أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فنزويلا الاشتراكية - الوعي أداة قوية وضرورية لإحداث ثورة حقيقية














المزيد.....

الوعي أداة قوية وضرورية لإحداث ثورة حقيقية


فنزويلا الاشتراكية

الحوار المتمدن-العدد: 2471 - 2008 / 11 / 20 - 10:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أطلق الفشل الذي ألحقه الاستفتاء على الدستور المقترح من قبل الرئيس تشافيز في العام 2007 موجة من التحليلات التي بحثت في سبب التراجع الانتخابي الأول الذي يصيب الثورة الفنزويلية. وكان الرئيس تشافيز على رأس من بحثوا في أسباب امتناع عدد كبير من أنصار الثورة عن النزول والتصويت لصالح الدستور المقترح، وبعدها أطلقت حملة ضد المشاكل التي كانت تواجه الفنزويليين في حينها، كالنقص في المواد الغذائية الذي تسببت فيه البرجوازية من خلال قطع الإمدادات عن الأسواق. فقامت الحكومة ببناء عدد من المعامل الاشتراكية لإنتاج الغذاء بكميات كبيرة من أجل سد العجز الذي خلقته فعلة البرجوازية بالإضافة لإقرار عدد من القوانين التي تجرم هكذا أفعال بعقوبات سجن ومصادرات لمرتكبيها.

إلا أنه وبالرغم من فتح جبهات داخلية عدة لمواجهة المشكلات وإبقاء الثورة على الدرب الصحيح والمحافظة على شعبيتها، أكد الرئيس تشافيز على أن المشكلة الأساس إنما تكمن في "الوعي الأيديولوجي". فلم تقم المعارضة بحشد عدد من الأصوات القائلة "لا" للدستور أكثر مما كانت تحشد عادةً، إلا أن التراجع كان في أن جزءاً كبيراً من أنصار الرئيس بقوا في منازلهم واكتفوا بهذا الامتناع دون رفض الدستور معبرين عن أنهم لم يقولوا "لا" لاقتراحات الرئيس تشافيز بل إنهم وبكل بساطة لم يفهموا هذه التعديلات ولم يدركوا على ماذا سيصوتون.
لأجل هذا طالب الرئيس تشافيز مراراً وتكراراً أنصار الثورة بالتركيز على الجانب الأيديولوجي الاشتراكي وشدد مطلبه هذا مؤخراً خلال انطلاق الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا بتوضيحه أن الاشتراكية هي الدرب الذي لا يمكن للثورة البوليفارية أن تمضي بقوة وديمومة من دونه كما أنه لا يمكن أن تكون تلك الاشتراكية بدون "وعي ثوري ووعي اشتراكي".

قرأت في إحدى المرات تعليقاً بأن الرئيس تشافيز يتمنى لو كان الفنزويليون كالكوبيين يعلمون معنى الاشتراكية فلا يضطر لصرف جهد في "شرح الأفكار"، إلا أن قول كهذا ينم عن جهل بحقيقة أحداث الثورة الفنزويلية. فاشتراكية القرن الواحد والعشرين مختلفة إلى حد كبير عن النظم الاشتراكية التي سادت في القرن الماضي والتي لا تزال بعضها مستمرة كما في كوبا، فالكوبيون يعرفون ما تعنيه الاشتراكية إلا أنهم لا يجيدون ممارسة اشتراكية القرن الواحد والعشرين.

قبل تناول الوعي الشعبي في فنزويلا، علينا أن نفهم طبيعة الثورة التي تحدث أمامنا، فنحن لسنا أمام ثورة تقودها أقلية وتفرض ديكتاتورية البروليتاريا بأن تجعل من أيديولوجيتها الفئوية الأيديولوجيا الوحيدة والمفروضة على المجتمع، فحتى المفاهيم التي اعتدنا عليها وعلى معانٍ محددة لها كالثورة وديكتاتورية البروليتاريا وحتى العلاقة مع الدين، نجدها في فنزويلا بشكل آخر، نجدها كما تطرحها اشتراكية القرن الواحد والعشرين من خلال "النشاط الثوري، النقدي-العملي" كما وصفه كارل ماركس.

