أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي زين الدين - الحكاية














المزيد.....

الحكاية


علي زين الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 05:54
المحور: الادب والفن
    


لم تكن الحكاية قد بدأت بعد، لكن الجميع هنا يعتقدون هنا انهم يشهدون آخر فصولها. المفارقة الكبرى أن أحدا لم يجرؤ على طرح السؤال عن المكان الذي، على أرضه، بدأت الرواية المفترضة!!!وعندما تسأل، يُقال أن أحدا سمع آخرا، قـِيلَ له أن ثمة شيء قد بدأ. وهكذا فلأن هناك بداية حصلت في وقت ما وفي مكان ما، إذن فنحن نشهد فصول نهايتها!!!.
فجأة يتبين لأحدهم أن كل الحكاية هي بالأساس إختراع أحد ما، في زمن ما، أراد أن يكسر حلقة الملل و الخروج من دائرة الفراغ. أراد أن يجعل للشيء نهاية، فأطلق في أذهان الناس بداية، ولأنهم يريدون أن يصدقوا فإنهم صدقوا. ليس إلا.
يحتج أحدهم، وهو فيلسوف الجماعة ومؤرخ هذيانها:
- لسنا نحن، لا أول ولا آخر، من يخترع تاريخا، بل وحتى شعبا.
- ماذا تعني؟. يسأل شخص آخر إلتبس عليه الأمر.
- ألا ترى؟؟ فقط الأعمى لا يرى أن هناك دولة قامت على إفتراضات وأساطير اُفتِعِلَت بدايتها.
- لكنك تعمل بقوانينهم. هل تريد أن تتبنى ثقافتهم لتعممها علينا؟ وتستولد مجدا لم يكن لك في يوم من الأيام؟. لم يبقَ أمامك سوى أن تأتي بعجول و أبقار إلى مراعينا!!.
- "اللعنة"، صرخ الفيلسوف، "لقد ضبطني هذا الصبي كالعادة، يريد إتقان لعبة الرفض وهو لم يتخلَ عن ثديي امه بعد". فكر الفيلسوف.
- لكن ما الذي بدأ؟ يصرخ أحدهم كخوار البقر، الجميع يعرف انه سيد من إتقن فن الصمت.
- الذي بدأ أنك بدأت تتكلم صارخا. ينهره الصبي حانقا. يقهقه الجميع لكن دون تعليق.
"يقهقه الجميع كأني رويت لهم نكتة؟"، يفكر الصبي ثم يبصق على وجه التراب. يتمنى لو أنه يستطيع أن يبصق في وجوههم."حسنا سأفعل ذلك ذات يوم بعد أن أصبح رجلا".
"أنّ يكون للحكاية أن تبدأ وأنتم هكذا؟؟". هنا تذكر قصة الشرطي الذي تزوج عاهرة وأنجبا طفلة كانت على النقيض من أمها، وفي أحد الأيام إدعت الطفلة أن السيدة العذراء زارتها في المنام الأمر الذي أطلق روح النكتة عند والدها الشرطي. ضحك الصبي عند هذا الحد، وما أن شاهده الفيلسوف حتى نهره قائلا:
- إنك لحمار فعلا!!تطلق النكتة ثم تضحك لها بعد دقائق؟؟؟.
يحنق الصبي، يريد أن يبصق في وجه الفيلسوف. لكن تأدبه يغيّر مجرى لعابه نحو الداخل.
"سيأتي اليوم الذي أكون فيه قادر على أن ابصق في وجوهككم وربما اصفعها. عندها، وعندها فقط تكون الحكاية قد بدأت".




#علي_زين_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنوان
- الجنين
- يا عرب الصمت
- خَسِئَت قُرَيْش
- لَسْتُ أبْكيكِ غَزّة
- زينب
- حُلُم ليلة صيف
- عانِقْ رَبّ الحَجَرْ
- الافكار السئية لا تقود الى حلول جيدة


المزيد.....




- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...
- كل ما تحتاج معرفته عن جوائز نوبل للعام 2025
- -سلام لغزة-.. الفنانون العرب يودّعون الحرب برسائل أمل وتضامن ...
- فيلسوف العبثية والفوضى يفوز بجائزة نوبل للآداب
- سلسلة أفلام المقاطعة.. حكاية المقاومة السلمية من الجزيرة 360 ...
- إيقاف نجم الفنون القتالية ماكغريغور 18 شهرا
- نار حرب غزة تصل صناعة السينما الفلسطينية والإسرائيلية
- المجري لازلو كراسنهوركاي يفوز بنوبل للآداب 2025
- آباء يأملون استبدال شاشات الأطفال بالكتب بمعرض الرياض للكتاب ...
- حضرت الفصائل وغُيِّب الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي زين الدين - الحكاية