أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نادر قريط - في وداع أمير الدراجي (نخلة عراقية في صقيع النرويج)















المزيد.....

في وداع أمير الدراجي (نخلة عراقية في صقيع النرويج)


نادر قريط

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:47
المحور: حقوق الانسان
    


توفي يوم الثلاثاء الموافق 20يناير في مدينة للي هامر النرويجية، الكاتب العراقي أمير الدراجي عن عمر ناهز واحد وستين عاما. ولد في مدينة الناصرية ـ العراق وإلتحق أواسط السبعينيات بالمقاومة الفلسطينية في بيروت، وغادرها عام 1999 إلى النرويج.
منذ مدة لم يجب على إيمالاتي، آخر مرة لم يكن يقوى على الكلام،.. رحل أمير إذن؟ إلى أين؟ لا أدري؟ إلى حيث السؤال الذي كان يعذب مواطنه كلكامش .. ياللصدفة كلاهما من الناصرية !!
بعد بحث مستعجل في خزنة الذكريات عثرت في على صفحة "قيد الإنشاء" إفتتحها بخيتومة تقول: محاولة اخيرة للعبث وتمضية الوقت بالمشاغل منعا للموت والغياب.
http://www.amirdaraji.com/
وفي أحد النصوص عنوانه: سيرة غير ذاتية

الاسم: امير داود الدراجي "ابو جودة"، من
سكان مدينة الناصرية ،يسكن النرويج

سيرة حياة مزعجة مثيرة للغثيان ، ينتمي للعزلة مع سبق الاقرار
كراهية كبيرة للبشر وعدم ثقة بالانتماء لهذا الجنس المفترس.. وهكذا من يحمي كراهيته يعرف تماما كيف يعتق حبا صالحا لسكرة الحياة ،ومن يعتق حبه سيفسده فضول الكراهية ..
عشرة كتب ربما تصلح بهذا الكوكب للنشر والصداقة، إذ ثمة أزمة نفاية كبرى تحدثها الثقافة والمعرفة، وهذا يعني توظيف زبالين كثر لتنظيف هذا الكوكب من ثقافة الارهاب المزينة بالمقدس والوعد الفاضلة، كل الفضائل أصبحت مأوى للفاسدين القتلة .. نحن بحاجة لعالم يؤرخ المستقبل ويرزم التاريخ للمحرقة، انه ارشيف الفشل والهزائم والعار،كيف ارتضينا كل هذا القبح والوثنية والتشمّع الادبي بتقبل تاريخ كل ما فيه أذى لانسانيتنا؟ (إنتهى)
لكن هل تودون أن أخبركم كيف عرفته؟
في هذا الجهاز اللعين الذي تقرأوون فيه، ففي يوم ما من ديسمبر 2006 فتحت أحد المواقع المعروفة، فوجدت عنوانا عريضا يقول: عن ابي سفيان تعقيبا على د. عبدالخالق حسين "أبو سفيان : قبلة على ظهر قنفذ"
http://www.amirdaraji.com/abi%20sfyan%20mk.htm
لكن قبل أطلعكم على بعض ما خطّه أمير إلى د. عبدالخالق حسين عليّ أن أخبركم بأن "أبو سفيان" هو لقب إستخدمه كاتب السطور في التوقيع على تعليقاته ومداخلاته التي طالما سببت إزعاجا لبعض كتاب النيو وهابية. وكم كانت المفاجأة وأنا أقرأ:

