أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الظاهر - أعياد الميلاد / لغزّة اليوم وذكرى الطفل محمد الدرّة














المزيد.....

أعياد الميلاد / لغزّة اليوم وذكرى الطفل محمد الدرّة


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 08:54
المحور: الادب والفن
    


أعياد الميلاد
- 1 -

الشمعةُ وحدي
أشعلُ ناراً فيها
تهتزُّ على جُنح الريحِ وقصف الرعدِ
تأخذها الأجراسُ لهيبةِ ناقوسِ كنيسةِ عيسى في المهدِ
تصهرني تمثالَ نحاسٍ بوذيّا
أتسلّقُها خفّاشا يتعلّقُ مقلوبا
شبحاً يتشبّثُ في مسمارِ جحيمٍ مُلقى في النارِ
حاورهُ عيسى يومَ الميلادِ على أبوابِ القدسِ
فأبى... وتمادى... شيطاناً إبليسا.

- 2 -

غصنٌ يتدلى
يتأرجحُ في تيهِ الضوءِ الساقطِ أطيافاً أطيافا
يتلألأُ ما بين غصونِ شجيراتِ مصابيحِ الميلادِ
فيُذكّرُني أعياداً ما فَتِئتْ تتوهجُ في فَلَكِ الأسحارِ
( ما أقساها ذكرى تتوضأُ بالنارِ )
( ما أقساها من ذكرى )
أطفيءُ فيها حسراتِ النفسِ الظمأى.

يا سارقَ أفراحي يا عيدُ
بالغتَ فضاعفتَ مساحةَ أحزاني يا عيدُ !!



- 3 -

مجرى دمع الشمعِ عيونُ رقيبٍ يترصّدُني في بابي
يحملُ سرّاً ذكرى ورسائلَ أحبابٍ غابوا…
درسوا أَثراً مختوما
بالشمعِ المصهورِ على صفحةِ قرطاسٍ من ماءِ
يجري أكبرَ من ظلي طولا
أعلى من سمتِ بيوت مجوسِ النيرانِ
أتوسّلُ بالشمعةِ أنْ تقرأَ حزنَ مرايا أحداقي
أنْ تسرحَ في طقسِ غريبِ طيوفِ الأنوارِ
ساعةَ أن يُضربَ ناقوسٌ في الدورِ
حيثُ الأصداءُ الصمّاءُ
تتوسعُ أمواجاً أمواجا
في معدنِ هزّاتِ الناقوسِ الملطومِ
تتناوحُ في جسدٍ مصلوبٍ مفصولِ الرأسِ
فالرومُ تحاصرُ أقصاها
والرومُ تعلّقُ في شجرِ الزيتونِ ضحاياها أجراسا.

- 4 -

أسمعُ صوتا
أسمعُ صوتاً عذْبا
يتسربلُ بالموسيقى جهرا
يرفلُ بالبهجةِ والغربةِ والسحرِ
يأتيني من باطنِ مؤودِ الأجسادِ السمراءِ
يأتيني من خلف دهورِ عبيدِ الأسوارِ
من قلعةِ ربٍ سوّاني جاناً من نارِ الأسرارِ
إبليسا، مَلَكا من شررٍ فوّارِ
يلفحني بالريح القصوى.

أسمعُ موسيقى
أسمعُ صوتا في صمتِ الأوتارِ
أَبَتي ... هل تسمعُ مثلي شيئا ؟
ثبّتها نقْشا محَفورا
في لوح الطينِ وفوق صدورِ الأسرى
كي لا يتساقطَ منها حزنُ الشمعِ الذائبِ في عيدِ الميلادِ.


- 5 -

مرَّ العامُ وها إني في دارٍ خالٍ مهجورِ
أتقلّبُ فوقَ فراشِ المحنةِ معزولاً محموما
لا أسمعُ صوتَ زفيرٍ حيٍّ في صدري
أتساءلُ أين الإثمدُ في أحداقِ يمامِ الحفلِ النشوانِ الشادي
أين صفوفُ كؤوسِ الخمرةِ حيث السامرُ يأتينا
يبقى حتّى ساعاتِ الفجرِ الأولى
يتأملُ دمعَ شموعِ ختامِ الحفلِ وما جفَّ على جدران كؤوس السُكرِ
يسألُ هل في دجلةَ ماءٌ رقراقٌ جارِ
يُشفي داءً في شَفْةٍ بعدَ الخمرةِ ظمأى للماءِ ؟
يسألُ هل غابت بعد الحفلةِ سكرى ماريّا ؟

غابتْ ماريّا ...
نفقتْ في حفلِ قيامةِ عيسى مصلوبا
نفقتْ ومضتْ في ثوبِ صبيٍّ مقتولِ
تبحثُ عن قبرٍ في وطنٍ للقتلى مجهولِ.




#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصانُ الدرويش
- سيدوري وصديقة الملاية على جسر كارل
- الحافيات / رواية لدينا سليم
- كلكامش وأنكيدو وعشتار
- أماني دون كيخوت لسنة جديدة
- بحر الصمت / رواية للكاتبة الجزائرية ياسمينة صالح
- ومن البليةِ عذلُ مَن لا يرعوي ...
- مرارة في حلق التلفون
- النابحون وراء السراب ...
- سِن السقوط وسَنة السقوط
- إستحضار الأرواح
- سيدوري في براغ
- الخريف والشتاء
- توضيح وإعتذار / حول كتاب بشت آشان ...
- ثلاث فتيات ورجل واحد في براغ
- مع كتاب بشت آشان للدكتور كاظم الموسوي {1}
- أسماء الأعلام في الأغاني
- عودة ُ عشتار إلى عالم الأحياء
- ملاحظات حول كتاب الأستاذ جعفر حمّود الهجوّل
- مع فؤاد نمري مرة ً أخرى ...


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الظاهر - أعياد الميلاد / لغزّة اليوم وذكرى الطفل محمد الدرّة