أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نايف سلوم - في الفهم المادي للتاريخ- مدخل إلى الأيديولوجية الألمانية- القسم الرابع















المزيد.....



في الفهم المادي للتاريخ- مدخل إلى الأيديولوجية الألمانية- القسم الرابع


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 764 - 2004 / 3 / 5 - 09:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


 وردت كلمة "بور غر" بالألمانية BURGER  وتعني : 1- بورجــــوازي، 2- ساكن المدينة 3- تافه، ضيق الأفق . راجع هامش ص 164 ، ترجمة I . في الصفحة 164 ترجمة I وردت العبارات : "بورغرات كبار... بورغرات صغار". وفي حشية لماركس في الصفحة 72 من الطبعة الإنكليزية وردت عبارة:
Petty bourgeoisie- Middle class-. Big bourgeoisie. أي بورجوازية صغيرة أو طبقة متوسطة. وبورجوازية كبيرة . وفي ص 45 من الترجمةII وردت كلمة Burgerliche بمعنى بورجوازي أو مدني [راجع هامش الصفحة المذكورة].
"كانت حركة رأس المال ، على الرغم من تسارعها الشديد لا تبرح بطيئة على أية حال "[ت II 70] ويعود ذلك لعدة أسباب تعرضها الفقرة التالية : "إن انشطار السوق العالمية إلى أقسام منعزلة تستغل كل منها أمة خاصة ، وإلغاء المزاحمة بين الأمم ، وخرافة الإنتاج نفسه وحقيقة أن النظام المالي كان في مرحلة تطوره البدائية بعد، قد عرقلت التداول كثيراً "[ترجمة II 70] "كان التجار بورجوازيين كبار بالمقارنة مع المانيفاكتوريين أو في المحل الأول الحرفيين ، وإنهم ليظلون بورجوازيين صغار بالمقارنة مع التجار والصناعيين في المرحلة التالية" [ترجمة II  71] . يجري هنا تحديد البورجوازية على أنها كبيرة أو صغيرة بالمقابلة، الفروق الكمية هنا تعطي لكل نوع من أنواع البورجوازية موقعاً مختلفاً في الإنتاج الاقتصادي.
"تتميز هذه المرحلة [الثانية] برفع الحظر عن تصدير الذهب والفضة وبداية التجارة بالنقد، والمصارف والديون الوطنية، والنقد الورقي، والمضاربة بالرساميل والأسهم من مختلف الأصناف، وتطور المالية على العموم . ولقد فقد رأس المال من جديد قســـماً كبيراً من الطابع الطبيعي الذي كان لا يبرح عالـقاً به" [ترجمة II 71] إن ".. تركز التجارة والمانيفاكتورة في بلد واحد ، إنكلترا كما تطورت دون انقطاع في القرن السابع عشر ، قد خلق بصورة تدريجية من أجل هذا البلد سوقاً عالمية نسبية، وكذلك طلباً على المنتجات المصنعة في هذا البلد لم تكن القوى المنتجة الصناعية المتوفرة حتى ذلك الحين قادرة على تلبيته "[ترجمة II 71] اقرأ : تركز التجارة والمانيفاكتورة في إنكلترا ، وازدياد الطلب على المنتجات الصناعية غير الكافية لسوق عالمية وليدة ، شكل القوة الحافزة التي خلقت الصناعة الكبرى. وبالتالي "استدعت إلى الوجود المرحلة الثالثة للملكية الخاصة منذ العصر الوسيط "[ترجمة II 71]
الصناعة الكبرى، وتقسيم أوسع للعمل ، شكل المرحلة الثالثة للملكية البورجوازية الخاصة. نشهد في هذه المرحلة نمو رأس المال الصناعي، مع تقسيم أوسع للعمل . يكتب ماركس: "الأشكال المختلفة [للإنتاج] هي كذلك أشكال لتنظيم [تقسيم] العمل ، وبالتالي أشكال للملكية الخاصة "[ترجمة I 167].
إضافة إلى تركز التجارة والمانيفاكتورة وازدياد الطلب على المنتجات الصناعية . إضافة لكل هذه الشروط ، كانت الشروط الأخرى الإضافية لهذا التطور الجديد [الطور الصناعي أو ملكية رأس المال الصناعي] موجودة سلفاً في إنكلترا . هذه الشروط الإضافية هي: 1- حرية المزاحمة ضمن الأمة 2- تطور الميكانيك النظري الخ..[ترجمة II 71] "إن علم الميكانيك الذي أحكمه نيوتن قد كان العلم الأكثر شعبية في فرنسا وإنكلترا في القرن الثامن عشر"[ترجمة II 71] وهذا يفسر هيمنة المادية الميكانيكية عند فلاسفة القرن الثامن عشر في فرنسا وبريطانيا . يكتب ماركس في "الأسرة المقدسة" : "ليس لنا الآن أن نتكلم عن فولني ، ودبوي، وديدرو، الخ.. ، ولا عن الفيزيو قراطيين كذلك، بعد أن أثبتنا الأصل المزدوج للمادية الفرنسية، المنحدرة من فيزياء ديكارت ومن المادية الإنكليزية ، وتعارض المادية الفرنسية كذلك مع ميتافيزيقا القرن السابع عشر ، مع ميتافيزيقا ديكارت ، سبينوزا، مالبرانش ، وليبنتز. ..وكما أن المادية الديكارتية تجد نهايتها في علم الطبيعة بمعناه الحصري ، فإن الاتجاه الآخر للمادية الفرنسية يصب مباشرة في الاشتراكية والشيوعية " [الأسرة المقدسة، ترجمة د. رزق الله هيلان، مراجعة د. أنطون مقدسي ، وزارة الثقافة 1975 ص 207-208]. " إن فورييه ينبثق مباشرة من النظرية المادية الفرنسية . أما أتباع بابوف فقد كانوا ماديين سمجين ، غير متمدنين ، ولكن حتى الشيوعية المتطورة يرجع أصلها مباشرة إلى المادية الفرنسية ، إذ أن هذه على الشكل الذي أعطاها إياه هلفثيوس ، تعود ثانية إلى وطنها الأم إنكلترا. إن بنتام قد بنى مذهبه ، عن المصلحة بمعناها السليم ، على فلسفة الأخلاق عند هلفثيوس ، وكذلك بنى أوين الشيوعية الإنكليزية ، انطلاقاً من مذهب بنتام . أما الفرنسي كابت ، المنفي إلى إنكلترا ، فقد استلهم الأفكار الشيوعية المحلية ، وعاد إلى فرنسا ليصبح فيها ممثل الشيوعية الأكثر شعبية، ولو أنه كان الأكثر سطحية. أما الشيوعيون الفرنسيون الذين هم أكثر علمية ، مثل ديزامي ، غي ، الخ.. فقد شرحوا، مثلما فعل أوين ، مذهب المادية بوصفه نظرية المذهب الإنساني الحقيقي ، والأس المنطقي للشيوعية" [الأسرة المقدسة مرجع مذكور ص 209].
نتابع ماركس في "الأيديولوجية الألمانية" حيث يكتب: "كان لا بد من ثورة في كل مكان من أجل الفوز بحرية المزاحمة ضمن الأمة[الواحدة] . في إنكلترا [ثورات] 1640 و 1688 . و[ثورة ] 1789 في فرنسا [أو الثورة الفرنسية العظمى]"[ترجمة II 71]  كانت تشير ثورات القرن السابع عشر في إنكلترا ، والثامن عشر في فرنسا إلى تمهيد الأرض أمام الانتقال من الرأسمال التجاري إلى الرأسمال الصناعي وإلى تعميم المزاحمة ضمن الأمة الواحدة. كانت هذه الثورات التعبير السياسي الاجتماعي للانتقال إلى الشكل الثالث من الملكية البورجوازية الخاصة، أي الملكية الصناعي وظهور رأس المال الصناعي. كما كانت تشير إلى طوح البورجوازي الحديثة نحو السيطرة على سلطة الدولة والهيمنة في على باقي قوى الأمة الواحدة. "لقد عممت الصناعة الكبرى[بدورها] المزاحمة بالرغم من التدابير الوقائية "[ترجمة II 71].  ومع أن إنكلترا قد سبقت فرنسا بمائة عام فإن "الثورات ، 1688  في إنكلترا ، و1789 في فرنسا [قد] عممت المزاحمة ضمن الأمة الواحدة وعادت الصناعة الكبيرة لتعميم المزاحمة بدورها من جديد"[ترجمة II 71]. "لقد عممت الصناعة الكبرى المزاحمة بالرغم من هذه التدابير الوقائية وأنشأت وسائل المواصلات والسوق العالمية الحديثة ، وأخضعت التجارة لها ، وحولت الرأسمال بأسره إلى رأسمال صناعي ، وبذلك أدت إلى التداول(تطور النظام المالي) وتمركز الرأسمال السريع"[ترجمة II 71]. نلاحظ هنا تحول الهيمنة من الرأسمال التجاري إلى الرأس المال الصناعي. "لقد أجبرت [الصناعة الكبرى] جميع الأفراد بواسطة المزاحمة العمومية ، على شحذ طاقاتهم حتى الدرجة القصوى"[ترجمة II 71] . هذه العبارة تثبت خرافة رجال الأعمال النشطاء الخاص بأوربا. فالمسألة ليست مواهب أفراد أذكياء بمقدار ما هو شرط عالمي يجعل من البعض يشحذون هممهم إلى طاقة قصوى. وهذا الشرط هو ظهور الصناعة الكبرى والبورجوازية الصناعية الحديثة، وهيمنة رأس المال الصناعي، والتاريخ العالمي، بدلاً من المحلية المعزولة. يكتب ماركس: "لقد دمرت الصناعة الكبرى ومعها البورجوازية الصناعية بقدر الإمكان الأيديولوجية والدين والأخلاق ، الخ.. وجعلت منها أكذوبة ملموسة حيث لم تتوصل إلى تدميرها . لقد خلقت حقاً التاريخ العالمي للمرة الأولى ، وذلك بقدر ما جعلت جميع الأمم المتحضرة وكل عضو فيها رهناً بالسوق العالمية من أجل تلبية حاجاتها . مدمرة بذلك الانعزالية الطبيعية السابقة للأمم المختلفة "[ترجمة II 71] ..لقد جعلت العلوم الطبيعية خاضعة للرأسمال وانتزعت من تقسيم العمل آخر مظهر من مظاهر طابعه الطبيعي"[II 71]. وهكذا تم الانتقال من الطبقة المغلقة CASTE  إلى الطبقة البورجوازية الصناعية الحديثة المفتوحة CLASS . لقد قضت البورجوازية على آخر مظهر من مظاهر الفئات المغلقة، وأحلت العلاقات النقدية محل العلاقات الطبيعية [العائلية والدموية(القرابة) والامتيازات الموروثة]. "لقد دمرت كل عنصر طبيعي بصورة عامة ، بقدر ما كان ذلك في حيز الإمكان داخل العمل ، ونجحت في حل جميع العلاقات الطبيعية لتجعل منها علاقات نقدية"[ترجمة II 72]. تشير بعض ملاحظات المؤرخين والدارسين إلى أن تزايد دور النقد في الحجاز ، خاصة مكة ، قد أدى إلى تفسخ العلاقات القبلية. رأي كهذا يحتاج إلى توسع، وتدقيق أكبر. يكتب سيد محمود القمني: "وقد هيأ مكة للقيام بهذا الدور التاريخي[نهاية القرن السادس الميلادي]، مجموعة متسارعة من الأحداث ، حيث كان مركز اليمن الزراعي قد تهاوى وكذلك التجاري، بينما تضعضعت أحوال الممالك العربية الشمالية: الغساسنة والمناذرة ، وذلك في العصر الجاهلي الأخير، وهو ما أحدث فراغاً سياسياً واضحاً ، كما انهارت مجموعة طرق تجارية أخرى لم يبق آمناً منها سوى الطريق المار بمكة، نتيجة للحرب الضروس التي دارت بين الفرس والروم. وكان لمنعة الطريق المار بمكة، دور حول مكة من قابضة للعشور على بضاعة الترانزيت المارة بها، إلى مركز للأرستقراطية التجارية التي نهضت بأمر تجارة العالم المعروف آنذاك، وهو الأمر الذي أدى إلى تراكم ثروي عظيم ، بخزائن الأرستقراطية المكية، التي أخذت تتاجر لحسابها بثروات العالم. ومع ذلك الثراء الذي أصابت حظوظه أفراداً من عشائر مكية مختلفة ، ومع تحول هؤلاء النفر عن قبض العشور إلى التجارة لحسابهم ، ومع حجم تلك التجارة الهائل، كان محتماً أن تبدأ الانقسامات الطبقية الحادة في الظهور داخل القبيلة الواحدة، مما أدى إلى تهشيم الأسس الأولية القديمة لروابط العشيرة ، وما صاحبه من اختلاف أوضاع الناس في العملية التجارية التي تقودها مكة ، مما ساعد على تحول تدريجي ابتدائي عن الولاء للقبيلة إلى الولاء للطبقة، وظهرت قيم الفردية ، التي اتضحت في إمكان تقييم الفرد دون جماعة ، بتحول قيمة الشرف عن النسب القبلي وعدد النفر، إلى ما يملكه الفرد من مال ، وهكذا جمعت المصالح المادية لأول مرة، بين أفراد من قبائل مختلفة ، كما جمع الشقاء بين المستضعفين على تفرقهم بين مختلف القبائل"["حروب دولة الرسول" ج2 ص7-8].
إذاً "خلقت [الصناعة الكبرى] في مكان المدن النامية بصورة طبيعية[ towns ] المدن الصناعية العملاقة الحديثة[ citys ] التي انبثقت بين ليلة وضحاها. ولقد دمرت حيث تغلغلت الحرف اليدوية ، وعلى العموم جميع مراحل الصناعة السابقة. لقد أكملت انتصار المدينة التجارية على الريف. "[ترجمة II 71] .. والنظام الأوتوماتيكي هو علامتها المميزة . و[تطورها] خلق وفرة من القوى المنتجة أصبحت الملكية الخاصة قيداً بالنسبة لها."[ترجمة I 166]. نقرأ في كتاب "الإمبريالية وقضايا التطور الاقتصادي في البلدان المتخلفة": "كان نظام الحماية وسيلة مصطنعة لتكوين الرأسماليين ، ولتجريد العمال المستقلين من ملكيا تهم، ولرسملة وسائل الإنتاج والمعيشة القومية... لقد مزقت الدول الأوربية بعضها بعضاً بسبب هذا الاختراع... ولم تكتف بذلك بل إنها اقتلعت بالقوة كل الصناعات القائمة في البلدان الخاضعة لها[ص21 ] ... وإذا ما نظرنا إلى الرأسمالية كنظام عالمي ، للاحظنا بأن تقدم القطاع المتقدم كان على الدوام السبب المباشر لتخلف الجزء الآخر. وقبل أن يكتب ماركس رأس المال بفترة طويلة كان قد لاحظ هذه العملية وأشار إليها من خلال المثال العملي للعلاقة بين بريطانيا والهند: ... أما إنكلترا فقد دمرت جميع أبنية المجتمع الهندي دون ظهور أية علامات على إعادة تركيبه حتى الآن . إن فقدان الهند لعالمها القديم دون أن تكسب عالماً جديداً يضيف بعداً مأساوياً آخر إلى شقائها الحالي ويفصل هندستان عن كل تراثها وتاريخها القديم"[ص 22-23 .أيضاً راجع  مقالة ماركس المنشور في 52/6 سنة 1853 في صحيفة New York Daily Tribune. أيضاً راجع ماركس "حول الاستعمار" وبالتحديد "الحكم البريطاني في الهند" ترجمة د. فؤاد أيوب، دار دمشق]. "لقد تلقت هذه القوى المنتجة ، في ظل نظام الملكية الخاصة ، تطوراً وحيد الجانب فحسب، وأضحت في غالبيتها قوى هدامة ، والأكثر من ذلك أن قدراً كبيراً من مثل هذه القوى لم يكن يستطيع أن يجد أي تطبيق على الإطلاق ضمن هذا النظام[النظام الرأسمالي للملكية الخاصة]" [ترجمةII 72. أيضاً ترجمة I 166] "في ظل سيادة الملكية الخاصة ، تتطور هذه القوى المنتجة تطوراً وحيد الجانب فقط، وتصبح بالنسبة لأغلبية الناس قوى مدمرة"[ترجمة II 72]. هذه العبارة تشير إلى تصدع الوحدة التي كانت تجمع العقلانية الصناعية والعقلانية الاجتماعية فجر صعود البورجوازية.
"بينما كانت البورجوازية في كل أمة ، تحتفظ بعد بمصالح قومية خاصة ، فقد خلقت الصناعة الكبرى طبقة تملك نفس المصلحة في جميع الأمم وقد ألغيت القومية سلفاً بالنسبة إليها"[ترجمة II 72]. لاحظ الفرق في ترجمة هذه العبارة في الترجمة I : "بينما لا تزال بورجوازية كل أمة تحتفظ بمصالحها القومية المتميزة ، أنشأت الصناعة الكبيرة طبقة تلازمها في جميع الأمم المصالح ذاتها ، وأزيلت عزلتها القومية " [ترجمة I 167]. واضح تماماً تفوق الترجمة I على الترجمة II بما يخص ترجمة هذه الفقرة. "من البديهي أن الصناعة لا تبلغ ذات المستوى من الإحكام [في جميع البلدان] وفي جميع أقاليم البلد الواحد"[ لاحظ تفاوت النمو الصناعي بين البلدان الرأسمالية في المراكز، وأيضاً التفاوت الصارخ بين هذه والبلدان في أطراف النظام]...إن البلدان حيث تطورت الصناعة الكبرى تؤثر بطريقة مماثلة في البلدان التي تفتقر أكثر أو أقل إلى الصناعة ، وذلك بقدر ما تنجرف هذه البلدان غير الصناعية بفعل التجارة العمومية في تيار صراع المزاحمة العمومية"[ترجمة II 72]. نقارن هنا ترجمة هذه الفقرة مع الترجمة I :"إن البلدان التي تطورت فيها الصناعة الكبيرة تؤثر هكذا بالضبط في البلدان غير الصناعية plus ou moins  [أكثر أو أقل] لأن هذه الأخيرة تنجذب بفضل التجارة العالمية إلى صراع المزاحمة العام"[ترجمة II 167].
في الهامش : "تفصل المزاحمة الأفراد بعضهم عن بعض، ولا تفصل البورجوازيين فحسب ، بل العمل [العمال الأفراد] أكثر من ذلك بالرغم من أنها تجمع ما بينهم . لذا فإنه ينقضي وقت طويل قبل أن يتمكن هؤلاء الأفراد من الاتحاد "[ص 72 تII].
"إن الصناعة الكبيرة لا تجعل من علاقة العامل بالرأسمال وحسب، بل أيضاً من العمل نفسه، أمراً لا يطاق بالنسبة للعامل... إن العمال غير المنجذبين إلى الصناعة الكبيرة ، يعانون بذنب من هذه الصناعة الكبيرة ، وضعاً حياتياً أسوأ من الوضع الذي يعانيه العمال العاملون في هذه الصناعة الكبيرة ذاتها . ثم إن البلدان التي تطورت فيها الصناعة الكبيرة تؤثر هكذا بالضبط في البلدان غير الصناعية أكثر أو أقل"[ص167 تII]. "البروليتاريين الذين خلقتهم الصناعة الكبرى الذين يأخذون زمام القيادة [في حركة البروليتاريا الطبقية] ويجرفون الكتلة بأسرها معهم". ومن هنا الضرورة الاستراتيجية لتحالف البروليتاريا الصناعية مع الطبقات الأخرى التي أنهكتها الصناعة الكبرى، ومع البلدان التي تركتها هذه الصناعة على هامش تطورها. وهنا ينقلب الأمر فما كان آخراً يصبح أولاً ، أي تغدو البلدان الطرفية في قيادة الحركة ضد رأس المال في طوره الاحتكاري. حيث يتركز الفعل الديمقراطي العالمي.
الصناعة الكبيرة تجعل علاقة العامل لا تطاق بـ : 1- الرأسمالي [استغلال طبقي، عدم ملكية] 2- العمل نفسه [استلاب الآلة لعقله وعضلاته ووقته]
نتابع مع ماركس: "إن هذا التناقض بين القوى المنتجة وشكل التعامل [بين قوى الإنتاج وشكل الملكية] الذي حدث كما رأينا مرات عديدة في التاريخ الماضي، دون أن يعرض القاعدة للخطر، على أي حال، قد انفجر بالضرورة في كل مناسبة، متخذاً في الوقت نفسه أشكالاً ثانوية متباينة.. نزاعات شاملة، نزاعات شاملة ، صدا مات الطبقات المختلفة، أو تناقض الوعي، أو صراع الأفكار.. أو النزاع السياسي"[ترجمة II 73] اقرأ : هذا التناقض بين القوى المنتجة وشكل تقسيم العمل ، وشكل الملكية الخاصة.. هذا التناقض كان يتمظهر بأشكال ثانوية .. تناقض الأفكار .. تناقض الوعي، الخ..إلا أنه لم يعرض الأساس ، أي الملكية الخاصة كملكية خاصة للخطر. فقط مع الصناعة الكبرى ومع رأس المال الصناعي ، فقط مع ظهور البورجوازية الصناعي الحديثة، باتت الملكية الخاصة بصورة جوهرية، أي كملكية خاصة بغض النظر عن شكلها التاريخي، معرضة للدمار. لقد خلقت الصناعة الكبرى هذه الإمكانية لتجاوز الملكية الخاصة جوهرياً .. فلم يعد تطور القوى المنتجة يدخل في تناقض مع أحد أشكال الملكية فحسب، بل بات في تناقض مع الملكي الخاصة بشكل جوهري. وهذا هو السبب في إطلاق المخرج المسرحي الألماني برتولد بريشت عبارته الحاسمة من أن الجذرية ليست الاشتراكية ، وإنما الرأسمالية.
يكتب ماركس: "إن أصل جميع النزاعات في التاريخ ، وفقاً لتصورنا ، هو في التناقض بين القوى المنتجة وشكل التعامل [شكل الملكية وعلاقاتها] . ولا حاجة لهذا التناقض على أية حال ، كي يؤدي إلى النزاعات في بلد ما ، أن يكون قد بلغ بالضرورة حده الأقصى في هذا البلد بالذات . إن المزاحمة مع البلدان الأكثر تقدماً من الناحية الصناعية، المترتبة على امتداد التعامل الدولي، كافية لإنتاج تناقض مماثل حتى في بلدان ذات صناعة متخلفة (مثال ذلك البروليتاريا الكامنة في ألمانيا التي أدت مزاحمة الصناعة الإنكليزية إلى ظهورها) "[ترجمةII 73].  ترجمة أخرى للفقرة السابقة: "وهكذا تقع جذور جميع المصادمات التاريخية ، حسب مفهومنا ، في التناقض بين القوى المنتجة وشكل المعاشرة[التعامل] . ولكن، لأجل نشوء المصادمات في في بلد ما، لا حاجة البتة إلى دفع التناقض في هذا البلد بالذات إلى أقصى درجاته. فإن المزاحمة مع بلدان أكثر تطوراً على الصعيد الصناعي ، المزاحمة الناجمة عن التوسع التجارة العالمية، هي سبب كاف لأجل خلق مثل هذا التناقض في بلدان أخرى أيضاً وأقل تطوراً من الناحية الصناعية"[ترجمةII 168] . يجب أن نؤكد على خطأ الاستنتاج الذي يربط ربطاً ميكانيكياً مباشراً بين درجة التطور الصناعي لبلد من البلدان من جهة، وبين ثورته الاجتماعية من الجهة الأخرى. بالتالي يفترض التعامل مع أي صراع اجتماعي راهن أن يؤخذ بالاعتبار الأساس العالمي لتطور قوى الإنتاج، والتقسيم الدولي للعمل، والتناقض الأساسي بين القوى المنتجة ، كتطور عالمي وبين شكل الملكية المسيطر في البلد المعني بالدراسة. حيث يلاحظ ظهور توسطات في هذا الصراع، هي البورجوازية الطرفية الرثة ودولتها القاسية محلياً والرخوة في إنجاز المهام الديمقراطية كالتصنيع والتحرير، والتي تشكل حليفاً محلياً لسلطة رأس المال الاحتكاري. بالتالي لا يشكل التأخر الصناعي سبباً كافياً لعد قيام حزب بروليتاري، ذو تحالف شعبي واسع يشمل غالبية الطبقات المتظلمة، والمحرومة.
ملاحظة من ماركس: "هذا الاقتصاد البيتي(المنزلي) المنعزل تشتد ضرورته من جراء تطور الملكية الخاصة لاحقاً . إن الاقتصاد البيتي المشترك يستحيل عند الشعوب الزراعية كما تستحيل الزراعة المشتركة. ولقد كان بناء المدن خطوة كبيرة إلى الأمام . ولكن القضاء على الاقتصاد المنعزل ، الذي لا ينفصل عن القضاء على الملكية الخاصة ، كان لهذا السبب بالذات مستحيلاً في جميع المراحل السابقة ، لأن الشروط المادية لهذا الغرض لم تكن متوافرة بعد ... إن ما غدا ممكناً إنما هو التمركز في المدن وتشييد المباني العمة لأجل أهداف معينة مختلفة (السجون ، الثكنات، الخ..) وغني عن البيان أن إلغاء الاقتصاد المنعزل لا ينفصل عن إلغاء Aufhebung[1] العائلة "[ت I 169- 170]. مثلما يكون إلغاء الأسرة مشروطاً بتطور تقني واجتماعي يعوض عن رعاية الأطفال كذلك الاقتصاد المنزلي فهو بحاجة إلى تطور صناعي (آلي) واجتماعي ، يوفر الشروط المادية لإنجازه مثلما توفر الصناعة الكبيرة الشرط المادي لإلغاء الملكية الخاصة ، كملكية خاصة بغض النظر عن شكلها . "إن إقامة اقتصاد منزلي مشاعي يفترض مسبقاً تطور الآلات ، واستخدام القوى الطبيعية ، وقوى منتجة أخرى عديدة "[ترجمة II 74] ويفترض هذا أيضاً "القضاء على التضاد بين المدينة والريف" . لاحظ أن القضاء على التضاد بين المدينة والريف يقتضي القضاء على الملكية الخاصة ، وعلى كل تقسيم قسري للعمل . وهذا القضاء على الملكية الخاصة غير وارد كإمكانية إلا مع تطور الصناعة الكبيرة. "بدون تلك الشروط تتحول مشاعة الاقتصاد المنزلي إلى اقتصاد رهباني ليس أكثر"[ت II 74 ] ..أما أن إلغاء(تجاوز) الاقتصاد الفردي لا ينفصل عن إلغاء(تجاوز) الأسرة فذلك أمر بدهي" [ترجمة II 74]. "إن ما غدا ممكناً إنما هو التمركز في المدن وتشييد المباني العامة لأهداف معينة مختلفة (السجون، الثكنات، الخ..)"[ترجمةI ص170 ، ترجمةII ص74].
ملاحظة من ماركس:المثالية هي "القول بأن البورجوازي ليس سوى نموذج للنوع البورجوازي". ليس سوى أحد تشخيصات "النوع" البورجوازي. قارن هذا مع الفكرة الصوفية، واللاهوتية، التي لا ترى في المراحل التاريخية سوى تجلي أو تجسد للفكرة العامة [تشخيص العام]، قارن أيضاً مع فلسفة التاريخ عند هيغل. حيث يعتبر الطبيعة اغتراب الروح عن ذاتها شيئاً . يقول لسان حال الفلاسفة المثاليين، والأيديولوجيين : "يمكن اعتبار مختلف المراتب والطبقات كمواضعات(تموضعات، تجسيدات) لتعبير عام[فكرة عامة] (تخصيصات للتعبير العام)"[ت I 172 ، ت II 74] . هذا يفترض الوجود المسبق للطبقة عند الفلاسفة المذكورين، أي "أن طبقة البورجوازيين لا بد أنها وجدت قبل وجود الأفراد الذين يشكلونها" حسب القول المثالي.[ترجمةII 74] . "إن تحول القوى الشخصية[العلاقة بين الأشخاص] إلى قوى موضوعية[شيئية ت I ] بفعل تقسيم العمل لا يمكن إلغاؤه بمجرد صرف فكرته العامة من ذهن المرء ، بل لا يصبح إلغاؤه ممكناً إلا إذا عند الأفراد من جديد إلى إخضاع هذه القوى الموضوعية[الشيئية] وإلى إلغاء تقسيم العمل. وليس هذا ممكناً من دون الجماعة [الجماعية حسب ت I]" [ترجمة II 74-75]. "ففي البدائل، القائمة حتى الآن، عن الجماعية- في الدولة، الخ.. لم تكن الحرية الشخصية موجودة إلا لأجل الأفراد المتطورين في إطار الطبقة السائدة، وإلا بقدر ما كانوا أفراد هذه الطبقة"[ترجمة I ص172]. حرية أفراد متطورين من الطبقة السائدة، وليس لأنهم متطورين، بل لأنهم أفراد من الطبقة السائدة، أي بقدر ما هم أفراد طبقة سائدة في مقابل طبقات أخرى. بكلام آخر، يبقى هذا التطور وهذه الحرية مشروطة بهذه السيادة.
"إن الجماعة[الجماعية] الوهمية التي تجمع فيها الأفراد حتى الوقت الراهن قد اتخذت على الدوام وجوداً مستقلاً بالقياس إليهم ،وكانت تمثل في الوقت ذاته، من جراء أنها تمثل تجمع طبقة واحدة صد طبقة أخرى، لا جماعة وهمية فحسب، بل قيداً جديداً أيضاً . إن الأفراد في الجماعة الحقيقية ينالون حريتهم بصورة متوافقة مع ترابطهم، بفضل هذا الترابط وفيه"[ترجمة II 75] .
اقرأ : الجماعية الراهنة، أي المصلحة الجماعية للأفراد في الوقت الراهن وهمية للأسباب التالية: 1- وجود طبقة سائدة ضد الطبقات الأخرى 2- شكل ترابط مفروض وقسري بفعل تقسيم للعمل قسري ومفروض[توزيع عسفي وظالم للملكية والثروة] 3- هذا يفترض أن هذه الرابطة (الجماعية) فوق الأفراد وإرادة كل واحد بمفرده. وهي في الغالب غير مدركة من قبلهم، أي عدم وجود وعي بالرابطة هذه . 4- ما يميز الرابطة الحقيقية، أو الجماعية الحقيقية، هو الدخول الطوعي والواعي في هذه الجماعة أو الرابطة. جدير هنا أن نقارن جماعية أعضاء طبقة سائدة مع العضو في الجماعة السياسية (الحزب السياسي). ما من شك أن حدة الصراع الطبقي على مستوى النظام الرأسمالي تجعل من وعي الطبقة المسيطرة ، وعيها بترابطها أكبر، أي كلما أحست بالتهديد أكثر، ازداد تضامنها ووعيها بالجماعية.
"لقد انطلق الأفراد من أنفسهم دائماً ، لكنهم انطلقوا طبعاً من أنفسهم ضمن شروطهم وعلاقاتهم التاريخية المحددة، وليس من الفرد المحض الذي يقصده الإيديولوجيون"[تII 75] . "في سياق التطور التاريخي، وعلى وجه الدقة من جراء الاستقلال الذي تتخذه العلاقات الاجتماعية، وهو المرحلة الحتمية لتقسيم العمل، يظهر تقسيم ضمن حياة كل فرد، وذلك بقدر ما هي حياة شخصية وبقدر ما هي خاضعة لفرع ما من فروع العمل وللشروط الملازمة لهذا الفرع ...في المرتبة (وأكثر من ذلك في القبيلة) تكون هذه الواقعة مستترة بعد] "[ت II 75 ] اقرأ : يؤدي تقسيم العمل تقسيماً قسرياً وما يعنيه من ظهور للملكية الخاصة، إلى استقلال العلاقات الاجتماعية عن إرادة الأفراد الذين يعيشونها. وعلى أساس هذا التقسيم للعمل وذاك الاستقلال تنقسم حياة كل فرد إلى جانبين، الفرد الشخصي ، والفرد من حيث هو عضو في طبقة . الإيديولوجيون [بالمعنى السيئ للكلمة] يعزلون الفرد عن الشروط الاجتماعية لوجوده وعن علاقاته بهذه الشروط. يكتب ماركس: "إن الفارق بين الفرد الشخصي المناهض للفرد من حيث هو عضو في طبقة ، والطابع المحتمل لشروط الحياة بالنسبة إلى الفرد ، لا يظهران إلا مع الطبقة التي هي نفسها نتاج البورجوازية. ولا ينشأ هذا الطابع المحتمل بحد ذاته ويتطور إلا بفعل المزاحمة وصراع الأفراد فيما بينهم. وبنتيجة ذلك يبدو الأفراد في المخيلة ، أكثر حرية تحت سيطرة البورجوازية مما كانوا عليه من قبل، لأن شروطهم الحياتية تبدوا محتملة ؛ وإنهم لأقل حرية طبعاً في الواقع، لأنهم أكثر خضوعاً لقوة موضوعية "[ت II 75]
"أما البروليتاريون، فإن شرط حياتهم الخاص [الذي هو العمل]، وكذلك ظروف المجتمع الحالي، قد أصبحت بالعكس، شيئاً ما من باب الصدفة بالنسبة لهم، شيئاً لا يملك البروليتاريون بمفردهم أية رقابة عليه، ناهيك عن أنه ليس بوسع أية منظمة اجتماعية أن تعطيهم هذه الرقابة. إن التناقض بين شخصية البروليتاري بمفرده وبين العمل [الأجير] ، هذا الشرط الحيوي المفروض عليه، يصبح الآن جلياً بالنسبة إليه بالذات، ولا سيما لأنه منذ باكر العمر ضحية، ولأنه ليس لديه، ضمن حدود طبقته، أية احتمالات لكي يؤمن لنفسه ظروفاً تجعل من الممكن انتقاله إلى طبقة أخرى"[ت I 174 ] اقرأ : لا تستطيع أية تنظيمات اجتماعية ومنها النقابية أن تجعلهم يشرفون على ، ويديرون هذه الشروط لوجودهم، ولوجود المجتمع الحديث. يمكنهم فقط عن طريق التنظيمات السياسية[الحزب السياسي والدولة]، السيطرة على هذه الشروط عبر تغييرها. أي لا يمكنهم تغيير هذه الشروط إلا بالسيطرة أولاً على سلطة الدولة. وهنا نذكر ضرورة حزب البروليتاريا السياسي المستقل لأهداف الانقلاب الاجتماعي. يكتب ماركس: "وهكذا يجدون أنفسهم في موقف المعارضة المباشرة للشكل الذي اختاره حتى ذلك الحين الأفراد الذين يتشكل المجتمع منهم من أجل التعبير عن أنفسهم تعبيراً اجتماعياً ، يعني في موقف المعارضة ضد الدولة [القائمة]. ولذا فإنه لا بد لهم ، كي يؤكدوا أنفسهم كأفراد ، من أن يطيحوا بهذه الدولة"[ت II 77 ]. نشير هنا إلى ضرورة التفريق بين شكل الدولة من جهة وشكل الحكم من الجهة الثانية . فللدولة الواحدة(البورجوازية مثلاً) أكثر من شكل للحكم، جمهورية، ملكية ، بونابرتية، (بسماركية) ، عسكريتارية، فاشية، الخ..
"ينبع أن العلاقات الاجتماعية التي دخل فيها أفراد طبقة ما والتي اشترطتها مصالحهم المشتركة ضد طبقة أخرى ما، قد شكلت دائماً جماعية كان هؤلاء الأفراد لا ينتمون إليها إلا بوصفهم أفراد متوسطين، إلا بقدر ما عاشوا في ظروف وجود طبقتهم، وقد كانوا في هذه العلاقات الاجتماعية، لا كأفراد، بل كأعضاء طبقة، والعكس تماماً يحدث تماماً في ظل جماعية البروليتاريين الثوريين الذين يضعون تحت رقابتهم سواء شروط وجودهم بالذات، أم شروط وجود أعضاء المجتمع كافة ، ففي هذه الجماعة الثورية يشترك الأفـــراد بوصفهم أفـراداً " [ت I 175-176]. اقرأ : الأفراد في الجماعية البورجوازية ، أفراد متوسطين، أي يؤخذون بشكل مجرد ، بحيث تسب طاقة كل منهم على أساس نسبة طاقة مجمل طبقتهم على عددهم كأفراد، لذلك لا يظهرون كأفراد في كامل تفتحهم ، بل كأفراد في طبقة . في جماعية البروليتاريين المتحدين يظهرون في تفتحهم كأفراد واعين لشروط وجودهم ولشروط وجود المجتمع ككل، كأفراد سابقين لوجود طبقتهم، ويظهر اتحادهم كاتحاد أفراد أحرار في تحرك حر ، يضعون تحت رقابتهم الشروط التي توفرت حتى الآن بحكم الصدفة. في الجماعية البورجوازية المصلحة، مصلحة الطبقة هو الحاسم، وهذه المصلحة تمارس سيطرتها على أعضاء الطبقة في عفويتهم . في الجماعية البروليتارية الثورية الوعي بالشروط وإخضاعها لرقابة الأفراد المتحدين هو الحاسم. إن الوجود السياسي للطبقة يعني وعيها بشرطها ودورها التاريخيين. "هذا الحق في الاستفادة من الصدفة بلا عائق، في إطار ظروف وشروط معينة ، قد سموه حتى الآن بالحرية الشخصية. ويقيناً إن القوى المنتجة وأشكال المعاشرة[التعامل(علاقات الإنتاج)] المتوفرة هي وحدها شروط الوجود هذه "[ت I 176]. في الترجمة الثانية لهذه العبارة : "إن هذا الحق في الاستمتاع الرضي، ضمن بعض الشروط ، بنزوات المصادفة والخطأ قد سمي حتى وقتنا الراهن حرية شخصية. ومن المؤكد أن شروط الوجود هذه ليست سوى القوى المنتجة، وأنماط التعامل في كل عصر"[ترجمة II 77] في "العقد الاجتماعي" لجان جاك رو سو ، يعرف هذا المجتمع على أنه اعتباطي بينما هو مشروط، ضروري وشروط الوجود هذه ليست سوى القوى المنتجة ، وأنماط التعامل في كل عصر ، والتي في أساسها شكل محدد للملكية الخاصة [راجع ص 77 ت II ] "إن الاتحاد السابق ليس سوى اتفاقاً (ليس البتة اعتباطياً ، كما يصوره مثلاً "العقد الاجتماعي" ، بل ضروري ) ... اشترطه تقسيم العمل [القسري] ... ومواجهة الشروط للأفراد كشيء مستقل [وغريب]"[ترجمة I 176].
"الأفراد الذين تحرروا في كل عصر تاريخي لم يفعلوا سوى مواصلة تطوير الشروط الموجودة من قبل، والتي كانت معطاة لهم سلفاً ... بينما البروليتاريون ملتزمون إذا أرادوا أن يؤكدوا أنفسهم على أنهم أفراداً [أشخاصاً] أن يلغوا شروط وجودهم بالذات حتى ذلك الحين (هذا الشرط الذي كان فضلاً عن ذلك شرط كل المجتمع حتى الوقت الراهن ) ألا وهو العمل[الأجير] " إذا أرادوا تأكيد أنفسهم كأفراد مستقلين ومتحدين بحرية فعليهم بالقضاء على العمل الأجير . راجع ص 78 ترجمة II ، حيث الشيوعية هي "إنتاج شكل التعامل نفسه". أي إعادة إنتاج الملكية الجماعية. يكتب ماركس : "تختلف الشيوعية عن جميع الحركات التي سبقتها حتى الآن في أنها تقلب أساس جميع علاقات الإنتاج والتعامل السابقة، وتعالج بكل وعي، للمرة الأولى، جميع الشروط الطبيعية[المقدمات العفوية ت I 176] على أنها صنائع البشر الذين سبقونا حتى الوقت الراهن ، وتجردها من طابعها الطبيعي وتخضعها لسلطان الأفراد المتحدين"[ت II 78] . تحول الشيوعية الشروط القائمة إلى شروط الوحدة عبر تحطيم الأساس المادي التاريخي لوجود الطبقات والانقسام الطبقي في المجتمع، و الأساس هو هيمنة الملكية الخاصة. لذا فقد كان تنظيمها، أي الشيوعية، اقتصادياً بصورة جوهرية، "ألا وهو الإنتاج المادي لشروط هذه الوحدة "[ت II 78]. "إن الأوضاع التي تخلقها الشيوعية هي على وجه الدقة الأساس الحقيقي الذي يجعل من المحال وجود أي شيء كان بصورة مستقلة عن الأفراد "[ت II 78] . أي أنها تحطيم شروط تقسيم العمل القسرية، وما يعنيه من تحطيم للملكية الرأسمالية الخاصة. "وهكذا فإن الشيوعيين يعالجون في الممارسة الشروط التي خلقها الإنتاج التعامل حتى الوقت الراهن على أنها غير عضوية ، دون أن يتوهموا على أية حال أنه كان من خطأ الأجيال السابقة أو مصيرهم أن تمنحهم المواد ، ودون أن يعتقدوا أن الشروط قد كانت غير عضوية بالنسبة للأفراد الذين يخلقونها "[ت II 78]. " إن ما يظهر على أنه ممكن الحدوث[محتمل probable ] بالنسبة إلى العصر اللاحق في تعارضه مع العصر السابق ، وهذا ما ينطبق أيضاً على العناصر الموروثة من عصر سابق، هو شكل للتعامل كان يقابل مرحلة معينة من تطور القوى المنتجة ... إن علاقة القوى المنتجة بشكل التعامل هي العلاقة بين شكل التعامل وعمل الأفراد أو نشاطهم (فعاليتهم الذاتية) [ت II 78]. شكل التعامل القائم على أساس شكل محدد للملكية الخاصة هو الذي يحدد إمكانيات عصر بعينه بما فيها ما ورثه هذا العصر من العصر السابق له، حتى التراث الموروث مشروط بهذا الشكل للتعامل القائم بالفعل. وهذا ينطبق على الدين كتراث موروث من عصر سابق. هكذا فالدين الإسلامي يعاد إنتاج تعاليمه في العصر البورجوازي على أساس وجود هيمنة أسلوب التعامل الرأسمالي.
اقرأ : 1- علاقة القوى المنتجة بشكل التعامل [شكل الملكية الخاصة وعلاقاتها]، هذا مستوى أول. 2- علاقة شكل التعامل مع عمل الأفراد أو فعاليتهم الذاتية، المستوى الثاني.
القوى المنتجة________ شكل التعامل[علاقات الملكية الخاصة + علاقـــات السوق(تبادل وتوزيع)] ______________ نشاط الأفراد الذاتي [عمل الأفراد، فعاليتهم الذاتية].
لاحظ أيها القارئ أن علاقات الإنتاج[شكل التعامل] تتوسط بين القوى المنتجة من جهة ، وفعالية الأفراد الذاتية . القوى المنتجة وشكل التعامل عمليتين متعامدتين، شكل التعامل يعمل في المستوى الأفقي المحافظ، واللامتصل. والقوى المنتجة تعمل في المستوى العمودي المتواصل والمتقدم أو المتدهور إذا جاز التعبير. هما دائرة يخترقها مستقيم. ومجموع الدائرة مع السهم يشكل ما يسمى نمط الإنتاج أو أسلوب الإنتاج حسب الترجمة. لقد أهملت الستالينية أو التعليم البيروقرطي السوفييتي العلاقة بين شكل التعامل من جهة ونشاط الأفراد الذاتي من الجهة الثانية ، مما أظهر الماركسية وكأنها تكرس الدفاع عن الفرد الاحتمالي ، أي الفرد كعضو في طبقة . بينما ظهر من خلال اقتباساتنا أن الماركسية منشغلة حقيقة بالفرد الشخصي، وفعاليته الذاتية ، وأن سعي الماركسية في جوهره هو الدعوة لفرد متحرر من علاقة طبقية فوقه ومستقلة عن إرادته. أي أن هدفها إخضاع كل شرط لسلطة الأفراد المتحدين. بحيث تصبح الشروط بالنسبة للأفراد شروط عضوية وليست فوقهم ومستقلة عنهم .
"إن الشكل المختلف الذي تتخذه الحياة المادية يتوقف في كل حالة على الحاجات النامية بصورة مسبقة، وعلى إنتاج هذه الحاجات، تماماً كما أن تلبية هذه الحاجات هي عملية تاريخية "[ت II 79 ] . [الترجمة II لهذه الفقرة سيئة كما تلاحظ أيها القارئ ]
الترجمة I للفقرة السابقة: "إن هذا التنظيم أو ذاك للحياة المادية ، يتوقف في كل مرة ، على ، على الحاجات التي تطورت علماً بأن نشوء هذه الحاجات ، مثله مثل تلبيتها، إنما هو عملية تاريخية "[ت I 178]. يجب أن نميز هنا بين شكل "إنتاج الحاجات من جهة، وبين شكل تلبيتها من الجهة الثانية. كما يتوجب أن نلاحظ تاريخية نشوء الحاجة ، وتاريخية تلبيتها.
"إن الشروط التي تجري في ظلها المعاشرة [التعامل] بين الأفراد ، طالما لم يظهر التناقض [بين هذه الشروط وهؤلاء الأفراد] ، هي شروط تتعلق بفرديتهم ، وليست شيئاً ما خارجياً بالنسبة لهم ؛ إنها الشروط التي لا يستطيع هؤلاء الأفراد المعنيون ، الموجودون في علاقات معينة إلا أن ينتجوا في ظلها حياتهم المادية وما يرتبط بها ؛ وهي بالتالي شروط مبادرة هؤلاء الأفراد ، وهي أيضاً نتاج مبادرتهم"[ت I 178][2] .لا تظهر خارجية الشروط واستقلالها عن الأفراد [فوقهم] إلا بوجود التناقض بين قوى الإنتاج من جهة ، وشكل التعامل من الجهة الثانية ، أي بين شكل التعامل من جهة، وبين إرادة هؤلاء الأفراد وفعاليتهم الذاتية من الجهة الثانية.
"إن هذه الشروط المتفاوتة، التي تظهر بادئ الأمر على أنها شروط الفعالية الذاتية، وفي وقت لاحق على أنها قيود مفروضة عليها تشكل في جملة تطور التاريخ سلسلة متماسكة من أشكال التعامل يستقيم تماسكها فيما يلي: إن شكلاً جديداً من التعامل يحل مكان شكل قديم قد بات قيداً . وهذا الشكل الجديد يقابل القوى المنتجة الأكثر تطوراً ، وبالتالي النمط التقدم لفعالية الأفراد الذاتية . وهو شكل يصبح بدوره قيداً ، وستبدل إذاً بشكل آخر"[ت II 79] فيما بعد ، وفي رأس المال صاغ ماركس هذه المسألة بعبارات أخرى: التناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج، أي التناقض بين قوى الإنتاج وشكل الملكية السائد. حيث يخل شكل من أشكال الملكية في تناقض مع درجة تطور القوى المنتجة فيغدو قيداً لتطورها، أو تغدوا هذه القوى قوى هدامة وقيداً على نشاط الأفراد وفعاليتهم الذاتية وعلى تفتحهم الإنساني المتنوع. ويغدو شكل التعامل اللاحق "أكثر تقدماً لمبادرة الأفـــراد"[ت I 179] الصياغات التي تركز على اغتراب الأفراد في مجتمع متناقض ومنقسم تحجب المستوى الأول للتناقض والذي هو بين شكل الملكية المسيطر وبين درجة تطور القوى المنتجة، من هنا حصلت مراجعة للماركسية من قبل مفكرين بورجوازيين أعادت الاعتبار لملخصات ماركس المسماة "مخطوطات 1844 الاقتصادية الفلسفية" حيث يركز ماركس على الاغتراب في المجتمع الرأسمالي. وتمت مواجهة نتاج ماركس "الشاب" بنتاجه "الناضج" في رأس المال. مع أن الوجهين: الاغتراب ، والتناقض الأول بين القوى المنتجة وشكل التعامل حاضرين في الأساس في نتاج ماركس المبكر (قبل رأس المال). وهذا ما وضح من قراءتنا لـ "لأيديولوجية الألمانية".
إذاً التناقض بين شكل التعامل وفعالية الأفراد الذاتية، هذه الشروط، شروط التعامل، "تقابل في كل مرحلة التطور المتواقت للقوى المنتجة ، فإن تاريخها هو في الوقت ذاته تاريخ القوى المنتجة النامية التي يرثها كل جيل جديد، ومن جراء ذلك فهو تاريخ تطور قوى الأفراد أنفسهم" [ت II 79] "بما أن هذا التطور يجري بصورة عفوية ، أي بما أنه لا يخضع لخطة عامة يرسمها أفراد متحدون بحرية، فإنه ينطلق من أماكن مختلفة ، وقبائل مختلفة ، وأمم مختلفة، وفروع عمل مختلفة الخ.. ، كل منها يتطور بادئ ذي بدء بصورة مستقلة عن الأخرى ، وغير داخل في صلة معها إلا شيئاً فشيئاً . وفيما بعد ، لا يجري هذا التطور إلا بصورة بطيئة جداً ، فإن مختلف الدرجات والمصالح لا تذلل كلياً أبداً بل تخضع للمصلحة المنتصرة ، مواصلة وجودها الحقير إلى جانبها على امتداد القرون، ومن هنا ينجم أن الأفراد، حتى في إطار الأمة نفسها ، وحتى إذا تجردنا عن علاقاتهم على صعيد الملكية ، يمرون بتطور مختلف تماماً ، وأن المصلحة السابقة - حين يكون شكل المعاشرة المناسب لها قد زحزحه شكل للمعاشرة يتناسب مع المصلحة اللاحقة- تظل بحكم التقاليد تملك السلطة في شخص الوحدة الوهمية التي انعزلت عن الأفراد(الدولة ، الحق) ، وهي سلطة لا يمكن تحطيمها في آخر المطاف إلا عن طريق الثورة. وهذا ما يفسر كذلك لماذا يمكن للوعي أحياناً في بعض المسائل التي تجيز تعبيراً أعم ، أن يبدو سابقاً للعلاقات التجريبية المعاصرة  له، ولذا يمكن الاعتماد في معارك عهد آجل ما على مكانة ونفوذ نظريي الماضي " [ت I 179]. تنقض هذه الفقرة فكرة "الاستباق"[3] التي وردت عند كل من روجيه غارودي، والياس مرقص. يكتب مرقص في تقديمه لكتاب روجيه غارودي "فكر هيغل" : "الفكر له صفة استباق anticipation ولولا أن له هذه الصفة ، فنحن لا نرى لوجوده مبرراً ، لا نفهم وجوده "[فكر هيغل ص34].
إن استمرار بنية فوقية، سياسية أو أيديولوجية أو عادة [جماعة وهمية أو عادة أو دساتير]ولى شكل التعامل الخاص بها ، وكانت سابقاً تعبير عن بنية أو علاقة قائمة بالفعل، وبقيت في وجودها السياسي أو الحقوقي فيما بعد، وقد عبر عنها الوعي اللاحق بصورة راهنة ضمن التركيب الواقعي الجديد الأكـثر تعقيداً (الأكثر عينية) هكذا يظهر أن الوعي السابق قد عبر عن بنى وعلاقات قائمة الآن بالفعل، وهكذا يمكن الاستشهاد بمفكرين من الماضي كثقاة.
"إن مصلحة سابقة كان الشكل الخاص لتعاملها قد طرح سلفاً من قبل شكل التعامل الذي يخص مصلحة لاحقة ، تظل هذه المصلحة السابقة لفترة طويلة من الزمن فيما بعد في حيازة سلطة تقليدية في الجماعة الوهمية (الدولة، القانون) هذه السلطة التي اكتسبت وجوداً مستقلاً عن الأفراد ، هي سلطة لا يمكن في آخر الأمر تحطيمها إلا بثورة، وإن هذا ليفسر لماذا يمكن للوعي أحياناً ، فيما يتعلق بنقاط مفردة تتيح إجراء تركيب أعم ، أن يظهر [الوعي] متقدماً على العلاقات التجريبية المعاصرة، بحيث يستطيع المرء في صراعات عصر لاحق أن يستشهد بمنظرين سابقين على أنهم مراجع موثوقة "[ترجمة II 80]. لاحظ جيداً أيها القارئ: المصلحة السابقة في حيازة سلطة(وحدة وهمية) الدولة، أي استمرار البنية الفوقية السياسية والحقوقية لفترة، بالرغم من سيطرة مصلحة جديدة، وشكل تعامل جديد. وهكذا تظهر الدولة ، أو البنية السياسية الفوقية، ومعها الحقوقية، كعقبة أمام التطور اللاحق؛ أمام تقدم شكل التعامل الجديد. من هنا ضرورة الثورة.
نشير هنا إلى البلدان التي بدأت ، أو تبدأ بالأفراد الأكثر تقدماً من "العالم القديم"، وبالتالي بشكل التعامل الأكثر تقدماً (مثال أميركا الشمالية): "التطور يتقدم بسرعة كبيرة في بلدان بدأت في عصر تاريخي متقدم سلفاً ، كما هي الحال بالنسبة لأميركا الشمالية"[ت II 80]. "إن هذه البلدان تبدأ بالأفراد الأكثر تقدماً من العالم القديم[أوربا] وبالتالي بشكل التعامل الأكثر تقدماً المقابل لهم ، وذلك قبل أن يتمكن هذا الشكل للتعامل من توطيد نفسه في البلدان القديمة وتلك هي الحال بالنسبة لجميع المستعمرات"[ت II 80]  المستعمرات التي لا تكون مجرد محطات عسكرية أو تجارية .
"إن كل هذا الفهم للتاريخ يبدو كأن واقع الفتح يناقضه. فحتى الآن قيل أن العنف، والحرب، والنهب والسلب ، هي القوة المحركة للتاريخ "[ت I 180]. مثال ذلك ، روما والبرابرة، الإقطاعي وبلاد الغال ، الإمبراطورية الرومانية الشرقية والأتراك. "ليس ثمة ما هو أكثر شيوعاً من الرأي الزاعم أن كل شيء في التاريخ قد اقتصر حتى الآن على الفتح. .. من المصطلح [الشائع] تفسير الانتقال من العالم القديم إلى الإقطاعية بواقع هذا الفتح [البرابرة فتحوا الإمبراطورية الرومانية] ... في حال فتح البرابرة، يتوقف كل شيء على ما إذا كان الشعب المفتوح قد طور قبل ذاك القوى المنتجة الصناعية ، كما هو الحال عند الشعوب المعاصرة ، أم على ما إذا كانت قواه المنتجة لا ترتكز بصورة رئيسية إلا على اتحاده وعلى الجماعة [Gemeinwesen ] القائمة ، وفيما بعد أصبح طابع الفتح مشروطاً بموضوع الفتح "[ت I 181]
الترجمة II : "ليس أكثر شيوعاً من الفكرة القائلة بأن المسألة لم تكن في التاريخ حتى يومنا هذا سوى مسألة استيلاء . فالبرابرة يستولون على الإمبراطورية الرومانية ، وبهذا الاستيلاء يفسر الانتقال من العالم القديم إلى النظام الإقطاعي. ومهما يكن من أمر ، فإن المقصود في هذا الاستيلاء من قبل البرابرة هو معرفة ما إذا كانت الأمة المستولى عليها قد طورت قوى منتجة صناعية ، كما هي الحال بالنسبة إلى الشعوب الحديثة ، أو ما إذا كانت قواها المنتجة ترتكز في قسمها الأعظم على أساس تجمعها وعلى الجماعة فحسب. وفيما عدا ذلك ، فإن الاستيلاء مشروط بالشيء المستولى عليه" [ت II 80] . "فثروة المصرفي ، المستقيمة في أوراق نقدية ، لا يمكن الاستيلاء عليها مطلقاً دون أن ينصاع المستولي لشروط الإنتاج والتعامل في البلد المستولى عليه... إن النظام الإقطاعي لم يحمل في حال من الأحوال جاهزاً إلى ألمانيا ، بل كان أصله قائماً ، بقدر ما يتعلق الأمر بالفاتحين ، في التنظيم العسكري للجيش إبان الفتح الفعلي ، وقد تطور هذا التنظيم بعد الغزو فقط إلى النظام الإقطاعي بالخاصة تحت تأثير القوى المنتجة الموجودة في البلاد المغزوة"[ت II 81]. "في الصناعة الكبرى والمزاحمة ، تذوب جميع شروط الأفراد الحياتية وتحديداتهم وقيودهم في الشكلين الأبسط : " الملكية الخاصة والعمل[القسري؛ الأجير]. ومع المال تطرح جميع أشكال المبادلة بالذات ، بالنسبة إلى الأفراد ، على أنها أمور اتفاقية[4] . وبالتالي فإنه من طبيعة المال بالذات أن جميع العلاقات السابقة لم تكن سوى علاقات أفراد يحيون في شروط معينة [الشرط هنا داخلي بالنسبة للفرد] ، وليست علاقات بين أفراد من حيث هم أفراد [الشرط خارج الأفراد هنا وفوقهم، ومع عدم وعيهم بهذا الشرط تظهر حياتهم كأنها صدفية، ضربة حظ أو نحس]. وأن هذه الشروط لترد حالياً [في الشرط البورجوازي الرأسمالي] إلى شرطين فقط: العمل المتراكم والملكية الخاصة من جهة واحدة، والعمل الفعلي[الأجير] من جهة ثانية." [ت II 81]
ترجمة I  للفقرة السابقة: "في الصناعة الكبيرة والمزاحمة اندمجت جميع شروط العيش ، جميع الشرطيات، جميع أحاديات جوانب الأفراد في شكلين بسيطين للغاية هما الملكية الخاصة والعمل. فإن النقود تجعل كل شكل للمعاشرة والمعاشرة[التعامل VERKER][5] نفسها شيئاً ما صدفياً بالنسبة للأفراد . وعليه يعود إلى النقود أصل هذه الظاهرة ، وهي أن كل معاشرة كانت حتى الآن معاشرة بين الأفراد في ظل شروط معينة وحسب، ولم تكن معاشرة بين الأفراد بوصفهم أفراداً . إن هذه الشروط تنحصر في شرطين هما : العمل المتراكم أو الملكية الخاصة، والعمل الفعلي [الأجير]"[ت I 182-183]
جاء في الطبعة الإنكليزية: These conditions are reduced to two:accumulated labour or private property, and actual labour.   
[الطبعة الإنكليزية ص 81 ][6] . العمل المتراكم أو الميت يماثل الملكية الخاصة، في مقابل العمل الفعلي أو الحي. يظهر العمل المتراكم والملكية الخاصة في الترجمة II وكأنهما اثنان . بينما هما في الترجمة I ، وفي الطبعة الإنكليزية أمر واحد.
"يخضع الأفراد أنفسهم كلياً لهذا العمل ولهذا يجدون أنفسهم في تبعية كاملة ولا أكمل ، بعضهم حيال بعض، وبما أن الملكية الخاصة تجابه العمل في إطار هذا العمل فإنها [الملكية الخاصة] تتطور من ضرورة هذا التراكم ، وهي في البدء لا تزال تحتفظ بالشكل الأكبر من شكل الجمــاعة [الجماعيــــة في الترجمة II  GEMEINWESEN ] ولكنها تقترب أكثر فأكثر في سياق التطور من الشكل المعاصر للملكية الخاصة [شكل مجرد] من جميع الروابط القديمة، [من كل أثر للجماعية القديمة كالقرابة الدموية أو القبلية)]. لا يعود يربط الأفراد سوى هذه المجابهة وهذا التقسيم للعمل.. ينطوي تقسيم العمل منذ البدء على تقسيم شروط العمل – أدوات العمل والمواد- وينطوي بالتالي على تجزؤ الرأسمال المتراكم بين مختلف المالكين، وبالتالي على الانفصال بين الرأسمال والعمل، وكذلك على مختلف أشكال الملكية ذاتها" [ت I 183]. يمكن محاكمة دور الطبقة البورجوازية الطرفية من وجهة النظر هذه؛ من وجهة نظر تراكم رأس المال، وعلاقة هذه المراكمة بشكل الملكية ، وتقسيم العمل الدولي، وبالسؤال: هل يسهل هذا التقسيم الدولي للعمل أم يعرقل مثل هذا التراكم؟
"بقدر ما يتطور تقسيم العمل ، وبقدر ما ينمو التراكم ، بقدر ما يتطور هذا الانفصال [بين الرأسمال والعمل] بمزيد من القوة ، ولا يمكن للعمل[الأجير] نفسه أن يوجد إلا شرط هذا الانفصال[إلا بوجود الملكية الخاصة، وتقسيم العمل ، وتقسيم شروط العمل أصلاً] " [ترجمة I 183]. يشمل الرأسمال المبادلات الاقتصادية، والمواد والأدوات، والعمل المتراكم(ملكية خاصة) ، والعمل الأجير الحي المحروم من الملكية ، كما يشمل تقسيم شروط العمل(الأدوات والخامات).
"وهكذا يتكشف هنا واقعان: أولاً، تبرز القوى المنتجة كشيء تماماً ومفصول تماماً عن الأفراد ، كعالم خاص إلى جانب الأفراد، وسبب ذلك أن الأفراد الذين هذه القوى المنتجة هي قواهم هم متفرقون ومعارضون بعضهم بعضاً في حين أن هذه القوى لا تصبح من جانبها ، قوى فعلية إلا في المعاشرة [التعامل ت II ] وفي الصلة المتبادلة بين هؤلاء الأفراد . وهكذا نجد ، في جهة، مجمل القوى المنتجة التي ارتدت ما يشبه شكلاً شيئياً ، والتي لم تبقى بالنسبة للأفراد أنفسهم قوى الأفراد بل صارت قوى الملكية الخاصة . ولهذا ليست القوى [ضمن واقع التشييئ هذا تتحول هذه القوة للأفراد إلى قوة للرأسمال المتراكم؛ للملكية الخاصة ، ويغدو الحي في خدمة الميت وتغدو قوة كتلة بشرية ساحقة لصالح أقلية] القوى المنتجة قوى الأفراد إلا بقدر ما يكون الأفراد مالكين خصوصيين"[ت I 184]. اقرأ : لا تصبح قوى الأفراد قوة مادية شيئية غريبة عنهم وفوقهم إلا في كونهم متفرقين ومتعارضين يزاحم بعضهم بعضاً ، أي غير متعاونين. وهذا القوة الشيئية بدورها لا تغدو قوة فعلية إلا في المعاشرة ، أي في الصلة المتبادلة بين هؤلاء الأفراد. هكذا تتشيء العلاقات بين الأفراد، تتحول إلى أشياء تتحكم بهم كالقدر في المآسي الإغريقية .
"أبداً لم تتخذ القوى المنتجة ، في أي عصر سابق ، شكلاً على هذا القدر من اللامبالاة حيال تعامل الأفراد على اعتبارهم أفراداً ، لأن تعاملهم نفسه قد كان فيما مضى تعاملاً محدوداً "[ت II 82 ] . من اللامبالاة حيال الجانب الشخصي للأفراد وحيال قواهم الذاتية الحية. "من جهة أخرى ، فإن لدينا، في مواجهة هذه القوى المنتجة غالبية الأفراد الذين انتزعت هذه القوى منهم ، والذين أصبحوا وقد سرقوا على هذا الغرار[النحو] من كل مضمون فعلي للحياة ، أفراداً مجردين . لكن هذه الحقيقة وحدها ، قد وضعتهم على أية حال في مركز يمكنهم من إقامة العلاقات بين بعضهم بعضاً على اعتبارهم أفراداً [وضعتهم على أية حال في مركز يمكنهم من تحطيم هذا التشييئ لقواهم المنتجة، أي تحطيم الملكية الخاصة] " [ت II 82]. "إن العمل، وهو الرابطة الوحيدة التي لا تبرح تصلهم بالقوى المنتجة ، وبوجودهم الخاص ، قد فقد عندهم [الأفراد المحرومين من الملكية الخاصة] كل مظهر للفعالية الذاتية ، وهو لا يبقي على حياتهم إلا بإنهاكها "[ت II 83] .. وبينما كانت الفعالية الذاتية وإنتاج الحياة المادية منفصلين في المراحل السابقة[للرأسمالية] من جراء وقوعهما على عاتق أشخاص مختلفين [مثال الحرفي يملك أدواته] ، وبينما كان إنتاج الحياة المادية ، يعتبر من جراء الطابع المحدود للأفراد أنفسهم ، نمطاً ثانوياً للفعالية الذاتية ، فإنهم ينفصلون في الوقت الحاضر[مع البورجوازية] انفصالاً شديداً بحيث تظهر الحياة المادية على أنها الهدف الأخير [إنتاج السلع كهدف، وليس إنتاج السلع لتلبية حاجات الأفراد] في حين أن إنتاج هذه الحياة المادية ، أي العمل ، أي العمل [الأجير] (الذي هو في الوقت الحاضر الشكل الوحيد الممكن، لكن الشكل السلبي للفعالية الذاتية..) يظهر على أنه الواســــطة ليس غير" [ت II 83] العمل في جسه وأعصابه وقوته عموماً ، ليس سوى رابطة في هذه الفعالية الذاتية المستلبة. لا حظ: فعالية ذاتية إيجابية ، وفعالية ذاتية سلبية، أي الاستلاب، واغتراب العامل الأجير عن قوة عمله. لم يعد العامل يملك نتاج عمله لأنه انفصل عن أداة الإنتاج، فقد أضحى غريباً عن هذا المنتوج . "هكذا فقد بلغت الأمور في الوقت الحاضر حداً لا بد عنده للأفراد إن يستملكوا كلية القوى المنتجة المتوفرة، لا في سبيل تحقيق الفعالية الذاتية فحسب، بل قبل كل شيء من أجل ضمان وجودهم بالذات ، وإن هذا الاستملاك مشروط بادئ الأمر بالشيء المقصود استملاكه ، وهو هنا القوى المنتجة التي تطورت إلى درجة الكلية ، والتي لا وجود لها إلا ضمن تعامل عمومي ، وهكذا فإنه لا بد أن يكون لهذا الاستملاك، من هذه الزاوية ، طابع عمومي يقابل القوى المنتجة والتعامل"[ت II 83]
قوى منتجة كلية وتعامل عمومي[علاقات كونية] . استملاك هذه القوى من قبل الأفراد لا يكون إلا بإلغاء الملكية الخاصة بحد ذاتها كملكية خاصة[الاستحواز على الثروة وتكريس ذلك بالحقوق والإكراه]. وهذا الإلغاء يقابله تحقق كلي للفعالية الذاتية ، أي ازدهار كلي للأفراد، وتحقيق وجودهم كأفراد متحررين من الاستلاب. يكتب ماركس بهذا المعنى: "إن استملاك هذه القوى لا يعدو هو نفسه أن يكون أكثر من تطوير القدرات الفردية المقابلة لأدوات الإنتاج المادية . ولهذا السبب بالذات فإن استملاك كلية أدوات الإنتاج هو تطوير لكلية من القدرات في الأفراد أنفسهم"[ت II 83]. اقرأ : غاية هذا الاستملاك الكلي لقوى إنتاج كلية هو التفتح الكلي لطاقات الأفراد ، أي التحرر من هذه الحدود التي تعيق هذا التطور . وهذا هو البعد الإنساني الأساسي في الماركسية الذي أهملته البيروقراطية السوفييتية. "إن مجرد استملاك هذه القوى ليس سوى تطور الكفاءات الفردية المتطابقة مع أدوات الإنتاج المادية "[ت I 185]
"إن بروليتاريي العصر الراهن ، المحرومين كلياً من أية فعالية ذاتية هم وحدهم في مركز يمكنهم من تحقيق فعالية ذاتية كاملة لا قيود عليها بعد الآن وهي فعالية ذاتية تستقيم في استملاك كلية من القوى المنتجة ، وفيما يترتب على ذلك في تطوير كلية من القدرات"[ت II 83]
اقرأ : 1- بروليتاريو العصر الراهن [بحكم موقعهم الإنتاجي] المحرومون كلياً من أية فعالية ذاتية ، المستلبون كلية تجاه قوى إنتاج كلية مؤهلون [كإمكانية ] لاستملاك كلي [إلغاء الملكية الخاصة لشروط العمل؛ أدواته ومنتوجه] 2- يقابل هذا التملك الكلي لقوى الإنتاج تفتح كلي لقابلياتهم كأفراد ، التحرر الكامل للأفراد، أي اتحاد لشروط الفعالية مع الفعالية الذاتية للأفراد. 3- تكمن جذرية البورجوازية في خلقها لكلية التعامل أو التعامل العمومي أو الكوني. أي تعمم المزاحمة لتشمل أمم الأرض جميعها. يكتب ماركس: "لقد كانت جميع الاستملاكات الثورية السابقة محدودة ، فالأفراد الذين كانت فعاليتهم الذاتية محدودة بفعل أداة الإنتاج المحدودة وبفعل التعامل المحدود، قد كانوا يستملكون هذه الأداة المحدودة للإنتاج . وبذلك لا يحققون إلا تحديداً جديداً "[ت II 83]
اقرأ : أداة إنتاج محدودة، مع تعامل محدود يعني فعالية ذاتية محدودة [فعالية بعض قابليات الأفراد] بفعل هذه المحدودية لقوى الإنتاج والتعامل. عندما تحصل ثورات كان يتم كسر بعض القيود ، لأنه في استملاك أداة محدودة يعني الانتقال من تحديد إلى آخر أوسع فحسب ، من تقسيم عمل إلى آخر جديد. البورجوازية الحديثة خلقت الأرضية الحق لثورة كلية، أي لإلغاء كلي للملكية الخاصة ، وذلك بتطوير لا نهائي للقوى المنتجة وللسوق العالمية [تعميم المزاحمة والتعامل وتقسيم العمل] .
في الأشكال السابقة على البورجوازية: "كان الأفراد وقد أصبحت أدواتهم الإنتاجية ملكاً لهم ، كانوا يظلون أنفسهم خاضعين لتقسيم العمل وأدواته الإنتاجية الخاصة "[ت II 83]. .. في ظل جميع الاستملاكات السابقة [اغتصابـات الملكية ت II ] بقي جمهور الأفراد خاضعاً لأداة إنتاج وحيدة ما . أما في ظل الاستملاك البروليتاري فينبغي أن تخضع مجمل أدوات الإنتاج لكل فرد ، وأن تخضع الملكية لجميع الأفراد . والمعاشرة [التعامل] الكلية العصرية لا يمكن إخضاعها للأفراد بأي سبيل سوى السبيل التالي: وهو أنها ســــتكون خاضعة لجميعهم معاً " [ت I 186]. تظهر الترجمة II ص 84 لهذه الفقرة الفهم الاشتراكي البورجوازي الصغير؛ أي توزيع الملكية بدلاً من إلغائها[7] . جاء في الترجمة المذكورة[II ] "أما في الاستملاك من قبل البروليتاريين ، فلا بد أن تجعل كتلة من أدوات الإنتاج [ليس كلية أدوات الإنتاج، أو "مجمل أدوات الإنتاج" في تI"] خاضعة لكل فرد "[ت II 84].
"إن هذا الاستملاك [البروليتاري] مشروط كذلك بالأسلوب الذي يجب أن يتم به وليس بالإمكان تحقيقه إلا من خلال اتحاد لا يمكن بدوره ، من جراء طابع البروليتاريا بالذات ، إلا أن يكون اتحاداً عمومياً ، ومن خلال ثورة يطاح فيها، من جهة واحدة بسلطان النمط السابق للإنتاج والتعامل، والتنظيم الاجتماعي من الجهة الثانية [بسلطة الأسلوب السابق للإنتاج والمعاشرة، وكذلك بسلطة بنية المجتمع السابقة. ت I 186] ، وينمو فيها من جهة ثانية [في الثورة ويتطور] طابع البروليتاريا العمومي. وطاقتها التي لا يمكن إنجاز الثورة بدونها، وتتخلص البروليتاريا فيها ، فيما عدا ذلك، من كل ما لا يبرح عالقاً بها من مركزها السابق في المجتمع"[ت II 84]. تشير الفقرة السابقة إلى عالمية البروليتاريا، وثورتها وإلى مطارحة [فرضية] ماركس الثالثة بخصوص فيورباخ، بما يخص دور الثورة كمربي للظروف والأفراد معاً . يقول ماركس: "إن النظرية المادية التي تقر بأن الناس هم نتاج الظروف والتربية ، وبالتالي بأن الناس الذين تغيروا هم نتاج ظروف أخرى وتربية متغيرة، هذه النظرية تنسى أن الناس هم الذين يغيرون الظروف ، وأن المربي نفسه يجب أن يكون متربياً . ولهذا تصل[هذه النظرية] بالضرورة إلى تقسيم المجتمع قسمين أحدهما فوق المجتمع.
إن تطابق تبدل الظروف والنشاط الإنساني[الفعالية الذاتية] لا يمكن بحثه وفهمه عقلانياً إلا بوصفه عملاً ثورياً "[المختارات في أربع مجلدات ، المجلد الأول ص 38 ] . نشير مع ذلك إلى قيام ثورات بروليتارية في القرن العشرين ، بالرغم من الانقسام الذي أصاب الطبقة العاملة العالمية بفعل الاستقطاب الإمبريالي. وهو ماذكره لينين في كتابه "الإمبريالية.." يجب أن نشير أيضاً إلى خطورة الحس الأممي كشرط لتحرر البروليتاريا كلية أو جزئياً [في إنجازها لمهام ديمقراطية، كالتصنيع القومي وبناء السوق القومية الواحدة، وحل المسألة الزراعية حلاً ديمقراطياً] .
لقد لوحظ خلال التجارب الثورية البروليتارية للقرن العشرين انتصار فصائل من البروليتاريا مع غياب الوصاية الأممية . لكن كانت هناك دوماً تربية أممية صحيحة، ونزعة أممية حاضرة .وهذا يشير إلى تحول الوضع الإنكليزي والألماني الذي كان يهيمن على أمميتين، الإنكليز على الأولى، والألمان على الثانية، تحوله إلى أوضاع غير ثورية. إن وضعاً ثورياً في بلد رأسمالي رئيسي كان يعطي الهيمنة لحركة قطرية عمالية على الحركة البروليتارية العالمية، ومع تبقرط هذه الهيمنة [إصابتها بالمرض البيروقراطي] تتحول إلى وصاية على الحركات البروليتارية الأخرى ذات الشروط المختلفة، وبالتالي تصبح عقبة أمام اندفاع الحركات البروليتارية في الأقطار الأخرى.
إلى كون البورجوازية الألمانية قد حلت المسألة القومية في ألمانيا[وحدة السوق الألمانية، وتصنيع ألمانيا في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر] ، نضيف ما ظهر من عطالة كبيرة ونوعية لأوربا بالقياس إلى ثورة روسيا.جاءت هذه العطالة من الشروط السالفة الذكر ، وفعلت فعلها الكبير بحكم تأخر روسيا وقت الثورة .
"لا تتطابق الفعالية الذاتية مع الحياة المادية إلا في هذه المرحلة [الشيوعية] التي تقابل تطور الأفراد إلى أفراد كاملين وطرح كل طابع طرحته الطبيعة [زوال كل عفوية ت I 186] في الأصل"[ت II 84] لا تتطابق الفعالية الذاتية مع الحياة المادية إلا مع إلغاء الملكية الخاصة وإلغاء تقسيم العمل القسري، البورجوازي. في تطابق الفعالية الذاتية مع الحياة المادية ، لا تعود الشروط مستقلة عن الأفراد وفوقهم، بل تغدو فعاليتهم بالذات. "يقابل هذه المرحلة [الشيوعية] تحول العمل إلى فعالية ذاتية ، وتحول التعامل المشروط [والقسري] حتى ذلك الحين إلى تعامل الأفراد من حيث هم أفراد . وينتهي أمر الملكية الخاصة مع استملاك القوى المنتجة الكلية من قبل الأفراد المتحدين. وفيما كان كل شرط خاص يظهر على الدوام على أنه عرضي فيما مضى من التاريخ، فإن عزلة الأفراد أنفسهم، والربح الخاص لكل امرئ، هما اللذان أصبحا عرضيين في الوقت الحاضر[في تلك المرحلة]"[ت II 84]. لاحظ أيها القارئ أن هذا المظهر الصدفي لحياة الأفراد في الشرط البورجوازي [شروط تقسيم عمل قسري، والملكية الخاصة البورجوازية] ، واستلاب طاقة الأفراد كلها تشكل الأرضية الخصبة لظهور الأيديولوجية وقوتها، كما تعطي في نفس الوقت أهمية خاصة لمسألة الوعي ؛ وعي هذا الاستلاب وهذا المظهر الصدفي لحياة الأفراد.
"كان في الإمكان من خلال هذا [القلب، أو العكس invertion ]، الذي يغض النظر من الوهلة الأولى عن الشروط الفعلية ، تحويل التاريخ بأكمله إلى عملية تطورية يجتازها الوعي "[ت II 84]..إن الأفراد الذين لا يخضعون بعد الآن لتقسيم العمل، قد تصورهم الفلاسفة على أنهم مثل أعلى، تحت اسم "الإنسان"[Man] . لقد تصوروا كل العملية التي أوجزناها على أنها عملية تطورية لـ "الإنسان" يحل في كل مرحلة تاريخية محل الأفراد الفعليين. ويمثل على أنه القوة المحركة للتاريخ، وهكذا فإن العملية بكاملها قد تم تصورها على أنها عملية ضياع ذات لـ "الإنسان" [ضياع لهذا الجوهر المجرد] وكان السبب الجوهري في ذلك أن الفرد المتوسط[8] للمرحلة اللاحقة قد أحل على الدوام محل فرد المرحلة السابقة ، كما كان وعي العصر اللاحق يعزى إلى أفراد عصر سابق" [ت  II 84].  يحل هذا التجريد[تجريد الأفراد] محل الأفراد الفعليين ، بحيث تعطى قوة عمل الأفراد إلى فرد مجرد [الفرد-النوع] أو "الإنسان" ، كما يتم في هذا التجريد الذي يغيب كل اشتراط تاريخي، إسقاط القديم على الجديد، وإحياء الموتى، بحيث يكرر التاريخ ذاته من دون أن يأتي بجديد.
ملاحظة حاسمة عن المجتمع المدني مع مقارنة الترجمتين: "يشتمل المجتمع المدني على جماع علاقات الأفراد المادية ضمن مرحلة معينة من تطور القوى المنتجة [هذا التحديد ليس حكراً على المرحلة البورجوازية] إنه يشتمل على مجمل الحياة التجارية والصناعية لمرحلة معينة، وبذلك يتجاوز الدولة والأمة، بالرغم من أنه لا بد له على كل حال ، من تأكيد ذاته، في الخارج من حيث هو دولة [؟] ، وفي الداخل من حيث هو قومية[؟][9] .. ولقد ظهرت عبارة المجتمع المدني في القرن الثامن عشر حالما تملصت علاقات الملكية من الجماعية القديمة والوسيطة . إن المجتمع المدني بصفته هذه لا يتطور إلا مع البورجوازية.. ومهما يكن من أمر ، فإن التنظيم الاجتماعي المشتق مباشرة من الإنتاج والتعامل ، والذي يشكل في جميع الأزمان أساس الدولة ، وكل البقية الباقية من البنية الفوقية المثالية قد سمي على الدوام بهذا الاسم نفسه"[ت II 85]
اقرأ : 1- المجتمع المدني ليس وقفاً على الشكل البورجوازي للملكية الخاصة. 2- المجتمع المدني هو جماع العلاقات المادية التجارية والصناعية لمرحلة معينة، فهو في أساس كل دولة. 3- يؤكد هذا المجتمع نفسه في الخارج على شكل أمة، أو قومية من دون تمايزات اجتماعية [يتمظهر على شكل أمة متساوية الأفراد والطبقات، والامتيازات الخ..]، وينظم نفسه في الداخل على شكل دولة[بنية فوقية سياسية]، مهمتها الحفاظ على شروط تقسيم العمل في هذا المجتمع ، والحفاظ على الملكية الخاصة وعلاقاتها. أي الحفاظ على إعادة إنتاج التفاوت الاجتماعي. 4- تم وعي هذا الشكل من العلاقات في القرن الثامن عشر، حيث تمت صياغته النظرية الأولى في هذا القرن، ذلك على أثر تخلص الملكية الخاصة من الجماعة القديمة والوسيطة، أي التخلص من العلاقات القبلية ومن الامتيازات والمراتب الإقطاعية والدينية والبيروقراطية. هذا الشكل "النقي" إذا جاز القول للملكية الخاصة من الامتياز والعلاقات القديمة، عدا البيع والشراء ، هذا المجتمع المتخلص من العلاقات الوسيطة ، ومن الامتيازات الوسيطة المراتبية والعائلية والدينية والعسكرية، لا يتطور إلا مع البورجوازية التي حلت معها النقود محل الروابط القديمة. ومع انحطاط البورجوازية كطبقة عالمية اعتباراً من 1850 ، خاصة في أطراف النظام الرأسمالي ، باتت عبارة ماركس كالتالي: مع انحطاط البورجوازي كطبقة عالمية لا يتطور "مجتمع مدني" متخلص من أمراض العصور الوسيطة وعلاقاتها [متخلص من الطائفية والعشائرية والعائلية] إلا مع سيطرة البروليتاريا كدولة ، وهيمنتها كبرنامج ديمقراطي.
الترجمة رقم I للفقرة السابقة: "إن المجتمع المدني يضم كل معاشرة الأفراد المادية في إطار درجة معينة من تطور القوى المنتجة . وهو يضم كل الحياة التجارية والصناعية في الدرجة المعينة ، ويتخطى بذلك حدود الدولة والأمة ، مع أنه لابد له مع ذلك من جهة أخرى أن يبرز في الخارج بصورة القومية[10] ويقوم في الداخل بصورة الدولة . إن تعبير "المجتمع المدني " [BURGERLICHE GESELLSHAFT  يعني في ذات الوقت المجتمع البورجوازي ، والمجتمع المدني في اللغة الألمانية ] قد انبثق في القرن الثامن عشر ، عندما كانت علاقات الملكية قد تحررت من الجماعة القديمة والقروسطية [GEMEIN WESEN] . إن المجتمع المدني مأخوذاً بذاته[بصفته هذه] لا يتطور إلا مع البورجوازية، ولكن الاسم نفسه قد عني على الدوام التنظيم الاجتماعي الذي يتطور مباشرة من الإنتاج وشكل المعاشرة ، والذي يشكل في جميع الأزمنة البناء التحتي للدولة ولكل بناء فوقي مثالي [فكري وأيديولوجي ] آخر"[ت I 187-188].
علاقة الدولة والقانون بالملكية
يكتب ماركس: "إن شكل الملكية الأول ، في العالم القديم وفي العصر الوسيط على حد سواء هو الملكية القبلية، المشروطة بصورة رئيسية بالحرب عند الرومان، وتربية الماشية عند الجرمان "[ت II 86]. ..يظهر حق الفرد في هذه الملكية على اعتباره حيازة possession باللاتينية [ت II 86]
الترجمة I للفقرة السابقة : "إن الملكية القبلية عند الشعوب القديمة كانت تتخذ شكل ملكية الدولة[كأنها ملكية دولة] وكان حق الفرد بمفرده فيها يقتصر على مجرد وضع اليـــد [possessio][11] الذي لم يكن يشمل مثله مثل ملكية القبيلة على العموم ، سوى ملكية الأرض"[ت I 188].
"إن الملكية الخاصة بمعنى الكلمة الأصلي لا تظهر عند الشعوب القديمة كما عند الأمم الحديثة إلا مع [الملكية المنقولة- ت II 86][movable property ] (العبودية والجماعـــة[ Gemeinvesen ]) (dominium ex jure Quiritum) [12] " [ت I 188]  لاحظ علاقة الملكية الخاصة بالمعنى الحرفي بالملكية المنقولة في روما القديمة وفي العصر البورجوازي الحديث.
"إن الملكية القبلية [tribal property]، عند الشعوب الخارجة من العصر الوسيط، تتطور بمرورها في مراحل مختلفة – الملكية العقارية الإقطاعية، والملكية المنقولة النقابية[ملكية الأموال المنقولة للطائفة الحرفية-ت I-]، والرأسمال المانيفاكتوري، حتى[وصولاً إلى] الرأسمال الحديث، المشروط بالصناعة الكبيرة والمزاحمة العمومية، والذي يمثل الملكية الخاصة في حالتها النقية، وقد تحررت من كل مظهر من مظاهر الجماعة، واستبعدت أي فعل من جانب الدولة على تطور الملكية ".. هذه الملكية الخاصة الحديثة تقابلها الدولة الحديثة" [ت II 86]
"إن البورجوازية ملزمة لمجرد كونها طبقة ، وليس مرتبة ، بأن تنتظم على الصعيد القومي [الصعيد الوطني  nationally ت I 189] لا على الصعيد المحلي وبأن تمنح مصالحها المشتركة شكلاً عمومياً "[ت II 86]
الطبقة بالمعنى البورجوازي الحديث هي طبقة مفتوحة يمكن الدخول إليها والخروج منها، ويقبلها بالإنكليزية لفظ CLASS ، وذلك مقبل الطبقة المغلقة أو الفئة، وتترجم أحياناً بـ المرتبة CASTE التي يرتبط الفرد بها مدى الحياة ، وكأنها خاصية شخصية.
"وبفضل تحرر الملكية الخاصة من الجماعة gemeinvesen اكتسبت الدولة وجوداً مستقلاً إلى جانب المجتمع المدني وخارجه"[13] [ت I 189].. بيد أن هذه الدولة ليست شيئاً آخر سوى الشكل التنظيمي الذي يتخذه البورجوازيون بالضرورة كي يضمنوا بصورة متبادلة ملكيتهم ومصالحهم في الخارج والداخل على حد سواء[دكتاتورية البورجوازية]"[ت II 86]
"لا وجود اليوم لاستقلال الدولة إلا في تلك البلدان حيث لم تتوصل المراتب بعد بصورة تامة إلى مرحلة الطبقات في تطورها .. وبالتالي في تلك البلدان حيث يقوم وضع مختلط بعد ، وحيث لا يستطيع نتيجة ذلك أي قسم من السكان أن يتوصل إلى السيطرة على الأقسام الأخرى "[ت II 86-87].
يشاهد هذا الوضع المختلط في معظم البلدان المتخلفة [البلدان الرأسمالية الطرفية] وذلك نتيجة تخلع اقتصادياتها وبناها الاجتماعية ، وكون العملية الاقتصادية الكولونيالية موجهة نحو المزيد من تخليع بنى هذه المجتمعات وتذريرها. من هنا المظهر المستقل للدولة البورجوازية الطرفية في هذه البلدان، وسماتها البونابرتية، وأحياناً الفاشية الطرفية ، ومنها الفاشية الطرفي المبقرطة. بالطبع يحصل هذا التمظهر تحت قيادة وسيطرة البورجوازية الطرفية الرثة. من مفارقة هذه الدولة الطرفية حيث جبروتها الأمني وهشاشتها الطبقية، وهيمنتها الفقيرة ، وهو ما يفسر حذرها الشديد من التعددية الحزبية، ويفسر كونها دولة موتورة، ومتحفزة دوماً ، لأن أزمة الهيمنة لديها أزمة طبيعتها الاجتماعية.
 "إن الدولة لا توجد إلا لأجل الملكية الخاصة "
ترجمة I للفقرة السابقة حول استقلال الدولة: "إن استقلال الدولة لا يوجد في زماننا إلا في البلدان التي لم تتطور فيها المراتب الاجتماعية بصورة نهائية إلى طبقات والتي لا تزال تضطلع فيها المراتب الاجتماعية التي قد ألغيت في بلدان أكثر تقدماً بدور معين ، مشكلة نوعاً من خليط والتي لا يمكن فيها بالتالي لأي قسم من السكان أن يحرز السيادة على أقسامهم الأخرى "[ت I 189]  و "بما أن الدولة هي ذلك الشكل الذي يحقق فيه الأفراد المنتسبون إلى الطبقة السائدة مصالحهم المشتركة، والذي يجد فيه المجتمع المدني كله في عهد معين تعبيره المكثف فإنه ينجم من هنا أن جميع الأحكام العامة تطبقها الدولة وتكتســـب شكلاً سياسياً "[ت I 189].. من هنا ينبع الوهم بأن القانون يرتكز على الإرادة ، بل الإرادة الحرة المفصولة عن أساسها الفعلي ، كذلك الحق يحصرونه بدوره فيما بعد بالقانون[ت I 189-190] الحق بالفعل هو التعبير عن مصلحة جماعة سائدة .
"إن الحق الخاص يتطور في الوقت نفسه مع الملكية الخاصة من انحلال شكل الجماعة  gemeinvesen [والشكل الإقطاعي] الذي تكون بصورة طبيعية . وعند الرومانيين لم يسفر تطور الملكية الخاصة والحق الخاص عن عواقب صناعية وتجارية لأن كل أسلوبهم للإنتاج بقي ثابتاً ، ولم يطرأ عليه أي تغيير، أما الشعوب الحديثة التي حلت عندها الصناعة والتجارة، فقد بدأ بالنسبة لها ، مع انبثاق الملكية الخاصة والحق الخاص ، طور جديد كان قادراً على التطور اللاحق [بفضل المانيفاكتورة ، وتوسع التجارة] "[ت I 190] كتب انجلز ملاحظة على هامش هذه العبارة: الربا . قارن مع هذا الربا في مكة ، ووجود التجارة عند عرب الحجاز مع غياب المانيفاكتورة والنفور من الحرف الصناعية بشكل عام .
"ما إن طورت الصناعة والتجارة – أولاً في إيطاليا، وفيما بعد في البلدان الأخرى – [طورت] الملكية الخاصة – حتى لقي الحق الخاص الروماني –الموضوع بكل دقة- القبول فوراً من جديد ، وحظي بقوة الهيبة والنفوذ "[ت I 190]  من أجل توضيح إضافي لوهم مقولة الاستباق عند الياس مرقص نشير هنا إلى : المقولة العينية بشكل الملكية التجارية والصناعية البورجوازية الحديثة ، والمقولة البسيطة بشكل ملكية المواطن الروماني الأصيل القابلة للنقل . المقولة العينية المتطورة تستحضر البسيطة وتدمجها في بنيتها الجديدة، كعنصر من عناصرها، كحق بورجوازي حديث وليس كحق روماني.
"في بريطانيا ، كان لا بد من الاستعانة بمبادئ الحق الروماني لأجل مواصلة صياغة الحق الخاص (ولا سيما في قسمه المتعلق بالملكية المنقولة )".
[الحق مثل الدين ليس له تاريخ خاص.. أي أنه مشروط بالفترة المعينة] مشروط بالحياة المادية للفترة المعينة "[ت  I 190].. في الحق الخاص تتجلى علاقات الملكية القائمة بوصفها نتيجة للإرادة العامة ، بل إن الحق في سوء الاستعمال يدل بحد ذاته من جهة على أن الملكيــة الخاصة أصبحت مستقلة تماماً عن الجمـاعة [gemeinvesen ] ، ومن جهة أخرى على الوهم بأن هذه الملكية الخاصة بالذات تركز بوجه الحصر على الإرادة الخاصة ، على التصرف الاعتباطي بالشيء" [ت I 191] هذا الحق في الاستعمال وسوء الاستعمال "لا يصبح فعلياً إلا في التعامل وبصورة مستقلة عن القانون"، أي أنه مشروط بالتعامل وبصورة مستقلة عن القانون، مشــروط بعلاقات الإنتــــاج، وبشكل الملكية التاريخي المسيطر.
ملاحظة لماركس على الهامش: "عند الفلاسفة ، العلاقة = الفكرة . إنهم لا يعرفون إلا علاقة الإنسان بنفسه . لذا فإن جميع العلاقات الفعلية تصبح أفكاراً بالنسبة لهم"[هامش ص 88 ت II ] .
 
 
مراجع التحقيق والشرح
 
1-      كارل ماركس ، فريدريك إنجاز "الأيديولوجية الألمانية" ترجمة الدكتور فؤاد أيوب دار دمشق 1976.  نقلت هذه الترجمة بالستناد إلى الترجمة الإنكليزية الصادرة عن دار اللغات الأجنبية في موسكو 1964 ، وإلى الترجمة الفرنسية الصادرة عن دار المنشورات الاجتماعية في باريس 1968
2-      كارل ماركس، ف. انجلز : منتخبات في 15 مجلداً ، المجلد الأول دار التقدم موسكو ترجمة الياس شاهين 1988  .              
3-      رضوان السيد "مفاهيم الجماعات في الإسلام – دراسة في السوسيولوجيا التاريخية للاجتماع العربي الإسلامي" دار التنوير للطباعة والنشر بيروت لبنان الطبعة الأولى 1984
4-      يورغين هابرماس "التقنية والعلم كأيديولوجيا " ترجمة د. الياس حاجوج منشورات وزارة الثقافة 1999 .
5-      بول ا . باران ، بول م . سويزي "رأس المال الاحتكاري- بحث في النظام الاقتصادي والاجتماعي الأمريكي" ترجمة : حسين فهمي مصطفى ، مراجعة: دكتور إبراهيم سعد الدين ، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر 1971 . الطبعة الأصلية 1966
6-      لينين "الدفاتر الفلسفية- 1 عن الديالكتيك" ترجمه وقدم له الياس مرقص الطبعة الثانية 1983 دار الحقيقة – بيروت . [وهو خلاصة علم المنطق لهيغل تلخيص لينين]
7-      أنطوان بِلتيه، جان جاك غوبلو "المادية التاريخية وتاريخ الحضارات"ترجمة الياس مرقص الطبعة الأولى 1980 دار الحقيقة – بيروت.
8-      هاري ماجدوف "الإمبريالية من عصر الاستعمار حتى اليوم " الطبعة العربية الأولى 1981 ، الطبعة الأصلية 1978 مؤسسة الأبحاث العربية .
9-   جان سيغمان "1848 الثورات القومية والديمقراطية والرومانسية"ترجمة هنرييت عبودي الطبعة الأولى 1983 دار الطليعة بيروت
10 – د. نايف سلوم "ما بعد الحداثة – مقالات في النقد الفلسفي" الطبعة الأولى 1998 دار التوحيدي للنشر حمص .
11 – كارل ماركس و فريدريك انجلز  "الأسرة المقدسة – أو نقد "النقد النقدي" مناهضة برونو بوير وأشياعه" ترجمة الدكتور رزق الله هيلان، مراجعة أنطون مقدسي منشورات وزارة الثقافة 1975 .
12-  كارل ماركس "الصراعات الطبقية في فرنسا "1848-1850 " ترجمة الدكتور فؤاد أيوب ، دار دمشق 1964
13- لينين "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية – وصف مبسط" دار التقدم من دون تاريخ .
14 – ماركس انجلز "مختارات في أربع مجلدات " المجلد الأول دار التقدم .
15- ماركس انجلز "نقد برنامجي غوته وايرفورت" نقله إلى اللغة العربية صلاح مزهر ، منشورات وزارة الثقافة دمشق 1974
16- إيران 1900- 1980 ، الثورات المعاصرة ، القوى السياسية والاجتماعية ، دور الدين والعلماء التسلح وسياسة التوكيل ترجمة مؤسسة الأبحاث العربية 1980
17- مراسلات ماركس و انجلز ترجمة الدكتور فؤاد أيوب دار دمشق 1981 .
18- ماو تسي تونغ "مؤلفات مختارة – المجلد الأول دار النشر باللغات الأجنبية بكين " طبعة أولى 1968 ، طبعة ثانية 1977 . مقالة" في التناقض" .
19 - كارل ماركس "رأس المال- نقد الاقتصاد السياسي" المجلد الأول الكتاب الأول : عملية إنتاج الرأسمال الجزء 1 (الفصول 1- 13 ) ترجمة الدكتور فهد كم نقش دار التقدم 1985 .
20- أنطونيو غرامشي "الأمير الحديث- قضايا علم السياسة في الماركسية" ترجمة زاهي شرفان و قيس الشامي الطبعة الأولى 1970 دار الطليعة بيروت .
21- خليل عبد الكريم "قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية " الطبعة الأولى 1993 سنا للنشر القاهرة.
22- سيد محمد القمني "حروب دولة الرسول" الجزء الثاني ، طبعة أولى 1996 الناشر مكتبة مدبولي الصغير ، القاهرة .
23 – هنري لوفيفر "المنطق الجدلي" ترجمة فتحي إبراهيم ، الطبعة الأولى 1978 دار الفكر المعاصر ، القاهرة .
24- "الإمبريالية وقضايا التطور الاقتصادي في البلدان المتخلفة " دراسات بقلم : بول سويزي، بوب ساتكليف، أندريه غندر فرانك، ليو هيوبرمان ، برابهان باتنيك ، جوزيه نون . ترجمة عصام الخفاجي .الطبعة الأولى 1974 الطبعة الثانية 1980 .
25- روجيه غارودي "فكر هيغل" ترجمه وقدم له الياس مرقص ، الطبعة الثانية 1983 دار الحقيقة بيروت.
26- أوسكار لانكه "مسائل الاقتصاد السياسي للاشتراكية" – بإشراف أوسكار لا نكه ، نقله إلى العربية أحمد فؤاد بلبع .الطبعة الأولى 1972 الطبعة الثانية 1982 . دار الحقيقة للطباعة والنشر بيروت . يضم الكتاب ثلاث مقلات لأوسكار لانكه هي : 1- الاقتصاد السياسي للاشتراكية 2- دور التخطيط في الاقتصاد الاشتراكي 3- المسائل الأساسية للبناء الاشتراكي .
27- فريدريك انجلز "حرب الفلاحين في ألمانيا" تعريب محمد أبو خضور ، دار دمشق من دون تاريخ .
28- كارل ماركس "مخطوطات 1844 الاقتصاد السياسي والفلسفة" ترجمه الياس مرقص ، منشورات وزارة الثقافة ، دمشق 1970  إلى الفرنسية: تقديم وترجمة وشروح : إميل بوتيغلي المطبوعات الاجتماعية ، باريس 1968 .
29- منير البعلبكي "المورد الكبير 1991 " دار العلم للملايين .
30- الفيروز آبادي "القاموس المحيط " تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة بإشراف محمد نعيم العرقسوسي الطبعة الخامسة 1996 طبعة فنية منقحة مفهرسة .
31- dorland,s illustrated Medical Dictionary Twenty sixth Edition 1981   .
32- Karl Marks and Frederik Engels The German Ideology .      progress publishers . Moscow 1964  
 
33- أوغست كورنو "ماركس وانجلز – حياتهما وأعمالهما الفكرية " الجزء الرابع "تشكل المادية التاريخية 1845- 1846 " ، نقله إلى العربية الياس مرقص الطبعة الأولى 1975 دار الحقيقة بيروت .
34 – سان جون بيرس "منـــارات"  ترجمة أدونيس ، منشورات وزارة الثقافة دمشق 1976 .
35 – رسائل ابن العربي (الجزء الأول) ، للشيخ الأكبر محي الدين أبي عبد الله ابن العربي الحاتمي طبعة أولى 1998 ، طبعة خاصة ، دار المدى للثقافة والنشر 2001 .
 


[1]   Aufheben تجاوز، رفع إلى مستوى أعلى ، تغلب على. [الدفاتر الفلسفية I ص17 ]. "لكلمة التجاوز aufheben معنيان ، أنها تعني الاحتفاظ، وتعني الإنهاء"[هيغل علم المنطق، أيضاً راجع هنري لوفيفر"المنطق الجدلي"ص19]
[2]   "إنتاج نمط التعامل نفسه" [ت II هامش ص 79]، أو "إنتاج شكل المعاشـــــــــرة نفـــسه" [ت I هامش ص178]
[3]  Anticipation : توقع، حدس. [المورد 1991 ص 52] لاحظ عبارة ماركس : " يمكن للوعي أحياناً في بعض المسائل التي تجيز تعبيراً أعم ، أن يبدو سابقاً للعلاقات التجريبية المعاصرة له، " الوعي في هذه الحالة الخاصة يبدو، وكلمة يبدو تشير إلى خداع وزيف هذه الحالة. أي يظهر لأول وهلة أن الوعي هنا استباق، ولكن هذا خداع بصر. جاء في القاموس المحيط في معنى كلمة "بدا" : "ظهر ، .. وبادي الرأي : ظاهره. وتبادى: تشبه بأهلها "[ص 1629]
[4]  fortuitous : اتفاقي، تصادفي ،محظوظ. [المورد 1991 ص 365]
[5]  استخدمت الترجمة الثانية التعامل بدلاً من التداول، بشكل ناجح لأن التبادل يظهر الجانب الاقتصادي من علاقات الإنتاج، على عكس من كلمة التعامل التي توحي بالجانبين معاً.
[6]  تختزل هذه الشروط إلى شرطين : العمل المتراكم أو الملكية الخاصة، والعمل الفعلي.
[7]   اشتراكية التوزيع، أو الاشتراكية المساواتية البورجوازية الصغيرة.
[8]   الفرد المتوسط يساوي مجموع قوة الأفراد في مجتمع محدد لمرحلة معينة مقسوماً على عدد هؤلاء الأفراد لتلك الفترة .
[9]   هنا الترجمة مقلوبة للفقرة المعلمة بالخط، وهذا ما ورد في الترجمة رقم I حيث وردت العبارة كالتالي: "مع أنه لا بد له مع ذلك من جهة أخرى أن يبرز في الخارج بصورة القومية ، ويقوم في الداخل بصورة الدولة"[ت I 187]
[10]   التساوي الذي تظهره فكرة الأمة لأفراد مجتمع ومصالحهم ، ما هو إلا تمظهر أيديولوجية خارجي خادع إذا أخذ معزولاً عن الوجود الفعلي لهذا المجتمع وشرطه التاريخي. [موضوعية الظاهر كلحظة إذا أخذ مشمولاً في مفهوم الكل]، التعاون هنا ، أو هوية مجتمع، يعمل لصالح الطبقة المسيطرة ، والسائدة .
[11]   تسمى أيضاً الميري ، mere وهذه اللفظة الأخيرة وردت في الطبعة الإنكليزية .
[12]   وضع اليد على أساس حق مواطني روما (باللاتينية في النص الأصلي).
[13]  قارن هذا مع قراءة غرامشي للدولة التدخلية الفاشية في إيطاليا بين الحربين العالميتين ، حيث المجتمع المدني بالنسبة  له (غرامشي) ليس سوى مؤسسات الهيمنة في الدولة البورجوازية الحديثة كالإعلام والاقتصاد والتربية والتعليم ).
في أساس صعود الفاشية أزمة هيمنة وحتى حدود الفشل من قبل الطبقة البورجوازية المسيطرة، في العصر الإمبريالي، حيث الفاشية كظاهرة حديثة خاصة بهذا العصر. إن النزوع الفاشي الذي بدأ يظهر بوضوح في الدولة الأمريكية الشمالية علامة معبرة عن إفلاس الأيديولوجية البورجوازية في زمنها الاحتكاري ، وخاصة الليبرالية الجديدة، هذا الإفلاس على مستوى الهيمنة والإقناع من قبل النظام الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة يدفع نحو المزيد من فرض السيطرة بالقوة العسكرية ، بالتالي الانزلاق نحو نزعة فاشية أكثر وضوحاً .



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الفهم المادي للتاريخ -مدخل إلى الإيديولوجية الألمانية- ال ...
- في الفهم المادي للتاريخ مدخل إلى الإيديولوجية الألمانية- الق ...
- في الفهم المادي للتاريخ مدخل إلى الأيديولوجية الألمانية- الق ...
- اللينينية- قراءة نقدية في كتاب مارسيل ليبمان اللينينية في ظل ...
- قراءة نقدية في مشروع موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي ال ...
- ديالكتيك إنتاج الهوية الاجتماعية في الفكر الماركسي
- الحلقة المسحورة
- حول المركزية الديمقراطية
- ملاحظات نقدية حول النظام الداخلي الذي أقره المؤتمر التاسع لل ...
- الدولة و السياسة - قراءة في فكر غرامشي
- المجتمع المدني - عودة المفهوم
- في الإديولوجيا والثقافة
- الجامعة في العصر المعلوماتي
- حول الديمقراطية السوفييتية
- موقع رزكار ساحة لاختبار الرأي ، وللإسهام في صياغة مشكلات الي ...
- الوصية الموجهة إلى الهنود - الأفغان
- الماركسية - مقاربة جديدة
- زمنان للأزمة زمن أزمة الحزب الشيوعي السوري وزمن انفجارها
- تناقضات النظام الرأسمالي مستويين لمقاربة أيديولوجيا العولمة
- في نقد المرجعية الفكرية


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نايف سلوم - في الفهم المادي للتاريخ- مدخل إلى الأيديولوجية الألمانية- القسم الرابع