أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - غوغائيون حتى في التعبير عن تضامننا















المزيد.....

غوغائيون حتى في التعبير عن تضامننا


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المجازر الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تدمي القلب والعقل والجسد ، ولا يستطيع كل من يمتلك ضميرا إلا أن ينفعل وربما ينفجر وهو يرى أشلاء الأطفال قرب أشلاء أمهاتهم وآبائهم ، وأكثر من نصف منازل قطاع غزة أصبحت مدمرة أو غير صالحة للسكن. هذا العنف لا بد أن ينتج عنه مظاهر احتجاج ورفض، وقد تمثلت في العديد من دول العالم خاصة الأقطار العربية بالمظاهرات المستمرة طوال أيام الاجتياح العسكري الإسرائيلي ، والملفت للنظر أن هذه المظاهرات التي هي المظهر الوحيد للتعبير في الأقطار العربية قد ترافقت مع العديد من الممارسات السلبية المسيئة ، وهي نفس الممارسات التي أصبحت صفة لازمة للمهنة الوحيدة التي يجيدها العرب وهي مهنة التظاهر والتصريحات.

الغوغائية في التظاهر والتعبير

يتجمعون للتظاهر تعبيرا عن رفض المجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذا أمر مشروع وحق للجماهير ( الغفورة ) و ( الغفيرة ). ولكن ما هو ذنب رجال الأمن والشرطة كي يتعرض لهم هؤلاء الغوغائيون بالضرب والقذف بالحجارة وتحطيم السيارات والمرافق العامة، مما يضطر الشرطة لاستخدام القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه؟. وهذا ليس في أقطار ( بلاد العرب أكفاني ) فقط ، ولكن أيضا أينما حلت جموع العرب العاربة والمستعربة، ففي أغلب الدول الأوربية والاسكيندينافية، تنتهي المظاهرات بعنف وحرق وحجارة من المتظاهرين، مما يجعل وسائل الإعلام بشكل عفوي لا تكتب عن هدف المظاهرات بقدر ما تكتب عن العنف والخراب الذي رافقها ونتج عنها. هؤلاء الغوغائيون الجهلة ينسون أنهم يعيشون في ظل دولة ونظام وقانون ، وهذا القانون يحتم على الدولة أن تحمي السفارات الأجنبية الموجودة على أرضها بما فيها سفارة دولة إسرائيل . من حق المتظاهرين الوصول للسفارة الإسرائيلية وهذا ما تسمح به الشرطة المرافقة للمظاهرات، ومن حق المتظاهرين أن يلقوا الخطابات والبيانات المنددة بممارسات إسرائيل مهما كانت هذه الخطابات عنيفة ومحرضة على العنف، طالما هذا ما يزال يقع ضمن حدود الكلام ، وفجأة يبدأ الغوغائيون بمحاولات اقتحام السفارات ورميها بالحجارة والعبوات الحارقة، معتقدين أن الشرطة في تلك الدول ستبارك أعمالهم هذه وتسكت عليها، لذلك تبدأ الشرطة في التصدي لهؤلاء الجهلة بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه واعتقال من يرفض الانصياع للقوانين التي تنظم المظاهرات. تخيلوا أنه في الجزائر قبل يومين سقط في مظاهرة مؤيدة للشعب الفلسطيني ثلاثة وستون جريحا من بينهم خمسة وعشرون شرطيا ! فأي تضامن هذا مع الجرحى الفلسطينيين ويسقط فيه ثلاثة وستون جريحا جزائريا ؟.

