أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادر قريط - وفاءا للسلطان (كتاب عن إستنبول)














المزيد.....

وفاءا للسلطان (كتاب عن إستنبول)


نادر قريط

الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 04:26
المحور: الادب والفن
    




إستانبول مدينة المدن بجدارة، وعاصمة السلطان، هي أيضا القسطنطينة عاصمة جوستنيان. ومن لم يزرها بعد فقد خسر عمره هباء منثورا (والأحسن أن ينتحر) لكن إذا أراد أن يكحل عيونه برؤيتها ويتخلص من الإنتحار أرجو أن يشتري كتاب "إستانبول المصوّر" من إحد الأكشاك التي تقدم خدماتها للزوار، فالنسخة العربية للكتاب قد تغنيه عن اللف والدوران وركوب البواخر عبر البوسفور .. أرجوكم (كلمة غير كافية) أتوسل إليكم! أقبّل أيديكم وأبوس الأرض تحت نعالكم !! بأن تشتروا هذا الكتاب ففيه متعة للناظر وزاد للمسافر تفوق متعة مشاهدة آية صوفيا وجامع السلطان أحمد والسوق المسقوف وقصر دولمة بقجه فكل هذه الأمور لن تهرب من أماكنها ..وسترونها بالتأكيد .. لأن هذا الكتاب تحفة لغوية، ومعجزة أدبية، وإمتاع ومؤانسة تنسيكم التوحيدي والتثليثي وكل ما عرفتم من أمهات (وخالات) الكتب
والفضل يعود إلى دار النشر التي طبعته، وقدمت من حيث لا تدري أهم الكتب العربية منذ أفول الدولة العثمانية.. وأهميته تربط بمترجمه المبدع، وهذا أمر عادي في بلاد تغصّ بملايين من أصول عربية، ومن كبار السن الذين تغلبوا على الزهايمر وإحتفظوا برصيدهم اللغوي وآخر مفرادات عربيتهم التي تهامسوا بها منذ أيام أتاتورك

كيف لا والعربية لغة أهل الجنة التي تعلمها الملوك والسلاطون (وليس السلاطين لأنها فاعل مرفوع بالواو!!) وموظفو الدواوين، والإنكشارية، والشركس وكل ملة لا إله إلا الله التي كانت تروم دخول الجنة من أوسع أبوابها .. نعود للكتاب الذي يجسر العصور ويعيد ذكرى الأيام الخوالي لعاصمة السلطان ويعيد عبق اللغة العربية، التي عطرتها أفواه النجباء أمثال مولانا أبو الهدى الصيادي ( رجل دين سوري كان قريبا من أرائك السلطان ولعب دورا شبيها براسبوتين في قصور آل رومانوف، أو قام بمهمة بعض الأطباء السوريين الذين عملوا مستشارين عند عبدالعزيز آل سعود، فكانوا يترجمون له ويكتبون مراسلاته ويفحصون بيضاته قبل غروب الشمس)

لكن قبل أن يبدأ المرأ (والمرأة) بقراءة الكتاب أنصحه بالإبتعاد على الأماكن العامة كالمقاهي أو الباصات أو العبارات التي تجوب البوسفور جيئة وذهابا أو المباني المتصدعة.. لأنه سيضحك بصوت مدوي وقد يتعرض لنوبات هستيرية من الضحك، فتنهار عليه المباني وفي أسوء الإحتمالات قد تدفع لإبلاغ الشرطة، أو إرساله إلى العصفورية .. وكي لا يبول المرء (والمرأة) في ملابسه من الضحك يستحسن قراءته في الحمام للتغلب على الحرج والبلل(وبعكسه يُنصح بشراء حفاظات بامبرز قياس رجالي)

فالمترجم الحصيف إحتفظ أيضا بذاكرة لغوية أرمنية خبيرة بتأنيث المذكر وتذكير المؤنث.. إضافة إلى موهبة ربانية في ترجمة عميقة لدلالات اللغة التركية. وكي لا أطيل فقد إخترت لكم نماذج حرفية من الكتاب وفتحت أقواسا للشرح والتعليق على الهواء مباشرة كما يفعل معلقو كرة القدم..

