي تتفق عليه أغلب القوى السياسية، يعتبر بمثابة ميثاق شرف يتم من خلاله إدارة العملية السياسية العراقية.
ومن المؤكد أنّ العراق لا يزال من البلدان الفتية في مجال الانتخابات، إذ لا يزال لديه، كما هو الحال في أغلب الدول العربية، نقص واضح في الثقافة الديمقراطية، وعليه فإنّ النموذجية لم تكن حاضرة في انتخاباته. ولكن لا بد من متابعة مدلولات انتخابات مجالس المحافظات، لأنّ الظروف التي تبعت توقيع معاهدة الأمن والتعاون بين الحكومتين الأمريكية والعراقية كانت بداية مهلة جديدة من العلاقات داخل المسرح السياسي العراقي، إذ أصبح الأمريكيون أقل تدخلا، والعراقيون صاروا أكثر ثقة بأنفسهم.
فهل ستكون الانتخابات المحلية، التي شهدها العراق مؤخرا، مؤشرا متقدما للانتخابات النيابية القادمة ؟ وهل سيتم الانسحاب الأمريكي في الموعد المحدد عام 2011 حسب المعاهدة، أم أنّ دور الجيش الأمريكي سيكون كدوره في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية ؟ وهل اكتشف العراقيون أكاذيب الأحزاب الطائفية ؟ وهل استفاقوا من كابوس " القاعدة " و " الجماعات المسلحة الخاصة " ؟
إنّ التجارب المريرة التي مر بها العراق، قد أعطت العراقيين المزيد من الدروس والعبر لفرز طبيعة القوى السياسية المتنوعة، وتبين للكثيرين أنّ العراق لا يمكن أن يسير بخطواته التاريخية نحو الأمام، إلا في ظل وجود مشروع وطني استقلالي مدني حر. وما الانتخابات التي جرت إلا تجربة على الأرض، لا سبيل للعراقيين إلا ممارستها من أجل درء المخاطر، فضلا عن كون ذلك هو الأسلوب الحقيقي لانتصار القوى السياسية التي تطمح إلى تحقيق مشروع وطني مدني عراقي يحقق للعراقيين آمالهم وأمانيهم، ويساعد العراق على التخلص من انقسامات مكوناته، ويحافظ على ثرواته التي تبعثرت على امتداد السنين السابقة.
إنّ المشكلة التي برزت في الانتخابات المحلية هي المشكلة ذاتها التي رافقت أغلب الانتخابات التي جرت في عراق ما بعد الاحتلال، وهي تلك الاستقطابات الطائفية والعشائرية، على حساب البرامج السياسية والحزبية للمرشحين، وإن كان بدرجة أقل من الانتخابات السابقة.
وبالرغم من ذلك، فإنّ العراق مقبل على حدث مهم ربما يغيّر خارطة الحياة السياسية وينعكس على كافة المجالات، لأنّ المواطن العراقي، بعد المعاناة الشديدة التي عاناها في السنوات السابقة، بات اليوم عازم على التغيير. إذ تشير المعلومات الأولية إلى أنّ قائمة رئيس الوزراء المالكي حصلت على نسب هامة في معظم محافظات الجنوب، مما يدعم دعوته إلى إقامة حكومة مركزية قوية، وإضعاف الأطراف الداعمة لتشكيل أقاليم. ومع تأكيدات فوز قوى ليبرالية وعلمانية في كل المحافظات، ولو بشكل محدود، تبرز إمكانيات إحداث تغيير في نسق علاقات الحكم داخل كل محافظة، ويسهّل إنتاج معارضات محلية للتحالفات الرئيسية.
إنّ تقدم الأحزاب العلمانية النسبي يظل علامة على الإحباط الذي يسود داخل قطاعات من المجتمع العراقي من الأحزاب الدينية التي تحكم البلاد منذ عام 2005، فوسط المعركة بين الطائفيين الساعين إلى تقسيم العراق ومعارضيهم، استطاع الليبراليون والقوميون والعروبيون العلمانيون، على تفرقهم، تشكيل قوة ثالثة أولاها عدد لا بأس به من الناخبين ثقته. كما أنّ ولادة قوى سياسية جديدة، سنية وشيعية، لا تتبنى الخطاب الديني بل تنزع نحو الخطاب الوطني ذو الطبيعة المدنية التي تعزز الوحدة الوطنية العراقية سيحدد مسار العملية السياسية بعد مجيء مجلس نيابي جديد، مع نهاية العام الحالي، تتجلى فيه معالم التغيير التي شهدنا بعضها في الانتخابات الأخيرة، خاصة إذا نجحت المجالس الجديدة في أن ترقى إلى مستوى طموح الناخبين في ممارساتها، ونجحت في إقامة نمط جديد من العلاقات مع المواطنين.
وفي الواقع، فإنّ أية دولة فيدرالية عراقية لا تنجح إلا بتعاون بين الأقاليم والمركز، فالعراق اليوم، حتى إذا كان مركزه قويا في بغداد، لا يمكن أن يتحول إلى دكتاتورية حيث السلطة موزعة وفق الدستور الذي أعطى صلاحيات معينة للمركز، وصلاحيات أخرى للحكومات المحلية في الأقاليم والمحافظات.
إنّ الانتخابات كانت خطوة هامة نحو تحقيق استقرار العراق على أسس وطنية ترضي العراقيين وممارسة تبشر بتحول هام في العراق يضع البلد، بعد عدد من سنوات الضياع والتمزق، على طريق أكثر أمنا. لقد هزم العراقيون مشروع تقسيم بلادهم وبدأوا يخرجون من القوقعة المذهبية والطائفية، ولكن أمامهم طريق طويل كي يعيدوا بناء ما تهدم.
عراق ما بعد الانتخابات سيكون عراقا سياسيا أكثر منه طائفيا، ولكنه بحاجة إلى المزيد من التشريعات الخاصة بالأحزاب والانتخابات، والحفاظ على الثروات والمال العام، إنه بحاجة ماسة إلى أن يكون صاحب مكانة عربية وإقليمية بعيدا عن عبث دول الجوار به.






