أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلال العقايلة - عيد بأية حال عدت يا عيد ؟














المزيد.....

عيد بأية حال عدت يا عيد ؟


بلال العقايلة

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 10:29
المحور: حقوق الانسان
    



طالعتنا مؤخراً دائرة الاحصاءات العامة بنتائج دراسة مؤلمة مفادها أن نصف مليون مواطن أردني يعتاشون على أقل من نصف دينار في اليوم، وهذا هو نصيب الفرد الواحد منهم.
توقفت طويلاً عند هذا الرقم، لازمتني الكآبة، وتملكني الحزن، تساءلت كثيراً وقلت في نفسي يا الله إذا كان هذا الرقم لمن دخلهم دون الخمسين قرشا، فما هو عدد من يناهز دخلهم الدينار الواحد..حتما سيصل الى ملايين البشر.
وقلت إذاً فما قيمة هذه المبالغ في زمن شب فيه الغلاء ، وعز فيه رغيف الفقراء . حينها تذكرت حلول العيد وتساءلت كيف السبيل الأفراح في وطن يزداد بؤساً إذا ما أقبل العيد، وما هي المعاني الانسانية التي يبقيها لهم العيد وهم من باتوا ضحايا في عيد الضحايا..؟
حديث العيد هذا يقودنا الى الحديث عن جملة متناقضات يلمسها المواطنون في الشأن العام.. فأبراج تناطح السحاب وجحافل بشرية تصارع فوق التراب من أجل البقاء، تجار جشعون أطلق لهم العنان لامتصاص دماء البشر، وأطفال ينبشون حاويات القمامة يبحثون عن فرحة مفقودة من بين ثنايا غربتهم الكونية. نواب وأعيان ووزراء يحظون بنصيب الأسد من الزيادات المالية في رواتهم وآلاف مؤلفة من الشعب لا رواتب لهم أصلاً.
مشردون في شوارعنا ضاقت بهم أمانتنا ،وأقصد أمانة عمان التى شطحت بعيداً عن واقعنا الحزين.
رجال ونساء قسا عليهم الزمن بعد أن بلغوا من الكبر عتيا، يهيمون على وجوههم بحثا عما يقيهم حر الصيف ،وبرد الشتاء،بعضهم تجده يعتصم سلماً منذ سنوات بجوار مكاتب الامانة عن رغدان القديم.
نساء حسناوات ينتظرن على أبواب المساجد يتوسلن عباداً محسنين ، وجوههن تخبرك بماض من العيش الرغيد، هن منا معشر الغيارى ولكن لايعرفهن منا أحد.
ملايين الغلابى، يتنازلون كرها عن فرحةالعيد، قرىً ومخيمات وبلدات تثير الشفقة والحسرات، غيرتها الأيام وقسوتها بؤساً إذا ما حل عليها العيد.. أوصال تقطعت أرحام هجرت، فلا ملابس ولا حلوى ولا ألعاب ولا حليب، هذا ما عبر عنه أحدهم مخاطباً طفله الصغير.
لا تطلب لبناً أولعباً ما عندي شيء ما عندي
فحليبك أصبح مرهوناً في أيدي صندوق النقد
ملايين البؤساء أصبحوا في قاموس الانتهازيين مجرد أرقم تحركها كمشة دنانير، هؤلاء الفقراء هم الذخر والسند في وقت الحاجة، يمتلكون جهوزية عالية، فإذا ما أذن مؤذن الانتخابات، ما عليك إلا أن تحضر لهم ما يكفي من حافلات، فهم مستعدون للذهاب معك الى حيث تريد.. هؤلاء ليسوا بحاجة لمن ينظم طوابيرهم على أبواب صناديق الاقتراع، فهم ناخبون محترفون، مع أنهم مسحوقون، لقد فهموا أدوارهم، وحفظوا درسهم في اختيار مرشحيهم بعناية واقتدار.
انهم أصحاب قناعات، لا يخشون على رزقهم، مؤمنون بقوله تعالى.. " وفي السماء رزقكم وما توعدون" ، يرضون بالقليل القليل .. يملكون جلداً في طول الانتظار .. صادقون لا يختلقون الأعذار، يختارون بكل ديمقراطية نزيهة، من يسهر الليالي على راحتهم طوال أربع سنوات. هم قوم محظوظون، لأنهم أجادوا الاختيار .. لمن ينظم لهم التشريعات ويصدح دفاعاً عنهم بهذه اللاءات: لا للجوع ولا للغلاء ولا للاضطهاد!
أعزائي القراء مهلاً مهلاً .. فهذه مجرد أمنيات مدفونة في نفوس الكثيرين في وطني ..
كأن شعبي مع الأحزان موعده في كل عيد وما تبلى المواعيد
ترى الليالي سوداً في حوادثها وللمصائب عند النوم تسهيد



#بلال_العقايلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النائب الأردني السجين أحمد عويدي العبادي ذنبه أنه تصدى لشعار ...
- إلى أصحاب القرار في الدولة الاردنية : ارحموا أبناء مدينة معا ...
- فشل الاستراتيجيات التربوية الاردنية المستوردة
- شعوب جائعة وكرامة ضائعة
- معان ..ومثلث الحزن
- تطبيع)) المناهج التربوية في الدول العربية
- الحكومة الأردنية تلحس وعودها لأبناء معان
- ارفعوا ايديكم عن عمال شركة الفوسفات الاردنية
- لماذا يحاسبون معان على وطنيتها؟؟؟
- في ذكرى احتلال معان


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلال العقايلة - عيد بأية حال عدت يا عيد ؟