أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دهام حسن - وجها مرآة الحركة السياسية الكوردية في سوريا ..!















المزيد.....

وجها مرآة الحركة السياسية الكوردية في سوريا ..!


دهام حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:47
المحور: القضية الكردية
    


الحركة السياسية الكردية في سوريا، حركة نشطة، لها حضورها الواقعي والملحوظ في أوساط الشعب الكردي. فقد اكتسبت الحركة خبرة في العمل النضالي، وتدرجت في الوعي والنضج السياسي، كما تسجل لها نقطة إيجابية ومهمة جدا، وهي: إن الحركة استطاعت خلال نصف قرن من عمر الحركة أن تجنب شعبها كثيرا من الشطط في طرح الشعارات الزاعقة، أو السير بها إلى متاهات سياسية، أو ما نصب لها ــ ربما ــ من فخاخ، كما تميزت الحركة بالجرأة والجسارة، واليوم قيض لها كوادر متعلمة ومتقدمة، تتفق وتختلف ربما في رؤاها، وهذا الاختلاف والتنوع في الحركة، لا يضير الحركة بقدر ما يكسبها مراسا وغنى، فها نحن نلمس كيف يلتئم شتيتها في القضايا المهمة أوالاستراتيجية، ولدى التواصل مع الحركات الوطنية ضمن البلاد، أو لشرح وإيصال قضاياها إلى بلاد الاغتراب، وإلى المنظمات المختلفة التي تعنى بحقوق الإنسان...فهل هذا الكلام يعني أن نلبس الحركة رداء من المثالية،أو أن نبدي رضانا عنها تمام الرضى.!؟ طبعا لا... فكما ليس من الحكمة أن ننظر إلى الحركة بدرجة الكمال، يقتضي منا بالمقابل الإنصاف بحيث ألا نحط من شأنها، بدرجة أنها غير موجودة، أو أن وجودها هو سبب الحالة المزرية التي يتضرر منها الكرد... لا شك، إنك أحيانا تلمس بعض الأطروحات تطرحها بعض الفصائل من الحركة، قد تختلف حولها، لكن ليس لعدم أحقيتها، بل قد تكون قراءتك هي أن الظرف غير مناسب أو غير مؤات، لكن ليس أمامك إلا أن تحترم آراء تلك الجهات أو الفصائل التي تبنت أو رفعت ذالك الشعار، أجل قد نختلف، بل سنختلف حتما، بحيث الاختلاف ينبغي ألا يفسد للود قضية، كما اعتدنا على هذا القول ...
من جهتي كمراقب أو متابع أنوه بأني أحترم جميع القيادات وفي مسافة واحدة من الجميع، وهذا لا يعني أنني لا أكترث، أو لا ألمس الفروقات بين سائر التنظيمات، بل أني أحاول في تناولي للمسألة أن أكون موضوعيا، فتهمني الحركة أولا، أما القيادات فلها دورها الذي لا يمكن غمطه، لكن بالمقابل نقول: يعظم دور القيادات أو القادة في البلدان التي لم تشهد بعد مساحة واسعة من الديمقراطية السياسية، وفي ظروف المجتمعات المتخلفة، حيث يبرز قائد الحزب كأنه زعيم قبيلة.. فينبغي بالتالي أن تستمد قوة القائد من قوة تنظيمه وشعبه..

وهنا سوف ننظر إلى الوجه الثاني من المرآة، بحيث نعرض بعض الجوانب الأخرى التي تعتري الحركة، وتغبش على وجه مرآتها، أي أننا هنا سوف نتطرق إلى الجوانب السلبية التي لنا عليا مآخذ، أو فلنقل كما نراها نحن من أنها سلبية...

