تجاوز الاعلام المهنية والمواثيق في القضايا الساخنة قناة العربية إنموذجا!

ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 05:35
المحور: الصحافة والاعلام
    

أن للاعلام دور مهم في التأثير على المجتمعات من خلال تداول المعلومات ونقلها الى الجمهور والاعلام , وهو إحدى وسائل الاتصال الرئيسة بين الحدث والجمهور وبين السياسيين والشعب.كما له دور في توسيع مدارك الناس من خلال نقل الصورة والحقيقة ,لذا على الاعلام المحايد الحفاظ على دوره المشرف في الاستقلالية المهنية ضمن الضوابط واصول العمل الاعلامي مع الالتزام باخلاقيات المهنة , دون الرضوخ الى ضغوطات سياسية او تاثيرات جانبية دينية أو آيدلوجية لكي لايفقد الاعلام مصداقيته ولونه وطعمه.
وللاعلام مجموعة من المبادئ والقيم المهنية ومواثيق شرف تعمل على ضبط وتنظيم سلوكه في التعامل مع الاحداث والقضايا المهمة بحيادية تامة بعيد عن كل التاثيرات الجانبية . ومن تلك القيم هي :
الموضوعية-
الموضوعية: هي القيمة التحررية في التعامل مع الخبر والحدث بالوقوف بمسافة واحدة وعدم التحريف والتشويه او التزويق او الاساءة في استخدام المعلومة بعيد عن الذهنيات المسبقة للحدث , وكذلك الابتعاد عن التقطيع للصورة الملقاة من الحدث والتحريف والتشويه للنص والخبر والخروج به بعيد عن سياق الحدث .

النزاهة-
النزاهة : هي ثقة الجمهور بالاعلام وهي قدرة الاعلام بالتأثير في الراي العام وهذه القدرة تاتي من درجة المصداقية في التعامل مع الحدث والخبر دون اي انحياز , والنزاهة تعني أستخدام الطرق الصحيحة والاخلاقية في استحصال الخبر والصورة والحفاظ على سرية وحقوق المعلومة والالتزام بالمهنية والشفافية دون حجب المعلومة الصادقة عن المشاهد .

المتابع بدقة لاحداث" حرب اسرائيل على حزب الله في 12 تموز (يوليو) 2006 "وحرب اسرائيل على حماس 27 ديسمبر 2008 في غزة" نلاحظ هناك تباين كبير جدا في نقل المعلومة والحدث بعيد عن المهنية وميثاق الشرف الاخلاقي الذي تنص عليها نصوص فضائية العربية والجزيرة وهنا نضع الجزيرة بجانب العربية كوجه للمقارنة بفارق كبير بين الاثنين في تلك الاحداث حيث كانت الجزيرة تعمل بمهنية فوق العادة في تغطيتها للاحداث والنقل المباشر واللقاءات الصحفية والسياسية داخل الاستودية وعبر الاثير ..
فقد دأبت الجزيرة في احداث بيروت / لبنان بتغطية مباشرة ومساندة حقيقية للمقاومة الشريفة حتى امتعظت اسرائيل تلك التغطية الحية والمهمة ولولا الجزيرة لما كنا نعرف ولا نعلم كيف تسير امور المعركة الشرسة وكذلك في احداث مجزرة حماس .

أما قناة العربية فقد كانت في تلك الاحداث شامخة بالضد كل الضد للجزيرة وتغطياتها الكبيرة بالنيل من كرامة المقاومة الشريفة وكسر شوكة نصرها بدعوة الاطراف النقيضة لتوجهات المقاومة ومعركتها الشريفة ضد العدو الازلي الاسرائيلي واتهام المقاومة الشريفة بالحرب نيابة عن الايرانيين .

وكانت العربية في تلك الفترة تخلع عن جسدها رداء الحياد والمهنية والنزاهة وارتداء ثوب العهر الاعلامي الفاسد بتزويق الخبر وقلب الاحداث وتشويه الحقائق, من خلال استضافة المحللين والمتشدقين بالسياسة والاعلام لافراغ سمهم الطائفي على نصر المقاومة اللبنانية الشريفة التي فقدتها الساحة العربية والاسلامية منذ القسام وعرابي وثورة العشرين .

وانتهت الحرب وكان النصر حليف المقاومة الشريفة وانقلبت كل المعادلات وبطل السحر ونكسر العدو الصهيوني واعترف بالهزيمة قبل الصديق الضغين الذي ظل يلعن المقاومة وابطالها , وبقيت العربية تطبل على رماد خسارة اسرائيل , وتحرض كل اللبنانيين والقوى السياسية بمظاهرات كبيرة بالمطالبة بتجريد المقاومة من سلاحها الشريف من اجل ان تحرز لها مكسب معنوي في رسمها للحقائق المزيفة في زاوية النفاق والدجل الاعلامي البغيض.

واليوم بلا حياء تكرر قناة العربية بالوقوف بالضد ضد قناة الجزيرة وتوجهاتها في تغطية احداث غزة الدامية التي تدمى لها جبين الانسانية , ولاتدمى لها عيون العربية الوقحة باستضافة البعض من المنافقين الفاشلين من ابناء الفراعنة مع احترامنا للمصريين العرب . وهل تريد العربية الان ان تقول هذه المقاومة تقاتل بالنيابة ؟ وهل هذه المقاومة شيعية ولها امتداد طائفي وحربها باطلة ؟ ان الوقوف في ساحة البغض والنظر بعين مشوه للحقائق والابتعاد عن المهنية والحيادية والنزاهة والشفافية في التعامل مع احداث غزة الدامية هي جريمة وعهر ودعارة اعلامية تمارسها القناة ضد فلسطين واهله وقضيته الشريفة .

والتعامل مع الاحداث باخلاقيات العمل الاعلامي هو السبيل الواضح لكسب ثقة الجمهور والرائ العام , وهو مدعاة للسرور في كسب وارضاء المشاهد واحترام كرامة شريحة كبيرة من أنصار المقاومة الشريفة وتوجهاتها الوطنية ضد العدو الاسرائيلي البغيض .
وان الابتعاد عن الميول والمصالح السياسية والتاثيرات الطائفية على تلك الاحداث الساخنة والمصيرية التي تهم اغلب العالم الانساني والعربي والاسلامي دون تشويش وتشويه للحقائق ولا خدش لمعتقدات الناس باعتبار المواثيق المهنية والشرفية تكفل تلك الحيادية في التعاطي مع الاحداث هو السبيل الامثل للتعامل المهني مع الحقائق والاحداث بحيادية وموضوعية .

وعلى تلك القناة التي تشوه الحقائق وتزوقها وتحرف الخبر ومصداقيته ان تتعرض الى مسؤولية اخلاقية ومساءلة قانونية , وان تحريف الخبروتشويه هو دليل على خروجها عن معايير السلوك المهني السوي في التعامل مع الاحداث والازمات وعدم حياديتها في واجبها المهني والاخلاقي.

لذا ندعو قناة العربية الى توخي المهنية والشفافية والالتزام بميثاق الشرف المهني والابتعاد عن الكذب والدجل والتحريف والنظر بعين واحدة وان لاتكون اداة رخيصة, وعليها التخلص من عقد السباق والخلاف مع الجزيرة بابتعادها عن الحقيقة, وذلك من خلال مراعاتها للمهنية الاعلامية وأصولها والاعتراف بآراء الاطراف المختلفة وليس من خلال طرف واحد وأصحاب الخبرة والاختصاص من الصحفيين والسياسيين ، وأن أي اجتزاز واختزال أو مبالغة او انحياز لابد أن يسفر عنه نتيجة مغلوطة وتصوير مشوه في ذهن المتلقي , وعليها ان تحرص على جمهورها العربي في الاوطان والمنافي وعدم الاستخاف بعقل المتلقي وتطلعاته وخاصة هناك المئات من الفضائيات التي تنقل الحقيقة دون تشويه.

#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل