أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - الأمة العربية في مواجهة الموت














المزيد.....

الأمة العربية في مواجهة الموت


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما صار الوقت مناسباً (وأخشى أننا سنكرر هذه العبارة دائماً) كي تواجه أمتنا مصيرها بنفسها، وألّا تعتمد على غيرها في إنجازاتها ولكن دون انقطاع قومي ضيق عن وحدة العالم المترابطة. فالعرب لم ينجزوا دولتهم الواحدة، ولم يصنعوا اقتصادهم، ولم يحرروا أراضيهم، ولم يفصلوا السياسة عن الدين، والأزمة تحيق بكل قطاعات مجتمعاتهم، وحتى الدول المرتفعة الدخل فيها، هي دول ريعيّة، وتجاوزاً نقول عنها دول. وبالتالي أمتنا لم تحقق نهضتنا القومية وكل دول العالم المتقدم ومن الصف الثاني تطمع بها، وجاءت الأزمة الاقتصادية الراهنة لتشفط كل ما تراكم من أموال في البنوك الأجنبية وفي القطاعات الاقتصادية والمالية.
مأساة غزة، هي نتيجة لما آلمّ بهذه الأمة، وردودنا عليها في مشرق العالم العربي ومغربه، لا تتجاوز العاطفية الحمقاء، ولم تصل إلى مستوى الدولة الصهيونية الاستعمارية التي أعدّت نفسها لحروبها التي لا تنتهي ضد أمتنا بأكملها، وتقريباً ربحت كل حروبها، وحتى حين لم تنتصر على حزب الله قيدته، بقوانين دولية تلزمه ألّا يتجاوز حدود لبنان. ولذلك ليست أول مرة يهان العرب فيها، فهناك تاريخ من الهوان ولن تكون ردود فعلنا ذات نتائج تذكر ما دمنا كما نحن.
العرب الأشاوس عليهم أن لا يكذبوا على أنفسهم مجدداً، العرب في المعادلة الدولية لا شيء، وهم فقط أرض زاخرة بالثروات الطبيعية، ولديهم أموالاً عليهم أن يدفعوها ثمناً لأسلحةٍ أمريكية لا تستخدم أو وضعها في البنوك لإخراج كبار الشركات العالمية من أزماتها، أية مسخرة هذه!! بينما إسرائيل تستخدم الأسلحة يومياً في القضاء على كل حراك فيه نزوع وطني وأحياناً ليس فيه كي تبقي العرب في النزوع العاطفي المقيت؛ مما يسهّل عملية قتلهم بلا نتائج تذكر.
لقد سال الدم الفلسطيني والعرب كثيراً ولم يجني العرب منه شيء ربما باستثناء الأنظمة التي لطالما استفادت منها، والادعاء بالوطنية وخوضها الحروب ولكنها في المحصلة لا تنتصر إلّا على شعوبها!!
ولذلك وكي لا نبق على هامش التاريخ وربما خارجه: على العرب- و مأساة غزة لن تكون سوى جزء من تراكم الهزائم علينا - مواجهة تحديات التاريخ الحالي وهي:
- الانتقال إلى نظام ديموقراطي علماني ونبذ الشموليات والديكتاتوريات والملوك والزعماء التاريخيين، واعتبار مقياس أية ديموقراطية هي مقدار الحريات المعطاة للشعب ومقدار مواجهة تحديات الخارج الامبريالي.
- ضرورة الإقلاع عن اقتصاد النفط والدولة والتبعية للخارج وبناء اقتصاد صناعي ومتعدد الأوجه ويعتمد على آخر الثورات المعرفية الالكترونية.
- الانتقال إلى تعليم مبني على العقل والنشاط والتفكير وليس على الحفظ و(العلف) وكأن أولادنا حيوانات علينا إطعامهم شيء لا نتيجة له سوى ديمومة الحياة في الجسم ولا نتيجة له على العقل أو الواقع الذي نعيشه.
- اعتبار كل أرض محتلة أرض محتلة وليست أمور يمكن المساومة عليها من أجل تحسين العلاقة مع دول الجوار سواء أكانت إيران أو تركيا أو إسبانيا والأنكى اعتبار إسرائيل جزء من دول المنطقة وبالتالي يجب محاربة النزعة الصهيونية لا الشعب اليهودي ذاته، وإذ ما رغب أن يعيش كالشعب الفلسطيني فليستمر ومن يرغب ببقاء دولة إسرائيل عليه أن يعد حقائبه للعودة إلى البلاد التي أتى منها.
- اعتبار كل حركة إسلامية أو طائفية حركة معيقة لتقدم التاريخ العربي، وحتى ولو قامت ببعض الأدوار الوطنية، فهي بالنهاية لن تكون سوى منظمة طائفية تسعى لتأبيد نظام طائفي يدمر كل مستقبل ممكن للعرب، فهذا حزب الله لا يطالب سوى بشراكة مع أحزاب طائفية أردأ من عليها، وبالتالي هو حزب لا يؤجج سوى الطائفية، رغبنا أم لم نرغب.
القوى القادرة على تحقيق ما أشرنا إليه: كل القوى الحداثية شريطة ألا ترهن نفسها لقضية واحدة، فالعلمانيون العرب عليهم الخروج من عقلية الجهادية العلمانوية واعتبارها قضية القضايا. وكذلك الديمقراطيون عليهم، تطعيم ديمقراطيتهم السحريّة بالوطنية والعلمانية والمساواة، والوطنيون بدورهم عليهم الابتعاد عن دعم أنظمة الاستبداد واعتبار المواطنة والديموقراطية رديف للوطنية باعتبارها الدفاع عن الوطن ضد الخارج. وربما على الماركسيون كثير من العمل والإقلاع عن عقلية الشعور بالذنب فالآخرين ليسوا أفضل منهم، وبالتالي عليهم أن يضمّوا العلمانية والديموقراطية والقومية كجزء من برنامجهم العام. وبالتالي أن يكونوا ماركسيون أن تكون القضايا المشار إليها قضاياهم.
وعليه هل تستطيع هذه القوى تضمين برامجها تلك القضايا! فإن استطاعت ستتجاوز أزماتها وإن لم تستطع ستبقى موجودة ولكن في هامش التاريخ فقط، وربما عندها لن تشبه سوى الطوائف الدينية التي تطل برأسها من جوف أمتنا مطالبةً بالسلطة؛ وفق اعتبارات دينية تعود لمئات السنين؟!.



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم على سعدات والدور المركزي لليسار
- من أجل قانون أحوال شخصية مدني
- الحذاء الذي ألهب حماسة الكتاب ... أم الاتفاقية؟
- الحوار المتمدن حوار المستقبل
- عن الخلافات وإفساد الودّ خلافاتنا صراعات مستعرة
- الحديث في الجنس خط أحمر.. والنتيجة مراهقون مشتتون جنسياً!
- زواج المختلفين مذهبياً.. مصائر مخيفة تصل حد القتل!
- الندب على الرأسمالية و اشتراكية الأمس لم يعد يكفي
- عرسٌ في غزّة!
- التحرش يلاحق النساء..هل تحول الرجل إلى كائن جنسي
- الازمة الأمريكية العالمية والازمة الاشتراكية
- الهيمنة الأمريكيّة والحرب على الإرهاب
- شوارعنا تعكس بدائية سلوكنا.. النظافة العامة ثقافة غائبة ولا ...
- أسعار باهظة وخدمة سيئة.. روضات الأطفال زرائب أم سجون؟
- جامعاتنا في قفص الاتهام.. لا تخرج مثقفين وليست أكثر من ممر ل ...
- ماذا يسأل السوريون بعضهم عن مدينتهم الأصلية!
- سمير القنطار وزياد الرحباني في سورية
- كركوك كرة نار،فهل أشعلوا النفط
- من نكبة فلسطين إلى نكبة العرب
- النضالات الواقعية المفتقدة


المزيد.....




- هذه الصور لا تثبت أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نجا من حا ...
- احتجاجات طلابية ضد قانون -الوكلاء الأجانب- في جورجيا
- اليوم العالمي للشاي: أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم بعد ...
- من تبريز إلى مشهد: ما خصوصية المدن التي تمرّ بها مراسم تشييع ...
- هل عادت إسبانيا لمبدأ -التوازن- في علاقتها مع المغرب والجزائ ...
- -الأسد الإفريقي- في المغرب.. ما جديد هذه النسخة من المناورات ...
- بدء مراسم تشييع الرئيس الايراني ومرافقيه في تبريز
- باشينيان يلتقي نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي ...
- زيلينسكي: سنواتي الخمس كرئيس لأوكرانيا لم تنته بعد
- السلطات الإسرائيلية تصادر معدات لوكالة -أسوشيتد برس- تستخدمه ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - الأمة العربية في مواجهة الموت