ولأجل هذا فإن صعوبة رفع وتيرة الوعي الشعبي في فنزويلا بخصوص الاشتراكية تحديداً تكمن بأنه لا يمكن فرض تدريسها كما لا يمكن أن تقر من السلطة السياسية لتصبح أمراً واقعاً مفهوماً، ففي فنزويلا أي قانون لا تفهمه الغالبية سيكون ضعيفاً من الناحية التطبيقية أولاً ومن الناحية الشرعية ثانياً. فالسلطة ستكون عاجزة عن حماية قوانينها ذات الطابع الاشتراكي أمام معارضة تعتبر العنف وسيلةً ديمقراطيةً، فإن لم يدرك التشافيزيون أهمية أي قانون بالنسبة لهم فإنهم لن يرهبوا أعداء الثورة بإصرارهم على إقراره والدفاع عنه، بل سيتراجعوا عن حمايته أو يعبروا عن عدم فهمه بالامتناع عن تأييده بأي صورة كانت. وإن أقر أحد القوانين دون ثورة القطب المعارض فإن هذا لا يعني بأنه سيطبق بشكل سليم، فمن يطبق القانون ليس عليه فقط أن يفهم القانون بل أن يفهم روح القانون وغاياته وأسبابه والآثار التي قد تترتب عليه. وكمثال قريب، لدينا حزمة القوانين التي أقرها الرئيس تشافيز بمراسيم رئاسية في اليوم الأخير من فترة الصلاحية التي منحته إياها الجمعية الوطنية لإصدار مراسيم تشريعية، فعقب إقرار تلك المراسيم المأخوذة من الدستور الذي لم يتم إقراره، أجري مباشرةً استطلاع للرأي للوقوف عند مستوى فهم هذه القوانين وكانت النتيجة بأن الغالبية الفنزويلية لا تعارض ولا توافق عليها لأنها لا تفهمها ولا يعلمون ما الذي تعنيه، فشرع الحزب الاشتراكي الموحد مباشرةً بإقامة منتديات نقاشية في الشوارع والأحياء الفنزويلية في المناطق كافة وحث أعضاؤه على شرح تلك القوانين للرأي العام الفنزويلي، علماً بأن هذه القوانين قد أقرها الرئيس وإن رأي الشعب فيها، في ظل أي نظام آخر سواء أكان ديمقراطياً أو استبدادياً، لن يقدم ولن يؤخر على مصيرها إلا أننا في ظل حالة خاصة.

نحن أمام ثورة تفهم بأن القانون لا تحميه السلطة فحسب، وتعي بأن القانون ليس حبراً على ورق دمغت عليه مجموعة من الأختام، بل هو تشريع لا يضمن خروجه للحياة ولا يحقق غاياته سوى شرعية القبول الشعبي، وهذه شرعية لا تمنح إلا بعد فهم القانون وأهدافه وفوائده، وهكذا وعي لا يكون بالقمع والإرهاب والإكراه فيكون وعي يمهد لردة نحو الرأسمالية، بل هو وعي اشتراكية القرن الواحد والعشرين، وعي بقدر ما يتطلب من صعوبة ليترسخ في العقول بقدر ما يكون عنيداً في الثبات فيها.

إن الوعي في ظل الثورة الاشتراكية في فنزويلا، الوعي في خضم ثورة اشتراكية القرن الواحد والعشرين، هو وعي ينمو وينضج ويستمر بالرقي من خلال الممارسة الثورية التي تصنع من تجارب الماضي قاعدة لكل استيعاب وتضيف لتلك القاعدة بناءً مصنوعة حجارته من تجاربها الثورية وممارساتها الملموسة البعيدة عن أوهام وترهات الماضي لتشطب من قاموسها أي ذكر لعبارة "الإكراه لترسيخ الوعي الطبقي" وليحل مكانها كما قال الرئيس سعي لإثراء "الوعي الذي لا يتوقف عن النمو" بطرائق ثورية تحفظ الثورة من التقهقر والتقوقع "بتغذية ذاك الوعي بالنقاش والمعرفة ونقد الذات، فالوعي أداة قوية وضرورية لإحداث ثورة حقيقة".



#فنزويلا_الاشتراكية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهداف بوليفيا كجزء من استهداف اليسار اللاتيني
- فيديل كاسترو: الاشتراكية الديمقراطية
- محاولة انقلابية جديدة تستهدف الثورة الفنزويلية وقائدها
- أزمة الرأسمالية ونجاح الاشتراكية
- افتتاحية العدد الثاني
- إصلاحية، بيروقراطية و..ثورية!
- لتعديلات الاشتراكية الراديكالية تقر بطريقة جديدة
- أزمة بوليفيا
- دور الإعلام الأهلي في دمقرطة الثورة الفنزويلية
- رسالة فنزويلا الاشتراكية/ الافتتاحية


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فنزويلا الاشتراكية - الوعي أداة قوية وضرورية لإحداث ثورة حقيقية