أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد عصيد - 33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين














المزيد.....

33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحت هذا الشعار قررت الجمعيات الأمازيغية الإحتفاء بتاريخ المغرب العريق على امتداد السنة الجديدة، بعد أن انصرمت سنة "أهل فاس" التي حولوها من 12 قرن من تاريخ مدينة إلى 1200 سنة من التواجد العربي ـ الأندلسي بالمغرب، هذا بالطبع مع الفارق الكبير بين احتفالات الأندلسيين التي حظيت بـ 35 مليار سنتيم من دعم الدولة و بين احتفالات الأمازيغ التي ستكون كالعادة بتضحياتهم و إمكانياتهم البسيطة، لكن في النهاية و مهما كان الأمر فلن يصحّ إلا الصحيح، و سيكون البقاء في الأفكار للأصلح.
الشعار الذي اختارته الجمعيات هو في الأصل عنوان كتاب للأستاذ محمد شفيق، نفذت بشكل ملفت جميع طبعاته الأربع و ظلّ مطلوبا حتى الآن، مما يدلّ على أنّ الطابو المغربي الأكبر يظلّ هو التاريخ، و أنّ حاجة المغاربة الأولى هي أن يكتشفوا ذواتهم بعد أن أتخموا بمعرفة الغير. كما يبدو من كلّ الصراعات حول الهوية و القيم الرمزية بأنّ منبع المشكل في بلادنا هو استمرار السلطة في إصرارها على أن تقيم شرعيتها على أساس تأويل معين للتاريخ، مما يحدّ من آفاق البحث و المعرفة، و يجعل مراحل التاريخ و حقائقه مناطق مسيّجة تثير من الحساسيات أكثر مما تبعث من فضول الإستكشاف و من مشاعر الإعتزاز بالعمق الحضاري للوطن.
و قد اعتُمد التأويل الرسمي للتاريخ بنسبة كبيرة في الدفع بالأمازيغية إلى مناطق الظلّ و الهامش منذ 1930، تاريخ نشأة الحركة الوطنية السياسية بجهود نخبة من أبناء العائلات الأندلسية، و هي حركة قامت أساسا على مبدإ النضال من أجل أن لا يتمّ اعتبار القوانين العرفية الأمازيغية قوانين للدولة، لأنّ ذلك من شأنه ـ حسب ما جاء في عريضة الرباط ـ أن يجعل هؤلاء "في حكم الأقلية"، و لهذا كان الهاجس الذي شغل العديد من منظري الوطنية السياسية في تلك المرحلة هو ترسيخ المكون العربي ـ الإسلامي و الأندلسي كمرتكز للدولة و اعتبار المكونات الأخرى هوامش و روافد محلية و دفعها إلى الإنمحاء التدريجي، و يبدو هذا الهاجس بوضوح أكبر في كتاب "النبوغ المغربي في الأدب العربي" لعبد الله كنون، حيث بذل المؤلف كلّ جهوده ليقنع قارئه بأنّ العروبة وحدها هي الأصل، و بأنّ الثقافة العربية الإسلامية هي الثقافة الوحيدة الموجودة بالمغرب. منذ ذلك التاريخ اشتغلت آليات العقل الإيديولوجي على انتقاء عناصر الوجود العربي على حساب البنيان الحضاري العام للمغرب، و تمّ تتويج تلك الجهود بعد الإستقلال بإدماج كل ذلك في المدرسة العمومية، حيث أصبح تاريخ المغرب في فجر الإستقلال يبدأ من جزيرة العرب، و صارت الأمازيغية كلمة مذمومة ترادف الإستعمار و المؤامرات الأجنبية.
طبعا حكم منطق التاريخ الذي لا يرحم ببطلان الكثير من البديهيات القديمة للوطنيين، و تبيّن بعد خمسين سنة من الإستقلال بأن المغرب قد خسر أهمّ رهان حضاري هو رهان إثبات الذات، و أقرّت السلطة عام 2001 ضرورة التصحيح، غير أنّ أهل الأندلس ما فتئوا يتململون و يعبّرون بصيغ ملتوية عن تذمّرهم من تصحيح قد يعصف بأزيد من سبعين سنة من الجهود النظرية في اصطناع هوية بديلة للمغرب غير ما هو بالفعل، و كانت آخر محاولاتهم هي سنة فاس و التماهي مع تاريخ الملكية عبر محاولة إحياء أسطورة "الأدارسة مؤسسي الدولة المغربية".
و السؤال الأساسي الذي نطرحه اليوم هو التالي : لقد أسّس الملك محمد السادس معهدا خاصا بإعادة قراءة التاريخ و كتابته على أسس علمية موضوعية، أين وصل عمل هذه المؤسسة التي تشتغل في صمت بعيدا عن ضوضاء النقاش العمومي ـ و من حقّها ذلك ـ هل ستساهم فعليا في حلّ عقدة التاريخ لدى المغاربة و لدى السلطة، و تجعل تاريخ المغرب أرضية لإعادة بناء مفهوم الوطنية على أسس سليمة ؟ أم أنّ القراءة المرتقبة لن تستطيع تجاوز خطوط حمراء رسمتها السلطة مما سيعني إضاعة مزيد من الوقت و تكريس الطابو التاريخي و استمرار النزاع حول الهوية بين الفرقاء المختلفين.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفهوم اللاديمقراطي للديمقراطية
- الوطنية المغربية و الطابو التاريخي
- انتحار امرأة
- الجذور الفكرية لإيديولوجيا التعريب المطلق
- نظرية المؤامرة في السجال العمومي
- الأمازيغية في مفترق الطرق أسئلة الحصيلة و الآفاق
- الشذوذ الجنسي و الشذوذ الديني
- ما بعد النموذج اليعقوبي للدولة الوطنية
- أصابت امرأة و أخطأ الشيخ
- في ضرورة الإصلاح الديني
- العلمانيون و الإسلاميون: قوة الحق و قوة العدد
- معنى القيم الكونية
- الأخلاق و الحريات بين المنظور الإنساني و التحريض الديني(2)
- الأخلاق الدينية و لعبة الأقنعة
- الأخلاق و الحريات بين المنظور الحقوقي و التحريض الديني
- -إسلام- الجالية
- لكم دينكم ! إلى فضيلة الدكتور أحمد الريسوني
- سلطات الملك بين الظرفي و الإستراتيجي
- -فتنة الحنابلة- بين الأمس و اليوم
- الأمازيغية و التعديل الدستوري بالمغرب


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد عصيد - 33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين