أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - هل عودة النظام السوري للإجماع العربي ضرورة عربية؟















المزيد.....

هل عودة النظام السوري للإجماع العربي ضرورة عربية؟


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د.أحمد أبو مطر
نقلت أخبار الأيام القليلة الماضية تفاصيل عن الاتصالات السعودية السورية التي توجت بزيارة الأمير مقرن بن عبد العزيز، رئيس جهاز الاستخبارات السعودي لدمشق يوم الأحد الخامس عشر من فبراير الحالي ، و لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد ، مما اعتبره المراقبون خطوة جديدة إلى الأمام بعد اللقاء القصير الذي جمع العاهل السعودي والرئيس السوري في قمة الكويت الاقتصادية . هذه الخطوة السعودية كانت قد سبقتها خطوات أخرى غير علنية من بينها زيارات مسؤولين كبار من الطرفين لعواصم البلدين، و أيا كان الطرف المبادر للقيام بتلك الزيارات فهي تعبر عن رغبة متبادلة لإعادة العلاقات الأخوية الطبيعية بين البلدين بعد خلافات عمرها على الأقل أربعة سنوات، أعقبت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير عام 2005 ، والتعقيدات التي أحدثها موضوع تشكيل المحكمة الدولية للتحقيق في حادثة الاغتيال ومعاقبة مرتكبيها أمام محكمة دولية ، وما تلا ذلك من هبّات شعبية لبنانية عارمة ، أدت إلى القرار السوري بالخروج الإجباري من لبنان الذي بدأ يوم الخامس من مارس 2005 وانتهى يوم السادس والعشرين من أبريل 2005 ، منهيا وجودا عسكريا سوريا دام حوالي ثلاثين عاما، مصادرا كافة نواحي الحياة اللبنانية لحساب النظام السوري خاصة آنذاك في ظل عدم الاعتراف السوري الرسمي باستقلال لبنان ورفض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، رغم عضوية لبنان في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة العالمية.

الانقسام إلى معسكرين ضبابيين

من ضمن الأحداث التي أدخلت تطورات وتعقيدات على المشهد العربي خاصة السوري السعودي، الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في تموز 2006 ، والموقف السوري الرسمي المزايد على مواقف بقية الأنظمة العربية، خاصة أن كافة المواقف العربية المؤيدة والمبدية ملاحظات على الحرب وتطوراتها ، كانت مواقف نظرية لم تخرج عن دائرة الحبر على الورق، فلا الأنظمة المؤيدة زحفت قواتها العسكرية لدعم حزب الله، ولا الدول المبدية بعض الملاحظات تقاعست عن الدعم المعنوي للبنان كدولة لها سيادة واستقلال. وبالتالي فإن تقسيم العرب لمعسكري ( ممانعة ) و ( اعتدال ) ، كان وما يزال كلاما نظريا للمناكفة فقط ، فالمعسكران لا يمانعان في الصلح مع دولة إسرائيل ، وزعيم ( الممانعة ) النظرية – النظام السوري – يجري منذ زمن الرئيس حافظ الأسد مباحثات علنية مع إسرائيل ، وتستمر المباحثات في زمن الرئيس بشار الأسد مرات مباشرة ومرات بوساطة تركية ، وبالتالي فإن تقسيم العرب إلى هذين المعسكرين لا أساس له في الواقع، وهو مجرد مشادات بين الأنظمة العربية للمزايدة والدجل على شعوبها للبقاء في الكرسي من المهد إلى اللحد.

وماذا استجد الآن؟

الجديد القديم الآن هو أن الحياة العربية لا تقدم فيها ولا غلبة على الاحتلال والعرب متحدون، فما بالك وهم منقسمون لمعسكرات نظرية غير عسكرية مطلقا، لذلك فقد ملّ المواطن العربي من هذا الانقسام والمعارك الجانبية لدرجة القرف والحزن، وسؤاله هو: إلى متى يستمر هذا الحال ؟ لماذا وصلت الدول الأوربية على اختلاف لغاتها وثقافاتها وأجناسها إلى الوحدة الكاملة والعملة الموحدة والتنقل بدون جواز سفر وتأشيرة دخول بين 27 دولة أوربية ، والعربي يقف ساعات في أي مطار عربي قبل السماح له بالدخول، وتخيلوا العنصرية والفوقية: كل مواطني الدول الخليجية يدخلون كل الدول العربية بدون تأشيرة دخول، بينما مواطنو كل الدول العربية يحتاجون إلى تأشيرة دخول عبر كفيل خليجي لدخول أية دولة خليجية ، والحصول على تأشيرة دخول للجنة أسهل من الحصول على تأشيرة دخول خليجية. ورغم ذلك نتغنى ليل نهار بالإسلام واللغة العربية اللذين يجمعاننا ، وهذا مجرد ضحك على الذقون ، فالفرقة والتشتت والضغينة والكيد إلى بعض أساس القواسم المشتركة في حياتنا العربية.

لذلك طالما كلنا في الهم شرق وغرب،

فمن المهم أن تعي هذه الأنظمة حجم الفرقة والتشتت، وتبدأ في لملمة الأوضاع العربية ، علها ( تسرّ الصديق ) إلا أنها ( لن تغيظ العدو ) في أي حال من أحوالها. من هنا تأتي أهمية المبادرات السعودية السورية من خلال الزيارات المتعددة التي كان من بينها زيارة اللواء على المملوك مدير إدارة العلاقات العامة السورية للرياض قبل أسابيع قليلة ، وكون النظام السوري هو محور أساسي في دائرة الخلافات العربية بسبب مواقفه سواء في لبنان أو علاقاته مع إيران ، من المهم أن تسعى الدول العربية الرئيسية في هذا التشابك خاصة السعودية ومصر لحل كافة أشكال سوء التفاهم ، وهنا ليس إهانة ولا تقليلا من مقام الدول التي تبدأ بالاتصالات ، فالعرب يقولون ما معناه ( كبير القوم هو الحريص على حاضر ومستقبل قومه ) ، وربما يتساءل البعض:

هل سورية مهمة للإجماع العربي؟

الجواب نعم كبيرة وصريحة أيا كانت ملاحظاتك وانتقاداتك للنظام السوري لأسباب عديدة منها:

1 . سورية تبقى أرضا وشعبا قوة إقليمية عربية مهمة بشعبها وتراثها وعمقها الثقافي العربي.

2 . سورية دولة عربية تعيش هما مشتركا مع لبنان وفلسطين ، فهضبة جولانها محتلة مثل مزارع شبعا وفلسطين ، وبالتالي من الضروري عربيا دعمها في المفاوضات مع الطرف الإسرائيلي لضمان الانسحاب الكامل من هضبة الجولان رغم كل الادعاءات والتبريرات الإسرائيلية.

3 . سورية مهمة عربيا لضمان الاستقرار الداخلي في لبنان بحكم علاقاتها مع أطراف لبنانية جزء من الصراع الداخلي ، و إمكانية تحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية بحكم تأثيرها على حركة حماس ، و تكرار اعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ، وبالتالي فعلاقاتها طبيعية مع السلطة الفلسطينية التي هي نتاج منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت اتفاقية أوسلو عام 1993 .

4 . أيا كانت نتائج المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية ، و أيا كان شكل وحجم السلام الفلسطيني الإسرائيلي ، فلا استقرار في المنطقة بدون المتطلبات السورية وعلى رأسها الانسحاب الإسرائيلي من كامل هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967 .

ومن المهم أن تدخل مصر،

على خط الاتصالات السعودية السورية لأن الخلل الذي طرأ في العلاقات السورية المصرية، لا يملك أسبابا وحيثيات مهمة من الصعب تجاوزها ، فالتفكير من الطرفين بالمصلحة العليا للشعبين والأمة العربية يجعل من السهل نسيان هذه المعوقات الشكلية ، وكم سيكون مفرحا عربيا أن نرى الرئيس المصري حسني مبارك في دمشق والرئيس السوري بشار الأسد في القاهرة ليس لزيارات بروتوكولية تغطي على الخلافات ، ولكن زيارات ودية صريحة تتجاوز تلك الخلافات فكفانا شرذمة وتشتتا ، وهذا ما نأمله ونتوقعه من دول مهمة في تحديد سياسات المنطقة مثل المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا دون أن يعني ذلك التقليل من أهمية أية دولة عربية أخرى ....فهل يدخل هذا الأمل العربي حيز التنفيذ؟.
[email protected]
www.dr-abumatar.com



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثينية نظام ملالي الخميني
- براءة اختراع عربية بامتياز
- عشر سنوات من ولاية الملك عبد الله اثاني في الأردن
- خلفيات الحملة المشبوهة ضد مصر باسم دعم الصمود
- توضيحات وصولا لحقيقة غائبة
- مصالحة دائمة أم خلافات نائمة؟
- هل سيصدر تقرير -فينوغراد- الغزاوي؟
- النتائج المتوقعة للاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة
- غوغائيون حتى في التعبير عن تضامننا
- دروس الاجتياح الاسرائيلي الهمجي لقطاع غزة
- أوباما رئيس..تلك هي عظمة أمريكا
- الاتفاقية الأمنية الأمريكية أو الخراب
- الفتنة مستيقظة...أحسن الله لمن أنامها
- من يصدق ما يحدث في باكستان؟
- هل يحتاج الأردن إلى ترتيب الوضع الحزبي من جديد؟
- أيهما أخطر: زيارة إسرائيل أم العمالة لإيران؟
- منتقدو نظام الملالي العرب يتزايدون بسرعة ضوئية
- نوايا إيران في الجوار العربي
- نوايا إيران : توسع واحتلال في الجوار العربي
- شاكو..ماكو : هابيليان و قابيليان


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - هل عودة النظام السوري للإجماع العربي ضرورة عربية؟