أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نايف سلوم - اللينينية- قراءة نقدية في كتاب مارسيل ليبمان اللينينية في ظل لينين – الجزء الأول















المزيد.....



اللينينية- قراءة نقدية في كتاب مارسيل ليبمان اللينينية في ظل لينين – الجزء الأول


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 748 - 2004 / 2 / 18 - 06:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بدلاً من مقدمة 
لقد أثبتت وقائع وأحداث الثورة الروسية الأولى والثانية عام 1917 تهافت المقولة المنشفية التي تؤكد أنه :
" في فترة الثورة البرجوازية تكون البرجوازية هي الأفضل إعداداً اجتماعيا وسيكولوجياً  لحل
المهام القومية " ( 1 ) هذا التهافت المنشفي يقدم إضاءة كافية لعبارة كاو تسكي التي مفادها:
التأكيد أنه في أوربا " لم يعد الحديث عن ثورة قبل أوانها وارداً , لأن البروليتاريا استمدت من المؤسسات
السياسية الراهنة كل القوة التي كان باستطاعتها أن تعطيها إياها . " (2) .
ومع النضال ضد الحرب الإمبريالية الأولى " .. كان يقوم .. رابط ملموس بين الطليعة الثورية (الروسية ) والمؤخرة الأوربية للثورة العالمية . " (3)
 
I
 
 تقوم ماركسية لينين على الديالكتيك المادي كمنهج ما كروي من جهة , وعلى نظرية اجتماعية- اقتصادية وحزب إديولوجي من الجهة الأخرى .
والماركسية في الأصل تتضمن هذين الجانبين : تفسير العالم وتغييره .
يكتب ماركس في " موضوعات عن فيورباخ " : " إن الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسروا العالم بأشكال
مختلفة ولكن المهمة تتقوم في تغييره . " (4)
مع ظهور فلسفة الممارسة Praxis ومع تحول الفلسفة إلى  نوع من النقد الجذري  .. اندفعت الفلسفة
" بقوة إلى التعاطي بالنزاعات السياسية الأوربية . و حينها أصبح بالإمكان نشوء شيء مثل الفلسفة الثورية
وأيضاً الفلسفة الرجعية " (5) .
هذا الوضوح المنهجي وتلك النظرية الثورية المكِِرٌستان لإعداد إرادة التغيير الاجتماعي لا تفترضان بأي حال أن الحزب السياسي هو ظاهرة خارج التاريخ , أي ظاهرة من اختلاق الإرادة أو الذات , بل العكس: فالحزب ،كإمكانية أساسية، من عمل التاريخ , وبالتالي لا يمكن للذات أو الإرادة السياسية  أن تصنعه بمعزل عن الشرط العالمي و المحلي ( الكلي والجزئي ) . وعلى هذا الأساس يمكن للنظري ( التفسيري ) أن ينفصل عن التنظيمي ( التغييري ) في شروط تاريخية خاصة . كما يمكن أن ينفصل المنظَر عن السياسي أو أن يجتمعا معاً في شخص واحد وذلك حسب الظروف التاريخية المحددة.
 
II
 
كان ماركس " وبناء ً على شهادة انجلز ... عند موته , يدرك ببصيرته قرب ميلاد عصر تاريخي جديد يتصف بشكل خاص بانتقال مركز الثورة العالمية " إلى الشرق " . فأقدم على تعلم اللغة الروسية وتجميع بيانات ومراجع واسعة عن المشكلات الروسية , وبصورة خاصة المسائل الزراعية . كان يقدر أن المسائل المتعلقة بالزراعة ينبغي أن تدرس بالاستناد إلى الوقائع الروسية . " (6)
إذا كان ماركس قد أدرك ذلك قبل وفاته (1883) , فإن لينين قد أدخل الماركسية إلى روسيا , خاصة ً على مستويي العلم السياسي والتنظيم . وعلى مستوى الاستراتيجية الثورية: حيث تعتبر مسألة قيادة البروليتارية للثورة الديمقراطية البرجوازية , وتصديها لإنجاز أو استكمال إنجاز  مهام ليست مهامها أصلا ً, دليل على استراتيجية ثورية أصيلة وفريدة . وتأتي أصالة هذه الاستراتيجية الجديدة من كونها قائمة على فهم منهجي وتاريخي لدور البرجوازية الليبرالية في الثورة الديمقراطية البرجوازية , خاصة ً ثورة 1848 في فرنسا و كمونة باريس 1871 .
هذا الأفق العالمي الذي قدمه لينين في الدور الذي يمكن أن تلعبه البرجوازية الليبرالية في الثورة الديمقراطية البرجوازية هو تكملة لجهد ماركس في تحليله لثورة 1848 وقراءته للبونابرتية وفي تحليله لعمل كمونة باريس .
يتمثل, إذا ً, الإسهام الأساسي للينين في الماركسية في " ترويسها " وهذا " الترويس " .. يتمثل بشكل أساسي في تركيز منظمة متكيفة مع ظروف روسية القيصرية , مختلفة بعمق عن الأحزاب العمالية الأوربية , وفي تركيز استراتيجية ثورية تترك بشكل خاص مجالا ً واسعا ً للفلاحين ، وتنظر بحذر منهجي إلى البرجوازية
الليبرالية ودورها في الثورة الديمقراطية البرجوازية لعصر الإمبريالية .  ثمة من وجهة النظر هذه فرق عميق بين البلشفية و المنشفية . فهذه الأخيرة ( المنشفية ) لا تقوم فقط على القناعة بأن ترسيمات التطور الغربية سوف تُكرّر نفسها في روسيا وتجعل من البرجوازية الليبرالية الوريثة السياسية للقيصرية , بل تعطي كذلك الحزب العمالي بنى مشابهة ودوراً مماثلاً لتلك الخاصة بالأحزاب الاشتراكية – الديمقراطية الأوربية . " (7)  إن قراءة " اللينينية " مسألة فيها صعوبة من وجهة النظر التي تقول إنه بعد ما يقارب القرن تقريبا ً على وفاة أحد الرجال الذين ساهموا أكثر من غيرهم في تشكيل العالم المعاصر , يواجه كل المهتمين بـ لينين , في الواقع ,فقر مدقع لـ ثبت مراجع غزيرة لكنها عقيمة عموماً . وهذا الوضع المؤسي للغاية للبحث السياسي والتاريخي عائد بلا ريب إلى طابع المشروع اللينيني بالذات بما أنه لم يكن لهذا المشروع موضوع آخر, في النهاية, غير قلب المجتمع الراهن ( البورجوازي ) .
وبما أن المعركة التي باشرها ما تنفك لم تستنفد مفاعيلها, فهو يبقى في قلب المساجلات الأشد حيوية والأهواء الأشد حدة. فتحديد موقف بسبب لينين و اللينينية ليس إبداءً  للرأي في جدال أكاديمي, بل هو في أغلب الأحيان اضطلاع علني أو غير معلن بخيار سياسي في مجابهات سياسية . لذا فإن التكيف الاجتماعي والمناخ الأيديولوجي بدوا ثقيلين بصورة خاصة وعبّرا عن نفسيهما بمانوية ( ثنائية ) فظة تميز الجزء الأكبر من النتاج التاريخي و الاجتماعي في حقل اللينينية . " (8)
ليس من الذكاء الشديد أن نستنتج أن" ظاهرة تقديس لينين و اللينينية تهدف لتحويل نظرية هدامة subversive **( تعني بقلب النظام القائم والتغيير الثوري ) إلى نظام امتداح لنوع من النظام القائم " (9)
إن ظاهرة التقديس إن هي إلا " دوغماتية تنسب عموماً إلى عيوب جهاز دولة كلي ٌ القدرة يضع كل تجليات الثقافة في خدمة أهداف سياسية فورية . " (10)
إن ما يثير الإعجاب حقاً هذا الدور الذي يمكن لشخص أن يلعبه في ظروف تاريخية استثنائية. ورغم اشتراط دوره بهذه الظروف وهذه الأحداث العاصفة, و اشتراطه  بالمنظمة التي أعدَّ لها وبناها بالتدريج, إلا أن دوره يبقى, مع كل ذلك, دوراً فريداً , ويطرح بحدة أحد إشكاليات المادية التاريخية, ألا وهو دور الفرد في التاريخ  .
عند الحديث عن اللينينية – إذا ما أضفنا صراعها مع المنشفية – يتوجب الأخذ بالاعتبار انتقاداتها لثلاث تصورات كانت قائمة وقتها وهي:
أولا ً: نقدها لتصور ترو تسكي بخصوص مفهوم " الثورة الدائمة " . فهي ( اللينينية ) لا ترمي بالمفهوم كقضية يطرحها التاريخ بشكل منهجي . وهذه القضية يمكن وضعها منهجياً على الشكل التالي: لم تعد البرجوازية الليبرالية قادرة على دفع الثورة الديمقراطية البرجوازية إلى الأمام ؛ نحو إنجاز مهامها, وبالتالي يتوجب على البروليتاريا أن تدفع بالثورة الديمقراطية البرجوازية إلى نهايتها .
لقد انصبّ نقد لينين لتصور ترو تسكي على الجانب التأمّلي والتجريدي لهذه المسألة, أو بعبارة أخرى, على الفهم " الموضوعي" المجّرد من الممارسة, المجرد من دور الذات أي عدم إدخال الوعي و التنظيـــــم ( الممارسة السياسية للطبقات الاجتماعية) في حساب هذه الاستراتيجية. فـ اللينينية لا تستطيع تصور قيادة البروليتاريا الروسية للثورة الديمقراطية – البرجوازية وتصديها لإنجاز مهام هذه الثورة بمعزل عن الممارسة التاريخية الفعلية الواعية للجماهير ومبادرتها, وبالتالي بمعزل عن الوعي والتنظيم لهذه الجماهير العمالية ولوعي أحزابها الاشتراكية ولبنى هذه الأحزاب التنظيمية . " إ ن المعركة لأجل الديمقراطية البرجوازية .. طالما قدمها لينين والاشتراكية الروسية كمهمة أساسية . " (11) طالما أن وعي الجماهير العمالية ومبادراتها التنظيمية لم تتجذر بعد .
في هذا الإطار بخصوص دور البروليتاريا القيادي في الثورة الديمقراطية البرجوازية كان حرص لينين يتركّز على مسألتين : الوعي العمالي الفعلي ( تقدم وعي الجماهير البروليتارية ) , و جاهزية التنظيم الاشتراكي . أي كان يأخذ بالحسبان – إضافة لما يقدمه التاريخ بشكل منهجي ( موضوعي ) البعد الذاتي .
كانت, إذاً, أية هيمنة للبروليتاريا في الثورة الديمقراطية مشروطة بهذين البعدين : تجذ ّر وعي الجماهير العمالية, و جاهزية التنظيم الاشتراكي .
أما من الناحية المنهجية , من الناحية " الموضوعية " والتاريخية, فإن أول صياغة قدمها لينين يحثُّ فيها البروليتاريا الروسية نحو الانتقال من الشّراكة مع الفلاحين إلى الهيمنة بمساندة الفلاحين – قد ظهرت عام 1915 : " منذ أكتوبر 1915 جرى اجتياز الخطوة . يكتب لينين : " من واجب بروليتارية روسيا أن تصل بالثورة الديمقراطية البرجوازية في روسيا إلى نهايتها , بهدف إشعال الثورة الاشتراكية في أوربا " . (12)
إن الشرط العالمي الذي سمح بـ هكذا خطوة إلى الأمام في الواقع العالمي و الروسي, وبالتالي أعطى مبرراً لصياغة لينين السابقة الذكر هو الحرب الإمبريالية الأولى ونضال البلاشفة ضدها .
" فبواسطة النضال ضد الحرب , كان يقوم إذاً رابط ملموس بين الطليعة الروسية والمؤخرة الأوربية للثورة العالمية . " (13)
ومع الأخذ بالاعتبار نقد اللينينية لتصور ترو تسكي بخصوص "الثورة العالمية " يبقى تصور ترو تسكي من الناحية المنهجيّة ؛ من ناحية الترسيمة العامة صحيحاً . يكتب ترو تسكي بهذا المعنى : " .. إن الاتجاه العام للتطور الثوري يمكن أن تحدده الثورة الدائمة *** بالمعنى الذي أعطته نهائيّاً لهذه الصيغة ثلاث ثورات في روسيا ( 1905, شباط1917,.. وأوكتوبر1917 ) " . (14)
ثانياً : نقد آراء وتصورات الاشتراكيين – الثوريين, ونقد شكل ممارستهم للإرهاب والعنف. هذا الإرهاب يأخذ عند الاشتراكيين – الثوريين طابعاً بلا نكياً . (15)
لم تكن اللينينية ضد العنف والإرهاب بالمطلق. إنما هي تنتقد العنف غير المشروط ببرامج وسياسات ذات علاقة عضوية بالجماهير. هي ضد عنف أو إرهاب لا يأخذ بالحسبان مشاركة الجماهير ومبادرتها ومصالحها. إنها ضد " إرهاب أو تكتيك إرهابي لا يشده أي رابط إلى العمل بين الجماهير " .. " إرهاب يُغيِّب الجماهير من مفهومه وممارسته " . يكتب لينين قبل أكتوبر 1917 بوقت قصير : " يجب دفع الجماهير لنقاش المسألة ( مسألة المشاركة في البرلمان التمهيدي )  ينبغي أن يأخذ العمال الواعون الموضوع على عاتقهم ويحفزوا نقاشه, ويضغطوا على الأوساط القيادية ( في الحزب البلشفي ) . " (16)
ويعلن في الفترة ذاتها أن " الانتفاضة يجب ألا تستند إلى حزب . بل إلى الطبقة الطليعية .. ينبغي أن تستند الانتفاضة إلى اندفاعة الشعب الثورية. " (17)
خلال تقديمه الأول " لموضوعات نيسان كان لينين قد أكد ما يلي: " لا نريد أن تصدقنا الجماهير دون دليل, فنحن لسنا مشعوذين . نريد أن تتحرر الجماهير من أخطائها عبر التجربة . " (18)
ففي أحد المقالات التي نشرها في البرافدا بعد عودته إلى بتروغراد أوائل نيسان 1917 أعلن لينين قائلاً : لأجل أن يصبح العمال الواعون هم السلطة , عليهم أن يكسبوا الأكثرية . (19) . لسنا بلانكيين أنصاراً لأخذ أقلية للسلطة . " (20)
وبعد قليل أوضح أن " حزب البروليتاريا لا يستطيع بتاتاً أن يطرح على نفسه " إدخال الاشتراكية إلى بلد من صغار الفلاحين طالما أن الأكثرية الساحقة من السكان لم تع بعد ضرورة ثورة اشتراكية ." (21) , أي طالما لم يع فقراء الفلاحين أن محرريهم من " أسيادهم " هي البروليتاريا الثورية وليست البرجوازية الليبرالية .
ثالثاً : النقد الثالث توجهه اللينينية نقد ضد العمل السياسي الثوري الهاوي والرومانسي هي دعوة للاحتراف والانضباط , والابتعاد عن الادعاء في الممارسة الثورية والتركيز على الفاعلية وعلى شد الروابط مع جماهير الطبقات المتظلمة وخاصة الطبقة العاملة , الثورية بالقوة , بالغريزة .
من المهم في هذا السياق , الحديث عن البيئة التي نمت فيها البلشفية " كتيار من الأفكار السياسية وكحزب منذ عام 1903 على أساس متين ,إذا لزم الأمر , من النظرية الماركسية , إن صحة هذه النظرية الثورية .. قد برهنت عليها لا التجربة الشاملة للقرن التاسع عشر بأسره وحسب , بل وبصفة خاصة تجربة تأرجح , وتردد , وأخطاء وخيبة الفكر الثوري في روسيا . والحق أن الماركسية , النظرية الثورية الوحيدة الصحيحة , قد دفعت روسيا ثمنها نصف قرن من الآلام والتضحيات الفريدة , ومن الخيبة , من الاختبارات, من المقارنة مع تجربة أوربا ..
لقد عاشت البلشفية تاريخاً عملياً عمره خمسة عشر عاماً ( 1903 – 1917 ) كان , من حيث إغناء التجربة لا مثيل له في العالم " . (22)
فعند الحديث عن المركزية اللينينية والانضباط الصارم الذي ذاع صيته سنوات ( 1903 – 1905 ) يتوجب ذكر الممارسات السياسية في الفترة السابقة لتلك السنوات كالإرهاب , والرومانسية الثورية , والحلقات الاشتراكية المبعثرة والاستبداد القيصري وما يعنيه ذلك من استحالة بناء حزب اشتراكي علني على غرار الأحزاب الاشتراكية – الديمقراطية الأوربية.
بخصوص المركزية اللينينية ما كان موضع جدال إنما هي مشكلة الفعالية " في الشروط الملموسة ومشكلة الديمقراطية الداخلية ( داخل الحزب ) .
حتى الآن لم يتم الانتباه إلى مسألة هامة وخطرة . وهي أنه إذا كانت المركزة والسريِّة فعالتين في ظروف الاستبداد السياسي وملاحقة البوليس , فإن الأمر عكس ذلك بعد الاستيلاء على السلطة السياسية , بحيث تصبح العلانية في الحزب والديمقراطية السياسية , ضرورة ملحة . المفارقة التي حصلت للحزب البلشفي أنه حافظ على بنية ومبدأ تنظيميين وضعا أصلاً من أجل ظروف استثنائية . لا بل بالغ في ممارستهما بعد استيلائه على السلطة السياسية . وهذه المسألة نتركها لوقتها ومكانها , كونها تدخل ضمن نقاش مسألة  صعود البيروقراطية السوفيتية  و الستالينية .
وحتى لا يتم طرح مسألة الديمقراطية الداخلية في حزب ثوري طرحاً أخلاقياً يتوجب نقد هذا المفهوم على أساس " مبدأ الفعالية " ، وعلى أساس دراسة للشروط الفعلية / التاريخية و الأمنية / التي يعمل ضمنها التنظيم .
في عام 1897 كتب لينين : " على الاشتراكيين – الديمقراطيين الروس أن يقدموا جهداً هائلاً لجمع الحلقات العمالية و المجموعات الاشتراكية – الديمقراطية المشتتة.. عبر كل روسيا. في حزب اشتراكي – ديمقراطي واحد.. (23)  لكن للمركزية اللينينية( كما لاحظنا) استتبا عات أعمق ، و هي تشكل أكثر من جهد تجميعي. " (24)
إن تأكيد لينين الدائم على دراسة الشروط الفعلية التي تواجه حركة ثورية هي تأكيد على مسألة محورية و حاسمة في الماركسية و هي مسالة " التوسطات" أو الشروط الملموسة.                                  
يكتب مارتن نيكولاس في تقديمه لـ " غروندريسّه " ماركس: " إن دراسة مفصلة للديالكتيك المادي في " الغروندريسّه " ستكون دراسة للتوسطات لدى ماركس . " (25) ويتحدث جورج لوكاش في " التاريخ والوعي الطبقي " عن مسألة التوسطات في عمل ماركس " بينما يتحدث هر برت مار كوز في " العقل والثورة " عن " الطبيعة التاريخية للديالكتيك عند ماركس ."
هذه الملاحظات على مستوى المنهج تظهر تهافت الرأي الذي يقدمه مار سيل ليبمان والذي فحواه أن " مذهب ماركس ممركز ومتعارض بوضوح مع كل نزعة فيدرالية ." (26)
وعلى عكس استنتاج جورج لوكاش يكون اهتمام ماركس بـ التوسطات , [ يؤكد ماركس أن وحدة المتضادات ..هي عملية تجري في المكان والزمان وتتطلب وسائط مادية ذات طبيعة محددة ومشروطة .] اهتماماً يفصله عن هيجل ولا يصله به . فتأكيد ماركس على " التوسطات " هو نقد جذري لـ هيجل , ودفع التناقض إلى مكان الهيمنة في الديالكتيك بدلاً من هيمنة النظام  system عند الأخير.
خلال مناقشات مؤتمر 1903 يشرح لينين شروط ("توسطات ") العلنية والديمقراطية الحزبية والشروط الطارئة للسرية . يقول : " إن مبدأ ديمقراطية واسعة  داخل الحزب  يتطلب شرطين صحيحين : أولاً العلنية الكاملة , وثانياً الانتخاب لكل الوظائف , والحال أنه بسبب ضرورات الأمن , وبالتالي السرية , لا يمكن أن تستوفي الحركة الثورية الروسية هذه الشروط. فعند ذلك لا تصبح المطالبة بتطبيق قواعد ديمقراطية في الحزب طوباوية بل مضرة أيضا . الشرطة وحدها تكون المستفيدة من ذلك .؟ (27)
إن اللينينية تدين بالكثير للظروف التي نشأت ضمنها وتحمل في آن علامة نضج متعقل وبلورة ثقافية متدرجة واحتدام ناجم عن المساجلة والمحاجّة . " (28)
فالحزب اللينيني , التجمع" المغلق" للثوريين المحترفين كان رداً " مشروطاً " .. على النظام الاستبدادي الذي يقاتله . وحين اضطر هذا الأخير" القيصرية " لإشاعة الليبرالية ( أو شبه الليبرالية ) والاعتراف بالأحزاب  السياسية , و بقدر أقل للطبقات الشعبية بالحقوق الأولية التي حرمت منها حتى ذلك الحين , اتخذ التنظيم الذي يقوده لينين طابعاً جديداً . " (29) فبعد عام على انفجار ثورة 1905 وصف لينين الحزب البلشفي بالحزب   "الجماهيري " . لم يكن هذا الوصف يستهدف الكم العددي , بل كان يستتبع أيضاً تعديلات في ترتيب بناه و" تصوراً جديداً للعلاقات بين الحزب والبروليتاريا ( العلاقة بين الحزب والطبقة ) , وأخيراً طريقة جديدة لتصور دور البروليتاريا في الدينامية الاجتماعية " . (30)
في عام 1905 كان لينين يحدد موقفاً لصالح حل حذر يوفق بين منافع العمل الجماهيري والعلني ومتطلبات أمن هش دائماً .
حوالي نهاية عام 1905 , أمكن ملاحظة تعديل في بنى الحركة الاشتراكية الديمقراطية وفي كانون الثاني 1905 دعا لينين الاشتراكية الديمقراطية للسيطرة على الحركة العفوية للجماهير . في حزيران من العام ذاته " اعترف بالفضائل الظرفية لكن الأساسية للعفوية والمبادرة البروليتاريين . " (31)
وفي مؤتمر نيسان /أبريل 1905 طرح لينين مشروعاً واستصدر عبر التصويت قراراً به يؤكد : " الأولوية الكاملة للمبدأ الانتخابي ,الممكن والضروري في ظروف الحرية السياسية . لكن الممكن حتى في ظل السلطة الاستبدادية بقدر أوسع بكثير مما في الماضي . " (32) وهذا ما يعود بنا للتعقيب قليلاً على كتاب " ما العمل ؟ " فهذا الكراس الكبير " الذي صدر في آذار / مارس 1902 , حيث عرض فيه لينين خطته لـ " توحيد الحلقات الماركسية المبعثرة في حزب ثوري واحد للطبقة العاملة في روسيا " (33)
هو عبارة عن برهنة طويلة على ضرورة حفز الإمكانيات الكامنة لدى الطبقة العاملة من " الخارج" . هذه الإمكانيات التي يعكسها  ويمنعها من التحقق الفعلي التأثير المسيطر والمتواصل للأيديولوجيا البورجوازية الصغيرة . وقد يحصل التباس في هذا الكتاب بخصوص موقف لينين من " العفوية " فلينين ينتقد ويهاجم  في هذا الكتاب تقديس الوعي العفوي، وليس الحركة العفوية و الاندفاع العفوي . يقول م.ليبمان : إن نقد لينين يتناول الفعل العفوي للطبقة أقل مما وعيها العفوي الغريزي , وبالتالي العاجز. " (34) وفي هذا الإطار, وطالما أن التركيز موجه أصلا ً باتجاه الوعي الطبقي ودوره الحاسم في الثورة الاشتراكية وهي مسألة أصيلة ومتفردة في هكذا ثورة – فإنه من الواجب ذكر ما أعلنه ماركس في البيان الشيوعي بخصوص تفرّد الحركة البروليتارية: " أنجزت جميع الحركات التاريخية التي قامت حتى الآن إما من قبل أقلية وإما لحساب أقلية . أما الحركة البروليتارية فهي الحركة المستقلة selbstandige التي تقوم بها الأغلبية الساحقة لمصلحة الأغلبية الساحقة . فالبروليتاريا التي هي فئة المجتمع الراهن السفلى لا يمكنها أن تنهض وتقف على قدميها إلا ّ إذا نسفت كل البنية الفوقية للفئات التي تشكل المجتمع الرسمي. " (35)
والاستقلال, هنا, يعني القطيعة الأيديولوجية والتنظيمية مع البرجوازية . إن الانتهازية في حركة الطبقة ما هي إلا ربط للطبقة العاملة ونشاطها السياسي بالأيديولوجية البرجوازية . هذا الإلحاق الأيديولوجي والسياسي يحول الحزب البروليتاري إلى جناح يساري معارض في جمعية بورجوازية . يعلق مترجم " البيان" العفيف الأخضر على عبارة "الحركة المستقلة" بالقول: "أن التصور المركزي للبروليتاريا عند ماركس و انجلز هو كونها حركة الغالبية الساحقة من العمال المستقلة في أهدافها ووسائل تحقيقها – عن جميع الطبقات للقليل أو الكثير و{مستقلة} عن جميع أوهام أيديولوجي تلك الطبقات, الذين يجاهدون لجعل الحركة البروليتارية تابعة من حيث وعيها ووسائل تحقيق أهدافها للبرجوازية. " (36)
هذا الاستقلال الأيديولوجي والتنظيمي للاشتراكية الديمقراطية هو ما كان يؤكد لينين عليه في صراعه مع المنشفية, فالحضور الفاتر لفكرة " الحركة المستقلة " للطبقة العاملة عند المناشفة الروس وممارستهم لتكتيك سياسي مقطوع الرأس ( عدم حضور استراتيجية ثورية للاستيلاء على السلطة ) سوف تقودهم بشكل حتمي إلى السير في ذيل البرجوازية الليبرالية, وسوف تكرس هذه الذيلية وضع الطبقة العاملة كطابور خامس لهذه البرجوازية . يكتب مار سيل ليبمان: " ما يغلب على اللينينية في التحليل الأخير, إنما كونها من وجهة نظر التنظيم, كما من وجهة نظر الاستراتيجية, متوجهة كلياً وبشكل أساسي نحو المشروع الثوري , نحو منظور يهيمن عليه كلياً وليس شيئا ً آخر غير الثورة, أي الاستيلاء على السـلطة بواسطة الانتفاضة المســـلحة." (37)  ويضيف ليبمان : " لقد تم الانفصال [بين البلاشفة و المناشفة ] مذ تعلق الأمر بتحديد التحالفات التي سيكون على الحركة الاشتراكية أن تعقدها لانتزاع هذه المكاسب الديمقراطية." (38)
" في عام /1903/ مؤتمر الانشقاق بين البلاشفة و المناشفة ، كانت مشكلة التحالفات مع البرجوازية الليبرالية موضوع نقاش أول . " (39) .
