أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقولا الزهر - فيروز والرحبانيون














المزيد.....

فيروز والرحبانيون


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 2145 - 2007 / 12 / 30 - 10:58
المحور: الادب والفن
    


مع أغانيهم يذهبون بي إلى أوَّل وطن ...

حزيران - 2006

الرحبانيون وفيروز دائماً كانوا، وما زالوا يعنون لي القريةََ بما فيها..

الجبل والتلال والسهل والوادي وراس النبع وظهر الشير...والحور العتيق...

الصيف.. والعرزال.. والروزانة.. والناطور..

يغنُّون لأيلول وتشرين..

تذهب عيناي للتو.. إلى القطاف وثريات العنب التي تكلم عليها جبران.. وأشجار التين المثقلة بحملها.. وحبات الميس البنية اللذيذة ...والرمان والنسرين...

يغنُّون لكانون...

يطير ذهني إلى الثلج ومعصرة الزبيب.. وموقد الحطب في زاوية البيت.. والقنديل العتيق..

يغنُّون لثلج تموز...

تذهب ذاكرتي إلى جبل الشربين وأعالي القلمون ومزار اللوز.... والحقول والسفوح وأسمائها السريانية لما كنا نذهب صغاراً لنجلب من بقايا الثلج لتحضير شراب الدِّبس البارد (السَوِيقْ)...

في قاموس أعراسهم وسهرياتهم.. كلماتٌ وأسماء.. تتردد في مسامعي في قريتنا منذ كنت أحبو:

راجح.. مريم.. زْمرّدْ.. جبران... وديعة.. سارة.. هيلانة.. زلفا.. سبع.. ليّا.. هندومة.. نمر.. أسعد.. دياب.. نجمة.. مَسّوكْ.. زكية.. فرنجية.. كرجية.. نائلة.. سلمى...

أسماء جميلة.. رائعة في معانيها... أعجب كيف يستبدلونها هذه الأيام بجويل وكارلا وروميو وسنثيا ورودي ورين وأنطوني والفريد... وجو... ومايك .. وجوانا....

جبل صنين.. دراج بعلبك.. حرمون.. ظهر الشير.. الجرد.. والتنور.. كلمات الناس اليومية الأصيلة التي لا تموت.. لم أقرأ يوماً جبران ومارون عبود ولم يذهب خاطري إلى فيروز والرحابنة الذين يتأجج ويتألق لديهم السهل الممتنع..

الرحابنة وفيروز لا يستقيم الكلام عليهم دون الكلام على عمود آخر من أعمدتهم: (فيلمون وهبى).. هذا الفيلسوف الشعبي الخالد..

الرحبانية ليست ظاهرة عابرة.. هي نهرٌ خالدٌ لا يجف.. في مصر ظاهرة سيد درويش العظيمة انتهت بموته.. بينما في لبنان مازال منصور يتألق في "أيام سقراط" و"حكم الرعيان" والمتنبي، ومازال الياس يمخر عباب المعمورة بموسيقاه، ولا نعرف عبقرية زياد المختبئة في هذه الأيام عما ستتحفنا في القادم القريب ..

مسرحياتهم لا تضج بالمباشر والمبتذل.. لكن السياسة ومشاعر الناس تنبثق دون أن ندري من بين السطور..

حينما قرأت العنوان(حكم الرعيان)..شعرت وكأني أقرا مقالة طويلة تتكلم على الراعي والرعية والأحكام السلطانية السائدة في المشهد السياسي العربي هذه الأيام.. لقد أنزل منصور الحكام إلى منزلة الرعيان.. (فلسفة شعبية ساخرة رائعة)..

الرحابنة لا يتكلمون بالسياسة.. لكنهم ينضحون سياسة..

الرحابنة أسَّسوا لمدرسة موسيقية وغنائية لبنانية شامخة لا تقل شموخاً عن المدارس العربية الأخرى..

وأخيراً اسمحوا لي أن أبعث بهذه المناسبة بقصيدة كتبتها عن أيلول الذي أحبته فيروز وأحبَّه الرحابنة:



رسالة إلى أيلولْ



1



أما زالتِ العيونُ الغضَّةُ

تسافرُ من شواطي نهارِكْ

إلى براري السماءْ

لتحبوَ مع هلالِكْ

وتحدِّقَ في وجهِ عروسِ المساءْ

وتمشي في مآتمِ النجومِ الهاوية

إلى مثواها الأخير

وتغفوَ على صوتِ الحكايا الدائرة

من الشرفاتِ وأسطحةِ المنازلِ

ومصاطبِ الصيف ؟؟...



2



أما زالوا يأتون من كلِ المعمورةْ

في أسبوع ميلادِكْ

وينحنون عابرين البابَ الضيقَ

إلى المقامِ العتيقْ ؟!

في السفينة الطافية على صخورِ أول وطن

ويأخذون الصورَ التذكارية ..

في كهوفِ أشجارِ الزيتونِ الألفية ؟؟ ..



3



أما زالوا في بدرِ تمامِكْ ..

يحرِقونَ على التلالِ جذوعَ الأشجارْ ..

ويقفزون في الساحاتِ

على "أبابيلِ" النارْ ..

ليتطهَّروا من خطاياهم ؟؟ ..



4



أما زالت عناقيدُ الكروم

وأكوازُ التين ..

ومصابيحُ اللؤلؤِِ الوردي

ترشف من سلافةِ جمرِكَ السَّماوي

لتهِبَ نفسَها لجانياتِ الشهدِ

والأناملِ

والعصافيرْ ..

قبل أن ترى تجاعيدَ وجهِها

في دموع الخريف ؟؟ ...



5



أما زالوا في أواخرِ أيامِِكْ

يعمِّدونَ العناقيدَ

في ماءِ الشمسِ

والزيتِ

والرمادْ ؟!..

ويدفنون الزبيبَ في خوابي الطينْ ..

على ترانيمِ المطرْ ؟؟ ..



6



أيلولْ ... يا موسِمَ الفرحْ ..

في وادي البطمِ العتيقْ ..

أنت وحبيبي من جوارِ زماني

فيكَ من عذرائِها

وميزاني..

لك ما بين الضلوعْ ..

كما لنيساني .....

نقولا الزهر
دمشق/سجن عدرا/8 ايلول/1986



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طيور سورية جديدة تحفر أعشاشها في جدار الخوف
- ما كل ما قبل الثورة جاهلية
- تلميذ يعيد الاعتبار لأستاذه
- هل يأتي المخرج من الشعب الفلسطيني
- الحوار اللبناني يمشي على الحبال الدولية والإقليمية
- اضطرام الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط
- من الدولة الدينية إلى الدولة القومية إلى دولة المواطنة
- التضليل السلطوي حول خطر الإسلام السياسي
- الانسحاب من غزة بين الامتحان الفلسطيني والتجربة الإسرائيلية
- أعمدة بلاسقف ولا جدران هل يستمر لبنان؟
- من مصر وسوريا ...إلى سوريا ولبنان
- جذور السنديان تغور في الأرض
- حول آفاق الإصلاح أو التغيير في سوريا
- عيد الجلاء في سوريا قبل نصف قرن
- رسالة إلى صديق بعيد...ولا أقرب
- مذكرة دفاع شخصي
- الساحة الفلسطينية ما بين الأمل بالسلام والتقاط الأنفاس
- المراة في سوريا...أحوال وآفاق
- العالم العربي يدخل في حقبة نهايات الأحكام السلطانية
- علمانية طه حسين ومواقف اليمين واليسار


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقولا الزهر - فيروز والرحبانيون