الملفت للنظر أن مظاهرات الطرف الآخر المؤيد لدولة إسرائيل وممارسات جيشها ، لا يصاحبها أي عنف أو تجاوز لقوانين تنظيم المظاهرات، ولا يحاولون مطلقا الوصول لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية ومهاجمتها ورشقها بالحجارة والعبوات الحارقة. وهذا يكسبهم تعاطف بعض مؤيدي وجهة النظر الفلسطينية عندما يقارنون بين الممارستين والفعلين ، وأن ممارسات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الغالب ينتج عنها التخريب والتدمير ....فلماذا العرب فقط أصبحت الوظيفة الوحيدة التي يجيدونها هي الكلام والتظاهر والثرثرة؟. كانوا يقولون في التراث العربي ( الحرب أولها الخطابة )، وكان واحد من الخطباء محترفي الكلام وبلاغة الثرثرة يثير حمية الجيش بخطبة رنانة ، تمهيدا لهجومه على العدو الذي من الممكن أن يكون خارجيا أو قبيلة منافسة لقبيلته. وقد ورث العرب هذه العادة، وتمّ تطويرها لتصبح ( أول الحرب ووسطها و آخرها الخطابة ).

نضال الانترنت وتوابعه

وضمن نفس الممارسات اللامجدية ، ينتشر في الأوساط العربية ما يمكن تسميته ( نضال الانترنت ) الذي أبرز مظاهرة إصدار البيانات وجمع التوقيعات ، وأكاد أجزم أنه لا يمر يوم عربي واحد دون مشهد من مشاهد ( النضال الفارغ ) هذا ، وقد تصاعد هذا النوع من النضال الانترنتي في أيام الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة ، من حملة ( مليون توقيع لتقديم قادة إسرائيل للمحكمة الدولية ) و ( ادعموا حملة المحامين اليمنيين لمقاضاة حكام إسرائيل ) و حملة ( لا تبخل على الشعب الصامد بالدعاء ) متناسين أننا منذ ستين عاما ندعو لزوال دولة إسرائيل، وقوتها واحتلالها يتصاعد كلما تصاعد دعاؤنا....لماذا ونحن نتذكر قوله تعالى ( إنما النصر من عند الله ).

ومزايدات بعض الأنظمة العربية

وضمن نفس النضال الغوغائي ، يلاحظ أنه في أقطار عربية حولوا سير التضامن مع الشعب الفلسطيني ، إلى تصفية حسابات داخلية بين الأنظمة العربية نفسها، خاصة الحملة المسمومة على مصر في العديد من وسائل الإعلام العربية الرسمية، إلى حد اقتحام القنصلية المصرية في عدن اليمنية وحرق العلم المصري ورفع العلم الفلسطيني . إن ما كتب من تجريح وتشهير وردود في الصحافة المصرية أكثر مما كتب عن دعم الشعب الفلسطيني ....وقد شاركت بعض وسائل إعلام حركة حماس في هذه الحملة ضد مصر، فهل تخدم هذه المهاترات صمود الشعب الفلسطيني؟. ومن ضمن هذه المزايدات مواقف عميد الحكام العرب العقيد معمر بن منيار القذافي الذي دعا ( العرب إلى القتال مع الفلسطينيين ضد إسرائيل ) و دعا ( العرب لفتح باب التطوع لقتال إسرائيل )، منتقدا ردود الفعل الجبانة والانهزامية للبلدان العربية. إن بعض من يسمعون نضالات العقيد الفارغة هذه، يعتقدون أن جيش جماهيريته تحاصر تل أبيب،وهو في الواقع الجيش الذي قام في سبتمبر عام 1995 بطرد ألاف من الفلسطينيين من جماهيرية القذافي إلى الحدود المصرية ، وظلوا عالقين على الحدود أكثر من شهرين حيث توفي العديد منهم...وهكذا يكون تضامن العقيد مع الشعب الفلسطيني!.

