أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيليب عطية - ملف الطفولة الدينية !














المزيد.....

ملف الطفولة الدينية !


فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا اعتقد أن التطرف الديني الذي تفاقم في مصر وشتي بلدان العالم منذ السبعينات من القرن العشرين ، قضية ترتبط بالجهل أو التعصب للمدركات المعرفية للانسان ، وهكذا يمكن لخطبة سمحة عصماء أو درس بليغ من دروس البلغاء أن يمحو الفتن والتصرفات الخرقاء ، ويعود الدب ليرعي مع العنقاء ، ويأكل الاسد مع الحرباء ، وكله في الاونطة !!
اما علي مستوي العالم وكما تجلي هذا التطرف بابشع صوره في كوسوفو ، فيمكن ان نجد اسبابه في النماذج الديموجرافية الكاريكاتيرية التي ظهرت في اوروبا في اعقاب الحرب العالمية الثانية ، والتي كانت يوغسلافيا السابقة مع البوسنة والهرسك ابرز النماذج لها ، وما طرأ علي تلك النماذج من تغيرات نتيجة تغير مراكز القوي العالمية وانهيار الاتحاد السوفيتي ....الخ وتلك نقطة لايعنيني كثيرا التوقف عندها بقدر ما يعنيني ماحدث في مصر .
مصر ليست كوسوفو ، وليس المصريون المعاصرون اشباها لهمج اوروبا من السلاف الجنوبيين . مصر تكوين حضاري يضرب في التاريخ لاكثر من عشرة آلاف سنة ، ورغم كل صنوف المواجهات لايستطيع باحث نزيه ان يقول ان هناك انقطاعا في التاريخ او التكوين المصري ، ولايمكن لباحث امين أن يقول ان مجموعة من القبائل العربية البدوية استطاعت ابتلاع مصر ، وان مجموعة من لصوص الصحراء استطاعت ان تعلم المصريين فنون الحرث والزراعة ، بل ان اللغة التي جري الطبل والزمر حولها قرونا طويلة ليست في نظر الباحث المدقق غير لغة مصرية فرعونية في الكثير من مفرداتها وقواعدها ،وهي مفردات وقواعد مازالت في حاجة الي النشر والتعميم ، وكما اخرج ""دانتي" اللغة الايطالية الي الوجود بعيدا عن الحذلقات اللاتينية فما زلنا ننتظر خروج اللغة المصرية الي الوجود بعيدا عن الحذلقات العربية . وهناك ماهو أخطر : ان اللاهوت العبري بصورتيه اليهودية والمسيحية ليس سوي ترديدا طفوليا للتصورات البابلية من جهة ، والمصرية الفرعونية من جهة اخري ، وقد مال السطو العربي للعقيدة الي الجانب اليهودي البحت دون ان يغفل الجوانب الايجابية في التصور المسيحي بل الفرعوني الخالص عن الثواب والعقاب ، الجنة والنار ، وعندما وقع النبي العربي في مأزق الاجابة عن طبيعة الروح ، وقال كلمته المشهورة : قل الروح من امر ربي ، فقد كان حينئذ في قبضة اللاهوت اليهودي الذي لم تتعد تصورات الروح فيه عن ظلال واشباح ، في حين كان يمكن للاهوت المصري ان يقدم له صورة بالغة الثراء عن الروح وتجلياتها المتعددة .
وكان يمكن لموقف كهذا ان يمر مرور الكرماء بالنسبة الي شخص عادي لكنه بالضرورة لن يكون هكذا بالنسبة لصاحب عقيدة ، وعلي اتصال مباشر برب الارواح !
ليست تلك سوي نقطة واحدة من جوانب القصورفي اللاهوت العبري ، فما فعلته الابستمولوجيا العبرية في أذهان الشعوب المجاورة وغير المجاورة اكبر من هذا بكثير : لقد ارغمتنا علي الاعتراف بأن اليهود ومن لف لفهم من العرب هم شعب الله المختار ، وارغمتنا علي قبول تاريخهم ومؤلفاتهم بقدر من القداسة لايعلي عليه ، وارغمتنا علي طرح افكارنا وتراثنا وتاريخنا ارضا ، وارغمتنا علي تمثيل دور اليهودي الهارب من لعنة الاله الجبار .
واعجب الصبية باللعبة ، وانا اقصد بالصبية هنا تلك الاجيال المصرية الشابة التي دفعتها تغيرات السبعينات القاتلة الي احضان العجز والبطالة ....ان كانوا قد فقدوا نصيبهم في الارض فنصيبهم محفوظ في السماء ، وان عوملوا كصعاليك الارض فهم ملوك السماء ، ولك ان تصب علي هذا المعتقد النفسي ما شاء لك من ضروب الاحباط والفشل . الامر اذن لاعلاقة له بالجهل فهذا الصبي القاتل يعرف بينه وبين نفسه ان الموضوع شغل اونطة ، لكنه مجبر اجبارا نفسيا واجتماعيا علي اثبات ذاته
وعندما توجد بجانب ذلك طبقة لاتتورع عن سر قة الكحل من العين فسوف يتحول ذلك الاحباط والفشل الي القتل والدمار .....وربنا يستر .



#فيليب_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش المجزوم !
- قال يارايح كتر م الفضايح !!
- هل يطلق اغتيال اوباما شرارة الحرب الاهلية الامريكية ؟
- كيف تتبرز علي سنة الله ورسوله ؟!
- انكم تقتلون انفسكم !
- مخاطر التجارب غير المحسوبة !
- طير أبابيل وحجارة من سجيل !
- نظرية جديدة للحروب القادمة
- عجائب أبوسكسوكة !
- من-كانا- الي-فانا- ضاعت لحانا !
- عندما يجن الاله !
- ابراهيم واسحق ويعقوب ....والضرب بالمركوب !!
- الفكر الفرعوني والتخلف المجنوني !
- حكاية القس زكريا بقلز !!
- صدقة الخبز الجاري ....ياماجاري !
- اغتيال بوش في الشرق الاوسط ؟!
- لعنة آل بوتو والاعيب الكوتوموتو !
- الاضاحي والعاب المراح
- الحوار المتمدن والبارود المتفجرن !
- هذه ليست آلهتنا !


المزيد.....




- دولة إسلامية للطائفة البكتاشية في ألبانيا تسمح بالخمر وتساند ...
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان: مسجد الظاهر بيبرس وجا ...
- مستشار قائد حرس الثورة الإسلامية العميد ابراهيم جباري: سيمنح ...
- إسرائيل تغلق المسجد الإبراهيمي لفتحه للمستوطنين بأعياد اليهو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا بجنوب فلسطين المحتلة ...
- مراسل العالم: المقاومة الإسلامية في العراق نفذت اليوم 4 هجما ...
- ” استقبلها الآن ” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سا ...
- قصة الطائفة البكتاشية التي تسعى لإقامة -النسخة الإسلامية من ...
- -المقاومة الإسلامية بالعراق- تهاجم -4 أهداف حيوية- في إسرائي ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تهاجم هدفا حيويا جنوب إسرائيل ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيليب عطية - ملف الطفولة الدينية !