أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجي الغزي - نوري المالكي نموذج للتسامح















المزيد.....

نوري المالكي نموذج للتسامح


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 1752 - 2006 / 12 / 2 - 06:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن معرض حديثنا هنا ليس المقصود به سيرة ذاتية للسيد نوري المالكي , وإنما الحديث عن الخطاب السياسي الذي يتبناه السيد نوري المالكي والذي يتضمن مواقف وطنية رصينة ثابتة تحمل بين طياتها مساحات كبيرة ومتعددة من التسامح ,تدعونا إلى الحديث عن وجودها وتأصلها في خطابه السياسي و طروحاته الوطنية , ومناقشتها في مقالنا هذا ضمن حقائق واقعية على الشارع السياسي العراقي , وهو ما يميزه ويعطيه تلك التسمية في وسط الخليط السياسي المختلف لعدد من الخطابات السياسية والفكرية التي تبنتها مختلف القوى السياسية والاجتماعية في الشارع السياسي داخل وخارج الحكومة العراقية . فقد عرف الرجل بالتسامح منذ أن وجد في العمل السياسي , وهذا دليل عمق تجربته الإنسانية ومفهومه الفكري والديني لمبداء التسامح والتعايش بسلام و احترام حرية الآخر وطرق تفكيره وسلوكه وآرائه السياسية والدينية., إلا انه ازداد شكيمتا عندما أثقلت سواعده في تحمل المسؤولية الكبيرة التي ألقيت عليه من قبل الشعب العراقي المتمثل في البرلمان المنتخب , فقد تبنى السيد المالكي عدة مواقف وطنية شجاعة اتجاه خصوم العملية السياسية قبل السائرين فيها , حيث كان مشروع المصالحة الوطنية من اكبر حسن النوايا التي ذهبت إليه الحكومة العراقية في برنامجها في وقت مبكر من عمرها ,حيث دعا إليها وحده وتبناها ولازال يدعمها بكل مقومات الدعم , وهي المخرج الوحيد لحل العملية السياسية الشائكة في العراق , والمصالحة هي تعني التسامح والجنوح للسلم ونبذ كل مظاهر العنف والفرقة , و هي نداء للضمير الوطني الذي تستجيب له الإنسان بفطرته السليمة وسجيته الإنسانية . والقصد من ورائها - هو التآخي والمحبة بين أبناء المجتمع العراقي الواحد من خلال ترسيخ الوحدة الوطنية وقبول آراء الآخرين وسلوكهم على مبدأ الاختلاف وهذا يعتبر من أهم سمات المجتمع الديمقراطي . ورغم الاعتراضات وسوء الفهم والظن والتفسير الخاطئ الذي رافق تلك المبادرة الوطنية والتشكيك بمصادرها ومطلقها , إلا أن الرجل ظل لهذه اللحظة يدافع عن نوايا حكومته وجديتها اتجاه أبناء البلد الواحد , دون المرور بأي منطلقات ضيقة حزبية أو طائفية , فهو يتكلم بلغة العراقيين ويدرك مسؤوليته التاريخية في هذا الوقت الحرج اتجاه شعبه . فقد شجع على عقد المؤتمرات الوطنية والدينية والعشائرية وتحشيد الكلمة وتوظيف اللحن وفتح باب الحوار والنقاش , من اجل أن تسود ثقافة التسامح والسلام عبر قبول الأخر وعدم إشاعة روح الغلبة والشمولية والاستئثار بالسلطة لهذا الطرف أو ذاك . فدعا إلى التوافق والحوار الذي هما من أسس المصالحة الوطنية. كما دعا كل الإطراف المختلفين حول العملية السياسية إلى الحوار والجلوس على مائدة الحوار وتشخيص مواضع الخلل , حيث اعتبر أن الحوار هو الطريق الصحيح لحل جميع المشكلات التي تواجه البلد وان العنف لا يحل أي مشكلة بل يساهم في تعقيد الكثير منها . ودعا إلى إيجاد حلول عادلة ومناسبة للفرقاء السياسيين من خلال العديد من القنوات السياسية الوطنية والإقليمية فتشكلت اللجان وذهبت الرجال تجوب البلدان وتعقد اللقاءات من اجل تعزيز الوحدة الوطنية وتأسيس دولة العراق الجديد الديمقراطي الغير مبني على إبعاد وتهميش الطرف الآخر, رغم أن الحكومة العراقية أسست على مبداء التوافق وليست الاستحقاق الانتخابي , ظل قسم من الفرقاء وهم جزء من الحكومة يشككون في نوايا الحكومة ويسخرون من مبادرة المصالحة بالرغم من تشكيل وزارة للحوار الوطني وهذه بادرة فريدة في تاريخ الشعوب والثورات , حيث ذهب حكومة المالكي ابعد من ذلك من اجل إيجاد بدائل وحلول للكثير ممن تم تسريحهم من وظائفهم الحساسة العسكرية والأمنية وضمان لقمة العيش لهم ولأسرهم من خلال خلق فرص عمل لهم مدنية , مستثنيا في ذلك عدد قليل ممن لطخت أيديهم بدماء الأبرياء احتراما لأرواح الشهداء وإكراما لذويهم , علما أن تلك التداعيات و الافرازات هي من تركت النظام ألصدامي الغابر الذي خلق حالة صراع طويل ودامي بين السلطة والمجتمع بسبب إبعاد وتهميش شرائح عريضة وفاعلة في المجتمع تركت بظلالها على الحكومة الجديدة . وان مشروع السيد المالكي لا يقتصر على تناول بعض المشكلات البسيطة بل ذهب إلى أصعبها في المجتمع فقد فتح حوار بين الفصائل المسلحة ما تسمى (بالمقاومة) وما تسمى( بالمليشيات ), وكلا الطرفين يشكلان مصدر قلق للحكومة والشعب ويساهمان في إرباك الوضع الداخلي للبلد وتعطيل نموه الاقتصادي والاجتماعي . فحالة البلد السياسية وتداعياتها ومظاهرها المسلحة تحتاج إلى حنكة سياسية وصبر وضمير وطني ونوايا صادقة تلوذ بها كل الفرقاء , ومن اجل أن يتحقق وئام وطني وتوافق سياسي ومن اجل خلق حالة اصطفاف وطني بدل من تناحر وتشرذم وتبعثر واقتتال يدفع ثمنه المواطن البائس في دمه وقوته اليومي وراحته . وعلى الفرقاء الجنوح إلى نوايا المالكي السليمة والناجعة , وتعزيز سلطة الحكومة المنتخبة ورفع هيبة الدولة من خلال احترام مؤسسات الدولة وإخضاع الجميع للقانون وتفعيل مواده دون النظر للاعتبارات والاستثناءات والمسميات الأخرى التي تحول دون تطبيق بنوده, مع تعزيز دور المواطن وضمان حريته وعيشه بكرامة , فكل يوم يمر دون وضع الحلول المناسبة والناجعة والسريعة , ودون مساندة حقيقية لمشروع المصالحة سيعزز من العنف والعنف المضاد ويوسع من هوة الصراع السياسي ورمي الكثير من ثوابت الشعب في بركة الصراع كالدين والمذهب , وعلى جميع الزعماء السياسيين والقوى السياسية المتناحرة أن تحذو حذو المالكي باتجاه لملمة الوضع العراقي الداخلي , دون اللجوء إلى مهاترات سياسية أو منح فرصة للتدخل إلاقليمي يذهب بالعراق وأهله إلى عواقب لا تحمد, وطي صفحة الماضي من خلال المصافحة والمصالحة عبر القنوات التي سيرتها الحكومة وسخرت لها كل أدواتها الإعلامية . وعلى جميع الفرقاء السياسيين ان يتجاوزا وتجنبوا خطوط الدين الحمراء !! وان يذهبوا بتفكيرهم إلى منظومة العمل الاجتماعي والثقافي والفكري وتجديدها ضمن تطورات العصر وطرحها بأطر وطنية ناجعة ومفيدة , والتي تعد الرابط الحقيقي لمكونات الشعب العراقي, و التي توارثها بها العصور التاريخية العظيمة،



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيفعّل المالكي سلطته الدستورية في الاتجاه الصحيح ؟
- أثر رجالات الدين ودورهم في استقرار وبناء الدولة العراقية الج ...
- تأثير الظاهرة الحزبية على مؤسسات الدولة العراقية
- عندما تنخر الطائفية عقل المثقف
- أمريكا وسياسة المد والجزر في حكومة المالكي
- لون الدم في المشهد العراقي
- مالذي تحتاجه الدولة العراقية لرسم ملامحها الحقيقية


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجي الغزي - نوري المالكي نموذج للتسامح