أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ خليل الهيتي - الاحباط














المزيد.....

الاحباط


حافظ خليل الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 04:12
المحور: الادب والفن
    



لازال الوقت مبكراً صباح هذا اليوم المشرق... الجو معتدل والهواء عليل... وإبراهيم أكمل للتو تنظيف المقهى وتهيئة الموقد واعد الشاي ليستقبل زبائنه كعادتهم يأتون تباعاً إلى مقهى حارتهم يستهلكون سويعات عمرهم مع البطالة، التفت إبراهيم حيث وقعت عصا العم ((عفيت)) وهو يهم بالدخول متوكئاً ليلقي ببدنه النحيف المتعب على أريكة قديمة متهالكة في الزاوية القريبة ليريح ساقيه اللتين لن تعد تقوى على حمل هذا الجسد الهزيل. اقترب منه إبراهيم قائلا: أترغب بكأس شاي يا عم، فأومأ برأسه معلناً الموافقة ثم دس يده في كم دشداشته البالية ليستل علبة سكائره الرديئة ولكي يزاوج بين نكهة الشاي والسيكارة وهذه أعلى مراحل السعادة لديه.
ارتشف رشفة اتبعها بأخذ نفس من سيكارته ليملأ صدره المثقل بهموم الدنيا والمرض ليخرجه مع زفيره من منخريه متخللاً شعر شاربه الأبيض الذي أصبح اصفر لكثرة التدخين وكأني به يريد أن يقذف بحمم اعتلج بها صدره، سببها مرجل السنين العجاف التي شملت كل عمره منذ أن أبصر النور إلى أن أحناه الزمن فلم ير يوماً سعيداً هانئاً أصاب فيه كسباً سهلاً كالآخرين أو نجح له مسعى في تحقيق مشروع داعب خياله.
هكذا هو قد امتطى أسوأ بغال الدنيا فكبت ولم تدركه مبتغاه. ثم رشف رشفة أخرى وتمتم بكلمات غير مفهومة وكأنه يحدث جليساً معه وقال: وبعد... ما الذي أصبناه من هذه الدنيا... ها أنا في العقد السابع من العمر... متسكعاً من رصيف لرصيف ومن شارع لآخر تسحقني رغباتي التي لم استطع أن أحقق منها ولو حتى البسيط، أكابد في
الحصول على لقمة أسد بها رمقي ولا جحر يؤويني لأتوارى خلف حجارته بعيداً عن عيون لم اعد احتمل نظراتها القاتلة... عيون يتطاير منها شرر كراهية وكأنني أثقلت على الجميع فلم يعد لهم متسع على ظهر هذا الكوكب وأحس برغبتهم بركلي بالأرجل وقذفي فوق تل القمامة الذي لم يعد يجد من يرفعه هذه الأيام ثم أخذته حالة من الوجوم وهو يجتر أحلاما عتيقة قبرت في رأسه، ولحدت في جمجمته ولم تر النور... آه كم هي مبرحة آلام هذا الظهر الذي أحناه الزمن... زمن القحط فدفع بجسده إلى الخلف ليتكئ على مسند الأريكة الهرمة والمتهالكة هي الأخرى عله يتخلص من هذه الآلام فكسر المسند وتهاوى مع الأريكة على قفاه أرضا وارتطم رأسه بزاوية حادة عند أسفل الجدار... هرول إبراهيم ليعين العم على النهوض وهو يصرخ يا عم... لا حراك... انتهى المسكين.



#حافظ_خليل_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأوطان
- التجديد
- حكاية خرمة
- القمع والحداد
- تلويحة أخيرة
- الشرارة
- حب من زمن القلعة


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ خليل الهيتي - الاحباط