أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - كيف صار المستشارون أكثر من حمير مملكة واتا...















المزيد.....

كيف صار المستشارون أكثر من حمير مملكة واتا...


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2491 - 2008 / 12 / 10 - 03:03
المحور: الادب والفن
    


قصة معاصرة
يكرر التاريخ نفسه بأشكال عديدة ، مرة يكون التكرار مبكيا وأخرى يكون مهزلة .. وهذا ما حدث في مملكة واتا الحضارية ...
صاحب الجلالة والجلال ( والجلال بالمعنيين ) عامر العظيم ، دأب على ترفيع كل الخاضعين لنزواته ، وبعضها نزوات لا يجوز ذكرها ، حتى لا يخجل الورق من تسويده بها ، ووزع عليهم الألقاب والمراتب والصفات ، هذا شاعر العصر ، وآخر شاعر القصر ، وذاك ناثر الكون ، وفلان عضاض القوم ، وفلان مراقب نشر ، وأخر مراقب عقل ، ودستة من تنابل عبد الحميد على أبواب واتا شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، وواحد فلتة ابن فلتة باحث يعرف كل شيء بدون جهد البحث .. وآخر ضراط واتا لتخفيف الاحتباس الحراري في منتدياتها ، وهي لمن لا يعرف اعجاز علمي أنجزته واتا ، سابقة بذلك علماء الكون في ايجاد حلول للإحتباسات الحرارية . وبالطبع رهط كبير من المشرفين ، ورهط آخر من المستشارين ، كان آخرهم حتى ساعة كتابة هذا النص طه خضر ، الذي لشدة التزامة بنزوات صاحب الجلالة ، عين مستشارا بحريا لانقاذ بحيرة واتا من الجفاف ، وللحفاظ على ثروتها السمكية واكثارها ، وفي خطاب الترفيع لدرجة مستشار تعهد طه لصاحب الجلالة بأن ينقذ أسماك بحيرة واتا ، حتى لو اضطر الى معاشرة الأسماك شرعا.
المشكلة انه حدث التباس في واتا الحضارية ، عدد المناصب تجاوز ما تستطيع الأرشيفات ان تسعه . وباتت الألقاب أكثر من الأعضاء مواطني واتا خارج الحجر ( أي السجون الواتاوية ).
ومن عادة صاحب الجلالة العظيم ان يعمل أكثر مما يفكر .. وهذه الجملة لو ظهرت في فترة أحمد سعيد وتعليقاته في صوت العرب ، لأشغلت الفكر العربي قرنا كاملا .. ويوصف بأنه " يعمل أكثر مما يفكر " وقد نعود لهذا الموضوع الفلسفي الذي سيفرض كما علمنا ضمن البرنامج الجديد لجامعة واتا الحضارية التي يترأسها حامل ثلاث شهادات دكتوراة ويعمل بمنصب مؤقت كحيوان أليف في منزل صاحب الجلالة العظيم .
كان طه شديد الحماس ليبدأ عمله الجديد ، ووجه رسائل لمراكز علوم البحار يستفسر عن وسائل تمييز انثى السمك من ذكره حتى يتصرف دون أن يقع بالمحظور .
ولكن العظيم أقلقه أمر آخر ، عين مشرفين بلا حساب وعين مراقبين كل صبح ومساء ، وضاعت الأسماء من الأرشيفات ولم يعد يعرف عدد من عينهم ، وهل ظلت حفرة لم يغلقها بمشرف أو مستشار أو مراقب نشر أومراقب أخلاق أومراقب عقل أومراقب طرقات أو شاعر قصر؟؟
