أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - قمم بلا معنى














المزيد.....

قمم بلا معنى


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادةً ما يميل العرب إلى تفخيم كلماتهم، وتحميلها مضامين أكثر مما يستطيعون في الواقع، وربما لإيهام فقرائهم بأنهم لم ينسوا القضايا القومية أو المؤثرة على مستقبلهم، فينددون ويشجبون ويتبرعون ويكثرون من القسم بالله، وقد يلجؤون إلى تقبيل بعضهم بعد اختلاف مكين إن شعروا بخشية كبيرة من الشعب.

في الأيام السابقة عقدت ثلاثة قمم عربية وإسلامية وواحدة عربية وأوربية، والنتيجة ماذا، إنها تشديد الحصار على غزة، وبعض الأموال، ولا كلام عن إيقاف مبادرة السلام أو إعطاء الحريات العامة للشعب العربي والتحول نحو نظام ديموقراطي، بما يعزز من قدرة العرب على مواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني على القضية الفلسطينية وغزة وكذلك العراق ومنع تكرار ما تمّ.

إذن، ليس من معنى لأي قمة، بعد أن تجاوز النظام العربي القمة العشرون، إن لم تكن قمة مقاطعة الكيان الصهيوني مقاطعة كاملة، وأن تفرض عليه تغيير بنية الدولة نحو دولة تشمل العرب واليهود من غير الصهاينة، وهذا ما يتضمن بالضرورة إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية على أراضي ال 67 خاصةً وان إسرائيل لم تسمح بنشوء دولة فلسطينية رغم مرور قرابة من عشرين عاماً على أوسلو، وبالتالي على السلطة أن تحل نفسها، وعلى النظام العربي أن ينسحب من كل الهيئات الدولية ما دامت تتجاهل حق الشعب الفلسطيني على أرضه، وتدعم وجود إسرائيل ككيان صهيوني وتلتزم بالدفاع عنها. هذا معيار أن تكون القمة ناجحة أو لها معنى؟!

قد نسمع كلاماً عفى الله عما مضى وسنبدأ خطوة جديدة في العلاقات العربية نحو تضامن عربي جديد، ولكن ما هو معيار هذا الكلام، إنه بالضرورة فك التبعية لصالح المصالح الأمريكية في المنطقة والتحول نحو الديموقراطية وتقوية العلاقات البينية، وحل الصراع العربي الصهيوني، فهل هذا ممكن! وباعتبار ذلك غير ممكن فإن كل ما نسمعه من وعود هي كلمات لزيادة العمى لا لفتح البصيرة الناقدة الهادفة نحو سعى العرب نحو تطوير حياتهم وتقدم مجتمعاتهم وبالمقابل تأبيد النظام العربي الرسمي، الذي لا يمت للعرب إلا لجهة اللغة.

قبالة ذلك، تقف الدول التي تدعم المقاومة، والسؤال: ألا يتضمن ذلك الدعم المشاركة بالقتال، أو تدعيم الموقف الشعبي من اجل رفض الاحتلال، والسؤال مجدّداً، من سيرفض الاحتلال، أليس له أن يشعر أن البلد بلده بالدرجة الأولى، فكيف يكون ذلك ممكناً وهو ممنوعاً من الكلام والتظاهر والتعبير وممارسة حقوقه وليست واجباته فقط في بلده.. حتى من اجل نصرة القضية الفلسطينية. نعم لا يمكن أن تكون هناك مقاومة فعليّة دون ديموقراطية حقيقية؛ فلبنان كان والان فيه مقاومة لأن فيه هامش من حريات عامة والدولة لم تشيّد مؤسساتها بشكل سليم، فهل يتطلب الأمر في عالمنا العربي تدمير الدولة حتى تنبثق المقاومات الجادة، أية عبثية هذه، ربما عندها لن تكون مقاوماتنا سوى مقاومات طائفية، وعندها سندخل ونحن نحارب العدو الخارجي بحرب أهلية طائفية، إن لم نتكلم عن الصومال؟!

قممنا السابقة مسئولة عن تدهور العالم العربي؛ فواقعنا الذي نعيشه أبلغ من أن نشرحه، فهل يمكن أن تغير هذه القمم ما أصبح جزءاً من الأصالة العربية في الانحطاط، أعتقد بعدم إمكانية ذلك، لان النظام العربي لا يزال نفسه نفسه.

ربما يجب أن نعود لنؤكد، أن المقاومة في غزّة لم تنتصر وكانت تسعى لإيقاف العدوان لا لمحاربته، والكلام عن انتصار كان يفترض بالحد الأدنى مفاوضات ما، ولكن وحتى الآن لم يتحقق شيء سوى أن إسرائيل بدأت بعدوان مجرم وكارثي بكل المقاييس، والآن أوقفته بشكل مشروط، والمقاومة التي تصدّت للعدوان عليها ألا توقف إطلاق الرصاص والتعلل بمهلة أسبوع هي من أجل مفاوضات وليس من أجل الانسحاب الإسرائيلي من غزّة، ما دام الذي حدث حدث وإسرائيل لم تفاوضها، مع العلم أن المقاومة عليها أن تعيد النظر بكل آلياتها بعد الوصول إلى حل ما للعدوان الأخير على غزّة.

ستطوي الأيام القادمة الحرب على غزة وستطوى معها التظاهرات العربية، ولن يكون للقمم من نتائج تذكر سوى هدر المال العربي في لقاء الزعماء العرب في القمة وعقدها، وسيتعرض الشعب الفلسطيني مجدداً للذبح والمجزرة. ولذلك لا معنى للقم العربية، وآمل ألا تنعقد لاحقاً، لان عقدها وعدم عقدها سيان.



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمة العربية في مواجهة الموت
- الحكم على سعدات والدور المركزي لليسار
- من أجل قانون أحوال شخصية مدني
- الحذاء الذي ألهب حماسة الكتاب ... أم الاتفاقية؟
- الحوار المتمدن حوار المستقبل
- عن الخلافات وإفساد الودّ خلافاتنا صراعات مستعرة
- الحديث في الجنس خط أحمر.. والنتيجة مراهقون مشتتون جنسياً!
- زواج المختلفين مذهبياً.. مصائر مخيفة تصل حد القتل!
- الندب على الرأسمالية و اشتراكية الأمس لم يعد يكفي
- عرسٌ في غزّة!
- التحرش يلاحق النساء..هل تحول الرجل إلى كائن جنسي
- الازمة الأمريكية العالمية والازمة الاشتراكية
- الهيمنة الأمريكيّة والحرب على الإرهاب
- شوارعنا تعكس بدائية سلوكنا.. النظافة العامة ثقافة غائبة ولا ...
- أسعار باهظة وخدمة سيئة.. روضات الأطفال زرائب أم سجون؟
- جامعاتنا في قفص الاتهام.. لا تخرج مثقفين وليست أكثر من ممر ل ...
- ماذا يسأل السوريون بعضهم عن مدينتهم الأصلية!
- سمير القنطار وزياد الرحباني في سورية
- كركوك كرة نار،فهل أشعلوا النفط
- من نكبة فلسطين إلى نكبة العرب


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - قمم بلا معنى