أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - الحجاب والإسترينج














المزيد.....

الحجاب والإسترينج


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 762 - 2004 / 3 / 3 - 09:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


  عندما قررت فرنسا صدور قرار بمنع الحجاب في المدارس الثانوية فلها أسبابها التي يقبلها كل ذي عقل سليم، ففرنسا لم تمنع الحجاب لأنها ضد الإسلام أو المسلمين، إذ لو كان الأمر كذلك لمنعته بصفة نهائية سواء في المدارس أو غير المدارس،ولا أعرف ماذا كان سيفعل المتأسلمون لو أصدرت فرنسا قراراً بمنع الحجاب نهائياً في فرنسا؟ ولكن منع الحجاب من المدارس والمعاهد كان للأسباب التي أعدها "تقرير الحكماء" برئاسة "برنارد ستاذي" وسيط الجمهورية، أو ما يمكن وصفه بأنه رئيس ديوان شكاوى الجمهورية، فوجدوا أن طالبة متحجبة في معهد اللغات الشرقية ترفض اجتياز امتحان الشفاهى لأنه تعتبر انفرادها بالأستاذ الممتحن خلوة، وسيكون ثالثهما الشيطان وربما يغتصبها الأستاذ، ولأنهم وجدوا أن نساء محجبات يدخلن المستشفيات للعلاج ولا يسمحن لطبيب بمعالجتهن، ولأنهم وجدوا أن بعض الشباب يقسم الفصل الدراسي قسمين حتى لا يقع الاختلاط بين الجنسين، ولأنهم وجدوا في حصص التعرف بالأديان الكبرى التي تخصصها وزارة التربية لنشر روح التسامح بين الأديان أن طلبة وطالبات من المسلمين يفرضون على الأستاذة أن تقسم أولاً أنها طاهرة وليست في حالة حيض قبل أن تبدأ الدرس عن الإسلام، ولأنهم وجدوا أن الطلبة يفرضون على الأساتذة إيقاف الدرس ليتمكن الملتحون والمحجبات من أداء الصلاة، وأحياناً يتطوع أحد الطلبة بإعطاء درس في الوعظ والإرشاد،ولأنهم وجدوا أن الطالبات المتحجبات يرفضن الذهاب إلى حمامات السباحة لأنهن يرفضن اردتداء المايوه لأن جسد المرأة عورة. لهذه الأسباب وغيرها كثير كان على فرنسا العلمانية أن تصدر قانوناً يمنع أي رمز ديني حفاظاً على علمانيتها التي ضحت بالكثير حتى وصلت إليها، وهي ليست على استعداد أن تضحي بها من أجل عيون أية جالية كانت.
ففرنسا ليست ضد الحجاب ، وليست ضد الإسلام أو المسلمين كما صورها البعض، فرنسا ضد التطرف أياً كان نوعه في أي مجال، سواء في الفكر أو في الدين أو حتى في الفن، وديننا الحنيف يحثنا على الوسطية وعدم التطرف قال تعالي:"وكذلك جعلناكم  أمة وسطا لتكون شهداء على الناس يوم القيامة"[البقرة 143]،فشهادتنا على الناس يوم القيامة مشروطة بالمحافظة التامة على وسطيتنا، وهذا وحده كاف على بيان مدي التطرف الديني الذي يجردنا من وسطيتنا أي اعتدالنا وابتعادنا عن التكفير، والدليل على أن فرنسا ترفض التطرف والمبالغة منع وزير التعليم الفرنسي وبدون حاجة لقانون في أول أكتوبر الماضي بعض التلاميذ من الذهاب إلى المدرسة وهم يرتدون بانطلونات بلاستيك شفافة تظهر ملابس داخلية خليعة معروفة باسم "السترنج"، فلو كانت فرنسا ضد الحشمة والوقار ومع العري كما يدعي المتأسلمون لماذا منعت أبناءها المراهقين من الذهاب إلى المدارس بهذه الملابس الخليعة؟ لأن عدو فرنسا شيراك الديمقراطية العلمانية يتلخص في كلمة واحدة وحيده هي "التطرف".
 من أجل ذلك لم تقبل أن يفرض بعض المهووسين أفكارهم الرجعية على مجتمعها المنفتح، انطلاقاً من حيادها الديني، ولو كان المتطرفون من الأقلية المسلمة واعون  بما فيه الكفاية لكانوا الأكثر حرصاً على الدفاع عن هذا الحياد الديني في المؤسسات التعليمية ، فماذا يريد المتطرفون من فرنسا بعد أن سمحت لملايين المهاجرين المسلمين وغير المسلمين بالإقامة على أرضها وكفالة حقوقهم كاملة وقدمت خدماتها للجميع من مبدأ المساواة، فبدل من أن ينصرف متأسلمونا لمعرفة أسباب التطرف لمحاربته وتحسين صورة المسلمين خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، شرعوا في الطعن في نوايا الحكومة الفرنسية واتهامها بمحاربة الإسلام والمسلمين، فلماذا نكره فرنسا والغرب الذي نتمتع فيها بحقوق ومساواة لا نحلم بها في أوطاننا المسلمة؟!



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكره فرنسا الإسلام والمسلمين؟!
- مشكلة المتأسلمين مع شيخ الأزهر ليست في الحجاب بل في تصفية ال ...
- رداً على واصف منصور: الأمية ليست فضيلة بل رذيلة وأمة اقرأ لا ...
- د. سيد القمني في حديث غني - إصلاح الإسلام فرض وواجب حتى لا ن ...
- نداء إلى نساء العراق لا قهر ولا وصاية للمرأة بعد اليوم
- د. سعد الدين إبراهيم مثال لمثقف القرن الحادي والعشرين يجب أن ...
- حمداً لله أن الحقد الإسلاموي الأعمى لم ينفجر في -الأحداث الم ...
- حديث صريح جداً مع الرئيس السابق صدام حسين
- صدق أو لا تصدق الشيخ يوسف القرضاوي يتزوج بطفلة تصغره بستين ع ...
- حوار مع الدكتور محمد عاطف أحمد السيد طنطاوى
- الحجاب- ما له وما عليه
- النوم في العسل و التفكير بالوهم
- 13/12/2003 يوم سيذكره التاريخ
- حديث مع مربي الأجيال المفكر جمال البنا- شقيق حسن البنا- العل ...
- فريدة النقاش في حديث صريح - نحن في حاجة إلى تأويل النص الدين ...
- الموقع الضرورة
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس مبارك من أجل وقف مسلسل العنف الكريه ...
- مؤرخ مصر المعاصرة: الدكتور رفعت السعيد في حديث مثير وعميق
- رسالة إلى روح دلال..!
- بل هناك -اجتهاد- مع النص!


المزيد.....




- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - الحجاب والإسترينج