وبما انه يعمل أكثر مما يحب أن يفكر ، صونا لقيمة عقله ، حيث ان العقل العربي من أغلى العقول في العالم لأنه غير مستعمل ، ويد اولى لمن يشتريه ، قرر اقامة استعراض واتاوي حضاري ، يركب فيه المشرفون والمراقبون على مختلف توزيعاتهم الجغرافية والتنفيذية ، على الخيول ، ويركب المستشارين على الحمير ، تماما كما فعل الملك فاروق في وقته مع الباكوات والباشوت في مصر ، اليوم اختلفت التسمية ولم تختلف المراتب أو يتأثر العقل بالتطور.
في يوم الاستعراض لبس الجميع أزهى ملابسهم ، وتحاشروا وتجاحشوا ، ولولا الخوف من الحجر لتضاربوا بالأيدي والسيقان ومعط الشعر ليقفوا بقرب منصة العظيم .. حتى ينتبه لوجودهم ، لعل وعسى يرزقهم حمارا أو فرسا للركوب في الاستعراض القادم .
وما هي الا لحظات واذا بموكب كبير ممتد لا ترى العين نهايته ، يركبون الخيول العربية الأصيلة ، ووراءهم قافلة تركب الخيول العادية .. سأل العظيم مسشتاره الخاص :
- كلهم واتاويين ؟
- أجل يا عظيم .
ابتسم شاعرا بمجده . وسأل :
- لماذا يركبون خيولا أجنبية ؟
- يا سيدي عددهم أكثر من الخيول العربية في مملكة واتا .. اركبنا المشرفين على الخيول العربية وأركبنا المراقبين على الخيول الأجنبية .
وما أن أنهى كلامه ، واذا بقافلة من الحمير المركوبة . تفاجأ العظيم :
- ما أكثرهم ؟
- واتا تستحق أكثر . قال المستشار.
- ولكني أرى وراء قافلة الحمير أشخاصا يمشون . من هم ؟ ولماذا لا يركبون الحمير ؟
- يا صاحب العظمة ، نفذنا أوامرك . أركبنا اصحاب المراتب العليا الخيول كما رأيت ، والمستشارون اركبناهم الحمير .. وللأسف عدد المستشارين في مملكة واتا أكثر من عدد الحمير ـ فمشوا ؟
- انظر انظر .. قال العظيم من ذاك الذي يحمل شخصا على ظهره ؟
- انه مستشارنا الجديد طه خضر .. أحد المستشارين القدماء رفض أن يسير وغيره يركب ، وبحثنا بطول المملكة وعرضها ولم نجد حمارا آخر ليركبه مثل الآخرين ، ورفض الأخرون التنازل له عن حمار ، وكانت مشكلة معه ،حتى تبرع المستشار الجديد خضر بحمله على ظهره والسير به مع قافلة الحمير ..
- ظننت أني أرى حمارا بطبقتين . قال العظيم .
في نهاية الاحتفال عقد مهرجان خطابي ، هوجم فيه الكفار والزنادقة والملحدين والسفلة والخنازير والخائنين والجالسين على زوجاتهم ، ولمعرفة التفاصيل تتوفر معلومات كاملة على موقع مملكة واتا الحضارية .. وأعدكم ان زيارتها لا تؤذي بل تسلي كما لو أنكم في فلم سينمائي لاسماعيل ياسين ، أو لمستر بين لمن لايحب الأفلام العربية !!

ودقت ساعة العمل ...

انطلق الخضر طه نحو بحيرة واتا في زيارة تفقدية تحيط به شلة من الحاشية التي تنتظر دورها لركب الحمير في الاستعراض القادم .
وصلوا ضفة البحيرة ، ورأى ان عدوين لدودين له جالسين على الشاطئ . طلب الجندرما الواتاوية ليخرجهما من شاطي البحيرة ، فلا حق للأعداء بالاصطياف على شواطئ بحيرة واتا . ولكن العدوين المعروفين باسم نبيل عودة ، والدكتورة ميرا جميل ، انسحبا تاركين وراءهما اشكاليات يعجز عقل واتا عن هضمها ، وحتى لا تنفع في اطعام الأسماك ، أو في جعل طه يتغير ويصبح رجلا عاديا فيما لو جاءته الهة الحب أفروديت مرة أخرى في أحدى لياليه التي يحلم بها على خاطف عقله وفؤاده سعيد !!
" الواتاويون بحالة انبساط " . سجل في مفكرته .. يصطافون على البحيرة .. وأعلن عبر مكبر الصوت :
- واتا وباسم المستشار الجديد محسوبكم طه خضر ، مسؤول البحيرة من اليوم وطالع ، ومسؤول تنمية ثروتها السمكية ، يحييكم أجمل تحية وينبهكم ان صيد السمك في البحيرة ممنوع منعا باتا ولن تقبل الأعذار ، ومصير من يصطاد السمك سيكون مثل مصير الكافر نبيل عودة والملحدة الدكتورة ميرا جميل ، اذا شاهدت صنارة مع أحدكم فالويل الويل له ...
وصرخ بكل قوته :
- . مفهوم ؟
- مفهوم .
جعر القوم .
وقبل حلول المساء بقليل شاهد امرأة في قارب داخل البحيرة ، وصنارة الصيد تبرز بوضوح الى جانبها ، حيث كانت مستلقية داخل القارب وتقرأ كتابا.
بسرعة البرق أمر بابحار مركبه نحو المرأة في القارب الصغير .
- سيدتي .. لماذا تصطادين السمك في البحيرة ؟
جعر بصوت جهوري ، فجفلت . رفعت عينيها من صفحات الكتاب ، ونظرت اليه شذرا ، وقالت بغير اهتمام :
- الا ترى يا جاهل اني أقرا كتابا ؟
- ساضطر لاعتقالك ، انت تخالفين الحظر المفروض على صيد السمك ؟
- ولكني لا أصطاد ، انا أقرأ كتابا ولا أنوي الصيد .. هذه العدة لزوجي الذي يستلقي نائما على الشاطئ .. ولن نستعملها بعد قرار منع الصيد.
- لا أفهم .. سأضطر لاعتقالك لأنك تحملين معك في القارب أدوات الصيد.
- يا خضر العزيز .. كما ترى بأم عينك انا لا أصطاد ، ولا توجد معي حتى أسماك ، فبأي حق تعتقلني ؟
- لأنك تحملين أدوات الصيد ، هذا يعني انك تصطادين . ويجب ان أعتقلك ؟
- يا طه ، اذا اعتقلتني سأتهمك بمحاولة اغتصابي ؟
- ولكني لم أحاول ولا أفكر باغتصابك ولا أميل لاغتصاب النساء .
- بل انت متهم بمحاولة اغتصابي .. لأنك تحمل أدوات الاغتصاب بين ساقيك !!
(انتهت)

نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة : أفروديت لا تنفع طه ...
- الحوار المتمدن : بارومتر فكري وسياسي للواقع العربي
- يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها
- -ملتقى ادباء ومشاهير العرب- في حوار مع نبيل عودة
- ايران نووية .. مقبرة للحلم القومي العربي !!
- مهازل فكرية في الصحافة العربية...
- الناصرة حسمت : ضد الطائفية ومن أجل مجتمع مدني حضاري
- يجب اقصاء الطائفية من أجواء الناصرة ..
- انتخابات بلدية الناصرة : المجتمع المدني هو المطروح للتصويت
- الفاشية لن تتوقف في ام الفحم فقط .. !!
- عجائب الانتخابات المحلية للعرب في اسرائيل طائفية وعائلية تحت ...
- عكا : ضوء أحمر آخر للواقع الآيل لإنفجار أشد هولا ...
- بذكرى ثورة اكتوبر ..لا بد من بداية جديدة
- مؤسساتنا غائبة أم عقلنا غائب ؟!
- رد على أطروحات يوسف فخر الدين في - أجراس العودة
- قصة : الزوجة
- ما العمل ... مجلي وهبة لا يريد ان يكون زينة في الأحزاب اليهو ...
- هل نحن قادرون على تحقيق انطلاقة ثقافية ؟
- عرب طيبون .. حتى متى ؟!
- اشكاليات الجبهة في الناصرة كما طرحها منشورها الأول


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - كيف صار المستشارون أكثر من حمير مملكة واتا...