أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - النتائج المتوقعة للاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة















المزيد.....

النتائج المتوقعة للاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دخل الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة أسبوعه الرابع ضمن وتيرة توحي أنه سوف يستمر لما يزيد على شهر، محدثا خسائر في الجانب الفلسطيني لا أعتقد أن أحدا كان يتوقعها بين الفلسطينيين والعرب، قياسا على اجتياحات و هجومات سابقة، فعدد القتلى من الفلسطينيين يزيد عن ألف قتيل، والجرحى عددهم على أبواب الخمسة ألاف ، أما التدمير في المنازل والمباني والبنية التحتية فيكاد يصل لتدمير شامل لنصف ما في القطاع، وتقدر هذه الخسائر بمليارات الدولارات حسب التقديرات الفلسطينية والإسرائيلية. هذا على المستوى المادي المحسوس والمعاش تحديدا من فلسطينيي قطاع غزة ( من يده بالنار ليس مثل من يده بالماء ). أما النتائج المتوقعة لهذا الاجتياح في الميدان السياسي، وهو المتوقع حسب مصادر إسرائيلية توقفه يوم العشرين من هذا الشهر، أي يوم تسلم باراك أوباما مهامه الرئاسية في البيت الأبيض، فهي نتائج تخضع للتحليل والمعطيات السياسية التي سادت ورافقت هذا الاجتياح، وبناء على ذلك فهذه النتائج حسب رؤيتي للحدث وأبعاده العربية والدولية فهي كالتالي :

أولا: الترويج والقناعة بانتصار إلهي لحماس

وهذا قياسا على ما سبق أن تم الترويج له من انتصار إلهي لحزب الله في حرب تموز 2006 بينه وبين دولة إسرائيل، رغم كل الخسائر والتدمير في البنية التحتية اللبنانية الذي تم تقديره بما يزيد على 12 مليارا من الدولارات، والتطبيق الكامل لقرار الأمم المتحدة رقم 1701 ، ووصول قوات اليونيفيل المسلحة وسيطرتها على الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل، وبسط سيطرة الجيش والدولة اللبنانية على كافة الأراضي اللبنانية ، مما أوجد على الأرض هدوءا كاملا لم يتمكن من خلاله حزب الله إطلاق أية رصاصة طوال العامين الماضيين على إسرائيل بما فيها أسابيع الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، إذ لم يجرؤ حزب النصر الإلهي من الانتصار لشقيقته حركة حماس بطلقة أو صاروخ واحد عبر الحدود مع إسرائيل ، إلى حد أن حزب الله نفى رسميا وصراحة أن لا علاقة له مطلقا بالصواريخ الثلاثة التي أطلقت على إسرائيل من الحدود اللبنانية. وضمن هذه المقاييس العربية فسوف يتم إصدار شهادة رسمية بالنصر الإلهي الثاني لحركة حماس رغم سقوط أكثر من ألف قتيل وخمسة ألاف جري وتدمير شبه كامل للبنية التحتية في القطاع. وهذه المقاييس العربية للنصر والهزيمة معتمدة منذ عام 1967 ، إذ أعلن حزب البعث السوري رسميا ، أنه في حرب حزيران ذلك العام ورغم احتلال كامل هضبة الجولان السورية إلا أن حزب البعث اعتبر أن القطر السوري قد خرج منتصرا من تلك الحرب. كيف ذلك؟. لأنه حسب أدبيات الحزب فإن هدف الحرب كان إسقاط النظام البعثي الثوري في سورية ، وكون هذا الحزب ونظامه لم يسقطا فقد خرجا منتصرين ببقائهما جاثمين على قلب الشعب السوري بالقمع ومصادرة كافة الحريات. وبالتالي فرغم كل الخسائر الفلسطينية أمام خسائر تكاد لا تذكر للجانب الإسرائيلي، وكون حركة حماس ما زالت تسيطر وتحكم القطاع منفردة دون أي تنظيم فلسطيني آخر، فهي قد خرجت منتصرة رغم أنف الاحتلال وعملائه الفتحاويين تحديدا. ومن المهم التذكير أنه في بداية ألاسبوع الثاني للاجتياح ورغم سقوط ما لا يقل عن 300 قتيل فلسطيني ، إلا أن خالد مشعل خرج بتصريح يطمئن الشعب الفلسطيني بأن قيادة حماس ما زالت بخير ولم يقتل منها أي قيادي.

ثانيا: ازدياد الخلاف بين حماس الداخل والخارج

كان وما يزال واضحا أثناء الاجتياح الإسرائيلي وقبله وجود تباينات واسعة في الرؤية السياسية بين حماس الخارج التي نجمها الأول والوحيد خالد مشعل، وحماس الداخل التي قائدها الشرعي المنتخب إسماعيل هنية . والدليل على عدم وجود رؤية وسياسة حمساوية واحدة هو أنه في كافة الحوارات الفلسطينية سابقا واتصالات وقف الاجتياح الإسرائيلي الحالي، نسمع ونرى ونعيش يوميا موضوع موافقة قيادة الداخل لكنها في انتظار موافقة قيادة الخارج، وفي كافة المباحثات يوجد وفدان لحماس: وفد الداخل ووفد الخارج. ومن الواضح أن حماس الخارج تأخذ أوامرها من القيادتين السورية والإيرانية، وقد عبّر عن ذلك خالد مشعل نفسه ، عندما صرّح قبل أيام أن القيادة السورية ( نصحتنا ) برفض المبادرة المصرية . لاحظوا نه استعمل فعل ( نصحتنا ) وليس ( أمرتنا ). وحسب مواقف القيادتين فإن قيادة حماس الداخل أكثر عقلانية وهدوءا من قيادة الخارج التي لا تعيش هموم الشعب الفلسطيني ميدانيا. لذلك فالمتوقع بعد وقف إطلاق النار بأية صيغ ونتائج ، سيقوي ذلك قيادة حماس في الداخل مما يمكنها من أخذ قراراتها باستقلالية عن قيادة الخارج.

ثالثا: ترسيخ الانفصال بين إمارة حماس ودويلة عباس

كان الجميع فلسطينيون وعربا ومراقبون أجانب ، يتوقعون أن هذا الاجتياح الإسرائيلي سينتج عنه بشكل فوري نبذ الخلافات الفلسطينية خاصة بين حكام قطاع غزة من حماس وحكام الضفة الغربية من فتح، إلا أن النتيجة كانت مخيبة للآمال، لأن الحملات العنيفة بين الطرفين استمرت بشراسة وقصف أشد ، خاصة من طرف حماس التي كان وما يزال قادتها وإعلامها و فضائيتها يصرون على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومته وسلطته كانوا على علم بالاجتياح الإسرائيلي ، وأعطوا موافقتهم ومباركتهم له مع رجاء أن لا يتوقف الاجتياح قبل إسقاط حكم حماس وتدمير بنيتها التحتية العسكرية بما لا يسمح لها الاستمرار في حكم القطاع وإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وترد حركة فتح وسلطتها بنفي ذلك متهمة حماس بالتهور وجلب المصائب على الشعب الفلسطيني من أجل أن تبقى فقط مسيطرة على القطاع متنكرة للشرعية الفلسطينية. هذا الوضع المزري الذي لا يحترم مشاعر الشعب الفلسطيني خاصة ذوي الضحايا شهداء أم قتلى ، ولم يتوقف أثناء الاجتياح بل تصاعد أكثر، لن ينتج عنه بعد توقف الاجتياح أي تقارب بين الفريقين خاصة بعد فشل اتفاق مكة وعشرات الاتفاقيات مع الجانب المصري تحديدا، وهذا يعني أن إمارة حماس في القطاع ودويلة عباس في الضفة، سيبقى وضعا فلسطينيا لسنوات طويلة . وهذا الوضع يقدم أفضل خدمة للاحتلال الإسرائيلي الذي ليس من مصلحته إسقاط حكم حماس في القطاع أو تقوية دويلة عباس في الضفة. وبناء على ما ارتكبته حماس من جرائم قتل وتصفيات بعد نجاح انقلابها العسكري في حزيران 2007 ، علينا أن نشكر الله والظروف التي لم توجد حدودا مشتركة بين القطاع والضفة ، و إلا لاستمرت حرب العصابات بين الطرفين بهدف كل طرف أن يحرر الأرض من الطرف الآخر العميل، وبالتالي وحسب الاتهامات المتبادلة فالطرفان عميلان.