ــ العدد الكبير غير المبرر من الأحزاب والتنظيمات، بضعة عشر حزبا، أو تنظيما كرديا داخل سوريا، أو حتى داخل مدينة واحدة، دون أن تلحظ أن ثمة فروقا في البرامج فهل هذا الكم الكبير من الأحزاب الكردية ظاهرة صحية ترى.؟ ليس هناك من أسباب سوى لعبة الكراسي، فالكل يتشبث بكرسيه..... العتب واللوم تتحمله الأحزاب الكبيرة نسبيا، فهي قطعا لا تسعى لاجتذاب الأحزاب والتنظيمات الصغيرة نسبيا إليها، ولا تبغي تمتين عرى التواصل معها، وحتى التدامج... فما بينها من نقاط التقاء، هي كثيرة، دون أن تلمس أن ثمة فروقا تذكر بينها كما نوهنا قبل قليل، ففي بعض تلك الأحزاب كمّ من الأفراد دون كوادر، أو بالمقابل كم من الكوادر الجيدة تحتويهم منظمة صغيرة...

ــ هذه العراضة بلغة أهل الشام، التي تقوم بها الفعاليات الثقافية والسياسية التابعة لهذه الأحزاب، هي كثيرا ما ترتدي ثوب الانقسام، وتوظف في إطار الدعاية الضيقة لحزب بمفرده، وترسخ حالات التباعد والجفاء، فالكل متلهف أن يبرز وجوده على ساحة الإنترنيت فقط، دون أن تبذل جهود مشتركة، لإنجاح هكذا فعاليات وفي مصلحة الحركة السياسية الكردية على العموم...

ــ تشتت الكوادر والكفاءات في هذا الحزب أو ذاك، وبالمقابل افتقار بعض الأحزاب لمثل هذه الكفاءات واحتياجها لها، هذي الحال لا شك تضعف من إثمار جهود الحركة السياسية الكردية على العموم، حيث لا جامع بين تلك الأحزاب أو فلنقل الفصائل كما يبدو ظاهريا، فلعبة الكراسي، أي التشبث بالموقع الحزبي عن غير جدارة، والخشية بالتالي من زحزحة الكرسي بمجيء الكفاءات، هي التي تحول دون رغبة القيادة في اكتساب واجتذاب تلك الكوادر ذات الكفاءات، أو حتى التلاقي مع تنظيم آخر..

ــ ارتباط أي حزب بعلاقاتها الخارجية أي بالحزبين الرئيسيين( الديمقراطي والاتحاد ) في كردستان العراق، هذا أمر لا بد منه، كما لابد من تمتينه، وأنا أحبذ وأشيد بهكذا روابط، لكن ضمن حدود بحيث لا ينبغي أن تنقلب تلك الروابط إلى ولاء وقبلة عبادة.. وللأسف بعض من تلك القيادات والكوادر الحزبية في سوريا التي كانت في الماضي تقتات على خلافات الحزبين ومشاحناتهما وتحاربهما، اليوم كما يبدو لا يروق لها هذا التآلف والتوافق وتحسن العلاقات بينهما، لأنها وجدت في مركب الخلافات مطية لهم ومرتعا خصبا للاقتيات، لكنهم قد خسروه اليوم..( مصائب قوم عند قوم فوائد ) والعكس صحيح.. أي ( فوائد قوم عند قوم مصائب )

ــ بعض من قيادات الحركة التي تمتعت بميزة نضالية حسنة، واكتسب واحدهم احترام الكثيرين يوما ما، ودار هنا وهناك أي بين بين، لا يروق له اليوم إلا أن يختزل الحزب به وبمجموعة أتباع، ويؤسس لحزب هو إمامه، ضاربا عرض الحائط ماضيه، بل ماضي حزبه اللذين ( الحزب وهو) كانا محط احترام الناس وتقديرهم، فأمثال هؤلاء لا يريدون أن يكونوا في قيادة حزب قوي، بل همهم أن يكون واحدهم القائد الأول في حزب مهما صغر شأنه.. أي يكفيهم (اسم جميل على ضيعة خراب ) كما يقول المثل السائر... وهؤلاء أيضا ومنهم من ( يميلون مع النعماء حيث تميل.)