من ناحية الثقة بالبرجوازية الليبرالية , كان لينين ، وأكثر من أي شخص آخر, ورغم اقتناعه بضرورة تفاهم ينبغي توضيح بنوده, كان يبرهن عن حذر شبه منهجي حيال البرجوازية الليبرالية . " (40)
" إنه لمعبِّر أن يكون أول خلاف سياسي بين البلاشفة و المناشفة بعد قطيعة 1903 قد حدث في نهاية عام 1904 حين توجب على الحركة الاشتراكية أن تتخذ موقفاً حيال الحملة السياسية التي شنتها الأوساط الليبرالية ( الزيمستفوات) (41) .
جدير بالذكر أن استيقاظ البرجوازية الليبرالية الروسية السياسي وكذلك البرجوازية الصغيرة عموماً قد تأخر قليلا ً عن بداية التحرك المنظم للاشتراكية الديمقراطية الروسية .
فقد تأسس الحزب الاشتراكي – الثوري ( برجوازي صغير ) عام1901, وتأسس " اتحاد التحرير" وهي جمعية راديكالية تضم أعضاء في مهن ليبرالية وتقنيين عام1903 وقد شكل هذا الاتحاد جنين حزب الكاديت أو الحزب الدستوري – الديمقراطي الذي سوف يولد عام1905 , بينما عقد أول مؤتمر للاشتراكية الديمقراطية الروسية في مينسك عام1898 .
لا شك أن الناطق الرئيسي بلسان المناشفة مار توف كان يقدّر أن من الضروري ممارسة ضغط ثابت على الأوساط الليبرالية وعدم منحها سوى دعم مشروط . لكن ضرورة التحالف بقيت أولية بالنسبة إليه, فإذا كان شارك لينين آراءه حول الليبراليين حتى عام1903, إلا أنه توصل بعد قطيعتهما إلى وضع آماله في تجذ ّر جزء من البرجوازية , ذلك الذي كان يسميه " العنصر الثالث من الانتليجنسيا ", أي ممثلي المهن الحرة والمهندسين. وفي الوقت الذي حدثت فيه الهزات الثورية الأولى كان مار توف يعتبر أن على الطبقة العاملة أن تدعم البرجوازية الليبرالية , في حين يجري انتزاع تعهدات منها ووعود متناسبة مع متطلبات الديمقراطية .
أخيراً كان يعتقد أن البرجوازية قد تتخذ البرجوازية الفرنسية كمثال وتبرهن عن طاقة ثورية كتلك التي برهنت عنها الطبقة الثالثة في عام1789 في النضال ضد عقا يبل الحكم المطلق والإقطاع . "(42)
يظهر, هنا تماماً وهم المنشفية وعماها النظري في موقفها المنهجي من البرجوازية الليبرالية, خاصة بعد كمونة باريس, ومع تبلور الظاهرة الإمبريالية الرأسمالية بداية القرن العشرين . كتب مار توف مكرراً الوهم السابق:" من حقنا الأمل بأن يفعل الوضوح السياسي فعله في بورجوازيتنا الديموقراطية فتتصرف بالطريقة نفسها التي تصرفت فيها في الماضي بورجوازية أوربية كانت تستلهم الرومانسية الثورية " (43)
يقول م.ليبمان : " لا شك أن مار توف  كان يحصل له أن يلاحظ انعطافاً إلى اليمين في موقف الليبراليين الروس, ميلا ً للتقارب مع الحكومة القيصرية خوفاً من التخطيات البروليتارية . لكن مهما تكن مؤسفة هذه الأوهام بخصوص الوفاق مع أوتوقراطية في طريق التلطيف , لم تكن في نظر المناشفة سوى عيوب غير ذات أهمية ."
هذا الانعطاف نحو اليمين في موقف البرجوازية الليبرالية اكتسب منذ ذلك الحين /1905/ , مع فوارق كميّة, أهمية عالمية واستراتيجية, وهو مرتبط بشكل جوهري بتحول الرأسمالية التنافسية إلى إمبريالية رأسمالية في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . وهو ما عبر عنه لينين في كتاب " الإمبريالية.. " بالقول : " هناك كتّاب ومنهم مثلا ً مار توف يحبون تحاشي واقع الصلة بين الإمبريالية والانتهازية في حركة العمال ." (44) ويضيف : " أخطر ما في الأمر هم الناس الذين لا يريدون أن يفهموا أن النضال ضد الإمبريالية, إذا لم يقترن اقتراناً وثيقاً بالنضال ضد الانتهازية, يكون عبارة فارغة وكاذبة..(45) . إن كاو تسكي إذ ينكر تشديد الإمبريالية للرجعية السياسية يحجب مسألة تحدث في منتهى الأهمية, مسألة استحالة الوحدة مع الانتهازيين في عهد الإمبريالية  . " (46) . وإذا كان حصل للينين أحيانا ً الاعتراف بأن الليبراليين الروس قاموا بخطوة إلى اليسار فموقفه تجاههم بقي حازماً في عدائه, وحذراً بصورة منهجية ."
لقد أكد في الواقع, ومنذ الأشهر الأولى لثورة 1905 أن " البرجوازية سوف تخاف .. الثورة البروليتارية أكثر وترتمي .. سريعاً  في أحضان الرجعية."(47)
غالباً  ما استنتج المناشفة من هزيمة ثورة 1905 خلاصة مفادها أن الطريق السلمية وحدها, طريق التطورات السلمية والتدريجية, تقدم للاشتراكية حظوظ نجاح , وأن هذا النجاح , فضلا ً عن ذلك , يمر باتفاق معزّز مع ليبراليّ الكاديت . أما لينين فقد أعلن – على العكس – منذ أيلول / سبتمبر1905 أن البرجوازية الليبرالية تنزع القناع بقدر ما تتقدم الثورة ."
