أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - قصتان من حديقة عراقية














المزيد.....

قصتان من حديقة عراقية


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 03:27
المحور: الادب والفن
    


كوّة قشّ
في ظهيرة يوم تموزي قائظ،قادته الرغبة لدجلة الخالد...كان المشهد الشاطئي خلاّبا....سبّاحون وأجساد تغزو الضفاف بلا تناسق هندسي..صياد بسنارة ملتفع من عمود الشمس ..وصياد بشبكة مهلهلة الاطراف.. وذو غربال يجمع تراب الضفة باحثا عن مخلفات ذهب الصاغة،يتحّلق حوله الفضوليون وهناك في أعلى الضفاف ينتشر المتسامرون يتهامسون ويطلقون ضحكات وأماني قد تكون مخادعات للسميرة.. أبهره فسيفساء المشهد الساحر عكره ضجيج السيارات على الجسر القريب.. وفجأة!
ظهرت وسط النهر( كوّة قشّ) جرفها التيار للضفة أنتبه الضائفون لمساحتها وسرعتها وظنوا تحتها حيوانا نافقا،هرع البعض إليها ورفعوا القش وإذا تحته جثة امرأة بدلالة التكورّ النهدي! أنذهل الناظرون وغطوها بنفس القشّ المبعثر وثبتوّها على الضفة وهرب الحبور من جمعهم اللامتناسق،تسارعت خطى المطلين على الضفاف ومشاة الجسر نحو المشهد بفضول..دوتّ صفارة دورية شرطة انتبهت لتوافد الناس وتسابقهم نحو الضفة...ترّجلوا وحثوا الخطى نحو الجموع انتبه الضائفون لقدوم الشرطة فتراقصت لديهم نغمة الهروب الجماعي فلم يبق محتضنا كوّة الجثة إلا الضفة فقط!!!


تدلّي غصن نجمة
قيظ الصيف يلسع الأجساد ويلهب الأرصفة معا..كان مرهقا متوترا من نهار عمل شاق يبحث عن نسمة تطفيءكل سعير يحتويه،حمل بتثاقل اريكته الخشبية لسطح الدار وتهاوى جسده عليها بعنف وتأفف حاملا مروحته البغدادية الشعبية بتكاسل جلّي.. لانسيمات فقد افترسها القيظ ...تأمل الفضاء الحالك السواد ابهره تلألأ النجوم وأخذه حلم اليقظة الباحثة عن مجد نسيمة بعيدا ..اقتربت منه بتوئدة نجمة من نجيمات سجادة السماء الساطعة عانق بريقها الآخذ أحداق عينيه المتناعسةفانتزع بريق النجمة برفق ،يقظته الحالمة بنسمة عابرة وقيدّت القيظ الثائر،سقطت مروحته عن مقبض الذراع وأطلقت النجمة المتدلية كغصن ندي، عنان النسيم وتركته نائما بلا توتر وعادت أدراجها...تسّر الناظرين!



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصتان قصيرتان
- قصة بعنوان(صهيل خطيئة !!)
- صيد الفقمة!
- تزحلق على جليد مُسال!!


المزيد.....




- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - قصتان من حديقة عراقية