كتاب إستانبول:
يبدأ الكتاب بمايلي: إسطانبول هو مؤد إلى قلق المسافرين قبل الأعوام. وهي مدينة كبيرة مصادفة مدنيتا الشرق والغرب ( الجملة الأولى تبدو واضحة تماما وتشير إلى أن إستنبول تؤدي إلى قلق المسافرين قبل أعوام من سفرهم إليها!! الجملة الثانية أقل غموضا؟)
وفيها شكل الحياة المعاصرة والتقليدية توجدان معا (مفهوم) تناظر الأبنية المعاصرة وأشكال الصناعية جنبا بجنب الأبنية التركية والبيظنطية والرومانية وهي أكبر المدينة في تركية (لاحظ السبك اللغوي) بناء على كون مركز التجارة الصادرة والواردة واللهوية والتربوية ( أظن أنه يقصد باللهوية: الترفيهية) والهواء فيها ليّن ومنظرها جميل متداخل البحر والبر مع توازن الطبب؟( في الحقيقة كلمة طبب دمرتني تدميرا فطببت على وجهي من الضحك)

مضيق البوسفور جميل طوال عام رغما من الأيام الممطر والمثلج. فصل الربيع قصير مع حضراواتها المختلفة وأشجارها المزهرة (واضح) والشهر مايو يشير بداية الفصل الصيف وأيضا في المايو جاؤا السواح إلي المدينة ليشاهدين الجمال والذوق الثراء التارخية ( أثارتني جملة "في المايو جاؤا السواح" ومنها يعرف المرء إرتباط المايو بالسباحة؟)

معنا الصيف في إسطانبول التنزه إلى شاطئ البحر فوجا فوجا. ويقدم للناس عديدا من السباح التخييري ( أظنه يقصد سبح او مسابح الإستخارة) ولا في العالم مثل هذه المدينة إلا قليلا ( لاحظ الجزالة والتأثر بلغة القرآن .. إلا قليلا..عافارم أفندم)
وفي سواحل البوسفور والبحر مرمرة يوجد عديدا من الشاطئ البحر المرمل يقدم الإمكانيات (لعله يقصد بالمرمل: الرملي)
المطبخ التركي تجربة هامة مطبخ التركي واحد من المدارس المطبخية في هذا البحث في العالم ( هل لاحظتم الوضوح والبلاغة) ويظهر الفواكه الطازج والخضروات أيضا على قائمة الطعام مختلفا ألوانهم ولذائذهم في الشهور الصيف والخريف. الأسماك لبحر الأسود والبوسفور والبحر مرمرة مأدبة للسقوف الفم الذي ذاقوا معاملة سيئة في الأماكن الغير ( طبعا الجملة واضحة أما مأدبة لسقوف الفم : فتعني حسب معرفتي بالتراث العراقي التركماني: أن اللذائذ تليق بفم أو حلق أو سقف حلق من يتناولها؟ هذه الجمل أعلاه إقتبستها من الصفحة الأولى وإختصارا فإن كل الكتاب على هذا المنوال، وفي الصفحة الثانية يقول ما هو طريف:

رئية إسطانبول قدمت إلى المسافر فرصة دوس الرجلين إلى قارة آسيا مرة أولى.لسبب وجوده تنزهات يومية إلى طرف المقابل على جسر البوسفور الذي وتحدّها القارتى آسيا أوروبا (جميل لفظ "دوس الرجلين") ثم يقول:

تنزه اليلى إسطانبول شامل برقص السرة والفولكلور هو أسطورة من أساطير الليلة ألف وليلة (فهو يسمي "الرقص الشرقي" بمعناه التركي " رقص السرّة" وهذا إثبات بأن هذا النوع من الرقص يتمحور حول السرّة، رغم أن الرجال عادة ما يغضون بصرهم (حياءا) وينزلون إلى ماتحت السرّة بقليل حيث يتركون للمخيّلة تكملة المشهد الإيروتيكي لإستنبول)



#نادر_قريط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصلُ الحوار فيما يكتبه فؤاد النمري وكامل النجار.
- الثقافة النافقة واللغة المنافقة
- داوود وسليمان: أركيولوجيون يحلّون لغز الأسطورة
- ما بعد غزة، الجزيرة: سلطة رابعة؟
- في وداع أمير الدراجي (نخلة عراقية في صقيع النرويج)
- غزة وسقوط نظرية شعبولا
- عندما يصبح الموت هدية من السماء
- غزة ورقصة الفالس
- شكرا لدولة إسرائيل
- إذا لم يكن الحوار متمدنا يصبح خوارا
- مصر تدحض الزمن
- فصول من السيرة النابية
- اللغة وأنسنة الرموز
- إختلاق -الشعب اليهودي- متى وكيف؟
- إعادة فتح مكّة!
- كازينو الرأسمالية؟
- أنا وعصا موسى
- حول كاليش وتاريخية النبي
- دفاعا عن الوثنية؟
- لصوص ومغفلون-بين إسلام بحيرى وجمال البنا-


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادر قريط - وفاءا للسلطان (كتاب عن إستنبول)