أما في ما يتعلق بالبرلمانية فقد حذر لينين باستمرار من الأوهام البرلمانية, ولكنه لم يدْعُ لمقاطعة البرلمان البرجوازي . وقد حصل مرات وانتقد النزعة " اليساروية " تجاه البرلمان البرجوازي . " كان الأمر يتعلق بعدم التواجد في المؤسسة البرلمانية إلا لإنجاز نزع أوهام معاد للبرلمانية ." .. نحن البلاشفة , إذا كنا تعاهدنا بدخول البرلمان , ففقط لنبرهن على أن الدوما مجموعة جهنمية كريهة من الناس المعادين للثورة, ولا يمكن أن نتوقع منها أية منفعة جدية."(48)
يقول م.ليبمان: " كان المناشفة يعتمدون على الدوما لكي يدخلوا إلى روسيا تشريعاً اجتماعياً ملائماً للطبقة العاملة . بالمقابل كان لينين يشدّد على : " دور المجموعة الاشتراكية الديمقراطية في الدوما كناقــــدة ود عاوية ومحرِّضة ومنظمة .. وأنه بهذه النيّة, وليس بهدف سن القوانين, بالمعنى الدقيق للكلمة, سوف تقدم المجموعة (البرلمانية) مشاريع قوانين ." (49)
نضيف أن لينين كان يؤكد على ضرورة تبعية الكتلة البرلمانية للجنة المركزية وعلى الالتزام التام بأوامر هذه اللجنة, لقد ناضل لينين بين عامي1906 – 1914 باستبسال كي يوضع التمثيل البرلماني تحت الإشراف الأدق للحزب . وبرّر موقفه بالتأكيد على أن الحزب البروليتاري .. لا يسعى لتمرير تسويات وعقد مساومات مع من بيدهم السلطة ... ما يسعى إليه إنما هو أن يطوّر بكل الوسائل الوعي الطبقي, والفكر الاشتراكي الواضح, والتصميم الثوري وتنظيم الجماهير العمالية في كل الميادين, ويجب إخضاع كل خطوات المجموعة (الليبرالية) لهذا الهدف المبدئي . " (50)
من نواح عديدة لم يكن حذر لينين حيال الدوما إلا تعبيراً عن حذره حيال البرجوازية الليبرالية, كيف كان في وسعه أن يجعل واقع أن النشاط البرلماني في أي مكان يتم فيه يكون مناسبة لاتصالات ومفاوضات واتفاقات بين اشتراكيين – ديمقراطيين وليبراليين ."
حين تفتت المنظمات المنشفية ونادى العديد من قادتها لتكوين حزب شرعي, انبثقت الفكرة القائلة بجعل الكتلة البرلمانية في الدوما المركز السياسي لحركة اشتراكية معاد تنظيمها. كانت تلك علامة, بين علامات أخرى, على الاعتدال و الإصلاحية المتناميين للمناشفة, تعبر في السياق الروسي عن ظاهرة تحوّل إلى البرلمانية كانت تسيطر أكثر فأكثر على الاشتراكية الأوربية ."(51) *
III
الثورة الديمقراطية البرجوازية والثورة الاشتراكية
إذا كانت البروليتاريا الصناعية تبدو ضعيفة جداً بحيث لا تستطيع أن تقيم لوحدها الاشتراكية في روسيا فالبرجوازية الليبرالية لم تكن تمثل فيها هي الأخرى قوة اجتماعية وسياسية قادرة على لعب الدور الحاسم الذي كان مار توف ينتظره منها .. إن إيلاء طبقة بهذا الضعف (البرجوازية الليبرالية) الوظيفة التاريخية التي كانت اضطلعت بها البرجوازية الفرنسية كان يعني تأسيس حساب استراتيجي على مقارنة خدّاعة, أي الوقوع في الوهم . ومن هذه الناحية : كان لينين على حق حين أكّد أن الكاديت (التعبير السياسي للبرجوازية الليبرالية) لا يستطيعون قيادة الثورة إلى الأمام, لأن ليس خلفهم طبقة موحّدة وثورية حقا ً"(52)
في عام1906 بدت ضرورة تحالف وثيق بين الحركة الثورية في المدن والحركة الثورية في الأرياف, بدت للينين آمرة إلى حد بعيد بحيث ربط تنظيم انتفاضة جديدة بتوافق تمهيدي بين مجموعات قتال من العمال وأخرى من الفلاحين ."(53)
يكتب لينين : " إذا وجدت البروليتاريا الصناعية نفسها وقد أسند إليها دور محرّك في السيرورة الثورية, فإن دور الأرياف سيكون حاسماً أيضاً, سيقيم الطرفان معاً " دكتاتورية ثورية ديمقراطية للعمال والفلاحين"(54)
وهي صياغة تتضمن شراكة بين أطراف متساوية من عمال وفلاحين, وهذه الصياغة فيها بعض من عدم الوضوح, ولها طابع انتقالي, وذات علاقة بعدم كفاية الوعي والتنظيم البروليتاريين . وكان لينين يحاول أن يوضح أن إبقاء هكذا شراكه قائمة بالفعل يمكن أن يضمنه وجود الحزب . لذلك فهو يقول: " لكن قيادة الحزب إذ تفرض استباق إمكانات اللحظة الراهنة , ستعرف كيف تبرهن على رباطة جأش وتبقي بوضوح كامل على التمييز بين ثورة ديمقراطية وثورة اشتراكية ؟ " (55)
لكن وحسب اعتراضات تروتسكي وقتها : " ألم تكن هكذا قدرة على فرض الانضباط أو فرض " التقشف الطبقي .. (على البروليتاريا ) تنطوي على خطر ديكتاتورية ديمقراطية تتحول إلى ديكتاتوريا للحزب على الديمقراطية ؟ "
هنا , التاريخ يطرح مسألة الانتقال – منهجياً – من ثورة ديمقراطية بورجوازية إلى ثورة اشتراكية , أي تنطرح بشكل منهجي وتاريخي عجز البرجوازية  الليبرالية عن قيادة الثورة الديمقراطية البورجوازية إلى الأمام , أي عجزها عن إنجاز مهام هذه الثورة كما أنجزتها البرجوازية الليبرالية في أوربا الغربية .
في كراس " خطتا الاشتراكية – الديمقراطية في الثورة الديمقراطية " كان لينين قد أشار إلى أن " الانتقال بين المرحلتين يمكن أن يكون قصير الأمد , وأن على موقف الحزب أن يسهّل هذا الانتقال بنشاط وهو الانتقال الذي يجب أن تكون مجمل سياسته ( سياسة الحزب ) تحضيراً له . " (56) وهنا تظهر استحالة الانتقال العفوي ( الغريزي ) من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية .
يكتب لينين : " ليست الثورة الجارية غير مرحلة أولى بالنسبة إلينا سوف تليها مرحلة ثانية .. ينبغي اجتياز هذه المرحلة الأولى بسرعة وتصفيتها بسرعة والحصول على الجمهورية , وسحق الثورة المضادة دون رحمة وتمهيد الأرض للمرحلة اللاحقة ." (57)
ويضيف : " إن الشروط الموضوعية للحرب الإمبريالية تضمن لنا أن الثورة لن تقتصر على المرحلة الأولى من الثورة الروسية , وان الثورة لن تقتصر على روسيا . " (58)
وبالنسبة للينين , كان هذا الانتقال يتوقف على " انتفاضة الأرياف " .
سيؤكد لينين مراراً : " أن البلاشفة ما كانوا بادروا إلى الاستيلاء على السلطة السياسية أبداً لولا قناعتهم بأن بروليتاريا الغرب سوف تكمل ما بدأوه ." (59) بينما كان المناشفة يعتقدون أن انفجار ثورة اشتراكية في أوربا الغربية سوف يجرهم على التفكير بالانتقال من الثورة الديمقراطية إلى الثورة الاشتراكية .
في مسألة الانتقال يؤكد لينين على الوعي البروليتاري وعلى التنظيم ( الحزب والجماهير ) , يقول : " ما أن تنجز الثورة الديمقراطية حتى ندرك على الفور , على قدر قوانا بالضبط , قوى البروليتاريا الواعية والمنظمة , طريق الثورة الاشتراكية , نحن نؤيد الثورة غير المنقطعة , ثورة لا تتوقف في منتصف الطريق . " (60)
يجب أن نؤكد على شرط مواصلة الثورة وهو " قدر قوانا بالضبط " – قوى البروليتاريا الواعية والمنظمة " هذا التأكيد لدور الذات / دور ممارسة البروليتاريا الواعية ودور التنظيم الاشتراكي في تحضير وإنجاز الانتقال إلى المرحلة الثانية من الثورة هو ما يميز اللينينية عن غيرها من التصورات بخصوص المسألة المطروحة .
بعد هزيمة الثورة 1907 واستتباب القيصرية من جديد بدا أن لينين تخلى عن منظور الثورة " غير المنقطعة " كشعار موضوع على جدول الأعمال . بعد أن كان ظهر له عام 1905 , وسوف يلزم المزيد من الوعي العمالي والتنظيم , المزيد من الممارسة الثورية حتى نيسان 1917 كي تظهر هذه المسألة كشعار وضع للتو على جدول أعمال الثورة الروسية .
IV
 
اللينينية والسوفيتات 
في بداية ثورة 1905 كان دور البلاشفة في السوفيتات , إجمالا, دوراً باهتاً , كان يتسم موقفهم بالحذر، وبروح " وطنية حزبية " و عصبوية .
لكن نجاح السوفيتات , وهيبة سوفييت العاصمة بوجه خاص , والدور الحاسم الذي لعبه في الإضراب العام / أكتوبر 1905 / كلها ساهمت في تليين موقف لينين وتغييره إزاء تجربة كان تتملص بعفويتها من فلسفة عمل ثوري منظم وتحت قيادة الحزب التي لم تبلور نظرية حقيقية حول المؤسسة السوفياتية .
إلا أنه ( لينين ) تتبع تطورها عن كثب . فقد صاغ سلسلة من الملاحظات النيرة التي يشكل مجموعها محاولة أولى لفهم ظاهرة جديدة وغير متوقعة . " (61)
يلقى هذا التحفظ من جانب لينين حيال السوفييت أول ظهوره ، تفسيره بنقاط الضعف التي كان لينين يعزوها إلى هذه المنظمة ، لاسيما تشتتها المفرط ، وغياب سلطة ممركزة ، حيث أن المؤتمر السوفيتي على صعيد كامل روسيا لم يظهر كتتويج للشبكة السوفياتية إلا عام 1917 . من جهة أخرى كان السوفييت خاصة سوفييت بتروغراد يكشف وفقاً للينين عن سلسلة من نقاط القصور كانت الرئيسية بينها : غياب منظمة عسكرية تابعة للسوفييت قادرة على أن تنظم وتقود الانتفاضة المسلحة التي لا غنى عنها من أجل الاستيلاء على السلطة .
لم تكن السوفيتات في البداية سوى أجهزة نضال " عن طريق الإضراب ". وقد غدت تدريجياً " أجهزة انتفاضة واستحقت بهذه الصفة " سلطتها الواسعة " وقد توصل لينين هكذا إلى تقريب وظيفة السوفييت من وظيفة " الدكتاتورية الثورية الديمقراطية للعمال والفلاحين . " وهكذا ظهر اهتمام لينين عام 1905 وعام 1917 بدور مؤسسات أوسع بكثير من المنظمة الحزبية .
" يبقى لينين أكثر من بقية البلاشفة وأحياناً ضدهم – وفي حين ينتقد الفيتشية ( التقديس الأعمى الذي كانت السوفيتات توحي به لأنصارها الأكثر تعلقاً بها ، يبقى هو من اكتشف في خلقها محاولة جريئة ( من أسفل ) لحل التناقض الديالكتيكي حزب / جماهير ( حزب / طبقة ) " . لقد شكلت السوفيتات الوسيط الذي يجمع الحزب مع الجماهير الكادحة.  أيضاً فهو يقترب في هذا المجال من تروتسكي بفكرة أن السوفيتات تمثل " جنين حكومة ثورية " .
أخيراً ننقل هذا التعليق لمار سيل ليبمان : " رغم أقوال المؤرخين السوفييت ، لم تكن يوماً العلاقة بين لينين والحزب الذي أسسه علاقة بسيطة أو وحيدة الاتجاه ، علاقة الخالق أو " الزعيم الذي لا يجادل " بالمنظمة المطيعة والمخلصة التي تستفيد من حكمة المعلم وتتبنى تكتيكه وتنفذ تعليماته . هذه التبسيطية موجودة في تاريخ اللينينية الرسمي الستاليني لكنها ليست موجودة في التاريخ . "
" فإذا كانت الستالينية هي اللينينية التي شوهتها النزعة القومية ، إذا كانت اللينينية زائد العُسف الإداري، إذا كانت اللينينية زائد الإرهاب البيروقراطي ، فهي( الستالينية )  أيضاً اللينينية ناقص الديالكتيك . " (62)
 
 
 
هوامش
 
· مارسيل ليبمان " اللينينية في ظل لينين " – الجزء الأول . الاستيلاء على السلطة . ترجمة كميل داغر . دار الحصاد .