#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع المعرفة وتحدياته في العالم العربي (2)
- مجتمع المعرفة وتحدياته في العالم العربي (1)
- مجتمع المعرفة وتحدياته في العالم العربي (3)
- أولوية ترتيب البيت الفلسطيني
- تركيا الصاعدة في الشرق الأوسط
- هل يكفي الغضب العربي لنصرة أهل غزة ؟
- القوة - الذكية - للسياسة الخارجية الأمريكية
- محرقة غزة .. إلى أين ؟
- المخاطر المحيطة بعرب إسرائيل
- الحل الوسط في الصحراء الغربية
- هل يكسب الفلسطينيون الرهان ؟
- حسيب بن عمّار .. وداعا
- حقوق الإنسان .. تراث مشترك للإنسانية
- تحديات مغاربية
- حقوق الإنسان في عالم متغيّر
- كيفيات التعاطي المغاربي المجدي مع التحديات
- حقوق الإنسان في التشريعات العربية
- حوار الثقافات .. إلى أين ؟


المزيد.....




- منها لقطات لنساء غرينلاند تعرضن للتعقيم.. إليكم الصور الفائز ...
- أصيب بالجنون بعد شعوره بالخوف.. شاهد قط منزل يقفز بحركة مفاج ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت طائرة حربية و213 مسيرة و1145 ج ...
- بوليتيكو: واشنطن توسلت إسرائيل ألا ترد على الضربات الإيرانية ...
- بيونغ يانغ تختبر سلاحاً جديداً وخبراء يرجحون تصديره لموسكو
- بالفيديو.. إطلاق نار شرق ميانمار وفرار المئات إلى تايلاند هر ...
- مصر.. محاكمة المسؤول والعشيقة في قضية رشوة كبرى
- حفل موسيقي تركي في جمهورية لوغانسك
- قميص أشهر أندية مصر يثير تفاعلا كبيرا خلال الهجوم على حشود إ ...
- صحف عالمية: الرد الإسرائيلي على إيران مصمم بعناية وواشنطن مع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله تركماني - مدلولات الانتخابات العراقية