يوم الحب والإرهاب عند العرب

طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أسئلة كثيرة تؤرق ذهن كل إنسان يشعر بوجوه الإنسانى ويحترم عقله وفكره ، من بين تلك الأسئلة . لماذا تلك الحرب الإسلامية المقدسة ضد الحب ؟ إذا كان الكفرة المؤمنين بالحب يحتفلون به لكن حسب شريعتكم يجب النهى عنه بل وتحريم الأحتفال به؟ لماذا كل هذه الفتاوى والفرامانات الدينية الدكتاتورية التى تسجن حريات الناس ومشاعرهم ؟
بداية أقولها بكل صراحة لست ممن يؤمنون بهذا الأحتفال لا لشئ إلا أن تكون حياتنا قائمة أساساً على الحب فى كل أيام حياتنا اليومية ، لكن هذا لا يمنع أن تكون لكل فرد حريته الشخصية فى الأحتفال ومشاركة بشر آخرين بهذه البهجة والسعادة فى يوم تم تخصيصه لدى البعض لتبادل الحب بدلاً من تبادل الكراهية والبغضاء وصور القتل .
من وجهة نظر رجال الدين المسلمين سفك الدماء واجب مقدس عند الإله الذين يؤمنون به ، لكن الأحتفال بالحب والمحبة كفر يجب مقاومته ولو بسفك الدماء وليس فقط باللسان . هذه ليست فلسفة بل هذا هو الواقع الدينى لأمة أقرأ التى لا تقرأ ولا تفقه إلا الخطب والمواعظ الدينية التى تقدم لهم كل شئ بدون أن يفقهوا شيئاً أو أن يتعبوا رؤوسهم فى البحث والتفكير ثم يخرجون للتنفيذ العملى بأعصاب باردة يفجرون أنفسهم أو يقتلون المخالفين لهم.
إن إضطهاد ومنع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فى السعودية محلات الورود من بيع الورود الحمراء والهدايا التى تختص بيوم الحب هو دليل على الخوف والضعف الذى تعيشه تلك البشر ويكفى لكى نفهم ذلك أن نعرف أن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هى شرطة دينية بكل معنى الكلمة من تعذيب وترهيب وتقييد حرية وسلطة البشر على حياتهم الشخصية دينية كانت أو كفر وإلحاد .
لماذا ينظر إلى من يشترى وردة حمراء أنه أرتكب جريمة وهو الإنسان الذى له مطلق الحرية فى الكفر أو الإيمان ؟ لماذا تزرعون الإرهاب والمصادرة بدلاً من زرع بذور الحب فى نفوس شعوبكم ؟
مهما فعل هؤلاء المتعصبين الجاهلين الذين يقيدون حريات الناس تحت مسميات الدين وخاصة الإسلام لهو أكبر دليل على أن كل ما يقولونه من سماحة وعدل وحرية دينية إسلامية قرآنية لا وجود لها إلا عندما يريدون نفاق الأعداء وضربهم وإرهابهم ، لأن الحب لديهم معناه كمعنى الأرهاب لا فرق بينهم فى مخيلتهم المريضة بحماية الدين وإله الدين.
إذا كان الحب يؤرق عقول الفقهاء ورجال الدين إلى هذه الدرجة ، لماذا يخافون منه ؟ هل يخافون على إلههم أن يتركه الناس الذين تعودوا وتأدبوا بشريعة البغض والكراهية لغير تابعى الإسلام؟ للأسف إنهم يفهمون معنى البغض والكراهية جيداً لكنهم لا يفهمون معنى الحب الذى طالب الخالق أن يحب بعضنا بعضاً .
إن ما يحث فى هذه الأيام ما هو إلا إنعكاس حقيقى لآداب الدين وأخلاقه التى ينشرها فقهاء الدين فى كل مكان .
كيف يمكن المناداة بالإصلاح وهؤلاء البشر الذين يسيطرون على كل مناحى الحياة بأحكام دكتاتورية يزرعون الإرهاب فى نفوس إخوانهم من البشر ويودعونهم فى السجون ؟ لماذا لا يتركون الجميع يتصرفون بحرية ويشرحون وجهة نظرهم الدينية وكل من يؤمن بها يأخذ بها ويطبقها فى حياته ومن يرفضها فهو حر وعليه مسؤولية نفسه أمام الخالق ؟
لماذا تصادرون حرية البشر فى الحب لكنكم تعطونهم كل الحرية فى كراهية المغضوب عليهم والضالين من على منابر المساجد ولعنهم وليس فقط فى وسائل الإعلام ؟ نعم إنكم بأسم الإسلام تشنون حرباً شعواء ضد كل من يغايركم فى الدين والمذهب تضطهدون يهود مسيحيين شيعة بهائيين ملحدين حتى الورود والحب لم تنجو من بين أنيابكم الشرسة تنقضون على الجميع إنقضاضاً بأسم إلهكم الأكبر فى أرتكاب الفظائع بحق البشر .
إن إقبال الكثير من الناس على شراء الورود هو إشارة حسنة بأن فى هذا المجتمع العربى من يريد أن يعيش إنساناً مخلوق يتعاون مع أخيه الإنسان فى صنع الخير والسلام وتقدم البشرية بالمحبة التى تقهر حصون الإرهاب الدينى الذى عفى عليه الزمن .

#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل