الحب طريق الإبداع

مريم الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 2471 - 2008 / 11 / 20 - 10:00
المحور: المجتمع المدني
    

نحو بيئة مناسبة لرعاية المبدعين ...
في مجال عملي مع المبدعين بمؤسسة تنمية الإبداع العربي اكتشفت أن هناك الكثير من المبدعين بالفطرة بدون تعب أو مجهود لكن كل منهم بالتأكيد يحتاج لمن يؤمن به ويساعده على اكتشاف إبداعاته
كما يحتاج لتنمية إبداعه ورعايته بطريقة دائمة كالنبات الأخضر الحي الذي يحتاج للماء والضوء للنمو .
لكن كثيرا ما يصطدمون بمن يحبط هذا الإبداع ومن يحقد عليه ومن يحاول أن يحجب شعاع توهجه فتخبو شعلته وتنزوي...
فالمبدع يحتاج لجو مناسب وصالح لرعاية الإبداع ...
كما أن الإبداع بلا سقف ...
و هناك مبدعون تميزوا وبرعوا في عدة مجالات متنوعة معا
فنجد مبدع يجمع بين الرسم والموسيقى والهندسة والكتابة والسياسية وهذا خليط من الإبداعات قام برعايتها الذكاء الشخصي والاهتمام ممن يقومون برعايته
وأيضا شغف المبدع ذاته ومن أروع الأمثلة التي تذكر لتنوع الإبداع دافنشي - وبنيامين فرانكلين فقد جمعا بين تنوع الاهتمامات والإبداع في عدد من المجال والتميز فيها.
لكن الرائع في بعض المبدعين أن الإحباط والقهر يقودهم أيضا للإبداع ويكون متنفس لهم للهروب من الأوضاع المؤلمة التي تحاصرهم
وهذه عظمة الإبداع أن تخلق لك كون آخر خاص بك يخرجك من الإحباط والقهر .
لا أعرف لماذا قديما كانت الفكرة السائدة أن الإبداع يقتصر على أبناء طبقة الأغنياء - ربما لأنهم فقط هم القادرون على الإنفاق على التعلم -
وأن طبقة الفقراء ليست للتفكير والذكاء لكن للعمل الشاق
لكن الرائع أن كثير من أبناء الطبقة الفقرة والطبقة المتوسطة أثبتوا عنصرية هذه الفكرة عندما استطاعوا القيام بالثورات والتغييرات الجوهرية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عبر العصور .
من أهم احتياجات الإبداع انه يحتاج...
* لاكتشاف- * ولرعاية - *ومنهج - * ولسمات شخصية ... تكون لدى المبدع ليتم تنميتها ...
المبدع دائما يكون لديه سمات واضحة ظاهرة يسهل اكتشافها ...
ومن تعاملي مع مبدعين من مختلف الأعمار لاحظت أنه لا توجد سمات محددة للمبدع
بل هناك مجموعة من الصفات أو المتناقضات تخلق الشخصيات المبدعة
لكن لكل مبدع تميزه وتفرده وشخصيته الفريدة ...
فنجد المبدع ...
* إنسان غير تقليدي يتميز بالذكاء – قادر على الإقناع – لدية طلاقه لفظية .
– متعاون أو مستقل - اجتماعي أو يميل للعزلة – تلقائي ويعبر عن نفسه وإبداعه ببساطة ووضوح .
– مندفع - مبتكر – قوي الإرادة .
- صاحب فكر ورؤية- مرن - محبوب أو غير مهتم بمن حوله .
- قادر على التواصل الاجتماعي بسهولة أو عدواني .
– أفكاره مبتكرة ولطيفة - لدية طرق كثيرة وسهلة لحل المشكلات‏ .
- يحب حرية التخيل لا يحب الضغوط – مستقل .
• الأطفال المبدعون يكونون قابلين للتشكيل والحوار وتقبل الجديد
بل يسعون لتعلم كل ما هو جديد ويشتاقون للمعرفة
ولديهم حس إبداعي فطري .
* لهذا لكي نخلق أجيال مبدعة يجب أن نبدأ بتنمية الإبداع لدى الأطفال وخاصة الأطفال الأيتام والمرضى والمعوقين والفقراء
لأنهم يكونون أكثر تعطشا للرعاية وللتعلم للانشغال بما يخرجهم من واقعهم المرير ويحسن طريقة معيشتهم فيكونون أكثر إقبال واجتهاد .
• ولرعاية المبدعين نحتاج لمربين ومتخصصين عطاءهم الأول هو الحب ...
فالطفل الذي يشعر بدفء الحب والحنان والرعاية يتعلم أسهل وابسط وأسرع ...!!!
فطاقة الحب هذه تخرج كنوز إبداعه .
لهذا أنا لا اتفق مع من يدعون أن رعاية المبدعين عملية شاقة وتحتاج للكثير من المال والدراسات والبرامج المعقدة والأجهزة الحديثة والوقت ...
فقد جربت الحب - والعطاء - والحنان - والدعم المعنوي - والإيمان بقدرات الأطفال ...
وكانت النتيجة مذهلة ومتواصلة فكانت أشبه بتدفق الدماء في شرايين المبدعين ...
فقد تناقلت الإبداعات والخبرات عبر مجموعات من الأطفال وعبرت من مجموعة لأخرى فأصبح هناك مسيرة من الإبداع يقودها الأطفال ذاتهم بنقل خبراتهم لأطفال آخرين .
والحقيقة أن عملية تنمية الإبداع هي عملية متكاملة ومستمرة تسعى لتطوير قدرات الطفل الإبداعية
وتحتاج أن يشترك فيها الجميع ...
الأسرة والمدرسة والمتخصصون والمربيين والخبراء والأخصائيين الثقافيين بالمكتبة ...
لتوفير وسائل سمعية وبصرية وأفكار وحوار ومناقشات ومسابقات وبرامج لتنمية حس الابتكار لدي الطفل.
لكن ستظل أهم طرق تنمية الإبداع هي الحب فالمحبة قوية كالموت وتصنع المعجزات ...!!!

#مريم_الصايغ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل