أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ خليل الهيتي - ألأوطان














المزيد.....

ألأوطان


حافظ خليل الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


ليس لي في مهنة الصيد .. فهي بعيدة عني . أنا موظف بدائرة تعنى بالمعاقين , ألجأتني الحرب إلى هذه البحيرة كملاذ آمن..هكذا هي الحالة لصديقي أحمد .. ساقته معي نفس الظروف .. رفضنا الحرب جملة وتفصيلا .. لا نريد أن نكون من ضحاياها.. و لا نريد أن نكون من فرسانها.. آمنا أن الحرب هي العجز عن استخدام العقل والمنطق.. يلجأ لها من يريد أن يعتلي صهوة المجد , وهو لا يملك من أسبابه شيئا , فيسفك دماء الأبرياء .. عامان ونحن نجوب عباب هذه البحيرة.. عرفنا الكثير عن أسرارها .. كالصيد عند المحاق أفضل من الليالي المقمرة .. لكنها مهنة شاقة.. دائما في مواجهة وصراع مع الطبيعة .. شمس الصيف المحرق.. عواصف ترابية تضرب من جهة الغرب .. برد الشتاء الذي لا يطاق .. عند النوم يقض القلق مضاجعنا خشية مباغتة رجال الأمن الباحثين عن وقود لاستمرار أوار الحرب.. عند اليقظة تعسّـف البحيرة وعدم إنصافها حقا أن أمرها عجيب.. سرعان ما تستجيب لمن يلقي السموم في رحمها.. تغدق العطاء لمن يفجر أحشاءها بأصابع الديناميت.. تكون أكرم على من يصعقها بالتيار الكهربائي .. تبخل علينا نحن شركاؤها بالقهر اللائذين بها خوفا من بطش الطغاة.. نذود عنها بصد جور الجائرين .. نطعم أسماكها أعلافا .. نقر بأنها لنا وطن , لكننا لا نؤمن كالبعض بأن الأوطان لن تعيش إلا بقمع شعوبها .. لكن .. مابال هذي الأوطان تبخل على ذويها ؟ .. وهي لاترحم .
آه كم هي باردة الليلة هذه .. الرياح تئن .. على اقرب شاطئ وبين الأحراش ذئب يعوي ليمزق سكون الليل.. يلف كل ماحولنا الظلام لكن لابد من العمل لنؤمن لقمة العيش وليس لنا غير هذا الخيار .
لاشيء يحلو لي الآن إلا أن احلم.. حجرة دافئة.. فراش وثير بعد حمام ساخن .. لقد استعصت علينا كل الأماني .
مابال احمد .. لم ينبس ببنت شفة .. كأنه لوحده , لم يكلمن ِ .. ولم يستشرن ِ في شيء .. لم يعرن ِ أي اهتمام .. وكأني لست معه على هذا الزورق .. هكذا أنت يا أحمد.. مذ كنا في فصيل واحد أيام الخدمة العسكرية قبل أن نلجأ إلى هنا .. نفس الهدوء .. نفس المثابرة ..
آه كم اشتهي الآن أن اظم عليا إلى صدري ذاك المشاكس المحبوب بكر أختي الكبرى.. أمازحه لأسمع قهقهاته.. واطرب وهو يكركر .. لابد انه الآن أكثر فهما واصلب عودا .. لم أره منذ وقت طويل..
ــ لا.. لا ..لا ..
أفقت من ذكرياتي على صراخ احمد.. علقت شباكه وهو يحاول جرها بقوة .. تهاوى إلى البحيرة وغشيه الماء البارد وهو يصرخ.. : مابال الأشياء كلها باتت لاترحم .



#حافظ_خليل_الهيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجديد
- حكاية خرمة
- القمع والحداد
- تلويحة أخيرة
- الشرارة
- حب من زمن القلعة


المزيد.....




- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- الدرعية تحتضن الرواية: مهرجان أدبي يعيد كتابة المكان والهوية ...
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- يهود ألمانيا يطالبون باسترداد ممتلكاتهم الفنية المنهوبة إبان ...
- هل تقضي خطة ترامب لتطوير جزيرة ألكاتراز على تقاليد سكانها ال ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ خليل الهيتي - ألأوطان