أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عودة وهيب - درس في سلوك العبيد














المزيد.....

درس في سلوك العبيد


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:25
المحور: كتابات ساخرة
    


1-
منتظر الزيدي جاء الى المؤتمر الصحفي، الذي جمع رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي بالرئيس الامريكي جورج بوش في بغداد ،ممثلا عن الفضائية( البغدادية) وليس ممثلا لنفسه او لحزب او لأي تجمع سياسي ،وقد سمح له بالدخول الى قاعة المؤتمر على هذا الاساس، وكان كاعلامي يحمل امانة في عنقه وهي نقل وقائع المؤتمر بامانة الى فضائيته (البغدادية)، غير انه ترك مهمة الاعلامي واقدم على فعل سياسي ساذج وهمجي لايقدم عليه أي اعلامي يحترم نفسه قبل احترامه لمهنة تفترض الحياد في نقل الحقيقة .لقد ارتكب منتظر الزيدي فعلا لااخلاقيا حيث خان مهنته وخان من ائتمنوه وكلفوه بتمثيلهم في ذلك المؤتمر الصحفي، فهو قد خدعهم وخدع الجميع واستغل اسم( البغدادية ) ومهنة الاعلام لتحقيق مارب سياسية وشخصية. ورغم أن ( البغدادية) اعلنت عن موقف اشبه بالمساند لمراسلها وطالبت باطلاق سراحه لانه (تصرف على ضوء الديمقراطية التي وعدت بها امريكا) الا ان احدا لايصدق ان الاستاذ (عبدالحسين شعبان) الضليع في مفاهيم الديمقراطية وحقوق الانسان يفهم الديمقراطية على طريقة مراسله الزيدي ، وكنا نتمنى على( البغدادية ) ان لاتنطلق من مقولة ( انصر اخاك ظالما او مظلوما ) وتندفع في مساندة مراسلها وهي تعلم انه تصرف تصرفا سياسيا اخرقا لايمت بصلة الى مهنة الاعلام ولا الى اخلاقيات السياسي المتحضر.
جريمة الزيدي فيها درس للاعلاميين العراقيين الذين عليهم ان يميزوا بين مهنة الاعلامي ومهنة السياسي حيث لامستقبل لهم ان لم لم يحسنوا التمييز بين المهنتين، عليهم ان يكونوا( سلطة رابعة) كما يفترض بهم لا( بسطيات) سياسية تابعة لاحد دكاكين السياسية ،وعليهم ان يتذكروا ان خلطهم بين المهنتين ( الاعلامية والسياسية )سيحولهم الى اعلاميين فاشلين لايتمتعون باية مصداقية .
2-
جريمة الزيدي اشارت الى القصور الشديد( حتى بين اوساط المثقفين ) في فهم الفرق بين حرية التعبير عن الراي والصفاقة الفوضوية، والفرق بين الجرأة والوقاحة ، والدليل هو ماسمعناه من تمجيد لجريمة الزيدي واعتبارها نوعا من ممارسة حرية التعبير وشجاعة منقطعة النظير دون ان يسال الممجدون بالزيدي انفسهم سؤالا بسيطا مفاده ( هل كان الزيدي يمتلك نفس هذه ( الشجاعة ) ايام عدي ؟ وهل كان يجرا على ربط حبل حذائه بوجود عدي) واذا كانوا يعتقدون فعلا ان التحاور بالاحذية لايخالف مباديء حرية الرأي فهل يعقل ان ترمى الاحذية بوجه من جلب هذه الحرية لهم ؟

3-
يذكر لنا التاريخ ان سبارتيكوس حين ثار مناديا بتحرير العبيد حاربه العبيد انفسهم لا لان اسيادهم اجبروهم على ذلك بل لان العبودية سرت في دمائهم وليس بامكانهم العيش دون لسع السياط. نفس الامر يحصل في العراق الان فالنظام الصدامي كرس جهوده لاستعباد العراقيين وتمكن من( خلق) جيل من العبيد يجهلون كيف تستنشق اجواء الحرية ،وهؤلاء لايستقيم حالهم من دون الترهيب والاهانة، وهم كاسماك المياه المالحة لاتقدر على العيش في المياه العذبة ،وهم يكرهون الرئيس بوش كره اشباههم العبيد للمحرر سبارتيكوس ، يكرهون ( سبارتيكوس دبل يو بوش ) لانه مكن العراقيين من حريتهم وقضى على نظام الاستعباد الصدامي.
نعم هذا هو السبب الحقيقي الذي يؤجج كره جوقة العبيد للرئيس ( اسبارتكوس دبل يو جورج بوش)، ولاتصدقوا ادعاءاتهم( الحرص على كرامة العراق وسيادته ونفطه )، فاغلب المنادين بهذه الشعارات كانوا جزءا من نظام العبودية الصدامي ولم يفكروا يوما بالسؤال عن كرامة العراق التي اهدرتها بنود اتفاقيات الجزائروصفوان، ولم يتجرؤا يوما بالسؤال عن مصير نفط العراق وكيف تصرف اموال العراق .كانوا تجدع انوف اخوانهم امام اعينهم وهم صامتون ،وينتهك عدي اعراض اهاليهم وهم واجمون، كانوا بين عبد فرح بعبوديته وبين مرعوب يسكنه الخوف والوجوم، وقليل منهم من دلف طريق ( ذي الشوكة ) فظمه قبر جماعي او نفذ بجلده نحو الاهوار والجبال تطارده اسراب العبيد.
لايضيرنك سيدي سبارتكوس( ما فعل السفهاء منا) فنحن لفضلك حافظون



#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اين لك هذا
- سيناريو اليوم الموعود
- القدر يحالف العراق مرة اخرى
- رسالة شهرزاد
- آنه وانت وكل عراقي
- غاليتي والريل
- هذيان الانتظار
- لاتنساني
- مأساة الكرد الفيليين سببها اخلاصهم للعراق
- الأختبار الحاسم
- العراق على مشارف اعلان الدولة الاسلامية
- فشل الاسلام السياسي في العراق - قتال البصرة مثالا
- فشل الأسلام السياسي في العراق
- انتفاضة
- مفهوم( الأنتزاع )عند جلنار صالح
- امتلاك
- آمين
- حيران
- شايل زعل ؟
- انها تبكي على ملك اندرس


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عودة وهيب - درس في سلوك العبيد