1)  مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص
2)  مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(250)
3)  مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(152-153)
4)  راجع ماركس : " موضوعات عن فيورباخ " – الموضوعة (11) . نقلاً عن ماركس ، انجلز، منتخبات في / 15/ مجلد . المجلد الأول . ترجمة الياس شاهين ، دار التقدم 1988- ص(110) كتب ماركس هذه الموضوعات عام 1845.
5)  يورغن هابر ماس . الفلسفة الألمانية والتصوف اليهودي " . ترجمة نظير جاهل – المركز الثقافي العربي – الطبعة الأولى 1995. ص(34).
6)  هنري لوفيفر " فكر لينين " ترجمة ومراجعة د. كمال الغالي وأديب اللجمي . منشورات وزارة الثقافة والسياحة والإرشاد القومي . دمشق 1969. ص (17- 18)
7)  مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(120- 121 )
8)  مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(5)
** جاء في المورد 1991 . ص(925) في مادة : subver
(1) "يدمر ، يهدم ،يخرب (2) يفسد أخلاق المرء أو ولاءه ."
9-10) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص (6)
11) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(70)
12) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(241)
13) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(253)
14) ليون تروتسكي : " احتضار الرأسمالية ومهام الأممية الرابعة – البرنامج الانتقالي " ترجمة غسان ماجد ،كميل داغر ، دار الطليعة للطباعة والنشر – بيروت . الطبعة الأولى .أب 1980- ص( 78)
15) لويس أوغست بلا نكي ) 1805- 1881) ثوري فرنسي ، ممثل الشيوعية الطوباوية ، منظم الجمعيات السرية والمؤتمرات ، مشارك نشط في ثورات 1830-1848 ، زعيم بارز للحركة العمالية في فرنسا ، أحد قادة انتفاضة 1870( 31 تشرين الأول ) . أثناء كمونة باريس كان بلا نكي في السجن ." ص (407) من كتاب " كمونة باريس " لماركس/ انجلز تعريب فارس غصوب . دار الفارابي 1975.
** بما أن البلدان المتخلفة تعيش ضمن ظروف السيطرة العالمية للإمبريالية ، فإن لتطورها طابعاً مركباً .. فهي مضطرة إلى دمج النضال من  أجل المهام الأكثر أولية ، مهام الاستقلال القومي والديمقراطية البورجوازية ، بالنضال الاشتراكي ضد الإمبريالية العالمية .
في هذا النضال ، ليست الشعارات الديمقراطية والمطالب الانتقالية ومهام الثورة الاشتراكية مفصولة بعضها عن الأخر على أساس مراحل تاريخية متمايزة ، بل ينتج بعضها عن بعضها الآخر بصورة مباشرة ". (76) من كراس " ل . تروتسكي : البرنامج الانتقالي – مرجع مذكور ."
16) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(255)
17) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(255)
18) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(255-256)
19-20) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(221)
- يتوجب عدم إعطاء مفهوم " الأكثرية " معنىً شكلياً . مثلاً كانت الأكثرية ربيع 1917تعني لـ البلاشفة كسب الأكثرية في سوفييت بتروغراد و سوفييت موسكو . ورد أيضاً عند البلاشفة " الأكثرية النوعية " .
21) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(221)
22) هنري لوفيفر : " فكر لينين " ترجمة ومراجعة د. كمال الغالي وأديب اللجمي _ منشورات وزارة الثقافة والسياحة والإرشاد القومي – دمشق 1969 ص(65) الاقتباس مأخوذ من" اليسارية مرض الشيوعية الطفو لي " .
23) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص( 31)
24) راجع كارل ماركس . " الغروندريسّة " أسس نقد الاقتصاد السياسي.
(1) النقود – ترجمة عصام الخفاجي . دار ابن خلدون – الطبعة الأولى 1984هامش ص( 51).
26) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(32)
27) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(34)
28) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(37)
29) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(37)
30) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(24)
31) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(47)
32) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(47)
33) لينين : المختارات في 10 مجلدات – المجلد (2) 1902-1905 ترجمة الياس شاهين دار التقدم 1975-ص(5).
34) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(22)    
35) ماركس – انجلز " البيان الشيوعي " – ترجمة مقارنة عن الألمانية وعلق بقاموس ماركسي على كلماته النظرية والتاريخية . العفيف الأخضر . دار ابن خلدون – الطبعة الأولى 1975 . ( 86-87)
36) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(134)
37) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(70)
38) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(71)
39) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(72)
40) الزيموستفو : بهذا الاسم أسميت لإدارة الذاتية المحلية برئاسة الأعيان في المحافظات الوسطى من روسيا القيصرية .. كان قسم كبير من الزيمستفوات يتألف من المثقفين ذوي الميول الليبرالية : من أطباء ومهندسين زراعيين ومعلمين .
نحو أوائل القرن العشرين اشتدت حركة المعارضة بين الزيمستفويين الليبراليين .. وطالبوا القيصر بإصلاحات ... " مختارات لينين" – المجلد (2) مرجع مذكور ص(606)
41) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(74)
42) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(74) 
43) لينين " الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية " دار التقدم – ص(170)
44) لينين " الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية " دار التقدم – ص(171)
45) لينين " الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية " دار التقدم – ص(165)
46) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(75)
47) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(81)
48) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(81)
49) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(83)
50) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(79)
51) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(86)
52) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(87)
53) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(87)
54) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(88)
55) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(96)
56) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(96)
57) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(242)
58) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(253)
59) نقلاً عن مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(96)
60) مارسيل ليبمان – مرجع سابق -  ص(106)
61) مارسيل ليبمان - اللينينية في ظل لينين - الجزء الثاني - امتحان السلطة – دمشق 1989 تعريب كميل داغر – دار الحصاد . ص(32) .      
                                                        



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في مشروع موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي ال ...
- ديالكتيك إنتاج الهوية الاجتماعية في الفكر الماركسي
- الحلقة المسحورة
- حول المركزية الديمقراطية
- ملاحظات نقدية حول النظام الداخلي الذي أقره المؤتمر التاسع لل ...
- الدولة و السياسة - قراءة في فكر غرامشي
- المجتمع المدني - عودة المفهوم
- في الإديولوجيا والثقافة
- الجامعة في العصر المعلوماتي
- حول الديمقراطية السوفييتية
- موقع رزكار ساحة لاختبار الرأي ، وللإسهام في صياغة مشكلات الي ...
- الوصية الموجهة إلى الهنود - الأفغان
- الماركسية - مقاربة جديدة
- زمنان للأزمة زمن أزمة الحزب الشيوعي السوري وزمن انفجارها
- تناقضات النظام الرأسمالي مستويين لمقاربة أيديولوجيا العولمة
- في نقد المرجعية الفكرية


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نايف سلوم - اللينينية- قراءة نقدية في كتاب مارسيل ليبمان اللينينية في ظل لينين – الجزء الأول