عزيزي الدكتور، هنا أستغل المناسبة كي أسأل عن، أهم شخص قرات له عبر تعليقاته الرائعة فأصبح سببا في تصفحي بعض الكتابات التي لا أقلب مدونها إلا بسبب البحث عن تعليقاته، إنه قارئ أجمل من الكتاب. هذا الرجل جعلني أسيرا لفضول التعرف عليه وهو ابو سفيان وأظنه من الاخوة الفلسطينيين اخوال بناتي !! كما تضمّر تعليقاته. ثق يا دكتور إن هذا الشخص أبحث عن تعليقاته أكثر مما أبحث عن جديد فوكوياما...هؤلاء من الصعب إدخالهم في ثنائية السياسة والتفكير الأمني إما هنا أو هناك.. هذه لغة صدام ولغة الحكيم وصولاغ والزرقاوية الباسلة وكل عتاة الارتزاق الليبرالي الجديد ممن باع التحرير بدولارات سخية..ثم يختم:
إنني أطارد كتابات هذا الشخص؟؟؟ الذي أشعر أن خصامه أجمل من وفاقنا...وكم أتمنى أن أعرفه او أعرف أين تنزوي شخصيته في هذه الكرة الارضية الضيقة؟ سلاما أبو سفيان فأنا أضع قبلتي على جلد قنفذ هاربا من قبلة على هفيف الحرير في عاصفة(إنتهى الإقتباس)
بالتأكيد لم أكن أستحق هذا المديح لكني شعرت بحرارته ودفئه وببعض النرجسية فكتبت لأمير إيميلا عرفته عن نفسي في محاولة لإزالة بعض الأقنعة:
تحية وبعد:
يسعدني أن أكتب إليك...وأشكرك على هذا الدفق الإنساني الذي قرأته بين سطورك. الغريب أنك كتبت عن إنسان إفتراضي أو شبح مقدود من أديم الكلمات، والأكثر غرابة أن أبا سفيان الذي يمتشق سيف اللغة، يشعر بأنه يقترف مخادعة لا أكثر ..فهذه اللغة التي احتكرها المقدس وجندها ..تتعثر بأحجار الحقيقة بطريقة ما ...فالإنتقال منها إلى لغة الروح. هو انتقال جوهري في آليات العقل ..انتقال من العفوية والعذرية إلى عالم يخضع إلى التورية والمخاتلة واستخدام تقنيات اللغة الرفيعة ..لذا فإن كل تعليقاتي وإن كانت حقيقة وشهادة أمام محكمة الحياة ..لكنها شهادة مفعمة بالشعر لأنني أعرف أن هذه المحكمة فاجرة لاأكثر...أما بطاقتي الشخصية التي أقدمها للبوليس فتقول أني سوري، درست الهندسة المدنية في بغداد، وأعيش حاليا في النمسا (إنتهى)
ولم تمضي سويعات النهار حتى بلغني ردا أقتبس منه مايلي:
ماذا اخبرك ، فالرحلة طويلة وشاقة جدا ، انها حوار التعاكس بين من جعلتهم المثلية السياسية ضحايا تأييد هنا ومعارضة هناك فيما كلا الفلقتين من جذر واحد وفريق واحد ..لكن الانبياء انفسهم خلقوا نفس الكذبة وجعلوا الحياة مكانا صادقا لممارسة المزيد من الكذب .. ماذا أقول لك .. قبيل يوم من كتابتي المقال كنت في حوار صداقي مع عبد الخالق على التلفون ، ومع الحوار اسئلة طبية أحاول بها إنقاذ الباقي من صحتي لأنه طبيب كما تعرف ، ولأنني في طريقي الى الشلل، ومع ذلك أنا متعجرف على المرض .. فثمة إصابات في جسمي من رصاص وشظايا خلال الحرب اللبنانية .. كان هذا الصباح جميلا جدا بحضور رسالتك الاثيرة... وكنت أحتاج لمن أقيم معه عزاء الكلمات فاخترتك كمرايا صادقة تأخذني إلى وحشة التيه والضياع والانكسارات الفولكلورية كما يحدث دائما مع .. الشعب العراقي فهو مصاب بسعار الاستدماء. الآن هو منعدم التوازن لذا أنا أعذر فورات الآراء السكرانة بالانتقام والقتل والغضب فكلها فخاخ تقوده الى الانتحار النهائي وسوف ينتحر وطن الف ليلة والسندباد للاسف ، إذ لا نملك أن نوقف موته وانتحاره ..
لا لم تكن شبحا فكل الحاضرين بأجسادهم يمارسون الشبحية .. إنها خيارات القهر البيولوجي الذي أوجدنا بأجسام وحواضر لا نملك تبديلها وإبطال دوافعها .. بيننا خلافات هائلة وأفكار سممها الإكتساب التعبوي ، ولكن بيننا ود الخصام وود التحاور البعيد عن التكفيرية المتعددة الوجوه .. وهكذا أشعر بقوة الصدق وطاقة العرفان وهي تحفر بروحي حيثما أقرا تعليقاتك ، ولعلك من جدد طاقتي للحوار وأوقف العزلة والعودة للكتابة بعد عدولي وشحة إطلالتي في الكتابة ، فأنا الان زاخر بالحيوية والفضول، ولعلي مدانا بالشكر لك بعد ان فخخني الموت والضمور والشلل .. هناك ثلاثة أطراف شبه معطلة في جسمي (ساقاي ويدي اليسرى ) ما خلا يدي اليمنى التي أكتب بها وباصبع واحد ، أشعر بتعب وصعوبة في السير أنا الذي كنت بطلا في الجمباز والسباحة ، وكنت أيضا الاول في الدورات العسكرية القتالية الصعبة حيث المسير لايام دون كلل .. أعيش وحدي ولا اطيق الصداقات.... ساتصل بك حتما لان تلفوني مجاني وهو تقنية تثبت نظريتي في سقوط الجغرافيا او الطبغرافيا العمياء في عصر الانترنيت ... شكرا للثقة والمراسلة وهذا سيزيد من حيوتي وتفاعلي .
طبعا أعيش في مدينة صغيرة بعيدا عن ضجيج العرب والآسيويين والبلقان والشعوب المنتحرة ، وهي كونجسفنجر التي تطل على نهر يشبه الفرات كمن يعلب ذاكرته الجغرافية في جريان نهر عظيم
مع كل الحب (إنتهى)
وداعا أمير، صحيح أننا لم نلتق بعد، فقد كان كرسيك يمنعك من الإنتقال، لكني أحس بأننا سنلتقي في مكان ما وفي زمن ما، وسأراك فيما كتبت وما بين سطور ملحمة كلكامش. عزائي لأهلك وأحبتك وبناتك (راحيل وبغداد ونينوى) إيه يا صديقي كم أحببت أسماءهن.



#نادر_قريط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة وسقوط نظرية شعبولا
- عندما يصبح الموت هدية من السماء
- غزة ورقصة الفالس
- شكرا لدولة إسرائيل
- إذا لم يكن الحوار متمدنا يصبح خوارا
- مصر تدحض الزمن
- فصول من السيرة النابية
- اللغة وأنسنة الرموز
- إختلاق -الشعب اليهودي- متى وكيف؟
- إعادة فتح مكّة!
- كازينو الرأسمالية؟
- أنا وعصا موسى
- حول كاليش وتاريخية النبي
- دفاعا عن الوثنية؟
- لصوص ومغفلون-بين إسلام بحيرى وجمال البنا-
- تعقيب على عجز الإعجاز
- عجز الإعجاز( رد على مقالة: الإسراء والمعراج من منظور علمي[1] ...
- إنشاء الله
- إنشاءالله
- أحوال الأديان في بلاد العربان


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نادر قريط - في وداع أمير الدراجي (نخلة عراقية في صقيع النرويج)