وضمن نفس السياق،
نتمنى أن يفي سيف الإسلام نجل العقيد القذافي بوعده بمقاضاة صحيفة " ذي صن " البريطانية التي نشرت خبر تواجده في حفلة رأس السنة الميلادية في نادي " نيكي بيتش " للمرفهين على شاطىء جزيرة " سانت بارتس " في جزر الكاريبي ، ودفعه حوالي مليون دولار لمطربة الشباب " ماري كاري " حيث غنت له أربع أغنيات، أي ربع مليون دولار مقابل كل أغنية. وأتمنى فعلا وحقيقة أن يكون خبر الصحيفة البريطانية عاريا من الصحة، وان سيف الإسلام كان متواجدا أثناء تلك الحفلة المزعومة في مدينة أبو ظبي كما أعلن هو، وكشف الحقيقة لا يتم إلا عبر لجوئه للقضاء البريطاني كما أعلن ووعد. لأن هذا الخبر لا يشرف سيف الإسلام ولا العقيد ولا الجماهيرية الليبية ولا أي عربي في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لمجازر بشعة ، والعقيد نفسه يلوم العرب على تخاذلهم...إلا أنه رغم مرور أكثر من أسبوعين على نشر الصحيفة البريطانية للخبر ، لم نسمع شيئا عن لجوء سيف الإسلام للقضاء البريطاني .

هذه المظاهر النضالية الفارغة هي سلاح العرب الوحيد في ظل سيادة أنظمة القمع والفساد وتفشي أمية ترقى لحدود ستين بالمائة وخنوع مزري لكافة الشعوب العربية ، مما نتج عنها أن التمجيد الذي لقيه ( حذاء الزيدي ) العراقي في كافة الأقطار العربية ، لم يحصد شهداء مثل الشيخ أحمد ياسين واحد في المائة من هذا التمجيد ، وقد وصل الحد بالبعض أن يطلق على منتظر الزيدي لقب ( البطل المقاوم ) ووضعه البعض في صف ومستوى صلاح الدين الأيوبي ، وطالب البعض ببناء تماثيل له في العواصم العربية، وقد عرض مواطن عربي من السعودية شراء حذاءه بثمانية ملايين من الدولارات، ثم أعلن ذلك المواطن أنه لا يملك من هذه الملايين المزعومة عشرة دولارات، وأنه كان يضحك ويسخر من النضالات العربية الفارغة ( عنتريات لم تقتل ذبابة ).

سؤال ربما يكون غير بريء

ورد في الأخبار يوم التاسع من يناير الحالي ما يلي " توجه وفد من حركة حماس إلى القاهرة عبر معبر رفح لبحث المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وضم وفد الحركة من الداخل: ايمن طه و جمال أبو هاشم وصلاح البردويل ". السؤال: كيف تسمح القوات الإسرائيلية المسيطرة على كل المعابر منذ بداية الاجتياح الحالي ، بخروج قيادات الصف الأول من حماس للقاهرة علنا عبر معبر رفح ، وهي التي تدعي ملاحقة قيادات الحركة الإرهابيين حسب توصيفها؟؟....والله المستعان!.
[email protected]
http://www.dr-abumatar.com



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس الاجتياح الاسرائيلي الهمجي لقطاع غزة
- أوباما رئيس..تلك هي عظمة أمريكا
- الاتفاقية الأمنية الأمريكية أو الخراب
- الفتنة مستيقظة...أحسن الله لمن أنامها
- من يصدق ما يحدث في باكستان؟
- هل يحتاج الأردن إلى ترتيب الوضع الحزبي من جديد؟
- أيهما أخطر: زيارة إسرائيل أم العمالة لإيران؟
- منتقدو نظام الملالي العرب يتزايدون بسرعة ضوئية
- نوايا إيران في الجوار العربي
- نوايا إيران : توسع واحتلال في الجوار العربي
- شاكو..ماكو : هابيليان و قابيليان
- العنجهية والتخلف: القذافي وعائلته ولجانه الثورية نموذجا
- تصوروا أن احتلال فلسطين مجرد سوء فهم
- استيقظوا: أردنيون يسعون لخراب بلادهم
- حشود باريس الإيرانية
- دولة فلسطينية في الأردن: دعاية انتخابية غير قابلة للتحقيق
- متابعة لانجازات انتصار حماس ألإلهي
- خطاب حسن نصر الله: اعتراف طال انتظاره و توضيح لا يصدق
- وأخيرا أجاب الملك عبد الله الثاني على تلك الزوبعة
- تضامنا مع مجاهدي خلق في مواجهة نظام الملالي


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - غوغائيون حتى في التعبير عن تضامننا