أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - بلال العقايلة - تطبيع)) المناهج التربوية في الدول العربية














المزيد.....

تطبيع)) المناهج التربوية في الدول العربية


بلال العقايلة

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 03:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الهجمة الشرسة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية وتقف خلفها اصابع صهيونية خفية استهدفت المناهج التربوية في معظم الدول العربية ، ومن بينها الاردن التي ابتدأت فيها التغييرات على المناهج التربوية منذ معاهدة وادي عربة التي وقعتها الحكومة الاردنية مع دولة العدو الصهيوني في تشرين الثاني 1994 .

فمنذ ذلك الحين بدت الاستجابة سريعة وفعّالة من جانب الحكومة الاردنية التي عملت على اجراء تعديلات على المناهج تارة وتغييرها تارة اخرى ، حتى انه وفي غضون اقل من عقد من الزمان اصبحت مناهجنا عرضة للتعديلات و التغييرات لمرات و مرات ، أحرقت خلالها ملايين النسخ من الكتب المتلفة و التي كبدّت خزينة الدولة مئات الملايين من الدولارات .

وتوالى هذا التغيير تدريجياً ما بعد عملية السلام حتى ادهش العالم اجمع بأحداث ايلول 2001 م ، مما ادخل العالم في مرحلة تاريخية جديدة فرضت امريكا خلالها على العالم العربي و الاسلامي جملة من الاستحقاقات الجديدة ، بدأت بالحرب على افغانستان ومن ثم العراق ، وغدت خلالها الازمات في الشرق الاوسط مفتوحة على كل الاحتمالات .

ونتيجة لتلك الاحداث فقد بدأت الدعوات الامريكية وبشكل مباشر تطالب بتغيير المناهج العربية وتم تنفيذ الارادة الصهيوامريكية عندما طالب الرئيس بوش صراحة بتغيير المناهج وتبعه مشروع وزير الخارجية الامريكي السابق كولن باول الرامي إلى الشراكة مع الشرق الاوسط ، وتم ربط المساعدات التنموية و الاقتصادية بضرورة احداث اصلاحات ديموغرافية و اجتماعية تستند إلى ترسيخ ثقافة الشورى و الديمقراطية من خلال الانظمة التعليمية و التربوية في العالم العربي .

وهنا نقف على بعض جوانب التغيير التي طالت مناهج التربية و التعليم في الاردن . . . فمنذ ان ابرمت معاهدة السلام مع الجانب الاسرائيلي و إلى يومنا هذا ، تم تغييب الكثير من النصوص الدينية و الادبية عن المناهج التعليمية ، فحذف الكثير من النصوص الادبية و الوطنية التي كانت بمثابة البوصلة التي يهتدي بهاالنشء وترسخ لديه قيم الاصالة التي تحفزه لبلوغ المجد ، وتبعث فيه الروح المعنوية و تغذي لديه النزعة الدينية و الوطنية .

فمن أدب الاطفال الذي صاغه شاعر الطفل الفلسطيني (( سليمان العيسى )) وتناقلته بالتوارث اجيال و اجيال وهم يرددون :

وجوه غريبة بأرضي السليبة
تبيع ثماري وتحتل داري

هكذا تجلت المرارة في وصف الشاعر لبشاعة المحتل كيف يستبيح الارض و الديار و الثمار ، و مضى يذكر الجيل بأن ثمة موعداً للعودة و الرجوع إلى دفء المكان و طيب المقام ، وهو يردد ..

و اعرف دربي ويرجع شعبي
إلى بيت جدّي إلى دفء مهدي



وهذا هو الشاعر هارون هاشم رشيد الذي بقي شعره حاضراً في مناهجنا لعقود و عقود ، ثم لم يلبث ان غادرها دون رجعة ، بعد ان حمل المنهاج في ثناياه تلك الابيات التي يتجلى فيها الحنين للارض و الوطن و الاصرار على العودة رغم الشقاء و قسوة الزمن فيقول :

سنعود يا اختاه للوطن
رغم الشقاء وقسوة الزمن
رغم الليالي العابثات بنا
و الجوع و التشريد و المحن
حقاً لقد هبّت علينا رياح التغيير من كل مكان حاملة معها معاول الهدم و التخريب و الدمار ، بعد ان افرغت تلك التغيرات المناهج من مضمونه وأجهزت على ما تبقى من عبارات العزّ و الشموخ عندما صادرت حق النشء في معرفة الحقيقة للحؤول دون تمسكه بحق العودة ليتناغم ذلك مع توجهات الاعداء الرامية إلى فقدان البوصلة لدى هذا الجيل وضياع الهوية العروبية للشعوب العربية التي طالما تغنت بالوطن وشرعت تغني لفلسطين .

لكن هذا النشء لا ولن ينصهر امام هذه التقلبات و التغيرات وسيظل ينقش في ذاكرته ابيات الجواهري التي هي الاخرى ودّعت مدارسنا ومناهجنا بالامس القريب ، وعندها سنجد الكل يهتف ضد الاحتلال ويغني للحرية :

فاضت جروح فلسطين مذكرة
... جرحاً بأندلس للآن ما التأما
يا أمة لخصوم ضدها احتكمت
كيف ارتضيت خصيماً ظالماً حكما
بالمدفع استشهدي إن كنت ناطقة
أو رمت ان تسمعي من يشتكي الصمما



#بلال_العقايلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الأردنية تلحس وعودها لأبناء معان
- ارفعوا ايديكم عن عمال شركة الفوسفات الاردنية
- لماذا يحاسبون معان على وطنيتها؟؟؟
- في ذكرى احتلال معان


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - بلال العقايلة - تطبيع)) المناهج التربوية في الدول العربية