رابعا: استمرار الخلافات العربية الرسمية

كان من المتوقع في أوساط الشارع العربي أن يكون الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة عامل توحيد للمواقف العربية الرسمية ، مما يجعلها في معسكر واحد بدلا مما ساد سابقا حول ( معسكر الاعتدال ) و معسكر ( الممانعة )، إلا أن بعض الأنظمة خاصة النظام السوري استغل هذا الاجتياح لتأجيج الخلافات الرسمية العربية، من خلال تسيير مظاهرات تجاه السفارة المصرية والهتافات ضد النظام المصري والرئيس مبارك تحديدا، بالإضافة لحملة واسعة في الإعلام السوري عما أطلقوا عليه تواطؤ النظام المصري ومباركته للاجتياح. واتضحت رقعة الخلاف والانشقاق في الصف العربي الرسمي من خلال المواقف من الدعوة القطرية لعقد قمة عربية يوم الجمعة السادس عشر من يناير الحالي، وحتى كتابة هذه السطور رفضت مصر وتونس والسعودية علنا حضور القمة ،بينما عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية ينتظر موافقة 15 دولة عربية لانعقاد القمة عندئذ بمن يحضر. هذا مع التأكيد على أن القمة لو عقدت بحضور كافة الدول العربية أو بحضور 15 دولة فقط، فلن ينتج عنها سوى بيانات تأييد وإدانة تعيش عليها الفضائيات العربية لعدة ساعات، أما في التطبيق فلا مساعدة ولا دعم ولا أمل للشعب الفلسطيني من هكذا قمم كما تعودنا عليها منذ أول قمة عام 1964 .

تلك هي قراءة سياسية اعتمادا على ما تشهده الساحات الفلسطينية والعربية، وكنت سأقول: أتمنى لو أن واحدة من هذه القراءات أو كلها لا تتحقق ، لكن الواقع غير الأمنية :

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

وهكذا دوما ( رياح الأنظمة العربية ) تجري بما ( لا تشتهي سفن شعوبها ). فهل هناك فرقة وخصومات أكثر مما بين الأنظمة والشعوب العربية؟.
[email protected]
www.dr-abumatar.com





#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوغائيون حتى في التعبير عن تضامننا
- دروس الاجتياح الاسرائيلي الهمجي لقطاع غزة
- أوباما رئيس..تلك هي عظمة أمريكا
- الاتفاقية الأمنية الأمريكية أو الخراب
- الفتنة مستيقظة...أحسن الله لمن أنامها
- من يصدق ما يحدث في باكستان؟
- هل يحتاج الأردن إلى ترتيب الوضع الحزبي من جديد؟
- أيهما أخطر: زيارة إسرائيل أم العمالة لإيران؟
- منتقدو نظام الملالي العرب يتزايدون بسرعة ضوئية
- نوايا إيران في الجوار العربي
- نوايا إيران : توسع واحتلال في الجوار العربي
- شاكو..ماكو : هابيليان و قابيليان
- العنجهية والتخلف: القذافي وعائلته ولجانه الثورية نموذجا
- تصوروا أن احتلال فلسطين مجرد سوء فهم
- استيقظوا: أردنيون يسعون لخراب بلادهم
- حشود باريس الإيرانية
- دولة فلسطينية في الأردن: دعاية انتخابية غير قابلة للتحقيق
- متابعة لانجازات انتصار حماس ألإلهي
- خطاب حسن نصر الله: اعتراف طال انتظاره و توضيح لا يصدق
- وأخيرا أجاب الملك عبد الله الثاني على تلك الزوبعة


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - النتائج المتوقعة للاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة