أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - عنزة .. ولو طارت














المزيد.....

عنزة .. ولو طارت


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 04:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كمثال للاشارة الى العناد والتشبث بموقف معين رغم الادلة المخالِفة. يروى ان راعيين شاهدا شيئا اسود في الجانب الآخر من الوادي. فقال الاول انه طائر، وقال الآخر انه عنزة. واشتد الخلاف بينهما حول هوية هذا الشيء، وإذا به يطير فجأة. عندئذ قال الاول: "ألم اقل لك انه طائر؟"، فأجاب الآخر: "عنزة ولو طارت"
تلك الحكاية الشعبية الشهيرة التي تتناقلها الأجيال وترويها العامة على طريقتها في كل بلد وتحولت الى مثل شائع للتندر والاشارة الى من يركب الرأس ويصر على قول مناف للحقيقة والواقع ومناقض للمنطق والعقل السليم مثلما يفعله تماما قادة جماعات الاسلام السياسي عندما يحولون الهزيمة والدمار انتصارا .
تزداد أعداد " العنزات الطائرة الملتحية " في هذه الأيام الى درجة حدوث أزمة طيران في سماء الشرق الأوسط أطلقتها ودعمتها بالفتاوى الشرعية الفقهية جماعات الاسلام السياسي وفي المقدمة شيوخ حركات الاخوان المسلمين الذين أضاعوا الآخرة والدنيا كما يبدو وأساؤوا لعقائدهم بنفس الدرجة التي ألحقوا فيها الأذية بشعوبهم استغلوا الدين الاسلامي لأغراض سياسية سلطوية مالية وعبثوا بأمن وسلامة الشعوب واختلقوا الذرائع للأعداء من أجل الانقضاض على النساء والأطفال والشيوخ في غزة وقبل ذلك في أفغانستان والعراق ولبنان ليعودوا بعد ذلك دون أن يرف لهم جفن لرفع شارات النصر .
في أفغانستان توهموا وحاولوا أن يوهمونا وبعد كل مالحق بهم من قتل وهزائم وانكسار واختفاء وبعد أن لم يبق حجر على حجر ووصلت فلول القاعدة وطالبان الى الدول المجاورة وانتهى الأمر ببن لادن والملا عمر الى الاختباء في الكهوف وبقادتهم الآخرين الى معتقل غوانتينامو ظهر البعض منهم على شاشات الجزيرة القطرية ليعلنوا على الملأ ويبشروا الأمة أنهم انتصروا على العدو النصراني الصهيوني والعنزة تتابع الطيران .
في العراق وعدوا وتوعدوا بأن المقاومة ستزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة وأن عملية طرد قوات الاحتلال مسألة أيام وبعد أن ذهبت عهودهم أدراج الرياح وقتل من قتل من الزرقاوي الى آخر أمراء – الدولة الاسلامية - وهزم من هزم واستسلم الباقون ونقلوا البندقية الى الكتف الأخر برعاية الحكومة التي سموها – عميلة – ما زالت فلولهم الهاربة الى خارج العراق تدعي النصر من على شاشات الفضائيات القطرية والسورية ومازالت العنزة تحلق عاليا .
في لبنان وبعد أن فرضوا على شعبه باسم المقاومة ومن وراء ظهر الحكومة الشرعية الديموقراطية دفع ثمن غال بمئات القتلى وآلاف الجرحى والمعاقين ومئات آلاف المهاجرين وخسائر بمليارات الدولارات وزعزعة أركان الدولة اللبنانية وتعميق الشرخ المذهبي قالوا بأن ذلك في سبيل التحرير دون أن يوضحوا تحرير ماذا أية منطقة أية بلدة أية أرض ؟ وكان هناك أم الانتصارات حيث بشر زعيم حزب الله بالنصر الالهي وحققت العنزة الطائرة أعلى رقم قياسي في عالم الطيران .
واذا كان مقياس الانتصار بحجم الكوارث وأعداد جثث الأطفال والنساء ودرجات التدمير البنيوي فستكون حركة حماس في أوج انتصاراتها وقد تنبأ قادتها القابعين في دمشق منذ اللحظات الأولى من حرب غزة بالنصر المبين وكان واضحا أنهم حسب موقفهم السياسي المعلن يرغبون في اطالة أمد العدوان الاسرائيلي بعد أن اختبأت قواتهم التنفيذية والقسامية وقياداتهم الميدانية تحت الأرض ولابأس أن تتضاعف أعداد الضحايا وترتفع بالتالي وتيرة الانتصار وقد بلغ استخفاف قادة حركة حماس الاخوانية بعقول الآخرين حدا لايمكن تصوره وتحول خطابهم النافر المضلل أداة استفزازية مرفوضة ومستهجنة لدى أوساط المثقفين والمتابعين وممثلي الرأي العام ومناضلي الحركات الوطنية والديموقراطية في سائر أرجاء المنطقة وقد بلغ الرياء والنفاق أوجهما في رسائل حركات الاخوان المسلمين البليغة في لغتها الانشائية الفارغة من المحتوى والتي تتضمن التهاني والتبريكات بمناسبة انتصارات حماس الوهمية وكانت رسالة الاخوان السوريين الأكثر مبالغة والأقل صدقية تماما بدرجة رسالتهم المتهالكة قبل أيام الى رئيس نظام الاستبداد في دمشق – شريكهم الشرعي في الانتصار وأشياء أخرى - كل ذلك وما زالت العنزة تطير وتطير وليس بغريب أن تجتاز حدود الجاذبية الأرضية .
من سوء حظ هذا الفسطاط انكشاف أمره أمام الجميع فهو يبحث عن سلطة الامارة كما طالبان وهو نصره المنشود وتنقصه الشجاعة لبيان ذلك وليس في وارد الانخراط في الصف الوطني والالتزام بالديموقراطية والعمل السياسي المشترك لا في ادارة الدول ولا في صفوف المعارضة الوطنية لأنه فشل في الحالتين ودفع الشعب والحركات الوطنية ثمن اختباره غاليا ولو كانت أطرافه الفاشلة المهزومة على قدر ولو بسيط من الالتزام بالمبادىء الوطنية والخلق القويم لتنادت بالاعتراف بالخطيئة والانسحاب وترك السياسة الوطنية لأهلها والاعتذار من الشعب على ما ألحقت به من أذية وعادت من حيث أتت اي الى بيوت الله ومجاميع الزكاة والفقه والارشاد وقضايا الطلاق ونكاح المتعة والمسيار وماطاب لهم وميراث الأنثى دون أي تدخل في السياسة وأية وصاية على العمل الوطني .
واذا كان الشيء بالشيء يذكر ومن باب الوفاء لابد القول أن عنزة جماعات الاسلام السياسي في منطقتنا لاترتبط بصلة القربى الى عنزة الزعيم الوطني الهندي المهاتما غاندي الذي لم يعلمها الطيران في فضاءات الممانعة والتعصب والعنصرية يوما من الأيام وهي شاهدة على تواضع صاحبها وجنوحه نحو حب الشعب والحفاظ على أمنه وسلامته وبناء جسور الأخوة والصداقة بين جميع القوميات والأديان والأجناس وتمسكه بالوحدة الوطنية والمصالحة والتسامح والتواضع مما أهلته لقيادة شعبه نحو الحرية والاستقلال عبر الحوار السلمي وتهدئة الخواطر والتمسك بالمصلحة الوطنية العليا .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتحول في حروب الشرق الأوسط
- فلسطين بين - الغفران - و - الفرقان -
- وداعا محمود أمين العالم
- تعقيب على بيان الاخوان المسلمين
- اطمئنواحماس بخير تحت أنقاض غزة المنكوبة
- نتضامن مع فلسطين ونرفض نهج – حماس -
- الحل : ترميم البيت الكردي
- - حذاء - الدمار الشامل
- نهاية جنرال
- ظاهرة الحوار المتمدن
- غزوة بومباي
- عندما يستغرب نائب الرئيس
- - ضد العنف .. فلتتحدث المرأة بنفسها -
- - نحو حل ديمقراطي لقضيةالمسيحيين العراقيين -
- هذه هي ثقافتهم
- حدود - التغيير - في عهد أوباما
- القرار العراقي الوطني المستقل هو الحل
- - البيانوني - لايعبر عن مواقفنا في جبهة الخلاص
- أبعاد الفتنة الأصولية في الموصل
- حوار الشركاء في - بغداد - ماله وما عليه


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - عنزة .. ولو طارت