أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نقولا الزهر - ليس انتصاراً!! لكنه احتجاج فردي مكثف بتعبيراته ورمزيته؟؟














المزيد.....

ليس انتصاراً!! لكنه احتجاج فردي مكثف بتعبيراته ورمزيته؟؟


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما قام به الصحفي العراقي منتظر الزيدي ، حينما قذف فردتي حذائه (قياس 44 ) في وجه الرئيس الأميركي بوش، لم يكن حدثاً تافهاً أو عملاً غير لائق بأخلاقية الصحفي، أو مشهداً هزلياً مضحكاً قليل الأهمية، كما يحاول تصويره بعض الكتاب العرب. فبكل بساطة لو كان فعل الزيدي مشهداً عابرأ لما كان أثار كل هذه الضجة على المستوى الإعلامي العربي والدولي، ولما دعت المحطات الفضائية المحللين السياسيين والمختصين بعلم الاجتماع وعلم النفس للتعليق على الظاهرة. وكذلك يكتسب الحدث أهميته من كون الموجه له الحذاء قائد أقوى دولة في العالم. ولذلك أرى أنه يخطئ كل من يظن أن هذه الحادثة لن تكون موضع اهتمام لدى الشعب الأميركي وموضع دراسة لدى الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية.
في اعتقادي ما قام به منتظر الزيدي، ولو أنه لا يعتبر تحريراً للعراق من الاحتلال الأميركي، ولا انتصاراً مظفراً للشعب العراقي وللأمة العربية كما راح يصوره بعض الكتاب وبعض الشعراء الذين راحوا يدبلجون المعلقات حوله، فهذا العمل الفردي كان احتجاجا مكثفاً وعميقاً مشحوناً بالإحساس والشعور بالألم، على السياسة الأميركية في العراق والشرق الأوسط عموماً، وكذلك يعتبر رسالة معبرة موجهة للشعب الأميركي، وفي الواقع ما حدث في العراق من مآسي وتشريد وتهجير وقتل وتمزيق ووضعه على حافة التقسيم يمنح لهذا الفعل (غير المألوف)المشروعية.
من جانب آخر لماذا لا نعتبر ما قام به الزيدي أنه ينبثق من واقع العجز العربي الشامل حكاماً وشعوباً وأحزاباً. و في تاريخ الأفكار السياسية، كلنا يعرف أن الحركات الفوضوية والأعمال الفردية تتأجج في المجتمعات المكبوتة والمضطهدة سياسياً. في اعتقادي ظاهرة حذاء الزيدي لا تتحمل ايديولوجيا الذين حولوها إلى انتصار عربي تاريخي، ولا كذلك ايديولوجيا النخبة المتعففة التي راحت تقومه بالمعايير الأخلاقية، ولا ايديولوجيا المؤامرة التي اعتبرت الزيدي مبعوثاً من جهات محددة. في اعتقادي قذف الحذاء في وجه الرئيس الأميركي بوش احتجاج فردي أقدم عليه مواطن عراقي، وأهميته تأتي من كونه مفعماً بتعبيراته السياسية ومكثفاً بدلالاته الرمزية والنفسية إزاء السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروكة للحوار المتمدن سبعه الملاح
- مشهد عولمي من قبل الميلاد
- مقاربة فكرية حول الأزمة الاقتصادية العالمية
- روسيا بين أن تدافع عن وجودها....وألا تنزلق إلى حرب باردة
- بقايا صور من الحياة اليومية/المكان
- العلمانية والديموقراطية والمجتمع المدني بين فكي التسلط والتط ...
- مشاهد متقطعة من الطفولة المبكرة
- فيروز والرحبانيون
- طيور سورية جديدة تحفر أعشاشها في جدار الخوف
- ما كل ما قبل الثورة جاهلية
- تلميذ يعيد الاعتبار لأستاذه
- هل يأتي المخرج من الشعب الفلسطيني
- الحوار اللبناني يمشي على الحبال الدولية والإقليمية
- اضطرام الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط
- من الدولة الدينية إلى الدولة القومية إلى دولة المواطنة
- التضليل السلطوي حول خطر الإسلام السياسي
- الانسحاب من غزة بين الامتحان الفلسطيني والتجربة الإسرائيلية
- أعمدة بلاسقف ولا جدران هل يستمر لبنان؟
- من مصر وسوريا ...إلى سوريا ولبنان
- جذور السنديان تغور في الأرض


المزيد.....




- إيران توجه تهديدا لأي -طرف ثالث- يعتزم التدخل في الصراع مع إ ...
- كيف تجهل عدد سكان بلد تريد الإطاحة بحكومته؟-.. جدال حاد بين ...
- بيسكوف: الكرملين لا يعدل أجندته لتناسب الغرب
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد وحدة الصواريخ المضادة للد ...
- نتنياهو يعلق على تأجيل حفل زفاف ابنه
- ترامب: تعطيل منشأة -فوردو- الإيرانية أمر ضروري
- إيران تعلن تفكيك شبكة جواسيس إسرائيلية تشغل طائرات مسيرة في ...
- مقتل 76 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع ...
- -ميتا- تستقطب علماء الذكاء الاصطناعي من المنافسين
- أمنستي تناشد الهند وقف عمليات الترحيل غير القانونية للاجئي ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نقولا الزهر - ليس انتصاراً!! لكنه احتجاج فردي مكثف بتعبيراته ورمزيته؟؟