أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الصايغ - زمن لا يعرف العودة














المزيد.....

زمن لا يعرف العودة


مريم الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 03:48
المحور: الادب والفن
    


تقديم :

زمن لا يعرف العودة مشاعر عميقة جدا في داخلي و من محاولات كتاباتي الأولي بمرحلة دراستي الثانوية
ومن عام 1993 وحتى الآن فازت بالكثير من الجوائز الأدبية المصرية والعربية...واليوم أشارككم بها ...
لتتعرفوا علي معشوقتى و لتعرفوا سر المشاعر المختلطة التي تشعرون بها ...

أشتاق للرجوع لهذا الجزء الغالي من كياني ...
لهذه المدينة القابعة داخل أعماق شعوري المسيطرة علي مدخلات قلبي
فلا تستطيع بقعة أخري أن تأخذ من بعض مما أخذت تلك الساحرة الحبيبة...
فكيف ؟ كيف أنسي بقعة زانها الله سحرا يأسرك في حبائلها بمجرد رؤاها...
فلقد تحالفت قوي الطبيعة مع بدع السحر ورسمت لها لوحة نادرة الوجود بل يستحيل تكرارها ...
فأنتي يا معشوقتى يا مدينة السحر والعشق والجمال تحملين علي عاتقك أحلام قارتين ...
أفريقيا السمراء ذات القلوب الشامخة والمعاناة الكبيرة والآمال العريضة للتحرر من قسوة الزمن ووضاعة الطغيان ...
وآسيا بكل فلسفاتها وعلمانيتها وأحلامها بل حتى رواسب الحرمان...
مدينتي ...
كم يدهشني أطفالك فهم ينهلون منكِ مختلف الحضارات والثقافات
فيشبون مختلفين كل الاختلاف ذوي تركيبات فكرية غير متشابهة بل حتى تكاد تكون متنافرة ...
فبحرك يبعث بعرائسه فيسحرن بعضهم ويندهون عليهم بأسمائهم
فينجذبون خلفهن ويعشقونهن ويتركون كل شيء بل يصلون في العشق لتقديم الروح لتلبية نداءا تهن
فيسلمون أنفسهم للبحر طواعية ليقضون الحياة كلا مع محبوبته
التي أسرت قلبه وسلبت عقله فيمضي عمره عاشقا لها.
ومنهم من نداه مكان ما في بقعه ما من الكون ...
فنسي الأهل والأحباب وتراب الأرض المقدسة وأصبح عاشقا للترحال هائما يجول حتى يجد مكانه الذي نداه
فيستقر به لكنه لا يجد به مشتهاة بل يقضي العمر يرثي زمانا ترك فيه أهل وأحباب ولم يجد في الغربة بديلا لهم ...
فيعود ...يعود حيث لا تجدي عودة فيجد أنه خسر حتى رمادهم .
ومنهم من خدعه بريق المال وشهوة سطوته فجال خادما لجمعه وترك كل شيء وتبعه...
ولأن المال سيد قاسي جدا لا يرحم خادمه ولا يحفظ وعوده فقد يمكث معه طويلا أو يسيرا لكنه يتركه أخيرا بعد أن يفقده حتى ذاته فيخسر كل شيء.
ومنهم من جعلوا مرضاة الله طريقهم فسعوا لكل ما يجعلهم يفوزون بها...
فتراهم يسعون لكل خير وتجد منهم عباقرة تسلحوا بالعلم فيكونون ثمرة ناضجة بها كل الخير...
فيمضي العمر ويزدادون مجدا وكرامه ويمتلئون محبة .
وعلي الرغم من اختلاف أبناء مدينتي لكنهم جميعهم تغلب علي قلوبهم سمة الطيبة والإنسانية
تجدهم عندما تجرفهم تيارات العالم أخيرا يعودون من طريقهم ...
فمدينتي غرست فيهم نقاء القلب ورقة الحديث والاعتراف بالخطيئة .
فقولوا لي كيف لإنسان أن ينسي هذه البقعة الغالية أو يستبدلها بأخرى !!!
وهي كالزوجة الغيور التي لا توافق علي وجود أخريات في حياة أحبائها .
لهذا أحملها في كل بقاع الكون وأحلم بها حلم العاشق الملهوف كلما حلمت.
أه يا قلبي مضي سنتان وبضعة أشهر منذ أخر زياراتي لها ...
أستبد بي العشق فذهبت إليها لأرتوي من نبعها ...
ومنذ اللحظة الأولي للقاء عجلات السيارة مع أحضان شوارعها شعر قلبي بإحساس غريب ... مشاعر مختلطة تعتمل داخلي ...
خليط من السعادة و الرهبة والخوف والإثارة ...
عقلي يحدثني بوجود حدث خطير بل جلل ...؟!!
محبوبتى كما هي بل ازدانت جمالا لكن عبيرها مختلف نسيمها تشوبه رائحة غريبة .
لحظات أستسلمت فيها لهواجسي ...ثم ... طردت كل أفكاري وظننتها أوهام البعد وستتلاشى عند اللقاء
فطفت شوارع مدينتي الأفريقية كما يطوف العابد بالأراضي المقدسة لنوال البركة ثم ركبت المعدية
لتقلني لقارة آسيا وذهبت لبيتي قبلت أعتابه فتحت شبابيكه لتستطع أنوار العودة داخله
ونفضت غبار الغربة عنه وعن قلبي ...
وكلمت صديقة الطفولة والصبا التي أخبرتها دقة الهاتف بوجودي في مدينتي ...فعاتبتني لمفاجأتي لها... لسفرها وانشغالها لكنها وعدت بمحاولة تدبير أمورها . ووضعت سماعة الهاتف وأنا مشوشة لا أعرف هل ستأتي صديقتي أم صعقتها مفاجأتي لها ؟؟؟...!!!
ثم كلمت كل صديقاتي وتكرر معهن الحديث `ذاته !!!
وكلمت الأقرباء فعاتبوني علي عدم الزيارات وقلة الاتصالات وخرجت من جميع المكالمات وأنا لا أعرف...
هل سيأتي أحد لزيارتي أم لا ؟... ؟؟؟
ثم بعد قليل عبروا ببابي وكأنهم عابرو سبيل لم يكن لديهم وقت لاحتساء كوب من أي مشروب !!!
فعرفت سر المشاعر المختلطة والإحساس الغريب الذي انتابني ...شيئا ما قد تغير ...؟؟؟
هل ؟؟داخلي ؟أم داخلنا ؟؟أم حولنا ؟
لا..لا..أعرف هل المثل الذي قال : بعيد العين بعيد عن القلب ...صحيح ...؟؟
أم أن الحياة أصبحت قاسية حتى علي الخلان (...آه ...آه يا زمن الجوع والبعد علي فين هتاخدنا وترمينا ...)
أمضيت أجازتي مع معشوقتى أتجول في شوارعها لتمسح دمعتي
وتتذكر معي فرحتي فهي رفيقة دربي و تخصني بكل مشاعر الحب ...
لكن رغم كل اهتمامها ...ورغم استمتاعي بها !!!
لكن شيئا ما قد أنكسر داخلي ...فالأوطان ليست أماكن فقط أو مدن بل أيضا...
خلان وبشر ...آآآآآآآه ...خلان ...أنتم فين يا بشر...
وعرفت أخيرا سر ما قد حدث... وهو.....أننا نعيش ......

( زمن لا يعرف العودة أبدا . )
كليوباترا عاشقة الوطن



#مريم_الصايغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب طريق الإبداع
- ذئاب اتشحت بالوهم
- ياريتني ما خرجت من باب الدار 2
- البنات مش للبيع يا عم الحج
- ياريتني ما خرجت من باب الدار
- همسات عاشق
- حديث الصمت
- أشحن بثالوث الطاقة ونشط فريق المناعة
- عازف السمسمية


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الصايغ - زمن لا يعرف العودة