ــ بعض الأحزاب المهمة لا كوادر قيادية لديها، فترتكب أخطاء جسيمة، وينفض الناس من حولها لافتقار قيادتها لسمات القادة، فتخشى من التلاقي مع الكوادر، أو ربما حزب صغير تمتلك كفاءات، فهم بالتالي يمشون في ركب الآخرين، وبعضها الآخر، يبرز القائد لديهم كأنه هو الحزب، بل هو فوق الحزب، فيفرض رؤيته على رفاقه حتى في القيادة حيث لا كلام ولا رأي لأحد، وهؤلاء الأخيرون يمتثلون لإرادة وتوجهات القائد كأفراد قبيلة يصح فيهم قول الشاعر الجاهلي حيث يقول:
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد

ــ ما جرى في التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا من الشد والتنابذ أمر يبعث على الأسف ويثير الغثيان، وسبب الصراع الدائر برأيي مبعثه أن لا انسجام بين تلك القوى، حيث الجبروت والاستئثار بالرأي من جهة، والممانعة الضعيفة من جهة ثانية، والميوعة واللا موقف من طرف ثالث( أينما الريح تملها تمل)، وحيرة بعض الأمعة الذين لا رأي لهم، ينصرون أخاهم ظالما أو مظلوما ...

هذا ما تحضرني من الأفكار، وقد لاحظتم أني ركزت على العامل الذاتي كثيرا، عندما تناولت الوجه الثاني السلبي لمرآة الحركة السياسية الكردية، علما أني أشرت في الوجه الآخر للمرآة أهمية ودور الحركة، وأشرت إلى كثير من النقاط المضيئة في تاريخ الحركة؛ لهذا فأني سأثير هذه النقطة أخيرا وهي أن الحركة لا بد لها أن تتمثل في حزبين أو ثلاثة على الأكثر، وبغير ذلك ستهدر جهود كثيرة، ومهمة ذلك تقع على عاتق الأحزاب الكبيرة بالدرجة الأولى فهي القادرة على استيعاب هؤلاء إذا حسنت النوايا، وإذا تنازلت الكوادر من الجانبين عن عنجهيتها، وأرادت أن ترفع من شأن الحركة...

وهذا الأمر، أي أمر التدامج والوحدة، ينبغي أن لا يتجاهلها الحزبان الكرديان العتيدان في كردستان العراق، بحيث لا يكونان حصنا منيعا فقط لهذا الحزب أو ذاك، وبسبب هذا الرباط بين الحزبين في كردستان العراق من جانب، وبين الأحزاب هنا، يجعل الأحزاب المحصنة بمثل هذا الترابط لا يكترثون بأمر الوحدة بسبب هذا الولاء، فلماذا لا يكون هذا الدعم المعنوي لكل الحركة وليس لحزبين على سبيل المثال.. وهذا ما يأمله الناس السياسيون هنا.؟ وإلا فانتظروا مزيدا من الأرقام..!



#دهام_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى العراق
- الاجتماع
- حق الأمم في تقرير مصيرها.. ماذا يعني .!؟
- ما هية العلاقة بين الثقافة والسياسة..!
- التنمية بين التخطيط والتحرير..!
- بين السلطة والمعارضة..!
- حوار سياسي وفكري مع السيد دهام حسن....
- إرهاصات الفكر الغربي في تشكيل الثقافة الحديثة..!
- قضايا الشباب .. بين المجتمع والدولة..!
- الليبرالية ...قراءة في التاريخ..!
- هلز والكناري
- هذيان
- اليسار العربي.. التشخيص ودواعي النهوض..!
- ماركس ..وبعض القضايا القومية..!
- من الحرب الباردة إلى بيروسترويكة غورباتشوف...دوائر سياسية..!
- الحداثة ...لغة واصطلاحا ونشأة ومضامين..!
- بعض ملامح الاستبداد تاريخيا..!
- ذكرياتي عن حريق سينما عامودا..!
- بين العلمانية والدين..!
- الحركات الإسلامية ، بين العبادة والسياسة...تساؤلات..!


المزيد.....




- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...
- شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي ...
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دهام حسن - وجها مرآة الحركة السياسية الكوردية في سوريا ..!